8 معلومات عن العنف الأسري ضد الأطفال وكيفية حلها نهائيًا

تنتشر ظاهرة العنف التي تهدد أمن الأطفال وسلامتهم، حيث أنها تعتبر أمر غير معلن أو مصرح به، كما يعاني الأطفال من ممارسات تمس حقوقهم النفسية أو الجسدية وتسبب لها الأذى والإنتهاك، ويتعدى ذلك إلى حقوقهم الجنسية أيضًا.

بناء على ما سبق سيتطرق مقال هذا اليوم إلى العنف الأسري ضد الأطفال، ‏وسنتناول أيضًا أنواع العنف ضد الأطفال بالإضافة إلى الآثار الناتجة عن ممارسة العنف على الأطفال وكذلك الطرق المناسبة للتخلص من ظاهرة العنف ضد الأطفال.

تعريف العنف

  • يعد العنف ظاهرة قديمة انتشرت على مر التاريخ، وينتج عن العنف مشاكل عديدة للأطفال بحيث يجعلهم يعانون من تبعاته، كما أن آثار العنف قد لا تزال مستمرة في ظهورها على مختلف المراحل التي يمر بها الطفل في حياته.
  • نمو الطفل وبنيته وانفعالاته وتكوينه ومسالكه وانطباعاته وسلوكياته تتأثر بالعنف الواقع عليه، ‏وفي أغلب الأحيان تبقى أثار العنف راسخة في أذهان الأطفال على مدى الحياة.
  • يقود العنف إلى مشاكل عديدة تبدأ في الظهور من مرحلة الطفولة إلى المراحل العمرية المتقدمة، كما يشمل ذلك ما يتسبب له الأطفال المعنفون من اكتئاب وأزمات نفسية.
  • يعد العنف الأسري أنه مجموعة من النشاطات والأفعال والتصرفات التي تمارس على أحد أفراد الأسرة والتي قد تكون بشكل مباشرة أو غير مباشر.
  • العنف الأسري هو تصرفات يتم توجيها نحو أي فرد في الأسرة وتستهدفه بهدف الإيذاء الجسدي أو النفسي.
  • كما قد يشمل العنف الأسري إيقاع الأذى اللفظي أو التسبب في أذى جنسي لأي قطب في الأسرة.

شاهد ايضًا : علاج الخوف الداخلي عند الأطفال

تعريف العنف الأسري ضد الأطفال

  • في معظم الأحيان تكون أفعال العنف الأسري موجهة لأضعف الأفراد داخل الأسرة، والقطبين الأضعف دائمًا هم المرأة والطفل.
  • إن استخدام القوة داخل الأسرةِ يعتبر من الممارسات العنيفة وكأحد أشكال العنف، لا سيما في حال استخدام القوة من قبل أحد الأشخاص البالغين في الأسرة وممارستها على المرأة أو الطفل.
  • كما أن العنف الأسري يشمل التسبب في الإيذاء النفسي أو البدني والذي قد يصاحبه أو ينتج عنه أي أضرار سواء كانت مادية أو معنوية مخالفة للقانون وتستوجب العقوبة.
  • أما بالنسبة للعنف الأسري الممارس ضد الأطفال بأنه فيعرف على أنه مجموعة من السلوكيات والأفعال التي تمس بأمن الأطفال وتهدد استقرارهم النفسي والجسدي.
  • كما يشمل العنف الأسري أي سلوكيات فيها استخدام للقوة أو تتسبب في الأذى النفسي أو البدني الذي يعترض الوسط الأسري من قبل ولي الأمر سواء كان الأبوين أو أحد القائمين على الإهتمام بالأطفال ورعايتهم.
  • يشمل العنف الأسري أيضًا كل أشكال العقاب سواء كان جسديًا إما بالضرب المبرح أو الضرب المقصود، أو معنويًا مثل أفعال السخرية واستحقار الأطفال وإهانتهم والإستهزاء بهم.
  • كما يشمل العنف الأسري ضد الأطفال عدم الإهتمام برعايتهم على الوجه المطلوب، أو التقصير في توفير متطلباتهم سواء كانت صحية أو نفسية أواجتماعية أوجسمية.
  • إضافة إلى أن استغلال الأطفال في أعمال تفوق طاقتهم من صور العنف الموجه ضد الأطفال.

أنواع العنف ضد الأطفال

  • يشمل العنف الذي يستهدف الأطفال عدة أنواع منها:

الإيذاء البدني:

  • واحدا من أشكال العنف المصاحب لسلوك مقصود يمارسه أحد الوالدين داخل الأسرة أو كلاهما.
  • كما يمكن أن يمارس الإيذاء البدني من قبل أي شخص داخل الوسط الأسري للطفل.
  • وغالبا ما ينتج عن هذا السلوك إيذاء الطفل جسديًا، أو إلحاق الضرر به بدنيًا بشكل مباشر مثل الضرب أو التسميم أو عن طريق الحبس أو الحرق أو حتى الربط أو كل ما ينتج عنه التسبب بألم لدى الطفل.
  • وقد يمارس الأذى البدني على الطفل بشكل غير مباشر مثل حرمانه من الدواء أو عدم تأمين العلاج له، وكذلك منع الأكل عنه أو تقديمه له بشكل غير كافي أو التقصير في منع الأذى عنه.

شاهد ايضًا : طرق تنمية ذكاء الطفل والتركيز عند الأطفال

الإيذاء النفسي:

  • ويشمل الأذى النفسي كل الأنماط السلوكية المتعمدة والتي يقوم بتوجيهها الآباء أو أي من أفراد الأسرة على الطفل داخل البيئة الأسرية، أو كل ما ينتج عنه الألم النفسي أو إيذاء صحة الطفل النفسية.
  • وهناك عدة أنماط للأذى النفسي التي قد يعاني منها الطفل داخل أسرته مثل الإيذاء اللفظي أو التهديد وتعريضه للخوف ونبذه أوتحقيره والسخرية منه وإهماله.
  • كما أن سلوكات التمييز والتفرقة والمقارنة بين الأطفال في الأسرة من أشكال الإيذاء النفسي، هذا إلى جانب الحرمان من العطف أو الإمتناع عن إظهار المحبة والحنان وكذلك توكيل مهام غير واقعية للطفل، أو أي عمل يصعب عليه القيام به.

الإيذاء الجنسي:

  • ويعد الإيذاء الجنسي من أنواع العنف الممارس على الأطفال، ويشمل الإيذاء الجنسي للطفل عن طريق استغلاله جنسيًا بالفعل أو ربما من قبل أحد الأشخاص في الأسرة بقصد الإشباع الجنسي.
  • ويكون الإيذاء الجنسي للطفل إما عن طريق الإتصال الجنسي إما غصب عنه أو عن طريق التحايل عليه من بعض الأشخاص الأكبر منه في السن.

آثار العنف الأسري على الأطفال

  • يلاحظ أن هناك مجموعة من الآثار تظهر بشل واضح في مستقبل الأطفال الذين تعرضوا للعنف سواء كانت هذه الآثار نفسية أو بدنية أو اجتماعية أو انفعالية.
  • تتفاوت نسب ودرجات آثار العنف لدى الأطفال بالإعتماد على المرحلة النمائية أوالعمر الذي عانى فيه الطفل من العنف، كما تعتمد على نوع العنف الذي تعرض له الطفل.
  • ومن الآثار التي سجلها الباحثون نتيجة ممارسة العنف على الأطفال أن العنف يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس عند الأطفال، مما يقود إلى شعور الطفل بالخوف والتردد عند الإقبال على القيام بأي عمل.
  • لا يقتصر العنف الذي واجه الطفل على ما يصدر عنه من أفعال داخل المنزل، بل ينعكس أيضًا على سلوكياته وأفعاله خارج المنزل، ولا سيما في المدرسة أو الشارع.
  • يفرغ الطفل الذي تعرض للعنف هذا العنف في صورة تصرفات أو سلوكيات سيئة وطباع غير مرغوب فيها.
  • تؤدى ممارسة العنف على الأطفال إلى جعل أولئك الذين عانوا من العنف إلي الوصول إلى مرحلة تشبعهم فيه، بحيث يلجأن إليه كأول حل للمشكلات التي يعترضونها في حياتهم العملية، هذا بالإضافة إلى تعزيز نوبات الغضب لديهم.
  • يزيد العنف الأسري من شعور الطفل بالإحباط، ويجعل شخصيته أكثر ضعفا، وبالتالي يؤثر سلبيا على إنجازاته في كل مجالات الحياة في المستقبل.
  • قد يصبح الطفل المعنف ذا شخصية متمردة، بحيث يقوم برفض غير المبرر لآراء أو قرارات دون أن يبدي أي من الأسباب أو الحلول البديلة.
  • تسيطر الشخصية المتمردة على حياة الطفل وواقعه بشكل كبير في حال تقدمه في العمر.

كيفية الحد من العنف الأسري الموجه للأطفال

  • يمكن الحد من العنف الأسري الممارس على الأطفال عن طريق القيام بالتعريف بمخاطر العنف الذي يستهدفهم وأضراره على الأطفال.
  • وكذلك نشر أشكال العنف وأنواعه، وتوعية المجتمع والأوساط الأسرية عن طريق وسائل الإعلام والمؤسسات المجتمعية، مثل المدارس والجامعات والمساجد ودور الشباب.
  • سن القوانين والأحكام الخاصة بالأطفال المعنفين بحيث تضمن حقوقهم.
  • المتابعة المستمرة للأطفال المعنفين والذين عانوا من العنف، والحرص على دعمهم نفسيًا عن طريق برامج الإرشاد النفسي في المدارس وكافة المؤسسات التعليمية وخلال مراحلهم العمرية المختلفة.
  • عقد جلسات التوعية منتظمة بالإضافة إلى تقديم الدورات التأهيلية بشكل دوري للأسرة وأولياء الأمور، لتعريفهم بآثار العنف وصوره ومخاطره على الأطفال.
  • توعية الأسر بأهم طرق وأساليب التنشئة الصحيحة، وكيفية التعامل مع الأطفال وتوجيهم بشكل إيجابي دون تعريضهم للعنف.
  • الحد من ظاهرة العمل للأطفال الذين لم يبلغوا سن العمل القانوني واستغلالهم، والتعميم على جميع المؤسسات المجتمعيّة والأهالي وأرباب العمل.
  • دعم الأطفال المعنفين جنسيا وتقديم المساندة الإجتماعية بكافة أشكالها وبأعلى مستوياتها تجاه الأطفال الذين يواجهون الإعتداء والعنف الجنسي وذلك لمدى تأثير الأضرار التي تؤذى نفسية الطفل واتجاهاته ومستقبله.

شاهد ايضًا : متى يتناول الطفل الرضيع الكالسيوم وفيتامينات

وختامًا فإن مقالنا هذا قد تناول موضوع العنف الأسري الممارس على الأطفال، وتطرقنا أيضًا إلى التعرف على مدى تأثير العنف على شخصيتهم ومستقبلهم، وكذلك كيفية الحد من ظاهرة العنف الأسري والتعرف على صوره وأشكاله، نتمنى لكم أسعد الأوقات.

مقالات ذات صلة