قصة عن فضل الاستقامة

قصة عن فضل الاستقامة نعرضها في مقال اليوم على موقع mqall.org، حيث يضم خلق الاستقامة بين ثناياه خير الدنيا والآخرة.

فيمكن اختصار جميع العبادات والطاعات فيه، فالاستقامة تعبر عن التزام الشخص بما أمره به الله وبعده عما نهى عنه الله سبحانه وتعالى.

قصة عن فضل الاستقامة

التاريخ الإسلامي غني بالقصص التي توضح فضل الاستقامة التي كانت متأصلة في النفوس المؤمنة آنذاك، وتمكنت من تجسد الاستقامة في أفضل صورها، ولعل خير ما يعبر عن فضل الاستقامة قصة الصحابي بلال بن رباح:

  • كان سيدنا بلال في بداية ظهور الإسلام عبد، لذا فعندما عَلِمَ سيّده بإسلامه قرر أن ينتقم منه بأخذهُ إلى الصحراء في الأيام شديدة الحرارة خلال ساعة الظهيرة.
  • كان يضع فوق صدره صخرة سوداء كبيرة الحجم، وكان في مقابل العفو عنه والتوقف عن تعذبيه أن يقوم بسب ربه والرجوع عن دينه، ولكن قلب سيدنا بلال كان غني بالاستقامة لذلك لم يتخلى عن دينه.
  • كان سيدنا بلال يصرخ ويقول أحدٌ أحد بلسانه، ولكنه في الحقيقة كان يطلب الفرج من الله وحده لا شريك له، وجاء في النهاية الفرج من الله على يد سيدنا أبو بكر الذي ابتاعهُ وأعتقهُ لوجه الله -تعالى-.

شاهد أيضا: المقامات في القرآن الكريم

معنى الاستقامة

يقصد بالاستقامة التزم المسلم بطاعة الله سبحانه وتعالى، ورسوله -صلى الله عليه وسلّم-؛ وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (قل آمنتُ باللهِ، ثُمَّ استَقِم)، فهي مفتاح النجاة في الدنيا، وخير سبيل لجنة الآخرة.

ويقصد بالاستقامة أيضاً الثبات على الطريق المستقيم بعيد عن الانحراف أو الاعوجاج من خلال الحفاظ على الطاعات الظاهرة والباطنة بدون تلوثها بتقصير أو تطرف، والبعد عن المعاصي والمنكرات.

وسائل تحقيق الاستقامة

للوصول إلى الاستقامة يجب أن يبذل المرء الكثير من الجهد، وفيما يلي وسائل من شأنها أن تعين على الوصول لها، ومنها:

  • قراءة القرآن الكريم بتدبر، والحرص على فهم آياته ومعرفة معانيه، فالقرآن دائماً يهدي للتي هي أحسن وأقوم حيث يقول الله عز وجل ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).
  • المُحافظة على تأدية الطاعات في أوقاتها ومجاهدة النفس دائماً لتجنب ضياعها حيث يقول الله عز وجل: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾.
  • الرجوع إلى قصص الأنبياء وأخذ العبرة والعظة منها، حيث ورد في كتاب الله العزيز القرآن الكريم العديد من القصص التي تثبت الأقدام وتربط على القلوب حتى في أصعب الأوقات، حيث قال -تعالى-: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾.
  • سؤال الله الثبات بكثرة وإلحاح، فقد كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: (يُكثرُ أن يقولَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبِي على دينِك فقلت يا نبيَّ اللهِ آمنَّا بك وبما جئتَ به فهل تخافُ علينا؟ قال نعم إن القلوبَ بينَ إصبعينِ من أصابعِ اللهِ يُقلِّبُها كيفَ يشاءُ).
  • الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى بهدف استشعارٌ عظمتهِ ومعيّته بناءً على قوله -سبحانه وتعالى-: ﴿يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

اقرأ أيضا: مظاهر الاستقامة في الحياة 

فوائد الاستقامة

يترتب على الاستقامة نيل المسلم العديد من الفوائد ومنها:

  • السعادة في الدنيا والحصول على توفيق الله سبحانه وتعالى والدليل قوله -تعالى-: ﴿وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا﴾.
  • بشرى للمستقيم بنيل الجنة حيث تبشر الملائكة المؤمن كما في قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾.
  • استقامة القلب والجوارح، ونيل ثقة الناس ومحبتهم.
  • زيادة اليقين بوجود الله عز وجل والحصول على رضا الخالق.
  • استحقاق الكرامة من الله سبحانه وتعالى.
  • ‏الفوز بأفضل الأعمال بالأخص تلك التي نداوم عليها.
  • ردع الشهوات.
  • دليل على حسن الإسلام وكمال الإيمان.

الأسباب المعينة على الاستقامة

يوجد أمور تبدو استثنائية وغير مهمة لكنها بالرغم من ذلك تؤثر على استقامة الشخص وتعينه على ذلك ومنها:

  • الإكثار من الأعمال الصالحة التي تعين على صلاح قلب العبد وتبعد عنه مشقة النفس.
  • تعلم العلم النافع الذي يزيد من استقامة المرء ويرشده إلى الطريق الصحيح.
  • ‏اختيار الصحبة الصالحة التي تساعد على الاستقامة وتشجع على فعل الخيرات وتزيد من الثبات.
  • التيقن من مراقبة الله عز وجل للمرء في كل صغيرة وكبيرة.
  • ‏الدعاء والإلحاح على الله سبحانه وتعالى في طلب الهداية.
  • ‏التوبة النصوحة والندم ومحاسبة النفس، والتوقف عن العودة إلى المعصية.

آيات عن الاستقامة

جاء ذكر الاستقامة في أكثر من آية في كتاب الله العزيز القرآن الكريم، وفيما يلي نعرض بعضاً منها:

  • قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.
  • قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
  • قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
  • قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}.
  • قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
  • قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا* إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا* يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا}.

شاهد من هنا: خطبة عن الاستقامة مكتوبة

قصة عن فضل الاستقامة توضح لنا المعاني العظيمة الموجودة في هذه الكلمة الجامعة لكل ما دعا إليه الله سبحانه وتعالى عبده.

وما حث عليه معلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم، وشاملة لجميع النواهي الذي طلبنا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بتجنبها.

مقالات ذات صلة