شعر أبي تمام في المدح

شعر أبي تمام في المدح، يعرض لكم موقع مقال mqall.org شعر أبي تمام في المدح بالتفصيل، حيث يسمى الشاعر الكبير أبي تمام بحبيب الطائي، أحد الشعراء القدامى والمشهورين خلال العصر العباسي، بالإضافة إلى أنه يعد من أمراء البيان.

وقد كان يتمتع أبي تمام بالكلام الفصيح، والعبارات عميقة المعنى، التي تتميز بالأسلوب البلاغي الرائع والفريد من نوعه، وقد قام بإنشاء الكثير من القصائد الشعرية في الغزل، والمدح، ولذا نعرض بعضًا من قصائد المدح بالسطور التالية.

شعر أبي تمام في المدح

كانت أشعار المدح عند أبي تمام من الأشعار التي تحتاج إلى إبداع وابتكار، ولذلك كان يحرص بشكل دائم على كتابة أشعار المدح بصورة مختلفة وفريدة عن نوعها، مقارنة بالقصائد الشعرية في المدح لدى الشعراء الآخرين من نفس عصره، وفيما يلي شعر أبي تمام في المدح:

السَيف أَصدَق أَنباءً مِنَ الكتبِ.

في حَدِّهِ الحَد بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ.

بيض الصَفائِحِ لا سود الصَحائِفِ في.

متونِهِنَّ جَلاء الشَكِّ وَالرِيَبِ.

وَالعِلم في شهبِ الأَرماحِ لامِعَةً.

بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشهبِ.

أَينَ الرِوايَة بَل أَينَ النجوم وَما.

صاغوه مِن زخرفٍ فيها وَمِن كَذِبِ.

تَخَرصاً وَأَحاديثاً ملَفَّقَةً.

لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عدَّت وَلا غَرَبِ.

عَجائِباً زَعَموا الأَيّامَ مجفِلَةً.

عَنهنَّ في صَفَرِ الأَصفارِ أَو رَجَبِ.

وَخَوَّفوا الناسَ مِن دَهياءَ مظلِمَةٍ.

إِذا بَدا الكَوكَب الغَربِي ذو الذَنَبِ.

وَصَيَّروا الأبراج العليا مرَتَّبَةً.

ما كانَ منقَلِباً أَو غَيرَ منقَلِبِ.

يَقضونَ بِالأَمرِ عَنها وَهيَ غافِلَة.

ما دارَ في فلكٍ مِنها وَفي قطبِ.

لَو بَيَّنَت قَط أَمراً قَبلَ مَوقِعِهِ.

لَم تخفِ ما حَلَّ بِالأَوثانِ وَالصلبِ.

فَتح الفتوحِ تَعالى أَن يحيطَ بِهِ.

نَظم مِنَ الشِعرِ أَو نَثر مِنَ الخطَبِ.

فَتح تَفَتَّح أَبواب السَماءِ لَه.

وَتَبرز الأَرض في أَثوابِها القشبِ.

يا يَومَ وَقعَةِ عَمّورِيَّةَ اِنصَرَفَت.

مِنكَ المني حفَّلاً مَعسولَةَ الحَلَبِ.

أَبقَيتَ جَدَّ بَني الإِسلامِ في صَعَدٍ.

وَالمشرِكينَ وَدارَ الشِركِ في صَبَبِ.

أم لَهم لَو رَجَوا أَن تفتَدى جَعَلوا.

فِداءَها كلَّ أمٍّ مِنهم وَأَبِ.

وَبَرزَةِ الوَجهِ قَد أَعيَت رِياضَتها.

كِسرى وَصَدَّت صدوداً عَن أَبي كَرِبِ.

بِكر فَما اِفتَرَعتَها كَف حادِثَةٍ.

وَلا تَرَقَّت إِلَيها هِمَّة النوَبِ.

مِن عَهدِ إِسكَندَرٍ أَو قَبلَ ذَلِكَ قَد.

شابَت نَواصي اللَيالي وَهيَ لَم تَشِبِ.

اقرأ أيضا: قصائد المتنبي في المدح

أجمل شعر أبي تمام في المدح

كان يعرف الشاعر أبي تمام بكونه أحد أفضل شعراء المدح للأمراء وأيضًا الخلفاء، نظرًا لتميز قصائده الشعرية في المدح عن قصائد غيره من شعراء نفس المجال، فقد كان يستخدم المعاني القوية والأساليب البلاغية المبدعة الغير مكررة، والآتي أجمل شعر أبي تمام في المدح:

طَــلَلَ الجَــمـيـعِ لَقَـد عَـفَـوتَ حَـمـيـدا.

وَكَـــفـــى عَــلى رزئي بِــذاكَ شَهــيــدا.

دِمَــن كَــأَنَّ البَــيــنَ أَصــبَــحَ طـالِبـاً.

دَمِــــنــــاً لَدى آرامِهــــا وَحـــقـــودا.

قَــرَّبــتَ نــازِحَـةَ القـلوبِ مِـنَ الجَـوى.

وَتَــرَكــتَ شَــأوَ الدَمـعِ فـيـكَ بَـعـيـدا.

خَـضِـلاً إِذا العَـبَـرات لَم تَـبـرَح لَها.

وَطَــنــاً سَــرى قَــلِقَ المَــحَــلِّ طَـريـدا.

أَمَــواقِــفَ الفِـتـيـانِ تَـطـوي لَم تَـزر.

شَــرَفــاً وَلَم تَــنــدب لَهــنَّ صَــعــيــدا.

أَذكَـرتَـنـا المَـلِكَ المضَلَّلَ في الهَوى.

وَالأَعـــشَـــيَــيــنِ وَطَــرفَــةً وَلَبــيــدا.

حَـلّوا بِهـا عـقَـدَ النَـسـيـبِ وَنَـمنَموا.

مِــن وَشــيِهــا حــلَلاً لَهــا وَقَــصـيـدا.

راحَــت غَـوانـي الحَـيِّ عَـنـكَ غَـوانِـيـاً.

يَـــلبَـــســـنَ نَـــأيــاً تــارَةً وَصــدودا.

مِــن كــلِّ سـابِـغَـةِ الشَـبـابِ إِذا بَـدَت.

تَــرَكَــت عَـمـيـدَ القَـريَـتَـيـنِ عَـمـيـدا.

أولِعــنَ بِــالمــردِ الغَــطــارِفِ بـدَّنـا.

غـــيـــداً أَلِفـــنَهـــم لِدانــاً غــيــدا.

أَحـلى الرِجـالِ مِـنَ النِـسـاءِ مَـواقِعاً.

مَـــن كـــانَ أَشـــبَهَهـــم بِهِــنَّ خــدودا.

فَـاطـلب هـدوءً بِـالتَـقَـلقـلِ وَاِسـتَثِر.

بِــالعـيـسِ مِـن تَـحـتِ السهـادِ هـجـودا.

مِــن كــلِّ مــعـطِـيَـةٍ عَـلى عَـلَلِ السـرى.

وَخــداً يَــبــيـت النَـوم مِـنـه شَـريـدا.

تَــخــدي بِــمــنــصَــلِتٍ يَــظَـلّ إِذا وَنـى.

ضـــرَبـــاؤه حِـــلســـاً لَهــا وَقــتــودا.

جَــعَــلَ الدجــى جَــمَــلاً وَوَدَّعَ راضِـيـاً.

بِــالهــونِ يَــتَّخــِذ القــعــودَ قَـعـودا.

طَـبَـلَت رَبـيـعَ رَبـيـعَـةَ المهـمـي لَهـا.

فَـــوَرَدنَ ظِـــلَّ رَبــيــعَــةَ المَــمــدودا.

بَــكــرِيِّهــا عَــلَوِيَّهــا صَــعــبِـيَّهـا ال.

حِــصــنِــيِّ شَــيــبــانِــيَّهـا الصِـنـديـدا.

ذَهــــلِيَّهــــا مــــرِّيَّهـــا مَـــطَـــرِيَّهـــا.

يــمــنــى يَــدَيـهـا خـالِدَ بـنَ يَـزيـدا.

نَــسَــب كَـأَنَّ عَـلَيـهِ مِـن شَـمـسِ الضـحـى.

نــوراً وَمِــن فَــلَقِ الصَــبــاحِ عَـمـودا.

عــريــان لا يَــكـبـو دَليـل مِـن عَـمـىً.

فــيــهِ وَلا يَــبــغــي عَــلَيــهِ شهــودا.

شَـــرَف عَـــلى أولى الزَمـــانِ وَإِنَّمـــا.

خَــلَق المَــنــاسِــبَ أَن يَـكـونَ جَـديـدا.

لَو لَم تَــكــن مِــن نَــبــعَــةٍ نَــجــدِيَّةٍ.

عَـــلوِيَّةـــٍ لَظَـــنَـــنـــت عـــودَكَ عــودا.

مَــــطَــــر أَبــــوكَ أَبـــو أَهِـــلَّةِ وائِلِ.

مَـــلَأَ البَـــســيــطَــةَ عــدَّةً وَعَــديــدا.

أجمل قصائد أبي تمام في المدح

كان شعر المدح عند الشاعر القديم أبي تمام، يتمتع بالفكر الواسع والمبدع وأيضًا بالمنطق، بالإضافة إلى أنه كان يظهر شجاعته بصورة مباشرة في قصائده الشعرية للممدوح، وهذه واحدة من المميزات التي لم تكن موجودة لدى معظم شعراء المدح في ذلك العصر، وفيما يلي أجمل قصائد أبي تمام في المدح:

حَتّى إِذا مَخَّضَ اللَه السِنينَ لَها.

مَخضَ البَخيلَةِ كانَت زبدَةَ الحِقَبِ.

أَتَتهم الكربَة السَوداء سادِرَةً.

مِنها وَكانَ اِسمها فَرّاجَةَ الكرَبِ.

جَرى لَها الفَأل بَرحاً يَومَ أَنقَرَةٍ.

إِذ غودِرَت وَحشَةَ الساحاتِ وَالرحَبِ.

لَمّا رَأَت أختَها بِالأَمسِ قَد خَرِبَت.

كانَ الخَراب لَها أَعدى مِنَ الجَرَبِ.

كَم بَينَ حيطانِها مِن فارِسٍ بَطَلٍ.

قاني الذَوائِبِ مِن آني دَمٍ سَرَبِ.

بِسنَّةِ السَيفِ وَالخَطِيِّ مِن دَمِهِ.

لا سنَّةِ الدينِ وَالإِسلامِ مختَضِبِ.

لَقَد تَرَكتَ أَميرَ المؤمِنينَ بِها.

لِلنارِ يَوماً ذَليلَ الصَخرِ وَالخَشَبِ.

غادَرتَ فيها بَهيمَ اللَيلِ وَهوَ ضحىً.

يَشله وَسطَها صبح مِنَ اللَهَبِ.

حَتّى كَأَنَّ جَلابيبَ الدجى رَغِبَت.

عَن لَونِها وَكَأَنَّ الشَمسَ لَم تَغِبِ.

ضَوء مِنَ النارِ وَالظَلماءِ عاكِفَة.

وَظلمَة مِن دخانٍ في ضحىً شَحِبِ.

فَالشَمس طالِعَة مِن ذا وَقَد أَفَلَت.

وَالشَمس واجِبَة مِن ذا وَلَم تَجِبِ.

كما يمكنكم التعرف على: شعر في مدح الرسول للشافعي

قصيدة جميلة في المدح لأبي تمام

كتب الشاعر أبي تمام الكثير من القصائد المميزة في المدح، لأكثر من أمير وخليفة في العصر العباسي القديم، وقد كانت جميع قصائده الشعرية فريدة من نوعها، من حيث التشبيهات والأساليب البلاغية، وأيضًا من حيث انتقاء الكلمات البديعة، والآتي قصيدة جميلة في المدح لأبي تمام:

أَكــــفـــاءَه تَـــلِد الرِجـــال وَإِنَّمـــا.

وَلَدَ الحــــتــــوف أَســـاوِداً وَأســـودا.

ربـــداً وَمَـــأسَــدَةً عَــلى أَكــتــادِهــا.

لِبَـــد تَـــخـــال فَـــليـــلَهـــنَّ لبــودا.

وَرِثـوا الأبـوَّةَ وَالحـظـوظَ فَـأَصـبَحوا.

جَــمَـعـوا جـدوداً فـي العـلى وَجـدودا.

وقــر النــفــوسِ إِذا كَــواكِـب قَـعـضَـبٍ.

أَردَيــنَ عِــفــريــتَ الوَغــى المَـرّيـدا.

زهــراً إِذا طَـلَعَـت عَـلى حـجـبِ الكـلى.

نَــحَــسَــت وَإِن غــابَــت تَـكـون سـعـودا.

مــا إِن تَــرى إِلّا رَئيــســاً مــقـصَـداً.

تَــحــتَ العَــجــاجِ وَعــامِـلاً مَـقـصـودا.

فَزِعوا إِلى الحَلَقِ المضاعَفِ وَاِرتَدوا.

فــيـهـا حَـديـداً فـي الشـؤونِ حَـديـدا.

وَمَــشَــوا أَمــامَ أَبــي يَــزيـدَ وَخَـلفَه.

مَـــشـــيــاً يَهــدّ الراسِــيــاتِ وَئيــدا.

يَــغــشَــونَ أَســفَــحَهـم مَـذانِـبَ طَـعـنَـةٍ.

سَـــيـــحٍ وَأَشـــنَـــعَ ضَـــربَـــةٍ أخــدودا.

مـا إِن تَـرى الأَحـسـابَ بـيـضـاً وضَّحـاً.

إِلّا بِــحَــيــث تَــرى المَـنـايـا سـودا.

لَبِــسَ الشَــجــاعَــةَ إِنَّهــا كــانَــت لَه.

قِــدمــاً نَـشـوغـاً فـي الصِـبـا وَلَدودا.

بَـــأســـاً قَـــليـــلِيّــاً وَبَــأسَ تَــكَــرّمٍ.

جَــــمٍّ وَبَــــأسَ قَــــريــــحَـــةِ مَـــولودا.

وَإِذا رَأَيــتَ أَبــا يَــزيــدٍ فــي نَــدىً.

وَوَغـــىً وَمـــبـــدِئَ غـــارَةٍ وَمــعــيــدا.

يَـــقـــري مــرَجّــيــهِ مــشــاشَــةَ مــالِهِ.

وَشَـــبـــا الأَسِــنَّةــِ ثــغــرَةً وَوَريــدا.

أَيــقَــنــتَ أَنَّ مِــنَ السَــمـاحِ شَـجـاعَـةً.

تــدمــي وَأَنَّ مِــنَ الشَــجــاعَــةِ جــودا.

وَإِذا سَــرَحــتَ الطَــرفَ حَــولَ قِــبــابِهِ.

لَم تَـــلقَ إِلّا نِـــعـــمَـــةً وَحَـــســـودا.

وَمَــكــارِمــاً عــتــقَ النِـجـارِ تَـليـدَةً.

إِن كــانَ هَــضــب عَــمـايَـتَـيـنِ تَـليـدا.

وَمَــــتـــى حَـــلَلتَ بِهِ أَنـــالَك جهـــدَه.

وَوَجَــدتَ بَــعــدَ الجهــدِ فـيـهِ مَـزيـدا.

مـــتَـــوَقِّد مِـــنـــه الزَمـــان وَربَّمـــا.

كـــانَ الزَمـــان بــآخَــريــنَ بَــليــدا.

أَبــقــى يَــزيــد وَمَــزيَــد وَأَبــوهـمـا.

وَأَبــوكَ ركــنَـكَ فـي الفَـخـارِ شَـديـدا.

سَـلَفـوا يَـرَونَ الذِكـرَ عَـقـبـاً صـالِحاً.

وَمَــضَــوا يَــعــدّونَ الثَــنــاءَ خــلودا.

إِنَّ القَــوافِــيَ وَالمَــســاعِـيَ لَم تَـزَل.

مِــثــلَ النِــظــامِ إِذا أَصــابَ فَـريـدا.

هِـــيَ جَـــوهَـــر نَـــثـــر فَـــإِن أَلَّفــتَه.

بِــالشِــعــرِ صــارَ قَــلائِداً وَعــقــودا.

فـــي كـــلِّ مــعــتَــرَكٍ وَكــلِّ مَــقــامَــةٍ.

يَــــأخــــذنَ مِــــنــــه ذِمَّةـــً وَعهـــودا.

فَـإِذا القَـصـائِد لَم تَـكـن خـفَـراءَهـا.

لَم تَــرضَ مِــنــهــا مَـشـهَـداً مَـشـهـودا.

مِــن أَجــلِ ذَلِكَ كــانَـتِ العَـرَب الألى.

يَـــدعـــونَ هَـــذا ســـؤدداً مَـــحـــدودا.

وَتَــنَــدّ عِــنــدَهــم العــلى إِلّا عــلىً.

جــعِــلَت لَهــا مـرَر القَـصـيـدِ قـيودا.

شعر مدح جميل لأبي تمام

يعد الشاعر السوري أبي تمام من أفضل الشعراء المادحين في العصر العباسي، نظرًا لأشعاره المثالية والشجاعة في مدح الحكام، فلم يكن من الشعراء المتملقين للأمراء، ولكن كان يمدح بشجاعة وبحق بعيدًا عن التملق، وفيما يلي شعر مدح جميل لأبي تمام:

داعٍ دَعا بِلِسانِ هادٍ مرشِدِ.

فَأَجابَ عَزم هاجِد في مَرقَدِ.

نادى وَقَد نَشَرَ الظَلام سدولَه.

وَالنَوم يَحكم في عيونِ الرقَّدِ.

يا ذائِدَ الهيمِ الخَوامِسِ وَفِّها.

عِشراً وَوافِ بِها حِياضَ محَمَّدِ.

يَمددنَ لِلشَرَفِ المنيفِ صَوادِياً.

أَعناقَهنَّ إِلى حِياضِ السؤددِ.

وَتَنَبَّهَت فِكَر فَبِتنَ هَواجِساً.

في قَلبِ ذي سَمَرٍ بِها متَهَجِّدِ.

لَمّا رَأَيتكَ يا محَمَّد تَصطَفي.

صَفوَ المَحامِدِ مِن ثَناءِ المجتَدي.

سَيَّرت فيكَ مَدائِحي فَتَرَكتها.

غرَراً تَروح بِها الرواة وَتَغتَدي.

مالي إِذا ما رضت فيكَ غَريبَةً.

جاءَت مَجيءَ نَجيبَةٍ في مَقوَدِ.

وَإِذا أَرَدت بِها سِواكَ فَرضتها.

وَاِقتَدتها بِثَنائِهِ لَم تَنقَدِ.

ما ذاكَ إِلّا أَنَّ زَندَكَ لَم يَكن.

في كَفِّ قادِحِهِ بِزَندٍ مصلِدِ.

صَدَّقتَ مَدحي فيكَ حينَ رَعَيتَني.

لِتَحَرّمي بِالسَيِّدِ المتَشَهِّدِ.

وَلَجَأت مِنكَ إِلى اِبنِ مَلكٍ أَنبَأَت.

عَنه خَلائِقه بِطيبِ المحتَدِ.

مَلِك يَجود وَلا يؤامِر آمِراً.

فيهِ وَيَحكم في جَداه المجتَدي.

وَيَقول وَالشَرَف المنيف يَحفّه.

لا خَيرَ في شَرَفٍ إِذا لَم أحمَدِ.

وَأَكون عِندَ ظنونِ طلّابِ النَدى.

وَأَذبّ عَن شَرَفي بِما مَلَكَت يَدي.

يَأبى لِعِرضي أَن يَكونَ مشَعَّثاً.

جود وَقاه بِطارِفٍ وَبِمتلَدِ.

وَلِراحَتَيهِ ديمَتانِ قَديمَة.

لي بِالوِدادِ وَديمَة بِالعَسجَدِ.

كَم مِن ضَريكٍ قَد بَسَطتَ يَمينَه.

بَعدَ التَحَيّنِ في ثَراءٍ سَرمَدِ.

وَلَربَّ حربٍ حائِلٍ لَقَّحتَها.

وَنَتَجتَها مِن قَبلِ حينِ المَولِدِ.

فَإِذا بَعَثتَ لِناكِثينَ عَزيمَةً.

عَصَفَت رؤوس مِن سيوفٍ ركَّدِ.

كما يمكنكم الاطلاع على: أجمل بيت شعر مدح

في الختام نكون بذلك قد انتهينا من عرض شعر أبي تمام في المدح بالتفصيل لكم، حيث عرف شعر أبي التمام بالكلمات المتناسقة ذات المعنى البلاغي المميز، بالإضافة إلى المعاني الفصيحة والبديعة الغير مكررة على الإطلاق.

بجانب استطاعته على تصوير المشاهد بصورة رائعة في الأبيات، وذلك هو ما ساعد على شهرة أبي تمام خلال العصر العباسي القديم، وأيضًا ساهم في انتشار قصائده سواء عن المدح أم الغزل، أم الرثاء أم الهجاء، ما بين الجمهور.

مقالات ذات صلة