نبذة عن كتاب المدونة

مؤلف كتاب المدونة هو الإمام مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني وكانت ولادته في المدينة المنورة عام 93 هجرية وقد قضى حياته بأكملها لمهبط الوحي حيث أصبح محطة الرحال للفقهاء والعلماء.

كما أنه يعتبر الموطن لجمهور الصحابة، وظل في المدينة فلم يخرج منها سوى إلى مكة لإتمام الحج وتوفي فيها وتم دفنه في البقيع.

مؤلف كتاب المدونة

  • مؤلف الكتاب هو نفسه إمام أهل الحجاز وعنده يكن فقه المدينة قد انتهى، وذكر العلماء اتصافه بالأمانة والورع والدين فقد ذكر الشافعي عنه (مالك حجة الله على خلقه)، وعبد الرحمن فقد قال (ما رأيت أحدا أتم عقلا ولا أشد تقوى من مالك).
  • كما أن كافة الأئمة شهدوا له بفضله فقد ذكروا (لا يفتى ومالك في المدينة)، كما أن مذهب الإمام مالك انتشر في كل مكان على يد تلاميذه حيث كان يقصده الكثير من العلماء والطلاب حتى يأخذون عنه.

اقرأ أيضا: نبذة عن كتاب التوبة إلى الله

نبذة عن كتاب المدونة

  • ذلك الكتاب يختص بمسائل الفقه التي تم كتابتها عن مؤلف الكتاب، حيث قام أسد بن الفرات بجمع جميع مضمونات الكتاب وأيضا كتب تلاميذه ما كانوا يسمعونه منه.
  • وقد وصلت عدد المسائل به إلى حوالي 6200 مسائلة، فهو مكون من الكثير من الأسئلة والأجوبة، وقد تم مراعاة ترتيبها على أبواب الفقه المشهورة.
  • وقد أطلق على هذه المدونة كتاب الأم وأيضا الأسدية، والاسم الأخير يرجع إلى أسد ابن الفرات.
  • ويعتبر أسد ابن الفرات هو من إحدى رجال أفريقيا الذين رحلوا للمشرق وقد ألتقى هناك بالإمام مالك وكان يسمعه وعندما انتهى من ذلك كان يقول له زدني فيقول له مالك (حسبك ما الناس).
    • وعندما كان مالك يقوم بسؤاله عن أي مسألة فكانوا أصحابه يقومون بكتابتها، إلى أن تعددت هذه المسائل وأصبحت كثيرا ولذلك قام أسد بتدوين وتجميع كل ما يقوم بروايته تلاميذه.
  • بعد ذلك ذهب للعراق وقد لازم محمد بن الحسن وبعدها عاد لمصر وكان لزم حينها ابن القاسم فقال للجميع (أيها الناس إن كان مالك قد مات فهذا مالك) وقد تم تسمية المدونة الأسدية ولكن بعد ذلك تم إطلاق عليه المدونة.

طريقة الإمام مالك في كتابات المدونة

  • كان ارتكاز منهج الإمام مالك يتضمن بناء الفروع على الأصول الاستدلالية.
  • ومن أهم ما قام بالاستناد عليه (القرآن الكريم، السنة النبوية، الإجماع، القياس، ما قام بعمله أهل المدينة، آثار أصحابه، مراعاة كل خلاف يحدث، المقاصد الشرعية، سد الذرائع).

كما أدعوك للتعرف على: نبذة عن كتاب الآثار السلوكية لمعاني أسماء الله الحسنى

شروحات كتب المدونة

كان الاهتمام بالمدونة كبيرا من حيث الشرح والتهذيب والاختصار ويمكن ذكر شروحها من خلال التالي:

  • محمد ابن إبراهيم ابن عبدوس في شرح المدونة.
  • ابن أبي زيد القيرواني في النوادر والزيادات.
  • القاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي في عام 422 هجرية في شرح المدونة.
  • أبي بكر محمد بن عبد الله بن يونس الجامع لمسائل المدونة.
  • عبد الحق ابن محمد بن هارون السهمي في النكت والفروق لمسائل المدونة.
  • أبي الوليد الباجي في شرح المدونة 474 هجرية.
  • أبي الحسن علي بن محمد اللخمي في التبصرة في تعليقه على المدونة.
  • أبي عبد الله محمد بن علي المازري في تعليقه على المدونة.
  • أبي علي سند بن عنان في طراز المجالس شرح المدونة 541 هجرية.
  • عياض بن موسى اليخضبي في التنبيهات المستنبطة.
  • أبي الحسن علي بن سعيد الرجراجي 633 هجرية في مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها.

كما يمكنكم الاطلاع على: نبذة عن منظومة ابن أبي العز الحنفي في السيرة النبوية

سبب تأليف كتاب المدونة

تأليف كتاب المدونة للإمام مالك جاء نتيجة لعدة عوامل ومنها:

  • الحاجة لتنظيم الفقه والأحكام: في عصر الإمام مالك، كانت الأحكام والمسائل الفقهية متنوعة ومعقدة، وكان هناك حاجة ماسة لتجميع الأحكام المتفرقة في كتاب واحد يكون مرجعًا للقضاة والعلماء والطلاب.
  • توفير مرجع موثوق: كانت المدونة توفر مرجعًا موثوقًا ومنظمًا للقوانين الإسلامية في العصر العباسي، وهي تسهل على القضاة والمحكمين والعلماء استخدامها كمرجع لحل المسائل الشرعية وتقديم الفتاوى.
  • الحفاظ على التراث الفقهي: من خلال تأليف المدونة، أراد الإمام مالك الحفاظ على التراث الفقهي والشرعي ونقله إلى الأجيال اللاحقة، وتوثيق الأحكام الشرعية والتقاليد المعتمدة في المدينة المنورة.
  • الاستجابة لطلب الحكام: قد يكون الإمام مالك تلقى طلبًا من الحكام أو السلاطين لتأليف كتاب موحد للفقه يكون مرجعًا للدولة الإسلامية في ذلك الوقت.
  • التوثيق والتنظيم: كانت المدونة وسيلة لتوثيق وتنظيم التشريعات الشرعية والفقهية المتعلقة بالمسائل الدينية والمدنية والاجتماعية في الدولة الإسلامية، وهو ما ساهم في توحيد الأحكام والممارسات القانونية في مختلف أنحاء الدولة.

القيمة الفقهية للكتاب

القيمة الفقهية لكتاب “المدونة” للإمام مالك تكمن في عدة جوانب:

  • توثيق الأحكام الشرعية: يعتبر كتاب المدونة مصدرًا رئيسيًا لتوثيق الأحكام الشرعية في المذهب المالكي، حيث يجمع الكتاب بين الأحكام الشرعية والفتاوى والمواقف الفقهية للإمام مالك وتلاميذه.
  • تنظيم الفقه المالكي: يقدم كتاب المدونة تنظيمًا دقيقًا للموضوعات الفقهية المختلفة، مما يسهل على القضاة والمحكمين استخدامه كمرجع في فهم وتطبيق الفقه المالكي.
  • إثراء المعرفة الفقهية: يحتوي كتاب المدونة على مجموعة واسعة من الأحكام والفتاوى والآراء الفقهية التي تساهم في إثراء المعرفة الفقهية وتوسيع فهم المسائل الشرعية المختلفة.
  • مرجعية للمسائل الفقهية: يعتبر كتاب المدونة مرجعًا رئيسيًا للمسائل الفقهية في المذهب المالكي، حيث يستخدمه العلماء والقضاة والطلاب في فهم الأحكام الشرعية وتطبيقها في الحياة العملية.
  • التوثيق التاريخي: يعتبر كتاب المدونة أحد المصادر التاريخية الهامة التي توثق الفقه المالكي وتاريخه، وتساهم في فهم تطورات الفقه الإسلامي عبر العصور.

مضمون كتاب المدونة

“المدونة” هي مجموعة من الأحكام الشرعية والفتاوى والمواقف الفقهية التي جمعها الإمام مالك بن أنس في كتاب واحد. يتناول الكتاب مختلف المسائل الفقهية المتعلقة بالعبادات والمعاملات والأحكام الشرعية الأخرى، ويعتمد في ذلك على القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع والأدلة العقلية.

مضمون الكتاب يتضمن مجموعة من الفقه الشرعي والأحكام الدينية التي تشمل مختلف جوانب الحياة الدينية والاجتماعية والاقتصادية. وتتنوع هذه المسائل بين الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج، إلى جانب المسائل المتعلقة بالمعاملات المالية والعقائد والأخلاق وغيرها.

ومن خلال جمع هذه المسائل وترتيبها في كتاب واحد، يوفر الكتاب للقراء والباحثين مرجعًا شاملاً يغطي مختلف جوانب الفقه الإسلامي ويسهل عليهم الوصول إلى الأحكام الشرعية والفتاوى المتعلقة بمسائلهم المختلفة.

أسئلة شائعة حول كتاب المدونة

ما هي المدونة؟

المدونة هي مجموعة من الأحكام الشرعية والفتاوى التي جمعها الإمام مالك بن أنس في كتاب واحد.

ما هي مصادر الأحكام في المدونة؟

تعتمد المدونة على القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع والأدلة العقلية.

ما هي القيمة الفقهية للمدونة؟

تقدم المدونة تنظيمًا دقيقًا للمسائل الفقهية وتوثيقًا للأحكام الشرعية في المذهب المالكي.

هل المدونة مرجعية فقهية؟

نعم، تُعتبر المدونة مرجعية رئيسية في الفقه المالكي ويستخدمها العلماء والقضاة والطلاب لفهم الأحكام الشرعية وتطبيقها.

ما هو مضمون المدونة؟

يتناول مضمون المدونة مختلف المسائل الفقهية المتعلقة بالعبادات والمعاملات والأحكام الشرعية الأخرى، بما يعتمد على القرآن والسنة والإجماع.

مقالات ذات صلة