نبذة عن رواية الحرب والسلام
يهتم mqall.org اليوم بإحدى روايات ليو تولستوي، ويعرض نبذة عن رواية الحرب والسلام التي تم نشرها للمرة الأولى في صفحات جريدة المراسل الروسي على هيئة سلسلة مشكلة من أجزاء خلال 1865 إلى 1869 ميلاديًا.
وتم الانتهاء من عرض الرواية كاملة بعد 5 أعوام من الاجتهاد والإبداع من قبل الروائي ليو.
نبذة عن رواية الحرب والسلام
تعد من الروايات العالمية العظيمة التي تعرض ملحمة أدبية، بها شخصيات متعددة منها الرئيسي ومنها الثانوي، منها شخصيات حقيقية من التاريخ ومنها شخصيات من مخيلة الروائي:
- تدور الملحمة حول حياة مجتمع روسيا، خلال حكم القائد نابليون في دولة فرنسا، ومحاولاته الكثيرة في استعمار روسيا.
- وقد تناول خلالها ليو موضوعات شتى، الحرب، الموت، الشباب اليافع، الزواج، السلم.
- تحدث حول اجتياح جيش نابليون للأراضي الروسية موضحًا اقتحامه لمدينة موسكو، والفشل في مقاومة الظروف الشتوية المخيفة بدولة روسيا، واضطراره للانسحاب.
- كما سلط الضوء على حرمان بعض الأفراد من حرية اتخاذ قرار، والاختيار فيما يتعلق بحياتهم الشخصية.
- موضحًا حقيقة أن التاريخ هو الذي يتحكم في سعادة الأفراد وتعاستهم، وبرهن ذلك بذكر أحداث شغلت مدة زمنية تصل إلى 7 أعوام، بدايًة من 1805 إلى 1812.
- كما يتعمق الروائي في وصف شوارع روسيا خلال حكم ألكسندر الأول، حيث يصف شكل القصور والبيوت الأنيقة، وقاعات الأوبرا، وساحات وكنائس موسكو.
- كما ذكر أحداث حول العائلات الأرستقراطية، وعائلات الأمراء والنبلاء موضحًا أساليبهم في الاحتفال.
- ثم انتقل إلى أحداث الحرب والجرحى والموتى، متناولًا حياة الروس الاجتماعية والعسكرية والثقافية والسياسية على حد سواء.
شاهد أيضا: نبذة عن رواية أمير الضباب
شهرة رواية الحرب والسلام
انجذب القراء إلى الإطلاع على هذه الرواية، ومتابعة أحداثها المتتالية التي تصدر بالمجلة، للأسباب التالية:
- تناول الروائي عدة موضوعات لها قيمة في أعين الأفراد بالمجتمع، ومعالجة هذه الموضوعات ومشاركة المشاعر والأحداث مع المتأثرين بها.
- تصور ليو الرائع الذي يكشف فيه التعارض الواضح بين حب الحياة والعيش برفاهية والاستمتاع بها، وبين مأساة الحرب التي تترك جرحى وموتى، مسببة آلام وحزن لعائلاتهم.
- إرشادات ليو لكارهي الحياة، التي يوجههم فيها إلى تبديل الظروف وتطهير الذات من التراكمات وآثار الحروب، وإدراك الآراء والميول الخاصة واتخاذ القرار بحرية دون قيود.
- سرد حقيقة أن السلام محال، لأن الإنسان يمتلك طباع دموي، وأن السبيل للسلام يكمن في تبديل الدماء إلى ماء، وهذا محال.
اقرأ أيضا: الشخصيات في رواية اللص والكلاب
ليو تولستوي مؤلف رواية الحرب والسلام
يعتبر من الأدباء الروسيين المشهورين، وتمكن من إشهار اسمه على نطاق عالمي وليس على نطاق روسيا فقط، من مواليد 1828 ميلاديًا:
- نشأ في بوليانا في أسرة أرستقراطية، والده الكونت يدعى “نيكولاي”، ووالدته أميرة من عائلة روريك تدعى “فولكونسكايا”.
- لم تكن طفولته مليئة بأحداث مفرحة، وذلك بسبب وفاة والدته مبكرًا وهو مازال في العام الثاني من عمره، ووفاة والده وهو في العام السابع من عمره، ثم تولت عمته الوصاية عليه.
- درس في جامعة كازان عام 1844، ولكن أسلوب التدريس لم يكن ملائمًا له، فقرر تعليم وتثقيف ذاته بنفسه.
- حيث تمكن من تعلم أكثر من 10 لغات، وقرأ ما يتعدى 23 ألف كتاب مختلف اللغة.
- وقد انتقل إلى مدن أوروبية متعددة، وقد أعجب كثيرًا بأساليب الدراسة هناك.
- مما جعله يعود إلى دولته محاولًا تطبيق هذه الأساليب، من خلال إنشاء مدارس خاصة بأبناء الفلاحين.
- وقد كان له مواقف تمتاز بالجرأة، منها التخلي عن ممتلكاته وثروته، معارضة الكنائس، وعرف كزعيم للأخلاق والدين في المراحل الأخيرة من حياته.
حياة مؤلف رواية الحرب والسلام الأدبية
التثقيف الذاتي كان له دور في نشأة الحياة الأدبية للروائي ليو، وفيما يلي تفاصيل عن انتقاله إلى الكتابة والنشر:
- اعتاد ليو على الإشراف على زراعة الأراضي في موسم الصيف، والتفرغ التام للتأليف في موسم الشتاء.
- بدأ بسرد الأحداث التي تعايشها خلال فترة الالتحاق بالجيش في كتاب، موضحًا تجربته وآثارها على ذاته.
- ثم بدأ في إنشاء مجلة من أجل نشر وإصدار الأفكار التي تراوده، ولكي يصل إلى عدد أكثر من الأفراد.
- وقد تمكن القراء من قراءة نبذة عن رواية الحرب والسلام في كل مرة يتم نشر جزء منها بالمجلة، إلى اكتمال أجزائها ونشرها في كتاب.
- يعتبر النقاد ليو من أعظم الكتاب والروائيين في العالم، كونه مصلح اجتماعي يهتم بدعوة البشر خلال رواياته إلى السلام، ويرفض أعمال العنف والحرب.
- وقد ترك لنا ليو روايات وكتب عظيمة ظلت تنتشر في العصور القديمة، وما زالت تنتشر في عصرنا بين اليافعين وكبار القراء، وتوفي خلال 1910 ميلاديًا.
- ويعتبر بعض الأدباء كتابات ليو مراجع عظيمة لهم، يكتسبوا منها أسلوب المحاكاة، والمعاني اللطيفة لاستغلالها في كتاباتهم.
دعوة ليو إلى السلام العام
توقف ليو بشكل مفاجئ عن التأليف وإنتاج المزيد من الروايات والكتب الأدبية، موليًا اهتمام بالغ بالفلسفة المسيحية:
- هذا الاهتمام جعله يقدم ويبادر في الاعتراض على الكنائس التي تتواجد داخل روسيا، داعيًا الجميع إلى السلام، وحذر بشدة من الاستغلال.
- لكن الكنائس لم تتقبل دعوته وآراءه التي قام بنشرها بين الأفراد بالمجتمع الروسي، وقد وضعت اسمه في لائحة الكافرين وتم حرمانه من الرعاية المقدمة من الكنائس.
شاهد من هنا: من مؤلف رواية نساء صغيرات
في النهاية عاد ليو إلى التأليف وأنتج روايات متعددة، ومازال الجميع يتحدث عن الأسلوب الإبداعي الذي اعتاد استخدامه في محاكاة ووصف الأحداث.
ومازال القراء يقومون مشاركة نبذة عن رواية الحرب والسلام وكثير من الاقتباسات منها في المجلات والمواقع الاجتماعية.