قصيدة البارودي في مدح الرسول

قصيدة البارودي في مدح الرسول، يعرض لكم موقع مقال mqall.org قصيدة البارودي في مدح الرسول عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم بالتفصيل.

فقد تمكن الشاعر المصري محمود البارودي من تحريك مشاعر الفؤاد من خلال قصائده الجميلة في مدح سيد الخلق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

فقد وصف كافة صفاته الجميلة بجميع قصائده، واسترسل في مدحه.

بالإضافة إلى أنه ذكر نسبه وشمائله الكريمة، مستعينًا بأجمل الأساليب البلاغية وأعذب الكلمات الأدبية.

قصيدة البارودي في مدح الرسول

يعرف الشاعر المصري الكبير محمود البارودي بكونه أفضل شعراء الزمن القديم، فقد أبدع في كتابة وتأليف الكثير من القصائد الشعرية الجميلة ذات الأساليب البلاغية الرائعة، والكلمات الأدبية العميقة، وفيما يلي قصيدة البارودي في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:

يا صَارِمَ اللَّحْظِ مَنْ أَغْرَاكَ بِالمهَجِ *** حَتَّى فَتَكْتَ بها ظــــــــلْماً بلا حَرَجِ.

ما زالَ يَخْدَع نَفْسِي وهْيَ لاهِيَة ٌ *** حَتَّى أَصابَ سَوادَ الْقَلْبِ بِالدَّعَجِ.

طَرف، لو انَّ الظباء كانت كلحظتِهِ *** يومَ الكريهة، ما أبقت على وَدَج.

أوحى إلى القلبِ، فانقادَت أزِّمته *** طَوْعــــــــاً إِلَيْهِ، وخَلاَّنِي وَلَمْ يَعجِ.

فكيفَ لي بتلافيهِ؟ وقَد علِقَتْ *** بهِ حَبائل ذاكَ الشــــادنِ الغَنجِ

كادَتْ تذِيب فــــــــــؤادِي نار لَوْعَتِهِ *** لَوْ لَمْ أَكنْ مِنْ مَسِيلِ الدَّمْعِ فِي لجَجِ.

لَوْلا الْفَوَاتِن مِنْ غِزْلانِ كاظِمَة ٍ *** ما كانَ للحبِّ سلطان علَى المهَجِ.

فَهَل إلى صِلَة ٍ مِنْ غادِرٍ عِدَة ٌ *** تَشْفِي تَبارِيحَ قَلْبٍ بِالْفِراقِ شَجِ.

أَبيت أرعى نجومَ اللَّيلِ في *** ظلَمٍ يَخْشَى الضَّلاَلَة َ فيها كلّ مدَّلِجِ.

كَأَنَّ أَنْـجـمَه والْجَوّ معْـــــتَكِر *** غِيد بِأَخبِيَة ٍ يَنْظرْنَ مِنْ فرَجِ.

لَيْل غَــــــــــــــياهِــبه حَيْرَى، وأَنْجمه *** حَسْرَى، وساعاته في الطّولِ كالْحِجَجِ.

كأنَّما الصبح خافَ اللَّيلَ حينَ رأى *** ظَلْماءَه ذاتَ أَسْـــــــــــدادٍ، فَلَمْ يَلِجِ.

فَلَيْتَ مَنْ لامَنِي لانَتْ شَــــــكِيمَته *** فَكَفَّ عَنِّي فضولَ الْمَنْطِقِ السَّمِجِ.

يظنّ بي سفهاً أنِّى على ســــــــرفٍ *** ولا يَكاد يَرَى ما فيهِ مِنْ عِــــــــوَجِ.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: شعر في مدح الرسول

أجمل قصائد البارودي في مدح الرسول

حرص الشاعر البارودي على وصف كافة صفات الرسول عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم الجليلة، وقد مدح جميعها، بالإضافة إلى ذكر مواقفه ومدحها، من خلال العبارات العميقة ذات الأسلوب البلاغي المميزة، والآتي أجمل قصائد البارودي في مدح الرسول:

يا رَائِدَ البَرقِ يَمّمِ دارَةَ العَلَمِ *** وَاحد الغَمامَ إِلى حَيٍّ بِذِي سَلَمِ.

وَإِن مَرَرتَ عَلى الرَّوحاءِ فَامرِ لَها *** أَخلافَ سارِيَةٍ هَتّانَةِ الدِّيَمِ.

مِنَ الغِزارِ الَّلواتي في حَوالِبِها *** رِيّ النَّواهِلِ مِن زَرعٍ وَمِن نَعَمِ.

إِذا اِستَهَلَّت بِأَرضٍ نَمنَمَت يَدها *** برداً مِنَ النَّورِ يَكسو عارِيَ الأَكَمِ.

تَرى النَّباتَ بِها خضراً سَنابِله *** يَختال في حلَّةٍ مَوشِيَّةِ العَلَمِ.

أَدعو إِلى الدَّارِ بِالسّقيا وَبِي ظَمَأ *** أَحَقّ بِالريِّ لَكِنّي أَخو كَرَمِ.

مَنازِل لِهَواها بَينَ جانِحَتي *** وَدِيعَة سِرّها لَم يَتَّصِل بِفَمي.

إِذا تَنَسَّمت مِنها نَفحَةً لَعِبَت *** بِيَ الصَبابَة لِعبَ الريحِ بِالعَلَمِ.

أَدِر عَلى السَّمعِ ذِكراها فَإِنَّ لَها *** في القَلبِ مَنزِلَةً مَرعِيَّةَ الذِمَمِ.

عَهد تَوَلّى وَأَبقى في الفؤادِ لَه *** شَوقاً يَفلّ شَباةَ الرَأيِ وَالهِمَمِ.

إِذا تَذَكَّرته لاحَت مَخائِله *** لِلعَينِ حَتّى كَأَنّي مِنه في حلمِ.

فَما عَلى الدَهرِ لَو رَقَّت شَمائِله *** فَعادَ بِالوَصل أَو أَلقى يَدَ السَلَمِ.

تَكاءَدَتني خطوب لَو رَمَيت بِها *** مَناكِبَ الأَرض لَم تَثبت عَلى قَدَمِ.

في بَلدَةٍ مِثلِ جَوفِ العَير لَست أَرى *** فيها سِوى أمَمٍ تَحنو عَلى صَنَمِ؟

لا أَستَقِرّ بِها إِلّا عَلى قَلَقٍ *** وَلا أَلَذّ بِها إِلّا عَلَى أَلَمِ.

إِذا تَلَفَّتّ حَولي لَم أَجد أَثَراً إِلا خَيالي *** وَلَم أَسمَع سِوى كَلِمي.

فَمَن يَردّ عَلى نَفسي لبانَتَها *** أَو مَن يجير فؤادِي مِن يَدِ السَّقَم.

قصيدة البارودي في مدح النبي

برع البارودي في تقديم العديد من القصائد الشعرية؛ نظرًا لاهتمامه بالشعر والعلم الأدبي منذ عمر صغير، الأمر الذي ساهم في انتشار وشهرة أبياته وقصائده بين الجمهور، وقد حظي بمكانة كبيرة ما بين شعراء العصر القديم، وفيما يلي قصيدة البارودي في مدح النبي:

لا يبصِر الحَقَّ مَن جَهل أَحاطَ بِهِ *** وَكَيفَ يبصِر نورَ الحَقِّ وَهوَ عَمِ.

كلّ امرِئٍ وَاجِد ما قَدَّمَت يَده *** إِذا اِستَوى قائِماً مِن هوَّةِ الأَدَمِ.

وَالخَير وَالشَّرّ في الدّنيا مكافَأَة *** وَالنَّفس مَسؤولَة عَن كلِّ مجتَرَمِ.

فَلا يَنَم ظالِم عَمّا جَنَت يَده *** عَلى العِبادِ فَعَين اللَّهِ لَم تَنَمِ.

وَلَم يَزَل أَهل دِين اللَّهِ في نَصَبٍ *** مِمّا يلاقونَ مِن كَربٍ وَمِن زَأَمِ.

حَتّى إِذا لَم يَعد في الأَمر مَنزَعَة *** وَأَصبَحَ الشَّرّ جَهراً غَيرَ منكَتِمِ.

ساروا إِلى الهِجرَةِ الأولى وَما قَصَدوا ***غَيرَ النَّجاشِيِّ مَلكاً صادِقَ الذِّمَمِ.

فَأَصبَحوا عِندَه في ظِلِّ مَملَكَةٍ *** حَصِينَةٍ وذِمامٍ غَيرِ منجَذِمِ.

مَن أَنكَرَ الضَّيمَ لَم يَأنَس بِصحبَتِهِ *** وَمَن أَحاطَت بِهِ الأَهوال لَم يقِمِ.

وَمذ رَأى المشرِكون الدّين قَد وضَحَت *** سَماؤه وَاِنجَلَت عَن صِمَّةِ الصِّمَمِ.

تَأَلَّبوا رَغبَةً في الشَّرِّ وَائتَمَروا *** عَلى الصَّحيفَةِ مِن غَيظٍ وَمِن وَغَمِ.

صَحِيفَة وَسَمَت بِالغَدرِ أَوجهَهم *** وَالغَدر يَعلَق بِالأَعراضِ كَالدَّسَمِ.

فَكَشَّفَ اللَّه مِنها غمَّةً نَزَلَت *** بِالمؤمِنينَ وَرَبِّي كاشِف الغمَمِ.

مَن أَضمَرَ السّوءَ جازاه الإِلَه بِهِ *** وَمَن رَعى البَغيَ لَم يَسلَم مِنَ النِقَمِ.

كَفى الطّفَيلَ بنَ عَمرٍو لمعَة ظَهَرَت *** فِي سَوطِهِ فَأَنارَت سدفَةَ القَتَمِ.

هَدى بِها اللَّه دَوساً مِن ضَلالَتِها *** فَتابَعَت أَمرَ داعِيها وَلَم تَهِمِ.

وَفِي الإِراشِيِّ لِلأَقوامِ معتَبَر *** إِذ جاءَ مَكَّةَ فِي ذَودٍ مِنَ النّعَمِ.

فَباعَها مِن أَبي جَهلٍ فَماطَلَه *** بِحَقِّهِ وَتَمادى غَيرَ محتَشِمِ فجاءَ.

منتَصِراً يَشكو ظلامَتَه *** إِلى النَّبِيِّ ونِعمَ العَون في الإِزَمِ.

فَقامَ مبتَدِراً يَسعى لِنصرَتِهِ *** وَنصرَة الحَقِّ شَأن المَرءِ ذِي الهِمَمِ.

ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: قصائد مدح الرسول لحسان بن ثابت

أبيات البارودي في مدح النبي

عرف الشاعر البارودي بأخلاقه الجميلة وبتدينه ومبادئه، وقد ظهرت هذه السمات في كافة قصائده، فقد اتسم شعره بالأسلوب الجزل، والمعاني العميقة الضخمة، والأساليب البلاغية والفنية المتنوعة، التي جعلت من شعر الأفضل في عصره، والآتي أبيات البارودي في مدح النبي:

يا رَائِدَ البَرقِ يَمّمْ دارَةَ العَلَمِ *** وَاحْد الغَمامَ إِلى حَيٍّ بِذِي سَلَمِ.

قَد أَبلَغَ الوَحي عَنه قَبلَ بِعثَتِهِ *** مَسامِعَ الرسلِ قَولاً غَيرَ منكَتِمِ.
فَذاكَ دَعوَة إِبراهيمَ خالِقَه *** وَسِر ما قالَه عِيسى مِنَ القِدَمِ.
أَكرِم بِهِ وَبِآباءٍ محَجَّلَةٍ *** جاءَت بِهِ غرَّةً في الأَعصرِ الدهمِ.

قَد كانَ في مَلَكوتِ اللهِ مدَّخراً *** لِدَعوَةٍ كانَ فيها صاحِبَ العَلَمِ.

نور تَنَقَّلَ في الأَكوانِ ساطِعه *** تَنَقلَ البَدرِ مِن صلبٍ إِلى رَحِمِ.

حَتّى اسْتَقَرَّ بِعَبدِ اللهِ فَاِنبَلَجَت *** أَنوار غرَّتِهِ كَالبَدرِ في البهمِ.

وَاختارَ آمِنَةَ العَذراءَ صاحِبَةً *** لِفَضلِها بَينَ أَهلِ الحِلِّ وَالحَرَمِ.

شعر محمود البارودي في مدح الرسول

قدم الشاعر البارودي شعر في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي تناول الحديث فيه عن مولوده صلى الله عليه وسلم، ودلالات نبوته منذ أن كان صغيرًا، وأيضًا ذكر قصة نزول الوحي والإسراء والمعراج، والكثير من الأحداث الخاصة بحياة النبي، وفيما يلي شعر محمود البارودي في مدح الرسول:

رَجاة آدمَ لَمّا زَلَّ في القِدَمِ‏ *** وَالنَّبِيّ الَّذي لَولاه ما قبِلَت‏.

بِهِ الرَّزايا وَيغني كلَّ ذي عَدَمِ‏ *** هوَ الَّذي يَنعَش المَكروبَ إِذ عَلِقَت‏.

في الحَشرِ وَهوَ كَريم النَّفسِ وَالشِّيَمِ‏ *** هَيهاتَ يَخذل مَولاه وَشاعِرَه‏.

وَحبّه عِزّ نَفسي عِندَ مهتَضَمِي *** فَمَدحه رَأس مالي يَومَ مفتَقَرِي.

فَهَل تَراني بَلَغت السّؤلَ مِن سَلَمي *** وَهَبت نَفسِي لَه حبّاً وَتَكرِمَةً.

ضَيم أَشاطَ عَلى جَمرِ النَّوى *** أَدَمي إِنِّي وَإِن مالَ بي دَهري وَبَرَّحَ بي.

يَأس وَلَم تَخط بِي في سَلوَةٍ قَدَمي ***‏ لثابِت العَهدِ لَم يَحلل قوى أَمَلِي.

بِحبِّكم صِلَة تغنِي عَنِ الرَّحِمِ *** يا سَيِّدَ الكَونِ عَفواً إِن أَثِمت فَلي.

قصيدة البارودي في مدح الهادي الأمين

إن أغلب القصائد الشعرية الخاصة بمدح رسول الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، تتضمن لسماته وفضائله، وأيضًا سيرته والأحداث التي عاشها صلوات الله وسلامه عليه، والآتي قصيدة البارودي في مدح الهادي الأمين:

محمد سيد الكونين والثقلين *** والفريقين من عربٍ ومن عجم.

نبينا الآمر الناهي فلا أحد *** أبر في قول لا منه ولا نعم.

هو الحبيب الذي ترجى شفاعته *** لكل هول من الأهوال مقتحم.

فاق النبيين في خلق وفي خلق *** وكلهم من رسول الله ملتمسي.

فمبلغ العلم فيه أنه بشر *** وكل آي أتى الرسل الكرام بها.

فإنه شمس فضل هم كواكبها *** أكرم بخلق نبي زانه خلق.

سريت من حرم ليلًا إلى حرم *** وبت ترقى إلى أن نلت منزلة.

ولم يدانوه في علمٍ ولا كرمِ *** غرفًا من البحر أو رشفًا من الديم.

وأنه خير خلق الله كلهم *** فإنما اتصلت من نوره بهم.

يظهرن أنوارها للناس في الظلم *** بالحسن مشتمل بالبشر متسم.

كما سرى البدر في داج من الظلم *** من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم.

ولقد أسرى بك الله من البيت الحرام *** بمكة المكرمة إلى الحرم القدسي بالقدس.

كإنك بدر في ليلة *** شديدة السواد والظلام.

وقدمتك جميع الأنبياء بها *** وأنت تخترق السبع الطباق بهم.

كم جدلت كلمات الله من جدل *** كفاك بالعلم في الأمي معجزة.
والرسل تقديم مخدوم على خدم *** في موكب كنت فيه صاحب العلم.
فيه وكم خصم البرهان من خصم *** في الجاهلية والتأديب في اليتم.

اقرأ أيضا: قصائد صوفية في مدح الرسول

في الختام نكون بذلك قد انتهينا من عرض قصيدة البارودي في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بالتفصيل لكم، فلقد تمكن الشاعر المصري من وصف وتجسيد كافة صفاته الجليلة وجميع أحداث حياته العظيمة في العديد من القصائد الشعرية الجميلة.

من خلال الاستعانة بالصور الفنية والأساليب البلاغية، وأيضًا التشبيهات الغنية والمصطلحات الأدبية العميقة، الذين يخدموا مقصد الشاعر في المديح والثناء على النبي عليه الصلاة والسلام.

مقالات ذات صلة