قصيدة البوصيري في مدح الرسول


قصيدة البوصيري في مدح الرسول، هي من القصائد التي تحتوي على المديح النبوي في النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، ولهذا فإن موقع مقال mqall.org يقدم لكم شرح مبسط لهذه القصيدة القيمة.

التعريف بشاعر القصيدة

  • هو شاعر مشهور في المديح النبوي وله الكثير من القصائد في هذا المحتوى.
  • هو محمد بن حمَّاد الصنهاجي البوصيري اشتهر باسم: شرف الدين البوصيري.
  • ولد هذا الشاعر في بني سويف في جمهورية مصر العربية، ونظم هذه القصيدة على بحر البسيط.
  • سميت قصيدته بالبردة لأن البوصيري كتبها في حب النبي عليه الصلاة والسلام حتى يتقرب بها إلى الله.
    • وعندما نام بعد كتابتها رأى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في المنام وأنشده إياها.
    • فوضع النبي بردته المشرفة على البوصيري في منامه، وعندما استيقظ اكتشف أنه تعافى.
  • كما أن أحد الدراويش قد أتى إلى البوصيري وطلب منه القصيدة على اعتبار أنه من أحد المتصوفة.
  • كذلك فقد قال له هذا الرجل بأنه قد رأى النبي في المنام وهو يستمع إلى إنشاده لها حتى انتشر الخبر بين الناس في البلاد.
  • وقد وضع البوصيري القصيدة في الصندوق الخاص بها، وبلغ عدد أبياتها حوالي 158 بيتًا.
    • وفي بعض الروايات ذكر أنها كانت تتكون من 162 بيتا من الشعر.
  • كما أن هذه القصيدة تعتبر من أجود أنواع الشعر للبوصيري، وصارت من القصائد المشهور استعمالها في النظم المدحي.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: أجمل قصيدة في مدح الرسول

قصيدة الإمام البوصيري في مدح رسول الله

أمِنْ تذَكرِ جيرانٍ بذي سلمِ.

مزجتَ دمعاً جرى من مقلة ٍ بدمِ.

أمْ هبَّتِ الريح من تلقاءِ كاظمة ٍ.

وأوْمَضَ البَرْق في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ.

فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا.

ومَا لِقَلْبِك إنْ قلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ.

أَيَحْسَب الصَّب أنَّ الحبَّ منْكتِم.

ما بَيْنَ منْسَجِم منه ومضطَرِمِ.

لولاَ الهَوَى لَمْ ترِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ.

ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَلم.

فكيفَ تنْكِر حبَّا بعدَ ما شَهِدَتْ.

بهِ عليكَ عدول الدَّمْعِ والسَّقَم.

وَأثْبَتَ الوجْد خَطَّيْ عَبْرَة ٍ وضَنًى.

مِثْلَ البَهارِ عَلَى خَدَّيْكَ والعَنَمِ.

نعمْ سرى طيف من أهوى فأرقني.

والحب يَعْتَرِض اللَّذاتِ بالأَلَمِ.

يا لائِمِي في الهَوَى العذْرِيِّ مَعْذِرَة.

منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلمِ.

عَدَتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمسْتَتِرٍ.

عن الوشاة ِ ولادائي بمنحسمِ.

مَحَّضَتْنِي النصْحَ لكِنْ لَسْت أَسْمَعه.

إنَّ المحِبَّ عَن العذَّالِ في صَمَمِ.

إني اتهمت نصيحَ الشيبِ في عذلٍ.

والشَّيْب أَبْعَد في نصْحٍ عَنِ التهَم.

فإنَّ أمَّارَتي بالسوءِ مااتعظتْ.

من جهلها بنذيرِ الشيبِ والهرمِ.

ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيلِ قِرَى.

ضيفٍ المَّ برأسي غير محتشمِ.

لو كنت أعلم أني ما أوقره.

كتمت سرا بدا لي منه بالكتم.

من لي بِرَدِّ جماحٍ من غوايتها.

كما يرَد جماح الخيلِ باللجمِ.

فلا تَرمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها.

إنَّ الطعامَ يقَوِّي شهوة َ النهمِ.

والنفس كالطفلِ إن تهمله شَبَّ على.

حبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْه يَنْفَطِم.

فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ توَلِّيَه.

إنَّ الهوى ما تولَّى يصمِ أوْ يَصمِ.

وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمة.

وإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تسِم.

كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّة ٍ لِلْمَرءِ قاتِلَة ً.

من حيث لم يدرِ أنَّ السمَّ في الدَّسَمِ.

وَاخْشَ الدَّسائِسَ مِن جوعٍ وَمِنْ شِبَع.

فَربَّ مَخْمَصَة ٍ شَر مِنَ التخَمِ.

واسْتَفْرِغ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قد امْتَلأتْ.

مِنَ المَحارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَة َ النَّدَمِ.

وخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما.

وإنْ هما مَحَّضاكَ النصحَ فاتهم.

وَلا تطِعْ منهما خَصْماً وَلا حَكمَاً.

فأنْتَ تَعْرِف كيْدَ الخَصْمِ والحَكمِ.

أسْتَغْفِر الله مِنْ قَوْلٍ بِلاَ عَمَلٍ.

لقد نسبت به نسلاً لذي عقمِ.

أمرتكَ الخيرَ لكنْ ماائتمرت بهِ.

وما استقمت فماقولي لك استقمِ.

ولا تَزَوَّدْت قبلَ المَوْتِ نافِلة ً.

ولَمْ أصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَمْ أَصمِ.

ظلمت سنَّة َ منْ أحيا الظلامَ إلى.

أنِ اشْتَكَتْ قَدَماه الضرَّ مِنْ وَرَم.

وشدَّ مِنْ سَغَبٍ أحشاءه وَطَوَى.

تحتَ الحجارة ِ كشحاً مترفَ الأدمِ.

وراودته الجبال الشم من ذهبٍ.

عن نفسهِ فأراها أيما شممِ.

وأكَّدَتْ زهْدَه فيها ضرورته.

إنَّ الضرورة َ لاتعدو على العصمِ.

وَكَيفَ تَدْعو إلَى الدنيا ضَرورَة  مَنْ.

لولاه لم تخرجِ الدنيا من العدمِ.

محمد سيد الكونينِ والثَّقَلَيْنِ.

والفريقينِ من عربٍ ومن عجمِ.

نبينَّا الآمر الناهي فلا أحد.

أبَرَّ في قَوْلِ «لا» مِنْه وَلا «نَعَمِ».

هوَ الحَبيب الذي ترْجَى شَفَاعَته.

لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مقْتَحَمِ.

دعا إلى اللهِ فالمستمسكونَ بهِ.

مستمسكونَ بحبلٍ غيرِ منفصمِ.

فاقَ النبيينَ في خلْقٍ وفي خلقٍ.

ولمْ يدانوه في علمٍ ولا كَرَمِ.

وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمس.

غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ.

وواقفونَ لديهِ عندَ حَدِّهمِ.

من نقطة ِ العلمِ أو منْ شكلة الحكمِ.

فهْوَ الذي تَمَّ معناه وصورَته.

ثمَّ اصطفاه حبيباً بارىء النَّسمِ.

منَّزَّه عن شريكٍ في محاسنهِ.

فَجَوْهَر الحسْنِ فيهِ غير منْقَسِمَ.

دَعْ ما ادَّعَتْه النَّصارَى في نَبيِّهِمِ.

وَاحكمْ بما شِئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ.

وانْسبْ إلى ذاتِهِ ما شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ.

وَانْسبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَمِ.

فإن فضلَ رسولِ اللهِ ليسَ له.

حَد فيعْرِبَ عنه ناطِق بفَمِ.

لو ناسبتْ قدره آياته عظماً.

أحيا اسمه حينَ يدعى دارسَ الرِّممِ.

لَمْ يَمْتَحِنَّا بما تعْمل العقول بِهِ.

حِرْصاً علينا فلمْ ولَمْ نَهَمِ.

أعيا الورى فهم معانه فليس يرى.

في القرْبِ والبعدِ فيهِ غير منفحِمِ.

كالشمسِ تظهر للعينينِ من بعدٍ.

صَغِيرَة ٍ وَتكِل الطَّرْفَ مِنْ أممٍ.

وكيفَ يدْرِك في الدنْيَا حَقِيقَتَه.

قوم نيام تسلَّوا عنه بالحلمِ.

فمبلغ العلمِ فيهِ أنه بشر.

وأنه خير خلقِ اللهِ كلهمِ.

وَكل آيِ أَتَى الرسْل الكِرام بها.

فإنما اتَّصلتْ من نورهِ بهمِ.

فإنه شمس فضلٍ همْ كواكبها.

يظْهِرْنَ أَنْوارَها للناسِ في الظلَم.

أكرمْ بخلقِ نبيٍّ زانه خلق.

بالحسْنِ مشْتَمِلٍ بالبِشْرِ متَّسِمِ.

كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبَدْرِ في شَرَفٍ.

والبَحْر في كَرَمٍ والدهْرِ في هِمَمِ.

كأنه وهو فرد من جلالتهِ.

في عَسْكَرٍ حينَ تَلْقاه وفي حَشَمِ.

كَأَنَّما اللؤْلؤ المَكْنون في صَدَفِ.

من معدني منطقٍ منه ومبتسمِ.

لا طِيبَ يَعْدِل ترْباً ضَمَّ أَعْظمَه.

طوبَى لِمنْتَشِقٍ منه وملْتَئِم.

أبان مولده عن طيبِ عنصرهِ.

يا طِيبَ مبْتَدَإٍ منه ومخْتَتَمِ.

يوم تفرَّسَ فيهِ الفرس أنهم.

قد أنذروا بحلولِ البؤسِ والنقمِ.

وباتَ إيوان كسرى وهو منصدع.

كشملِ أصحابِ كسرى غيرَ ملتئمِ.

والنَّار خامِدَة الأنفاس مِنْ أَسَفٍ.

عليه والنَّهر ساهي العين من سدمِ.

وساء ساوة أن غاضتْ بحيرتها.

وردَّ واردها بالغيظِ حين ظمى َ.

كأنَّ بالنارِ ما بالماء من بللٍ.

حزْناً وبالماءِ ما بالنَّارِ من ضرمِ.

والجن تهتف والأنوار ساطعة.

والحَق يَظْهَر مِنْ مَعْنى ً ومِنْ كَلِم.

عَموا وصموا فإعلان البشائرِ لمْ.

تسْمَعْ وَبارِقَة الإِنْذارِ لَمْ تشَم.

مِنْ بَعْدِ ما أَخْبَرَ الأقْوامَ كاهِنهمْ.

بأَنَّ دينَهم المعْوَجَّ لَمْ يَقمِ.

وبعدَ ما عاينوا في الأفقِ من شهبٍ.

منقضة ٍ وفقَ مافي الأرضِ من صنمِ.

حتى غدا عن طريقِ الوحيِ منهزم.

من الشياطينِ يقفو إثرَ منهزمِ.

كأَنهمْ هَرَباً أبطال أَبْرَهَة ٍ.

أوْ عَسْكَر بالحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رمِي.

نَبْذاً بهِ بَعْدَ تَسْبِيحِ بِبَطْنِهما.

نَبْذَ المسَبِّحِ مِنْ أحشاءِ ملْتَقِمِ.

جاءتْ لدَعْوَتِهِ الأشجار ساجِدَة ً.

تَمْشِي إليهِ عَلَى ساقٍ بِلا قَدَمِ.

كأنَّما سَطَرَتْ سَطْراً لِمَا كَتَبَتْ.

فروعها من بديعِ الخطِّ في اللقمِ.

مثلَ الغمامة ِ أنى َسارَ سائرة.

تقيهِ حرَّ وطيسٍ للهجيرِ حمي.

أقسمت بالقمرِ المنشقِّ إنَّ له.

مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَة ً مَبْرورَة َ القَسَمِ.

ومَا حَوَى الغار مِنْ خَيْرٍ ومَنْ كَرَم.

وكل طرفٍ من الكفارِ عنه عمي.

فالصدق في الغارِ والصديق لم يرِما.

وَهمْ يقولونَ ما بالغارِ مِنْ أَرمِ.

ظَنوا الحَمامَ وظَنوا العَنْكَبوتَ على.

خيْرِ البَرِيَّة ِ لَمْ تَنْسجْ ولمْ تَحم.

وقاية اللهِ أغنتْ عن مضاعفة ٍ.

من الدروعِ وعن عالٍ من الأطمِ.

ما سامني الدهر ضيماً واستجرت بهِ.

إلاَّ استلمت الندى من خيرِ مستلمِ.

لا تنكر الوحيَ من رؤياه إنَّ له.

قَلْباً إذا نامَتِ العَيْنانِ لَمْ يَنمِ.

وذاكَ حينَ بلوغٍ مِنْ نبوَّتِهِ.

فليسَ ينْكَر فيهِ حال محْتَلِمِ.

تَبَارَكَ الله ما وحْي بمكْتَسَبٍ.

وَلا نَبِي عَلَى غَيْبٍ بِمتَّهَمِ.

كَمْ أبْرَأَتْ وَصِبا باللَّمْسِ راحَته.

وأَطْلَقَتْ أرِباً مِنْ رِبْقَة ِ اللَّمَمِ.

وأحْيَتِ السنَة َ الشَّهْبَاءَ دَعْوَته.

حتى حَكَتْ غرَّة ً في الأَعْصرِ الدهمِ.

بعارضٍ جادَ أو خلتَ البطاحَ بها.

سيب من اليَمِّ أو سيل من العرمِ.

دعني ووصفي آياتٍ له ظهرتْ.

ظهورَ نارِ القرى ليلاً على علمِ.

فالدر يزداد حسناً وهو منتظم.

وليسَ ينقص قدراً غير منتظمِ.

فما تَطاوَل آمال المَدِيحِ إلى.

ما فيهِ مِنْ كَرَمِ الأَخْلاَقِ والشِّيَمِ.

آيات حقٍّ من الرحمنِ محدثة.

قَدِيمَة صِفَة المَوْصوفِ بالقِدَم.

لم تقترنْ بزمانٍ وهي تخبرنا.

عَن المعادِ وعَنْ عادٍ وعَنْ إرَمِ.

دامَتْ لَدَيْنا فَفاقَتْ كلَّ معْجِزَة ٍ.

مِنَ النَّبِيِّينَ إذْ جاءتْ ولَمْ تَدمِ.

محَكَّمات فما تبقينَ من شبهٍ.

لذي شقاقٍ وما تبغينَ من حكمِ.

ما حورِبَتْ قَط إلاَّ عادَ مِنْ حَرَبٍ.

أَعْدَى الأعادي إليها ملقِيَ السَّلَمِ.

رَدَّتْ بلاغَتها دَعْوى معارِضِها.

ردَّ الغيور يدَ الجاني عن الحرمِ.

وفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الحسْنِ والقِيَمِ.

فما تعَد وَلا تحْصَى عَجَائبها.

ولا تسام عَلَى الإكثارِ بالسَّأَمِ.

قرَّتْ بها عين قاريها فقلت له.

لقد ظفِرتَ بِحَبْلِ الله فاعْتَصِمِ.

إنْ تَتْلها خِيفَة ً مِنْ حَرِّ نارِ لَظَى.

أطْفَأْتَ نارَ لَظَى مِنْ وِرْدِها الشَّبمِ.

كأنها الحوض تبيض الوجوه به.

مِنَ العصاة ِ وقد جاءوه كَالحمَمِ.

وَكالصِّراطِ وكالمِيزانِ مَعدِلَة ً.

فالقِسْط مِنْ غَيرها في الناس لَمْ يَقمِ.

لا تعْجَبَنْ لِحَسودٍ راحَ ينكِرها.

تَجاهلاً وهْوَ عَين الحاذِقِ الفَهِمِ.

قد تنكر العين ضوء الشمسِ من رمدٍ.

وينْكِر الفَم طَعْمَ الماء منْ سَقَم.

يا خيرَ من يَمَّمَ لعافونَ ساحتَه.

سَعْياً وفَوْقَ متونِ الأَيْنقِ الرسمِ.

وَمَنْ هو الآيَة الكبْرَى لِمعْتَبِرٍ.

وَمَنْ هوَ النِّعْمَة العظْمَى لِمغْتَنِمِ.

سريتَ من حرمٍ ليلاً إلى حرمِ.

كما سرى البدر في داجٍ من الظلمِ.

وَبِتَّ تَرْقَى إلَى أنْ نِلْتَ مَنْزِلَة ً.

من قابِ قوسينِ لم تدركْ ولم ترمِ.

وقدَّمتكَ جميع الأنبياءِ بها.

والرسْلِ تَقْدِيمَ مَخْدومٍ عَلَى خَدَم.

وأنتَ تخترق السبعَ الطِّباقَ بهمْ.

في مَوْكِبٍ كنْتَ فيهِ صاحِبَ العَلَمِ.

حتى إذا لَمْ تَدَعْ شَأْواً لمسْتَبِقٍ.

من الدنوِّ ولا مرقيً لمستنمِ.

خفضتَ كلَّ مقامٍ بالإضافة إذ.

نودِيتَ بالرَّفْعِ مِثْلَ المفْرَدِ العَلَم.

كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مستترٍ.

عن العيونِ وسرٍّ أيِ مكتتمِ.

فَحزْتَ كلَّ فَخَارٍ غيرَ مشْتَرَكٍ.

وجزْتَ كلَّ مَقامٍ غيرَ مزْدَحَمِ.

وَجَلَّ مِقْدار ما ولِّيتَ مِنْ رتَبٍ.

وعزَّ إدْراك ما أولِيتَ مِنْ نِعَمِ.

بشْرَى لَنا مَعْشَرَ الإسلامِ إنَّ لنا.

من العناية ِ ركناً غيرَ منهدمِ.

لمَّا دعا الله داعينا لطاعتهِ.

بأكرمِ الرسلِ كنَّا أكرمَ الأممِ.

راعتْ قلوبَ العدا أنباء بعثتهِ.

كَنَبْأَة ٍ أَجْفَلَتْ غَفْلاً مِنَ الغَنَمِ.

ما زالَ يلقاهم في كلِّ معتركٍ.

حتى حَكَوْا بالقَنا لَحْماً على وضَم.

ودوا الفرار فكادوا يغبطونَ بهِ.

أشلاءَ شالتْ مع العقبانِ والرَّخمِ.

تمضي الليالي ولا يدرونَ عدتها.

ما لَمْ تَكنْ مِنْ ليالِي الأَشْهرِ الحرمِ.

كأنَّما الدِّين ضَيْف حَلَّ سَاحَتَهمْ.

بِكلِّ قَرْمٍ إلَى لحْمِ العِدا قَرِم.

يَجر بَحْرَ خَمِيسٍ فوقَ سابِحَة ٍ.

يرمي بموجٍ من الأبطالِ ملتطمِ.

من كلِّ منتدبٍ لله محتسبٍ.

يَسْطو بِمسْتَأْصِلٍ لِلْكفْرِ مصطَلِم.

حتَّى غَدَتْ مِلَّة الإسلام وهْيَ بِهِمْ.

مِنْ بَعْدِ غرْبَتِها مَوْصولَة َ الرَّحِم.

مكفولة ً أبداً منهم بخيرٍ أبٍ.

وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئمِ.

هم الجِبال فَسَلْ عنهمْ مصادِمَهمْ.

ماذا رأى مِنْهم في كلِّ مصطَدَم.

وسل حنيناً وسل بدراً وسلْ أحداً.

فصولَ حَتْفٍ لهمْ أدْهَى مِنَ الوَخَم.

المصدري البيضَ حمراً بعدَ ما وردت.

من العدا كلَّ مسْوَّدٍ من اللممِ.

وَالكاتِبِينَ بِسمْرِ الخَطِّ مَا تَرَكَتْ.

أقلامهمْ حرفَ جسمٍ غبرَ منعجمِ.

شاكي السِّلاحِ لهم سيمى تميزهمْ.

والورد يمتاز بالسيمى عن السلمِ.

تهدى إليكَ رياح النصرِ نشرهم.

فتحسب الزَّهرَ في الأكمامِ كلَّ كمي.

كأنهمْ في ظهورِ الخيلِ نبت رباً.

مِنْ شِدَّة ِ الحَزْمِ لاَ مِنْ شِدَّة ِ الحزم.

طارت قلوب العدا من بأسهمِ فرقاً.

فما تفَرِّق بين البهم والبهمِ.

ومن تكنْ برسول الله نصرته.

إن تلقه الأسد في آجامها تجمِ.

ولن ترى من وليٍّ غير منتصرِ.

بهِ ولا مِنْ عَدوّ غَيْرَ منْقصمِ.

أحلَّ أمَّتَه في حرزِ ملَّتهِ.

كاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأشبال في أجَم.

كمْ جدَّلَتْ كلمات اللهِ من جدلٍ.

فيهِ وكم خَصَمَ البرْهان مِنْ خَصِمِ.

كفاكَ بالعِلْمِ في الأمِيِّ معْجِزَة ً.

في الجاهلية ِ والتأديبِ في اليتمِ.

خَدَمْته بِمَديحٍ أسْتَقِيل بِهِ.

ذنوبَ عمْرٍ مَضَى في الشِّعْرِ والخِدَم.

إذ قلداني ما تخشى عواقبه.

كَأنَّني بهما هَدْي مِنَ النَّعَم.

أطَعْت غَيَّ الصِّبَا في الحَالَتَيْنِ ومَا.

حصلت إلاَّ على الآثامِ والندمِ.

فياخسارة َ نفسٍ في تجارتها.

لم تشترِ الدِّينَ بالدنيا ولم تَسمِ.

وَمَنْ يَبِعْ آجِلاً منه بِعاجِلِهِ.

يَبِنْ له الغَبْن في بَيْعِ وَفي سَلَمِ.

إنْ آتِ ذَنْباً فما عَهْدِي بِمنْتَقِضٍ.

مِنَ النبيِّ وَلا حَبْلِي بِمنْصَرِمِ.

فإنَّ لي ذمة ً منه بتسميتي.

محمداً وَهوَ الخَلْيقِ بالذِّمَمِ.

فضلاً وإلا فقلْ يا زَلَّة َ القدمِ.

حاشاه أنْ يحرمَ الرَّاجي مكارمه.

أو يرجعَ الجار منه غيرَ محترمِ.

ومنذ ألزمت أفكاري مدائحه.

وَجَدْته لِخَلاصِي خيرَ ملْتَزِم.

وَلَنْ يَفوتَ الغِنى مِنْه يداً تَرِبَتْ.

إنَّ الحَيا ينْبِت الأزهارَ في الأكَمِ.

وَلَمْ أرِدْ زَهْرَة َ الدنْيا التي اقتطَفَتْ.

يدا زهيرٍ بما أثنى على هرمِ.

يا أكرَمَ الخلق مالي مَنْ أَلوذ به.

سِوَاكَ عندَ حلولِ الحادِثِ العَمِمِ.

وَلَنْ يَضِيقَ رَسولَ الله جاهكَ بي.

إذا الكريم تَحَلَّى باسْمِ منْتَقِمِ.

فإنَّ من جودِكَ الدنيا وَضَرَّتها.

ومن علومكَ علمَ اللوحِ والقلمِ.

يا نَفْس لا تَقْنَطِي مِنْ زَلَّة ٍ عَظمَتْ.

إنَّ الكَبائرَ في الغفرانِ كاللَّمَمِ.

لعلَّ رحمة َ ربي حين يقسمها.

تأتي على حسب العصيانِ في القسمِ.

يا ربِّ واجعل رجائي غير منعكسٍ.

لَدَيْكَ وَاجعَلْ حِسابِي غَيرَ منْخَزِمِ.

والطفْ بعبدكَ في الدارينَ إن له.

صبراً متى تدعه الأهوال ينهزمِ.

وائذنْ لِسحْبِ صلاة ٍ منكَ دائمة. ٍ

على النبيِّ بمنهلٍّ ومنسجمِ.

ما رَنَّحَتْ عَذَباتِ البانِ ريح صَباً.

وأطْرَبَ العِيسَ حادي العِيسِ بِالنَّغَمِ.

ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: مدح النبي صلى الله عليه وسلم

شرح المقطع الأول من القصيدة (في ذكر عشق الرسول)

  • يبدأ المقطع الأول من القصيدة بالبيت: أمن تذكر جيران بذي سلم، إلى البيت: والشيب أبعد في نصح عن التهم.
  • يبدأ البوصيري في هذا المقطع بالحديث عن الغزل وهذا البيت الغزي يسمى بالنسيب في الشعر العربي.
  • كما أنه يتحدث عن الشكوى والغرام ويتغنى بالحديث عن ديار المحبوب.
    • وهي الديار التي يذكرها الشاعر في طريق رحلته الحجازية إلى الديار المقدسة.
  • كما أن الشاعر يتحدث تحديدًا عن الحرمين الشريفين والمدينة المنورة التي يتواجد بها قبل الرسول عليه الصلاة والسلام.
  • ثم يصف الشاعر اللوعة في الحب، ويصل أيضًا حال المحب المستهام بسبب الضنى والوجود.
  • وبعد ذلك يتحدث الشاعر عما يصيب المحب من بعض الحالات النفسية السيئة مثل البكاء والإعراض عن الناصحين.

شرح المقطع الثاني من القصيدة (في منع أهواء النفس)

  • يبدأ مقطع القصيدة الثاني من البيت: فإن أمارتي بالسوء ما اتعظت، إلى البيت: ولم أصل سوى فرض ولم أصم.
  • وفي هذا المقطع يتحدث الشاعر عن التحذير من هوى النفس التي يمكن لها الاستيلاء على الصغير والكبير.
  • كما يرى الشاعر أن النفس عليها المقاومة وكبح جماحها كما تكبَح الفرس، وأنها مع الشيطان سويا يمكن أن يكونا عونًا على الإنسان.
  • كما يتحدث أيضًا عن الجوع والبطن ويقول بالتحذير منهما، وأن كل إنسان عليه أن يتوب ويعود سليمًا إلى الله.

شرح المقطع الثالث من القصيدة (في مدح رسول الله)

  • يبدأ هذا المقطع من البيت: ظلمت سنة من أحيا الظلام إلى البيت: طوبى لمنتشق منه وملتئم.
  • في هذا المقطع يبدأ المديح النبوي من الشاعر حيث إنه يتحدث عن عبادة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
  • ويتحدث أيضًا عن جهاده وزهده في الحياة الدنيا وفي متاعها، ويصف كذلك محبة الله سبحانه وتعالى له.
  • كما يتحدث الشاعر عن اتخاذه له حبيبًا وخليلًا، وينكر على كل من يرى أن في مدحه غلوا له لأنه رسول الله لا يكفيه المدح من الكلمات بحارًا.
  • كذلك يقول البوصيري في هذا الجزء من الأبيات بأن النبي عليه الصلاة والسلام لا يوجد حد لفضائله حتى يقف عندها الإنسان.
    • وأن هذا الحد الغير منتهي ما هو إلا بسبب خصاله الشريفة والفضيلة عليه أفضل الصلاة والسلام.

شرح المقطع الرابع من القصيدة (في يوم مولد المصطفى)

  • في هذا الجزء من القصيدة يبدأ الشاعر بالبيت: أبان مولده عن طيب عنصره، إلى البيت: نبذ المسبح من أحشاء ملتقم.
  • يتحدث الشاعر في هذا الجزء عن تاريخ مولد النبي عليه أفضل الصلاة والصلام ويبين فضل هذه الليلة التي ولد فيها.
  • كما أنه يتحدث أيضًا عن الكثير من الأمور الخارقة التي حصلت فيها مثل انهيار إيوان كسرى.
    • ويتحدث أيضًا عن خمود نار المجوس، وعن جفاف حيرة ساوة وإلى غير ذلك من المعجزات.
  • كذلك يكمل الشاعر الحديث عن معجزات النبي عليه أفضل الصلاة والسلام الأخرى التي رافقت يوم ميلاده.

شرح المقطع الخامس من القصيدة (في معجزات الرسول عليه الصلاة والسلام)

  • في هذا المقطع بدأ الشاعر بالبيت: جاءت لدعوته الأشجار ساجدة، إلى البيت: سيب من اليم أو سيل من العرم.
  • كما يتحدث الشاعر في هذا المقطع عن معجزات النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
  • ويذكر تكليم الجمادات له عليه الصلاة والسلام، والأشجار أيضًا وأنها قد شهدت له بالنبوة الخالصة.
  • كما يذكر الشاعر أيضًا أهم المعجزات التي من أمثلتها انشقاق القمر له عليه الصلاة والسلام، وتظليل الغمام عليه أيضًا.
  • وأيضًا يذكر الشاعر الكثير من المعجزات التي حاصرته عليه أفضل الصلاة والسلام.

شرح المقطع السادس من القصيدة (في شرف القرآن وفي مدحه)

  • في هذا المقطع يتحدث الشاعر ويقول: دعني ووصفي آياتٍ له ظهرت، إلى البيت: وينكر الفم طعم الماء من سقمٍ.
  • في هذه الأبيات يتحدث الشاعر عن شرف القرآن الكريم ويصفه بانه أيضًا من أهم معجزات الرسول عليه الصلاة والسلام.
  • كما يصف القرآن الكريم بأنه المعجزة الخالدة إلى يوم الدين، المحفوظة من التحريف والتغيير.
  • كذلك يتحدث عن ذكر الأمم السابقة للقرآن الكريم على أنهم تحدثوا عن معجزاته وعن حلاوته التي لامست القلوب.
  • ومن ثم يتم الانتقال إلى الحديث عن الميزان والحوض من قبل الشاعر البوصيري في أفضل تصوير.

شرح المقطع السابع من القصيدة (عن رحلة الإسراء والمعراج)

  • يتحدث الشاعر في هذه القصيدة ويبدأ بالبيت: يا خير من يمم العافون ساحته، إلى البيت: بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم.
  • ويكمل الشاعر الحديث في هذا المقطع للحديث عن رحلة الإسراء والمعراج التي شاهد فيها النبي الكثير من الأمور.
  • ويتحدث أيضًا الشاعر عن لقاء الرسول عليه الصلاة والسلام مع الأنبياء ويتحدث عن الإمامة بهم قبل رحلة المعراج في المسجد الأقصى.
  • كما يتحدث عن بلوغ النبي عليه الصلاة والسلام للرتبة الرفيعة في يوم المعراج.

شرح المقطع الثامن من القصيدة (عن جهاد الرسول)

  • يبدأ الشاعر في هذه القصيدة بالبيت: راعت قلوب العدا أنباء بعثته، إلى البيت: في الجاهلية والتأديب في اليتم.
  • ثم يتحدث الإمام عن جهاد الرسول عليه الصلاة والسلام وعن قتاله في الأشهر الحرم.
  • كما يتحدث أيضًا عن تصوير حاله والمسلمين في معركة حنين وفي معركة أحد أيضًا.
  • كذلك يتحدث الشاعر عن نصرته لأصحابه وعن شجاعته ويتحدث عن كل ما كتب في هذه الأمور في كتب السيرة النبوية.

شرح المقطع التاسع من القصيدة (عن التوسل بالنبي وطلب الشفاعة منه)

  • يبدأ الشاعر في هذا الجزء قائلا: خدمته بمديح أستقيل به، إلى البيت: يد زهير بما أثنى على هرم.
  • حيث يتحدث الشاعر في هذه الجزئية عن أن هذه القصيدة هي توبة منه إلى الله سبحانه وتعالى.
  • كما يتحدث أيضًا عن أنه يتوب بكلماتها عما فعله قبلها من شعر الهجاء أيضًا.
  • كذلك يقول البوصيري بأنه بهذه القصيدة يتوب عن كل ما فعله من سباب في الماضي.
  • ويطلب من الله تعالى السماح، كما أنه يتوسل مشروعية اتخاذ الرسول شفيعًا له يوم القيامة، وأنه يتمنى ويأمل في ذلك.

شرح المقطع العاشر من القصيدة (عن المناجاة وطلب الحاجات من الله)

  • في هذا المقطع يبدأ الشاعر بالحديث ويقول: يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به، إلى البيت: وأطرب العيس حادي العيس بالنغم.
  • يتحدث الشاعر في هذا الجزء عن مناجاته لله تعالى حيث يجعل هذا الجزء من القصيدة للمناجاة.
  • كما يطلب البوصيري وهو شاعر القصيدة من الله تعالى السماح والمغفرة، ويطلب أن يكون ممن يشفع لهم النبي عليه الصلاة والسلام.
  • فيتحدث الشاعر في هذا الجزء من الأبيات عن المنح التي أعطاها الله والكرامات للنبي حيث إنه خلق الأكوان كرامة له.
    • وأنه جعله يطلع على كل ما كتب في اللوح المحفوظ، وأنه قد علمه ما لم يعلم عن القراءة والكتابة والقلم بشكل عام.

الأفكار الرئيسية في قصيدة البوصيري في مدح الرسول

يوجد بعض الأفكار الرئيسية التي قد تحدث عنها الإمام البوصيري في هذه القصيدة، والتي من أهمها أن قصيدة البوصيري في مدح الرسول كانت توبةً نصوحة منه عما فعله في السابق، كما أن لها بعض الأفكار الرئيسية المهمة، وهي عبارة عن الآتي:

  • تحذير كلمات القصيدة كلها عن هوى النفس.
  • إن قصيدة البوصيري في مدح الرسول تدعو إلى الزهد في الدنيا وفي كل أحوالها.
  • تدعو أيضًا هذه القصيدة إلى الندم والتوبة من كل الأفعال السيئة.
  • كما أن هذه القصيدة تتناول المدح في رسول الله عليه والصلاة والسلام وتحث على ضرورة المدح له.
  • من أفكار القصيدة الأساسية هو بيان أهمية المولد الشريف، والحديث عن كل ما يدور حوله من معجزات وأهوال.
  • أيضًا هذه القصيدة توضِّح معجزات النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وتبين زهده وجهاده وفضله على الأمة كلها.
  • كذلك في هذه القصيدة بيان لفضائل الصحابة وخاصة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
  • تبين أيضًا هذه القصيدة شرف القرآن الكريم وإعجازه ورفعته وحلاوته، وأنه محفوظ من التحريف أو الضياع.

صور قصيدة البوصيري الفنية

يوجد الكثير من الصور الفنية في هذه القصيدة، وهي:

  • يوجد فيها استعارة مكنية في جملة (سرى طيف) حيث يشبه الشاعر الطيف بالإنسان الذي يسري.
  • أيضًا يوجد تشبيه مجمل في جملة (النفس كالطيف).
  • كما يوجد استعارة مكنية في جملة (اشتكت قدماه) حيث شبه الشاعر الأقدام بالإنسان الذي يشكو.
  • كذلك يوجد أيضًا استعارة مكنية في جملة (سامني الدهر ضيمًا).

كما يمكنك الاطلاع على: شرح قصيدة البردة للبوصيري

إن في قصيدة البوصيري في مدح الرسول الكثير من الأمور القيمة والأفكار الرائعة التي تناقش الحب لرسول الله، وتناقش أيضًا مسألة التوبة والرجوع إلى الله تعالى بعد ارتكاب الذنوب.

مقالات ذات صلة