الخنساء ترثي اخاها

الخنساء ترثي أخاها صخر في العديد من القصائد، والخنساء هو لقب حصلت عليه تماضر بنت عمرو بن الحرث بسبب أن أرنبتي الأنف لديها عالية.

وكانت هذه المرأة مشهورة بشخصيتها القوية ورجاحة رأيها وحسن تصرفها في المواقف المختلفة، وكان لها العديد من المؤلفات والأشعار التي تمدح فيها أهلها وتتفاخر بكونهم أهم كرم، وشهدت اثنين من العصور الأول هو العصر الجاهلي والثاني عصر الإسلام.

الخنساء ترثي أخاها

توفى معاوية أخو الخنساء بعدما قتل من هاشم ودريد وبعدها حثت أخيها صخر على الأخذ بثأر أخيه وبالفعل قتل دريد لكنه لقى طعنة مات على أثرها بعد مرور عام وقالت له الرثاء التالي:

قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عـوَّارُ …. أمْ ذرَّفتْ إذْ خلتْ منْ أهلهَا الدَّارُ

كانَّ عيني لذكـراهُ إذَا خطرتْ …. فيضٌ يسـيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ

تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ …. وَدونـهُ منْ جديدِ التُّربِ أستارُ

تبكي خناسٌ فما تنـفكُّ مَا عمرتْ …. لَها عليهِ رنـينٌ وَهيَ مفتـارُ

تبكي خناسٌ علَى صـخرٍ وحقَّ لهَا …. إذْ رابـهَا الدَّهـرُ إنَّ الدَّهـرَ ضـرَّارُ

لاَ بدَّ منْ ميـتةٍ في صرفهَا عبرٌ …. وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَأطوارُ

قدْ كانَ فيكمْ أبـو عمـرٍو يسودكمُ …. نعمَ المعمَّمُ للدَّاعـينَ نصَّـارُ

صـلبُ النَّـحـيزةِ وَهَّـابٌ إذَا منـعُوا …. وَفي الحـروبِ جريءُ الصَّدرِ مهصارُ

يا صخرُ ورَّادَ مــاءٍ قدْ تـنـاذرهُ …. أهلُ المواردِ مَا في وردهِ عارُ

مشَي السَّبنـتى إلى هيـجاءِ معضلةٍ …. لهُ سلاحانِ أنيابٌ وَأظـفارُ

وَما عجولٌ علَى بوٍ تطـيـفُ بـهِ …. لهَا حنـيـننانِ إعلانٌ وَإسرارُ

ترتـعُ مَا رتعـتْ حتَّى إذا ادّكرتْ …. فإنَّـنما هيَ إقـبالٌ وَإدبـارُ

لاَ تسمنُ الدَّهرَ في أرضٍ وَإنْ رتـعتْ …. فإنَّـما هيَ تـحـنانٌ وَتسجارُ

يوماً بأوجدَ منّي يـومَ فارقني …. صخـرٌ وَللـدَّهرِ إحلاءٌ وَإمرارُ

وإنَّ صخراً لواليـنَا وَسيّـدنَا …. وإنَّ صخراً إذَا نـشتُـو لنحَّـارُ

وإنَّ صخراً لـمقدامٌ إذَا ركبـوا …. وإنَّ صـخراً إذَا جاعُـوا لعقّارُ

وإنَّ صخراً لتأتـمُّ الهـداةُ بـهِ …. كأنَّـهُ علمٌ في رأسـهِ نـارُ

جلـدٌ جميـلُ المحـيَّا كاملٌ ورعٌ …. وَللحروبِ غـداةََ الـرَّوعِ مسعـارُ

حمَّالُ ألويةٍ هـبّــَاطُ أوديـةٍ …. شهَّادُ أنـديـةٍ للجـيشِ جرَّارُ

فقلتُ لمَّا رأيـتُ الدَّهرَ ليسَ لهُ …. معاتـبٌ وحدهُ يسدي وَنيَّـارُ

لقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لي أخاَ ثـقـةٍ …. كانتْ ترجَّـمُ عـنهُ قبلُ أخبارُ

فبـتُّ ساهـرةً للنَّجمِ أرقـبهُ …. حتَّى أتَى دونَ غورِ النَّجمِ أستارُ

لمْ ترهُ جارةٌ يمـشِي بساحتهَا …. لريبةٍ حـينَ يخـلِي بيـتهُ الجار

شاهد أيضا: شعر عن عيد ميلادي

الخنساء ترثي أخاها صخر

الخنساء بالرغم من أن لديها اثنين من أخواتها قتلوا إلا أنها أكثرت في الحديث عن صخر بوجه خاص ورثاء قليل فقط ما وجهته إلى معاوية ومن أفضل ذلك الرثاء قصيدة أعيني جودا ولا تجمدا ما يلي:

أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا

أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى

أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ

أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا

طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ

سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا

إِذا القَومُ مَدّوا بِأَيديهِمِ

إِلى المَجدِ مَدَّ إِلَيهِ يَدا

فَنالَ الَّذي فَوقَ أَيديهِمِ

مِنَ المَجدِ ثُمَّ مَضى مُصعِدا

يُكَلِّفُهُ القَومُ ما عالُهُم

وَإِن كانَ أَصغَرَهُم مَولِدا

تَرى المَجدَ يَهوي إِلى بَيتِهِ

يَرى أَفضَلَ الكَسبِ أَن يُحمَدا

وَإِن ذُكِرَ المَجدُ أَلفَيتَهُ

تَأَزَّرَ بِالمَجدِ ثُمَّ اِرتَدى

الخنساء ترثي أخاها معاوية

العرب قديماً كانوا يستبدلون البكاء بالرثاء خاصة عند وفاة شخص في المعركة، كما أنهم كانوا يعتبرون أن الندب بمثابة هجاء على الميت وذلك أمر غير مستحب وقالت الخنساء في رثاء معاوية ما يلي:

أَلا لا أَرى في الناسِ مِثلَ معاوية

إِذا طَرَقَت إِحدى اللَيالي بِداهِيَه

بِداهِيَةٍ يَصغى الكِلابُ حَسيسَها

وَتَخرُجُ مِن سِرِّ النَجِيِّ عَلانِيَه

أَلا لا أَرى كَالفارِسِ الوَردِ فارِساً

إِذا ما عَلَتهُ جُرأَةٌ وَعَلانِيَه

وَكانَ لِزازَ الحَربِ عِندَ شُبوبِها

إِذا شَمَّرَت عَن ساقِها وَهيَ ذاكية

وَقَوّادَ خَيلٍ نَحوَ أُخرى كَأَنَّها

سَعالٍ وَعِقبانٌ عَلَيها زَبانِيَه

بَلَينا وَما تَبلى تِعارٌ وَما تُرى

عَلى حَدَثِ الأَيّامِ إِلّا كَما هِيَه

فَأَقسَمتُ لا يَنفَكُّ دَمعي وَعَولَتي

عَلَيكَ بِحُزنٍ ما دَعا اللَهَ داعِيَ

اقرأ أيضا: شعر حزين عن الفراق

رثاء بنت صخر تلكما الباكية

هذه الأشعار من أشهر أقوال الخنساء وهي ترثي أخاها والكلمات بها مؤثرة يغلب عليها طابع الحزن والأسى فقد قالت في رثائها ما يلي:

أَبِنتُ صَخرٍ تِلكُما الباكِيَة

لا باكِيَ اللَيلَةَ إِلّا هِيَه

أَودى أَبو حَسّانَ واحَسرَتا

وَكانَ صَخرٌ مَلِكُ العالِيَه

وَيلايَ ما أُرحَمُ وَيلاً لِيَه

إِذ رَفَعَ الصَوتَ النَدى الناعِيَه

كَذَّبتُ بِالحَقِّ وَقَد رابَني

حَتّى عَلَت أَبياتُنا الواعِيَه

بِالسَيِّدِ الحُلوِ الأَمينِ الَّذي

يَعصِمُنا في السَنَةِ العادِيَه

لَكِنَّ بَعضَ القَومِ هَيّابَةٌ

في القَومِ لا تَغبِطُهُ البادِيَه

لا يَنطِقُ العُرفَ وَلا يَلحَنُ

العَزفَ وَلا يَنفُذُ بِالغازِيَه

إِن تُنصَبِ القِدرُ لَدى بَيتِهِ

فَغَيرُها يَحتَضِرُ الجادِيَه

لَكِن أَخي أَروَعُ ذو مِرَّةٍ

مِن مِثلِهِ تَستَرفِدُ الباغِيَه

لا يَنطِقُ النُكرَ لَدى حُرَّةٍ

يَبتارُ خالي الهَمِّ في الغاوِيَه

إِنَّ أَخي لَيسَ بِتَرعِيَّةٍ

نِكسٍ هَواءِ القَلبِ ذي ماشِيَه

عَطّافُهُ أَبيَضُ ذو رَونَقٍ

كَالرَجعِ في المُدجِنَةِ السارِيَه

فَوقَ حَثيثِ الشَدِّ ذو مَيعَةٍ

يَقدُمُ أولى العُصَبِ الماضِيَه

لا خَيرَ في عَيشٍ وَإِن سَرَّنا

وَالدَهرُ لا تَبقى لَهُ باقِيَه

كُلُّ اِمرِئٍ سُرَّ بِهِ أَهلُهُ

سَوفَ يُرى يَوماً عَلى ناحِيَه

يا مَن يَرى مِن قَومِنا فارِساً

في الخَيلِ إِذ تَعدو بِهِ الضافِيَه

تَحتَكَ كَبداءٌ كُمَيتٌ كَما

أُدرِجَ ثَوبُ اليُمنَةِ الطاوِيَه

إِذ لُحِقَت مِن خَلفِها تَدَّعي

مِثلَ سَوامِ الرَجُلِ الغادِيَه

يَكفَأُها بِالطَعنِ فيها كَما

ثَلَّمَ باقي جَبوَةِ الجابِيَه

تَهوي إِذا أُرسِلنَ مِن مَنهَلٍ

مِثلَ عُقابِ الدُجنَةِ الداجِيَه

عارِضُ سَحماءَ رُدَينِيَّةٍ

كَالنارِ فيها آلَةٌ ماضِيَه

أَشرَبَها القَينُ لَدى سَنَّها

فَصارَ فيها الحُمَةُ القاضِيَه

أَنّى لَنا إِذ فاتَنا مِثلُهُ

لِلخَيلِ إِذ جالَت وَلِلعادِيَه

أُقسِمُ لا يَقعُدُ في بَلدَةٍ

نائِيَةٍ عَن أَهلِهِ قاصِيَه

فَأَقصَدُ السَيرِ عَلى وَجهِهِ

لَم يَنهَهُ الناهي وَلا الناهية

شاهد من هنا: معركة استشهد فيها أولاد الخنساء ..حل لغز لعبة فطحل

قالت الخنساء ترثي أخاها صخر في العديد من الأشعار التي قدمناها من خلال موقع  mqall.org، حيث كان هو الأخ الأقرب إلى قلبها وتصدى لأخيه معاوية عندما حاول أن يجبرها على الزواج من أحد أصدقائه.

كما أن صخر كان السند والعون لها في الأزمة المادية التي أوقعها بها زوجها عبد العزى السلمي، وكان كريم وشجاع وشهم ويتحلى بالخصال الطيبة.

مقالات ذات صلة