الفرق بين العفو والصفح

الفرق بين العفو والصفح نوضحه عبر موقعنا المميز mqall.org، من الوارد أن تحدث الخلافات بين الأشخاص مهما كان قربهم من بعض.

ويكون العفو والصفح هو الباب لحل لإنهاء ذلك الخلاف، لكن هل يوجد فرق بين المعنيين أم أن لهم نفس المعنى؟

الفرق بين العفو والصفح

يقول الله سبحانه وتعالى َ(اعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، كرر الله سبحانه وتعالى كلمة العفو الصفح متتاليتين، حيث إن لكل منهما معنى نوضحه فيما يلي:

معنى العفو

  • إن لفظ العفو يأتي من مصدر الكلمات الآتية(عفا، عفوًا، يعفو، عاف، وعفو).
  • يعني أن يتجاوز الشخص عن المسيء له وترك العقاب، أي بمعنى آخر هو محوه.
  • قال الخليل في العفو” وكلُّ مَن استحقَّ عُقوبةً فتركْتَه فقد عفوتَ عنه.
  • وقد يكون أن يعفُوَ الإنسان عن الشَّيء بمعنى الترك، ولا يكون ذلك عن استحقاق”.
  • قال القرطبي في التفريق بين العفو والصفح: إن العفو هو عدم المؤاخذة على الخطأ، أم الصفح هو محو كل آثاره من النفس.

شاهد أيضا: موضوع عن الفرق بين العفو والمغفرة

معنى الصفح

  • أما بالنسبة للصفح فهو مصدر لكلًا من(صفح، صفحًا، يصفح).
  • المقصود هو عدم تأنيب المذنب على فعلته، وقيل إنه إزالة الآثار الناتجة عن القيام بهذا الذنب.
  • كما قال البيضاوي في التفرقة بين العفو والصفح، أن العفو هو ألا يعاقب المذنب، أما الصفح هو عدم لومه فقط على فعلته.
  • استند البيضاوي في التفريق بين اللفظين على قول الله تعالى (فاعفوا واصفحوا)، حيث إن يعد ترقي في الأمر من الشيء الحسن إلى الأحسن أو الأفضل منه.

مرادف لكلمتي العفو والصفح

هناك الكثير من المصطلحات اللفظية المتقاربة في المعنى مثل الغفران، الذي يتشابه في المعنى مع لفظ العفو ولكن هناك اختلاف نوضحه فيما يلي:

  • الغفران هو إسقاط العقوبة وإيجاب الثواب، ولذلك يختص بذلك اللفظ المولى عز وجل.
  • الفرق بين الغفران والعفو هو إن العفو هو إسقاط العقوبة فقط، ولكن الغفران هو إسقاطها وإيجاب الثواب للعبد.

الحث على العفو والصفح في الإسلام

بما أننا نناقش الفرق بين العفو والصفح، علينا أن نوضح أن الإسلام حثنا عليه واتضح ذلك في الكثير من الآيات والأحاديث النبوية منها:

القرآن الكريم

  • (ألَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
  • وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
  • (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ؛ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظالمين).
  • (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم).

اقرأ أيضا: حديث عن التسامح والعفو

الأحاديث النبوية الشريفة

  • عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث والذي نفسي بيده إن كنت لحالفًا عليهن: لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا، ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزًّا يوم القيامة، ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر”.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله”.
  • “عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم”.
  • عن عبد الله بعمر – رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:” يا رسول الله! كم نعفو عن الخادم؟ فصمت؛ ثم أعاد عليه الكلام، فصمت؛ فلما كان في الثالثة، قال: اعفوا عنه في كل يوم سبعين مر”.

فوائد العفو على الإنسان

إن الله سبحانه وتعالى من أسمائه الحسنى (العفو، الغفار) فما بالك أن يتصف الإنسان بتلك الصفات الكريمة فهي:

  • امتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى التي أمرنا بها في كتابه الكريم في العفو والغفران للمسيء.
  • يساعد على زيادة الروابط الاجتماعية في المجتمع الإسلامي خاصة وبين البشر عامة.
  • إن الله يرضى عن عبده القادر على العفو ويجزيه أفضل جزاء.
  • هو واحد من علامات تقوى المؤمن؛ فيقول المولى عز وجل (وأن تعفو أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم).
  • الشعور بالرضا والراحة النفسية، والتخلص من المنغصات التي تتعب النفس بسبب الغضب.
  • بالعفو يكون لك مكانة عند الله سبحانه وتعالى كما إنه يزيد من محبة الناس لك وتقديرك.

أقوال مأثورة من السلف الصالح

إن العفو والصفح من شيم الإنسان الحسن الخلق، وقد ذكرت الكثير من الأقوال على لسان الكثيرين من السلف الصالح حول العفو والصفح ومنها:

  • قيل لأبي الدرداء: مَن أعزُّ الناس؟ فقال: (الذين يعفون إذا قدروا؛ فاعفوا يعزكم الله تعالى).
  • قال معاوية رضي الله عنه: (عليكم بالحلم والاحتمال حتى تمكنكم الفرصة، فإذا أمكنتكم فعليكم بالصفح والإفضال).
  • عن الحسن قال: (أفضل أخلاق المؤمن العفو).
  • عن أيوب قال:(لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم).
  • عن عمر بن عبد العزيز قال: (أحبُّ الأمور إلى الله ثلاثة: العفو في القدرة، والقصد في الجدة، والرفق في العبادة، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة).

شاهد أيضا: الفرق بين العفو والصفح في الإسلام

سواء العفو أو الصفح فهما من أفضل الخصال التي يتصف بها الإنسان، ولكن يجب أن يكون لديه القدرة على الصفح.

أي أن يكون هذا العفو من قلبه، وقد يختلف المعنى الدقيق بينهما، لذا كان شرح الفرق بين العفو والصفح أمرًا في غاية الأهمية.

مقالات ذات صلة