حكايات قبل النوم للكبار بالعامية

تعتبر القصص بشكل عام من الأشياء التي تسهل النوم، وليس للأطفال فقط، بل للكبار أيضًا، وتمنح كلًا منهما عبرة ومواعظ وتعاليم ثقافية عليا، ليستفيدوا منها في مختلف مواقف الحياة.

ولأن شغف الاستماع للقصص يستمر منذ الصغر حتى الكبر، وتعد حكايات قبل النوم للكبار بالعامية نوع القصص المفضلة لدى الكبار.

حكايات قبل النوم للكبار بالعامية

تحكى حواديت الكبار بشكل مختلف عن الأطفال، فهي تزداد واقعية، ويقل فيها عنصر الخيال، ومن أبرز حكايات قبل النوم للكبار ما يلي:

حكاية الجزيرة الأخرى

كان هناك جزيرة كبيرة جدًا، ويحكمها أحد الملوك، إلى أن ينتقل لجزيرة أخرى بعد عام من حكمه، وباقي التفاصيل في النقاط التالية:

ويظل الحاكم في الجزيرة الجديدة حتى آخر عمره، وفقًا للنظام السائد بالجزيرة وذات مرة كان أحد الملوك قد انتهت مدة حكمه، وودعوه أهالي الجزيرة.

وركب السفينة التي ستذهب به إلى الجزيرة الأخرى التي سيعيش فيها، وعندما جاء أهل الجزيرة الجديدة وجدوا شابًا متعلقًا على خشب، وكاد يموت، إلا أن الأهالي أنقذوه.

وطلبوا أهالي الجزيرة من هذا الملك أن يكون هو الملك الجديد للجزيرة، وأوضحوا له طبيعة الحكم، بأنه سوف يستمر عامًا، ثم ينتقل إلى جزيرة أخرى بعد انتهاء حكمه.

وعندما ذهب إلى هذه الجزيرة وجد كثيرًا من الحيوانات المفترسة، وجثث لبعض الملوك السابقة، فطلب منهم أن يقوموا بتنظيف الجزيرة.

ثم أصبحت الجزيرة نظيفة وجميلة للغاية، وحينما أتى وقت رحيل الملك ابتسم لهم، فاندهشوا وسألوه عن السبب، قال لهم إنه قد حكم بالفعل جزيرة أخرى.

وأن تلك الجزيرة هي التي انتقل إليها لتكملة حياته بها، ولكن الملوك السابقين كانوا منشغلون بالوقت الذي يحكمون فيه، بينما هو اهتم بأن تصبح مكانًا جذابًا وجميلًا للعيش.

شاهد أيضًا: قصص مصورة للأطفال جاهزة للطباعة

قصة الحطاب والوحش

كان قديمًا يوجد حطاب يعيش في الغابة، ولديه 3 بنات، وكانوا يعيشون الحياة الروتينية العادية، والتفاصيل التالية تروي القصة كاملة:

كانت ابنه الحطاب الكبرى كسولة، والصغرى تحب عمل المنزل، بينما الصغرى كانت تساعده في تجميع الحطب من داخل الغابة.

وبينما كان يخرج في الصباح مع ابنته الصغرى لجمع الحطاب اشتدت العواصف وهما بداخل الغابة، ولم يجدوا طريقة للخروج منها.

إلى أن وجد الحطاب بيتًا كبيرًا في داخل الغابة، وظل يطرق باب البيت، إلا أنه لم يستجيب أحد، وكأن ليس بداخله أحدًا.

وظل ينادي على أصحاب المنزل ولم يجب عليه أحدًا، وقرر الدخول إلى داخل البيت، ووجدوا مائدة طعام عليها ما لذ وطاب من الأطعمة، واضطروا إلى تناول هذا الطعام لشدة جوعهما.

وبينما كانوا يتناولون الطعام تفاجأوا بدخول وحش مخيف عليهم، وخافت الفتاة الصغيرة، فقد بدا الوحش غاضبًا من دخولهم منزله، وتناولهم طعامه.

وقال لهما أنهم سينالان عقابًا شديدًا، وتركهم حتى صباح اليوم التالي ليفكر لهما في العقاب المناسب، وأغلق عليهم الباب بإحكام.

ماذا حدث في صباح اليوم التالي؟

وفي صباح اليوم التالي طلب الوحش من الحطاب أن يذهب، ويترك ابنته في المنزل، فرفض الحطاب ذلك، فكيف له أن يترك ابنته ويرحل.

وساوم الوحش بأن يأكله هو ويترك ابنته ترحل، إلا أن الوحش رفض، وظل الحطاب يطلب تكرارًا بأن يترك ابنته للخروج ويظل هو، ولكن دون جدوى.

وتدخلت الفتاة لتنقذ أبيها، وطلبت منه أن يتركها ويرحل، إلا أن قلبه لم يستوعب ذلك، ورفض الحطاب وظل يكرر رفضه في البداية.

وظلت الفتاة تقنعه بأن يتركها، وأنها ستكون بمأمن هنا، حتى استسلم الحطاب وتركها، ثم سألت الفتاة الوحش: لماذا تفعل ذلك؟ وهل تعيش هنا بمفردك؟ فأجابها بأنها هنا لخدمته فقط، وحذرها من أن تسأله عن أي شيء.

وذات يوم خرج الوحش من منزله، فأخذت الفتاة تتجول في المنزل، حتى وجدت قبوًا داخله، ووجدت به صور شاب وسيم.

وظلت تقلب فيها حتى علمت بأن تلك الصور لأمير كان يحكم مملكة الياقوت، وهو أمير مسحور حولته زوجة أبيه إلى وحش، وعلمت الآن أنها في منزله.

وعاد الوحش، وطلب منها أن تجهز له الطعام، وظلت تخدم في المنزل حتى اعتادت الأمر، وحينما يخرج الوحش تسترق الخطى.

وتذهب للقبو لتستمتع بمشاهدة صور الأمير الوسيم، ومع الأيام أصبحت تتودد وتقرب إلى الوحش، وسمح لها بالذهاب لأبيها ولكن يشترط أن تعود مجددًا.

وذات يومًا أخبرته الفتاة بأنها أحبته، فبطل مفعول سحر امرأة أبيه، والذي كان يشترط لإبطال السحر أن تحبه فتاة بصدق من قلبها.

وانتهت حياته مع الفتاة بالزواج، وطردت زوجة أبيه من المملكة، إلى أن عاد ملكًا للمملكة.

والقصة المستفادة من تلك الحكاية، هي أنه لا شيء يظل على حاله، وأن الظالم لا بد وأن ينتهي ظلمه، وتستكمل السعادة مشوارها الأبدي.

اقرأ أيضًا: قصص حب نهايتها الموت

حدوتة الفتى الشجاع

هذه الحدوتة من حكايات قبل النوم للكبار بالعامية، وتحكي عن شاب كان سكان أهل المدينة يتنمرون عليه، وتفاصيلها كالآتي:

كان يوجد شابًا لا يعلم أي شيء في الحياة سوى العمل في ورشة أبيه.

وهي ورشة للخشب، وكان يساعد والدته أيضًا في المنزل، حتى أنه كان لا يهتم بالخروج مع أصدقائه.

إلا أنه كان بعد أن ينتهي من مساعدة والده، ووالدته كان يذهب لمقابلة حبيبته الجميلة التي تسكن بجواره.

وفي يومًا من الأيام دمر جسر المدينة الطويلة، وهو جسر كان يربط المدينة بالأرض.

وسكان المدينة كانوا يتخوفون من ذلك، خوفًا من أن لا يظلوا على قيد الحياة.

فقد انتهى طعامهم، ولا يوجد وسيلة لنجدتهم.

وفكر الشاب الشجاع في صنع قارب خشب كبير.

ووضعه في الماء الذي يحاوط المدينة، وجدف حتى وصل إلى مكان به الكثير من الطعام والماء.

وبعد يومين جاء الشاب الشجاع، ومعه كثيرًا من الطعام.

وفرحوا به أهل المدينة كثيرًا، وأقاموا له احتفالًا، إلا أنه لم يحتفل معهم.

وذهب إلى الورشة، ليجد الفتاة التي يحبها، ولم تذهب أيضًا للاحتفال.

فسألها لماذا لم تذهبي، فأجابت: أفضل أن أكون معك الليلة.

ولذا نال الفتى ما يستحقه مكافأة لشخصيته الجميلة.

واعترفت لها الفتاة بحبها له، وتزوجوا بعد فترة قليلة، وعاش حياة سعيدة.

حكاية الذئب والكلاب

كان يوجد مجموعة من الأغنام تعيش داخل مرعى كبير محاطون بالسلام والآمان.

وكان يحرسهم 3 كلاب، ولم يشعروا بالخوف يومًا ما من الذئاب، إلى أن حدث الآتي:

كان هناك راعي طيبًا يحب الأغنام كثيرًا، ويجلس تحت ظل الشجرة.

ويعزف الألحان الجميلة، وتلتف حوله الأغنام، وكان يعم المرعى حياة هادئة، وجميلة.

وذات يومًا اقترب ذئب شرير من المرعى، وظل يراقب الأغنام الصغيرة.

ولكنه كان يرى الثلاثة كلاب دائمًا يحرسون الأغنام.

فلم يجرؤ على الاقتراب، إلا أن الكلاب فجأة ظلت تتقاتل وتتشاجر.

حتى انشغلوا عن حراسة الأغنام، فضحك الذئب، واستغل الفرصة للهجوم على الأغنام.

واقترب الذئب من قطيع الأغنام، وعندما انقض على واحدة من الأغنام، استغاثت النعجة بأصدقائها، فسمع الكلاب الصراخ.

وتوقفوا عن التشاجر على الفور، وسارعوا لإنقاذها.

وعندما رأى الذئب قدوم الكلاب فر هاربًا وترك النجعة.

والعبرة المستفادة من القصة، أن القوة تأتي من التعاون، والهزيمة تأتي من التفرق، والتقاتل.

شاهد من هنا: قصص عن القط ذو الملابس الفاخرة

تعتبر حكايات النوم للكبار بالعامية هي مزيج ما بين العالم الخيالي، والواقعي، فهي تساعد على منح الكبار سعادة الاستمتاع بالقصة.

والاستفادة من تجاربها في المواقف الحياتية المختلفة، وتساعد على الاسترخاء، والخلود للنوم بعمق، فالأمر لا يقتصر على الأطفال فقط، بل الكبار أيضًا بحاجة إلى الحواديت والقصص.

مقالات ذات صلة