اسباب التوحد المكتسب والوراثي

مرض التوحد من الأمراض الشائعة في العصر الحديث، وهو الاضطراب العصبي والتطور الذي يُصيب الطفل منذ الصغر، ويستمر معه طول حياته، مما يؤثر على حالته النفسية والاجتماعية والعقلية، وفي هذا الموضوع سنتعرف بشكل وافي على أسباب التوحد وانواعه المختلفة.

مرض التوحد

يُعرف التوحد انجليزيًا باسم Autism Specturm Discorder ASD، وهو يُعرف باضطراب الطيف التوحّد، أو المرض الذاتوي، أو الاضطراب التوحّدي الكلاسيكي.

وهو الذي يعاني منه الطفل منذ نعومة اظافره وحتى بعد بلوغه وكبر سنه، بالإضافة إلى أنه يؤثر على المهارات الخاصة بتواصله وتفاعله مع الآخرين، وأيضًا يُعيقه عن التعليم.

وبالرغم من اشتراك المصابين بمرض التوحد في الصعوبات التي يواجهونها، إلا أنه يؤثر عليهم بالطرق المختلفة، فقد يعاني مريض التوحد من الصعوبات في التعليم.

بينما يعاني فرد أخر من المشاكل الصحية في العقل، أو العديد من الحالات الاخرى، كما يؤثر على مهاراتهم في تواصلهم مع الآخرين.

مما يؤكد لنا أن مريض التوحد يحتاج إلى الدرجات المختلفة من الدعم، وفي واقع الأمر فإن جمع الافراد بطيف التوحد يعملوا على تعليم وتطوير أنفسهم، ويمكن لمريض التوحد أن يعيش الحياة المناسبة والجيدة إذا تم رعايتهم ودعمهم بشكل مناسب ولائق.

شاهد أيضًا: الفرق بين سمات التوحد وطيف التوحد

اسباب مرض التوحد

في الحقيقة لا يوجد أسباب معلنة أو معروفة عن حدوث الاضطراب بطيف التوحد، ولكن نتيجة إلى تعقيد مرض التوحد وتعدد اعراض الاصابة به، واختلاف شدة هذه الأعراض من فرد إلى أخر.

فمن المتوقع وجود أسباب عديدة لهذا المرض، وقد يكون بيئة المريض والعامل الوراثي أحد الأسباب المؤدية إلى مرض التوحد.

والجدير ذكره أن هناك اعتقادات وشكوك لدى الأطباء حول حقيقة وجود ارتباط بين مرض التوحد والتطعيمات المتمثلة في لقاحات الأمراض المختلفة، والتي يتم اعطاءها للطفل منذ يوم ولادته.

ولكن لا يوجد ما يثبت صحة هذه الاعتقادات والشكوك حتى بعد اجراء العلماء الأبحاث المكثفة لإثبات وجودها من عدمه.

ولهذا السبب تم سحب الأبحاث الأساسية التي تسببت في إشعال المناقشات والجدل قبل عدة أعوام وذلك بسبب ضعف تصميم وأساليب الأبحاث التي تم استخدامها والممتلئة بالشكوك بأمرها.

ومع ذلك فيجب أن يعلم الآباء أن في حالة امتناع أطفالهم عن أخذ لقاحات الأمراض المختلفة، قد يتسبب ذلك في تعرضهم لخطر الإصابة بهذه الأمراض الخطيرة، مثل لقاح شلل الأطفال، وما يعرف بالسعال الديكي، والحصبة، والنكاف.

وفيما يلي عرض الأسباب الشائعة للإصابة بمرض التوحد:

الاسباب الجينية

أكد العلماء والباحثين أن جينات الوالدين التي يقوم الطفل بوراثتها منهم من الممكن أن تقربه من خطر الاصابة بمرض التوحد، فالتوحد حالة من الممكن انتقالها في الاسرة الواحدة، ومثل على ذلك أن أشقاء الطفل المصاب بمرض التوحد من الوارد جدًا اصابتهم بهذا المرض أيضًا.

ومن الممكن أن يُصاب توأمين متطابقين بمرض التوحد، فهذا أم شائع الحدوث، ولكن قد تعطي جينات الطفل المصاب بالمرض السمات الخاصة بالمتلازمات الجينية النادر وجودها، كمتلازمة كروموسوم اكس الهش والذي يُعرف بالإنجليزي باسم ” Fragile X Syndrome”.

والمتلازمة ويليام والمعروفة بالانجليزي باسم “Williams Syndrome”، والمتلازمة انجلمان والمعروفة بالإنجليزي باسم Angelman Syndrome””.

شاهد أيضًا: مرض التوحد عند الكبار بالتفصيل

الاصابة بتشوهات في الدماغ

يظن البعض أن الاصابة بالتوحد مرتبط بالنمو السليم لدماغ الجنين اثناء الحمل مرورًا بولادته وفترة الطفولة، وقد اشارت الابحاث المختلفة للأنشطة الغير طبيعية أو العيوب التركيبية بمناطق من دماغ المصاب بمرض التوحد.

مع التحديد للمستويات الغير طبيعية للعديد من نواقل الاعصاب كالسيروتونين لدى بعض الاطفال المصابين بمرض التوحد، وكل هذا له الدور الفعال في حدوث تشوهات للرسائل التي يتم ارسالها واستقبالها من دماغ المُصاب، ومع كل هذا فيجب عمل الدراسات الكافية للتأكد على اسباب مرض التوحد.

عوامل البيئة

يجري العلماء الدراسات اللازمة للتأكد من ارتباط العواملة البيئية المختلفة كالإصابة بالالتهابات الفيروسية، أو تناول العقاقير الطبية، أو الاصابة بالمضاعفات اثناء حمل الاطفال، أو استنشاق الهواء الملوث بعوادم السيارات أو بمصادر التلوث الاخرى، بتحفيز الاضطرابات الخاصة بمرض التوحد.

عوامل الإصابة بمرض التوحد

يُصابوا الاطفال بمختلف اعمارهم وجنسياتهم وأعراقهم بمرض التوحد المنتشر في الوقت الحالي، وقد اثبتت الاحصائيات اصابة اعداد كبيرة من الاطفال بهذا المرض الخطير.

ولكن لا نعلم سبب ارتفاع اعدادهم، هل كان بسبب اكتشاف والديهم لهذا المرض وتبليغهم عن حالات اطفالهم لتغير وعي المجتمع والشعوب بما يتعلق بمرض التوحد، أم بسبب وجود زيادات كبيرة بشكل حقيقي في اعداد الاصابة به، أم للسببين معًا.

ويمكن توضيح عوامل قد تزيد من تعرض الاطفال للإصابة بمرض التوحد، وهذه العوامل هي:

تاريخ الطفل العائلي

يكون احتمال ولادة طفل مصابًا بالتوحد كبير إذا كانت العائلة لديها أحد الاطفال المصابين بمرض التوحد فعلًا، أم إن كان والد الطفل أو والدته أو أحد اقاربه يعاني من خلل بمهاراته الاجتماعية أو بمهاراته التواصلية، أو يمتلك بعض السلوكيات المشابهة لسلوكيات مرض التوحد.

ولادة الطفل مبكرًا

يزيد خطر اصابة الجنين بمرض التوحد في حالة ولادته قبل مجيء الاسبوع السادس والعشرون من حمل الأم.

جنس الجنين

اشارت الاحصائيات أن نسبة اصابة الذكور بمرض التوحد أكثر من نسبة اصابة الاناث، فمن الممكن أن ذلك يكون سببه هو الاختلاف للجينات التي لها علاقة بكروموسوم اكس.

العوامل الوراثية

فالطفل الذي يعاني من المتلازمة داون أو المتلازمة كروموسوم اكس الهش، أو المتلازمة ريت، هو المعرض أكثر للإصابة بالتوحد.

ضعف تغذية الأم

في حالة ضعف تغذية الأم في فترة حملها وخصوصًا في بدايته، وعدم حصولها على الكمية الكافية من حمض الفوليك يزيد ذلك من فرصة تعرض الجنين للتوحد.

الاصابة بالمضاعفات

في حالة حدوث أي مضاعفات للأم أو للجنين اثناء الولادة أو بعدها ولو بفترة زمنية قصيرة، يؤدي ذلك إلى زيادة فرصة اصابة الطفل بمرض التوحد، وخصوصًا إذا ولد الطفل وكان وزنه قليل عن الوزن المتعارف والمتفق عليه.

أو أن يكون الطفل يعاني من فقر الدم، أو اي من المشاكل الاخرى الشائع حدوثها والتي من الممكن ان تتسبب في إنقاص الاكسجين من دماغ الجنين.

حالة الأم المرضية

يزيد فرصة اصابة الطفل أو الجنين بمرض التوحد في حالة اصابة الام اثناء حملها بالعدوى، أو في حالة اصابتها بحالات الأيض كمرض السكر أو زيادة الوزن.

استنشاق المواد الكيميائية

استنشاق الام لأي مادة كيميائية خطيرة اثناء حملها يزيد من فرصة اصابة طفلها بالتوحد، وهذه المواد مثل الكحوليات، والمعادن، وأي مبيد حشري ضار.

تناول العقاقير الطبية

قد تُصاب المرأة الحامل في بداية حملها بالاكتئاب أو بالتشنجات أو لأي مرض صحي أخر، وفي حالة معالجتها بمضادات الاكتتاب أو مضادات التشنجات، أو بحمض الفالبرويك، أو بالثاليدوميد، قد ينتج عن ذلك اصابة طفلها بالتوحد واضطراباته.

الاصابة بالحصبة الالمانية

قد تُصاب الأم بالحصبة الألمانية أو بمرض البيلة البنبل كيتون الغير معالج، وهو عبارة عن الاضطراب الأيضي الذي يحدث نتيجة لعدم توفر إنزيمات بالجسم، وفي هذه الحالة يكون الطفل مُعرض بشكل كبير للإصابة بمرض التوحد، لاكتشاف العلماء الروابط التي تربط هذا المرض باضطرابات التوحد.

شاهد أيضًا: اسباب مرض التوحد عند الكبار

تقدم السن

يزيد فرصة اصابة الطفل بمرض التوحد في حالة تقدم السن الخاص بالوالدين عند حمل الأم.

وفي نهاية الموضوع وبعد أن تعرفنا على مرض التوحد وأسبابه المختلفة، عليكم فقط مشاركته في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة