صفات الإنسان الذي يرضى عنه الله ويحبه الناس

صفات الإنسان الذي يرضى عنه الله ويحبه الناس عديدة وكثيرة، وكل ما يبحث عنه الإنسان السوي هو رضا الله –سبحانه وتعالى- والذي يتبعه حب الناس، فمن يرضى عنه الله يحبب فيه عباده الصالحين، وفي السطور التالية عبر موقع مقال mqall.org سنتعرف أكثر على صفات كل مسلم ومؤمن يرضى عنه الله ويحبه.

رضا الله سبحانه وتعالى

  • من أهم الأهداف وأجل الغايات التي يبحث عنها العبد الصالح ويرجوها كل مؤمن هي رضا الله – سبحانه وتعالى -، فالحصول على رضا الله جل في علاه مفتاح لكل خير، وباب لكل سعادة في الدنيا والآخرة.
  • فالفلاح والنجاح في الدنيا بكل نواحيها أساسه رضا الله – سبحانه وتعالى – ويتحقق ذلك في زيادة الرزق سواء في المال والولد والمباركة فيهم، ولا يشترط الغناء الفاحش، بل يرزق الله تعالى عبده الرضا والقناعة، فمن رضى على الله رضا الله عنه وأرضاه.
  • فيوفقه الله تعالى إلى كل ما يحب ويرضي وكل خير يسعى إليه الإنسان في حياته الدنيوية، ويثبته على الحق ويبعده عن الضلال.
  • وتظهر آثار وعلامات رضا الله – سبحانه وتعالى – عن عباده في الآخرة عندما يدخلون الجنة ويتذوقون نعيمها، ويرزقهم الله تعالى الرضا الأبدي الخالد فلا يسخط عنهم بعد اليوم أبدا، ويقول لهم جل في علاه وتعالى في سماه: (أحللت عليكم رضواني فلن أسخط أبدًا).

اقرأ أيضا: صفات الإنسان المثقف

صفات الإنسان الذي يرضى عنه الله ويحبه الناس

لكي ينال الإنسان رضا الله – سبحانه وتعالى – ويوضع له القبول في الأرض ويُرزق محبة الناس، هناك بعض الصفات التي يجب أن يتحلى بها، وهى كما يلي:

  • الإيمان الصادق: وهو الإيمان الخالي من أي شرك أو رياء، ويكون هدف الإنسان الوحيد هو رضا الله فقط لا إعجاب الناس، فيصلي من أجل الله تعالى وهذا ما أوجبه، لا ليقول عنه الناس إنه مُصلي، فالإيمان الصادق بالله والذي يخلو من أي شرك أكبر أو أصغر، سبب في نيل رضا الله تعالى.
  • الفرائض: أداء الفرائض والصلوات الخمس المكتوبة والتي أوجبها الله على عباده المؤمنين، من أهم الأسباب التي يتحقق بها رضا الله، فما معني فعل الخيرات دون فعل الواجبات، وكذلك التقرب منه تعالى بالنوافل وقيام الليل بين يديه والناس نيام.
  • الأعمال الصالحة: فعل الخيرات وعمل الصالحات وسيلة لنيل رضا الله تعالى، كما إنه يحقق محبة الناس بسبب انتفاعهم من أفعال الخير التي يقوم بها.
  • الخلق الحسن: الأخلاق الطيبة التي يتخلق بها العبد مع الناس وسيلة لمحبتهم وكسب رضا الله، فالتحلي بالأخلاق الطيبة والصفات الحسنة، ومعاملتهم معاملة طيبة دون إساءة لأحد منهم سواء بالفعل أو القول، سبب أدعى لمحبة الناس.
  • التسامح والعفو: العفو عن الناس والصفح عن الإساءة مع إنه قادر على ردها، من شيم الصالحين، وذلك لأن العفو والتسامح لا يصدر إلا من إنسان صالح وصاحب فضل وعزيمة.
    • ويجاهد نفسه وهواه ويكبح رغبته القوية في الانتقام، فهذا هو المؤمن القوي الذي يرضى عنه الله ويحبه الناس.
  • الوفاء بالعهود والصدق: الصدق مضاد الكذب وهي أكثر صفة يكرهها الناس وتتسبب في الكثير من المشاكل بينهم، فالإنسان الصادق الأمين يحبه الناس، كذلك الوفاء بالمواثيق والعهود، فكل إنسان صادق وفي يحبه الناس ويرضى عنه الله.

صفات يحبها الله تعالى

إذا كنت تبحث عن حب الناس لك، فهذا لا يتحقق إلا بحب الله ورضاه عنك، وهذا يكمن في التحلي ببعض الصفات التي يحب أن يراها الله – سبحانه وتعالى – في عباده المؤمنين، وهي سبب أدعى لتحقيق محبة الناس، ومن ضمن صفات الإنسان الذي يرضى عنه الله ويحبه الناس، ما يلي:

الإحسان

الإحسان هو أحد مراتب الإسلام ويقع بعد المرتبة الأول وهي الإسلام، والثانية وهي الإيمان، ويعتبر الإحسان أعلى مراتب الدين الإسلامي، والتي يجب أن يتحلى بها كل مسلم.

والإحسان: هو عبادة الله – سبحانه وتعالى – كأنك تراه، أي مراقبة الله جل في علاه في كل الأفعال والأقوال والخلوات، فأن لم تكن تراه فهو يراك.

قال العلامة حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله: (وثالث مرتبة هي الإحسان … وتلك أعلاها لدى الرحمن .. وهو رسوخ القلب في العرفان … حتى يكون الغيب كالعيان).

والدليل على حب الله تعالى لعباده المحسنين قوله تعالى: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، (سورة البقرة، الآية رقم 195).

وقوله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَٰقَهُمْ لَعَنَّٰهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَٰسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ ۙ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآئِنَةٍۢ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱصْفَحْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ)، (سورة المائدة، الآية رقم 13).

وكذلك قوله تعالى في حب المحسنين: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، (سورة آل عمران، الآية رقم 134).

التوبة والتطهر

من صفات الإنسان الذي يرضى عنه الله ويحبه الناس أن يكون توابًا متطهرا، فالله يحب عباده التوابين، الذين يستغفرون ويتوبون عن ذنوبهم، حتى وإن عادوا إليها مرارًا وتكرارًا، فيستغفرون ربهم ويطلبون عفوه ويتوبون إليه.

فالتوبة هي الرجوع والإنابة الله الله – سبحانه وتعالى – وطاعته وترك معاصيه وما نهى عنه، وهذا ما أمر الله به عباده الصالحين في الذكر الحكيم، ومن الآيات الدالة على حب الله تعالى لعباده التوابين، وأمرهم بها، ما يلي:

قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، (سورة التحريم، الآية رقم 8).

كما أن التوبة مصدر الفلاح، وذلك في قوله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، (سورة النور، الآية رقم 31).

والدليل على أن الله تعالى يحب عباده المؤمنين والمتطهرين، قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، (سورة البقرة، الآية رقم 222).

كما أدعوك للتعرف على: صفات الإنسان المخادع في الحب

التقوى

  • التقوى كما عرفها سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه إنها: (الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل)، وهي وصية الله سبحانه وتعالى إلى عباده الصالحين الأولين والآخرين في كل زمان ومكان.
  • فقال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا)، (سورة النساء، الآية رقم 131).
  • كما أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بتقوى الله – سبحانه وتعالى -، فعن أبي أمامة صُدى بن عجلان الباهلي رضى الله عنه وأرضاه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال: اتقوا الله ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم).
  • ومعنى تقوى الله هو إتيان أوامر الله والبعد عن نواهيه وما يثير سخط وغضب الجليل على العباد، فما عند الله لا ينال بمعصية الله، فالتقوى من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وصلاح حال الإنسان وفلاحه.
  • كما إنها سبب خروج الإنسان من مصائب وكروب الدنيا التي تحيط به، وسبب في الرزق الوفير، وذلك لقوله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا، (سورة الطلاق، الآية رقم 2، والآية رقم 3).
  • والدليل أيضًا على حب الله لعباده المتقين، قوله تعالى: (بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)، (سورة آل عمران، الآية رقم 76).
  • وقوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)، (سورة التوبة، الآية رقم 4).

الصبر

  • ومن صفات الإنسان الذي يرضى عنه الله ويحبه الناس، الصبر فهو عادة من عادات الأنبياء وعباد الله الصالحين، كما إنه حلية الأولياء المخلصين، وهو من أجل العبادات لا سيما في الوقت الحالي وانتشار المصائب والكوارث.
  • فصبر الإنسان عند المصيبة الأولى وعدم الجزع والرضا بقضاء الله وقدره، من أجل الأسباب والصفات التي تجلب رضا وحب الله لعباده الصابرين، ويكتب له القبول في الأرض والسماء، فيحبه الناس والملائكة أجمعين.
  • فالصابرين لهم أجرهم عند الله جل وعلا، والدليل على ذلك قوله تعالى: (أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا)، (سورة الفرقان، الآية رقم 75).
  • وفي الذكر الحكيم أية من أعظم الآيات وأجلها في الوعظ والتسلية عند وقوع الأحزان والمصائب، حيث يقول الملك الجليل العلام في كتابه الكريم: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، (سورة البقرة، من الآية 155 إلى الآية 157).

التوكل على الله

  • التوكل هو تفويض كل أمور العبد إلى الله – سبحانه وتعالى – وهي من أهم الصفات التي يحبها الله تعالى، ولكن التوكل عكس التواكل، فالتوكل هو الاعتماد على الله جل في علاه مع السعي أيضًا.
  • والدليل على حب الله تعالى لعباده المتوكلين، قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)، (سورة آل عمران، الآية رقم 159).

كما يمكنكم الاطلاع على: بماذا كرم الله الإنسان

العدل

العدل هو أساس رضا الله ومحبته، فهو يتطلب المساواة والتساوي في المعاملة وعدم التحيز والظلم في أي قرار أو حكم.

التراص في الصف للقتال

هذه الصفة تعبر عن الانضباط والتنظيم في المجتمع والاستعداد للدفاع عن الحق والعدالة بروح الوحدة والتعاون.

الرفق واللين والحلم والأناة

تلك الصفات تعبر عن التواضع والرقة في التعامل والصبر والتسامح مع الآخرين، وهي صفات يجدها الله مرضية لأنها تعكس رحمته وحكمته.

محبة من يحب لقاء الله تعالى

الله يحب الأشخاص الذين يحبون لقاءه ويشتاقون إلى اللقاء به، ويسعون لرضاه وقربه بالطاعة والعبادة.

أسئلة شائعة حول صفات الإنسان المحبوب

س: ما هي بعض الصفات التي يحبها الناس في الإنسان المحبوب؟

ج: يحب الناس في الإنسان المحبوب الصدق، والتواضع، والعدل، والتسامح، والاهتمام بالآخرين.

س: ما دور الصدق في جعل الإنسان محبوبًا؟

ج: الصدق يبني الثقة والاحترام بين الناس، ويعزز من مكانة الإنسان في قلوبهم.

س: كيف يساهم التواضع في جعل الإنسان محبوبًا؟

ج: التواضع يجذب الناس إلى الإنسان ويخلق لديهم شعورًا بالراحة والقبول، حيث يكون هذا الشخص متواضعًا وغير متكبر.

س: ما تأثير العدل والتسامح على صورة الإنسان بين الناس؟

ج: العدل والتسامح يعكسان قيم الإنسانية السامية ويجعلان الآخرين يحترمونه ويقدرونه.

س: ما دور الاهتمام بالآخرين في جعل الإنسان محبوبًا؟

ج: الاهتمام بالآخرين يظهر اهتمام الشخص بمشاكلهم واحتياجاتهم، مما يجعلهم يشعرون بالتقدير والمحبة تجاهه.

مقالات ذات صلة