وصف الرسول صلى الله عليه وسلم

وصف الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس أطيب إلى قلب المسلم ولا أثلج على صدره، ولا أحب إلى روحه من الحديث عن صفات الرسول – صلى الله عليه وسلم- الخِلقية، أو الخُلُقية.

حيث جمع الرسول محمد بين أطيب الصفات وأجمل الأوصاف، وفي هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن صفاته الخلقية، وأوصافه الحسية، مع التركيز على وصف النبي صلى الله عليه وسلم.

وصف الرسول صلى الله عليه وسلم

وردت العديد من الآثار والأحاديث الشريفة التي توضح لنا وصف الرسول، وكأننا نراه، فقد فصلت بعض الآثار في ذكر أوصافه الحسية والجسدية؛ موضحة كافة الأوصاف الدقيقة من الوجه إلى المنكبين إلى هيئة الجسد حتى رائحة عرقه لون جلده وغير ذلك.

والمتخيل لتلك الأوصاف الكريمة يجد أنه أجمل من خلق رب العباد على الإطلاق، ولم لا وهو –صلى الله عليه وسلم- القائل عن نفسه: (أوتي أخي يوسف نصف الحسن، وأوتيت أنا الحسن كله)، وإن دل ذلك فإنما يدل على أنه كان أجمل من نبي الله يوسف وجهًا واستدارًة وهيئة؛ فضلاً عن اكتمال خلقه.

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي دفنه إبليس حيا

أجمل وصف للنبي

يمكن أن نفصل –في ضوء الآثار الصحيحة الواردة في وصف الرسول- أوصاف الحبيب المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه، وذلك على النحو التالي:

  • لونه: كان النبي –صلى الله عليه وسلم- أزهر اللون أي بين البياض والحمرة، فلم يكن بالأمهق أي شديد البياض، ولا بالأدهم؛ أي الأسود.
  • وجهه: كان النبي ذا وجه أملس شديد الاستواء، غير مستدير الوجه، كان وجهه كالشمس في إشراقها، وكالقمر في ضوئه.
  • جبينه: أما جبينه فكان واسعًا؛ فسعة الجبهة من الصفات المستساغة والمطلوبة في الرجل.
  • حاجباه: كان حاجبا النبي صلى الله عليه وسلم متصلين اتصالاً نادرًا.
    • فكان لا يرى إلى في ضوء الشمس عند السفر بفعل الخبار، أما فيما عدا ذلك فكان حاجباه متباعدين.
  • عيناه: كان عينا النبي عليه السلام واسعتين مليحتين مشربتين بحمرة دقيقة، أما البؤبؤ فكان شديد السواد، وكان صاحب رموش طويلة.
  • أنفه: أما أنف النبي صلى الله عليه وسلم فكان مستقيمًا، وكان طويلاً من الوسط.
    • مع ارتفاع ودقة عند أرنبة أنفه، وهي مقدمة الألف، أو الطرف الألين منه.
  • خداه: أما خداه صلوات ربي وتسليماته عليه فقد كانتا صلبتين.
    • وكان بياضهما يتضح عند الالتفات أو التسليم في الصلاة يمينًا أو يسارًا.
    • وهذا ما ورد في الحديث عن عمّار بن ياسر -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يسلِّمُ عن يَمينِه وعن يَسارِه حتَّى يُرَى بياضُ خدِّهِ).
  • فمه وأسنانه: كان النبي أشنب الأسنان، أي يحتويان على تحديد ورقة، وكانت أسنانه بيضاء اللون.
    • مفلجًا بين الثنايا والرباعيات، وكان واسع الفم مع جمال وبهاء، وكانت شفتاه من أطيب الشفاه منظرًا.
  • ريقه: كان ريقه شافيًا، وكان بلسمًا، جاء في الحديث الصحيح عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه في بيان وصف رِيق النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أَرْسَلَنِي إلى عَلِيٍّ وَهو أَرْمَدُ، فَقالَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسولَهُ، أَوْ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسولُهُ، قالَ: فأتَيْتُ عَلِيًّا، فَجِئْتُ به أَقُودُهُ وَهو أَرْمَدُ، حتَّى أَتَيْتُ به رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَبَسَقَ في عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ).

وصف الرسول جسديا

  • عنقه ورقبته: كان عنق النبي صلى الله عليه وسلم، فيه طول، ورقبته ممتدة مع جمال وكان عنقه.
    • كما وصفه الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كان كإبريث الفضة.
    • وقالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّ عُنق النبيّ لم يكن طويلاً ولا قصيراً، كبياض الفِضّة، وحُمرة الذّهب.
  • رأسه وشعره: كانت رأس النبي ضخمة، وشعره كان شديد السواد، ليس بالمجعد، ولا بالمسترسل، بل كان بين بين.
    • وكان مموجًا على هيئة المشط، وكان شعره طويلًا ينزل حتى شحمة أذنيه، وأحيانًا كان ينزل إلى نصف أذنيه.
  • لحيته: كانت لحيته عليه السلام حسن اللحية، وكان كثها أي كثير شعر اللحية من المنبت.
    • أما عنفقته وهي أعلى اللحية فقد كانت ظاهرة، وقد ورد في الصحيح (كانَ في عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بيضٌ)، وكان حريصًا على دهن شعره ولحيته.
  • منكباه: المنكب هو موضع ما بين الكتف والعضد، وكان منكباه ذوي شعر بل كان شعرهما كثًا أي شديدًا.
    • قال أبو زيد الأنصاري: (قالَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: اقتَرِبْ مِنِّي. فاقتَرَبتُ منه، فقالَ: أدخِلْ يَدَكَ فامسَحْ ظَهري.
    • قالَ: فأدخَلتُ يَدي في قَميصِهِ، فمَسَحتُ ظَهرَهُ، فوقَعَ خاتَمُ النُّبُوَّةِ بَينَ إصبَعَيَّ.
    • قالَ: فسُئِلَ عن خاتَمِ النُّبُوَّةِ، فقالَ: شَعَراتٌ بَينَ كَتِفَيْهِ)، وكان كتفاه عريضتين
  • إبطاه: كان أبطا النبي -وهما باطن الزراعين من الداخل- بيضاوين، كما ورد في وصف إبطيه.
    • كما في الحديث الشريف حيث قيل: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا سَجَدَ يُجَنِّحُ في سُجُودِهِ، حتَّى يُرَى وضَحُ إبِطَيْهِ).

شاهد أيضًا: هل أبو جهل عم الرسول

صفات الرسول بالتفصيل

ما زلنا نستعرض صفات النبي –صلى الله عليه وسلم- الجسدية بالتفصيل، ومما ورد في وصفه صلوات الله وتسليماته عليه:

  • ذراعاه وكفاه: كانت ذراعا النبي صلوات الله وتسليماته عليه طويلتين.
    • بينما كانت كفاه واسعتين ممتلئتين نداوتين ضخمتين ناعمتين لينتين لم يسمع عما هو ألين منهما.
    • كما ورد في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (وَلَا مَسِسْتُ دِيبَاجَةً، وَلَا حَرِيرَةً أَلْيَنَ مِن كَفِّ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ).
  • أصابعه: أما أصابعه –صلى الله عليه وسلم- فقد كائنات طويلتين غير منعقدتين، بل كانتا مستويتين.
  • صدره: كان الرسول عريض الصدر ممتلئة، لم يكن بالبدين ولا بالنحيف.
    • وكان أعلى صدره مليئًا بالشعر، وكان مستوي البطن والثديين، ولم يكن مترهلاً.
  • بطنه: لم يكن المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه ممتلئ البطن، ولا شحيمًا.
    • ولم يكن كبير البطن ولا عجيفًا، قالت عنه أم معبد حين وصفته (لمْ تُعِبْهُ ثُجْلةٌ) والثجلة هي البطن.
  • سرته: كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- متصلاً ما بين السُّرة واللّبة بِخطٍّ من الشَّعْر.
    • والمراد باللّبة المَنْحر؛ وهو النقرة الواقعة فوق الصَدْر.
  • ساقاه وقدماه: أما ساقا النبي فقد كانتا بيضاوين قويتين.
    • كما وصف وهب بن عبد الله ساقي النبي فقال: (خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَأَنِّي أنْظُرُ إلى وبِيصِ سَاقَيْهِ).
    • وقدماه كانتا مرتفعتين ما بين بدايتهما وآخرهما بلا تكسر، بينما كان غليظ الأصابع مع طول.

شكل النبي محمد الحقيقي

  • طوله وقامته: بالنسبة لهيئة الرسول –صلى الله عليه وسلم- فقد كانت قامته مربوعة، أي ليس بالطويل ولا بالقصير.
    • بينما كان أقرب إلى الطول، منه إلى القصر، وكان متناسق الأعضاء، حسن الملامح، مستقيم الجسم.
  • عرقه: أما عرقه -صلوات وربي وتسسليماته عليه- فقد كان كاللؤلؤ صافيًا، بينما كانت رائحته زكية تشبه العنبر.
    • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما شَمَمْتُ عَنْبَرًا قَطُّ، وَلَا مِسْكًا، وَلَا شيئًا أَطْيَبَ مِن رِيحِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.
    • وَلَا مَسِسْتُ شيئًا قَطُّ دِيبَاجًا، وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مَسًّا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ).

شاهد أيضًا: قصائد مدح الرسول لحسان بن ثابت

وفي ختام مقالنا عن وصف الرسول صلى الله عليه وسلم نكون قد تناولنا أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم الحسية والجسدية.

وهي أوصاف تنبئ بجمال لا حدود له، وهو جمال خِلْقي يضاف إلى كماله وجماله الخُلُقي حيث مدحه ربه فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم).

مقالات ذات صلة