الفرق ما بين الكرامة والمعجزة

الفرق ما بين الكرامة والمعجزة، لقد قام الله بتأييد أنبياءه ورسله بالمعجزات التي لا يستطيع البشر الإتيان بمثلها، وذلك ليعلموا أن هذا لا يكون إلا بتأييد من الحق جل جلاله الذي إذا كان يريد شيئا.

فإنما يقول له: (كن فيكون)، وسوف نتحدث عبر موقع مقال mqall.org في هذا المقال عن الفرق ما بين المعجزة والكرامة.

تعريف المعجزة

  • المعجزة هي الآية الخارقة للعادة التي يقوم الله بتأييد أنبياءه ورسله بها، وذلك ليقدموها كبرهان للناس على نبوتهم ليتحدوا بها الكفار ويثبتوا لهم أنهم رسل من عند الله .
  • حيث تكون كل معجزة مناسبة مع أحوال الناس، فإنه لما كان السحر منتشرا في قوم فرعون أكرم الله نبيه موسى عليه السلام بمعجزة تفوق هذا السحر، فإذا بعصاه تلقف ما يأفكون.
  • ولما كان الناس في عهد عيسى عليه السلام على درجة عالية من الطب قام الله بإكرام نبيه عيسى عليه السلام بأن يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله.
  • ولما كان العرب في أرض الجزيرة على درجة عالية من البلاغة والفصاحة، جعل الله معجزة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن الذي تحدى الله به الجن والإنس على أن يأتوا بسورة من مثله.

اقرأ أيضا: ما معنى معجزة

تعريف الكرامة

  • الكرامة هي شيء خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد أحد أوليائه، بحيث أن يكون هذا الشخص مؤمنا ملتزما لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
  • بحيث يكون هذا الولي مكلفا بشريعة النبي مصحوبا بالاعتقاد الصحيح والعمل الصالح سواء كان عالما بها أو غير عالم.
  • ولذلك يكون ما يحدث على يد الأولياء من خوارق وعجائب كرامات، كما يمكن أن تسمى الكرامة آية، حيث أن الكرامة تعد دليلا أيضا على نبوة من قام ذلك الولي باتباعه، لأن كل كرامة لولي هي معجزة للنبي الذي يتبعه.

الفرق ما بين المعجزة والكرامة

  • المعجزة تبنى على الإظهار والاشتهار، وصاحبها يكون نبيا مأمورا بأن يظهرها، أما الكرامة تبنى على الكتم والستر، وصاحبها هو الولي الذي يكون مأمورا بأن يكتمها.
  • المعجزة تكون مصاحبة للتحدي ودعوى النبوة، أما الكرامة فلا تقترن بالتحدي ولا بدعوى فضيلة ولا منزلة عند الله.
  • المعجزة تجئ بالنفع والفائدة على الغير، أما الكرامة في الغالب تختص بصاحبها فقط.
  • المعجزة تكون بجميع خوارق العادات، أما الكرامة تكون مختصة ببعض خوارق العادات فقط وليس جميعها.
  • المعجزات تختص بالأنبياء، أما الكرامات تكون للأولياء.
  • الأنبياء يحتجون بمعجزاتهم على المشركين لأن قلوبهم قاسية، أما الأولياء يحتجون بالكرامة على نفوسهم حتى تكون موقنين وغير مضطربين.

كما يمكنكم التعرف على: ما هي معجزات سيدنا موسى

أقوال العلماء في الفرق ما بين المعجزة والكرامة والسحر

العلامة السعدي رحمه الله

  • (الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية الخارقة للعادة على يد السحرة والمشعوذين: أن المعجزة هي ما يكون جريانه على أيدي الرسل والأنبياء من خوارق العادات التي يتحدون بها العباد.
    • ويقومون بالإخبار بها عن الله لتصديق ما بعثهم به، ويقوم بتأييدهم بها سبحانه، مثل انشقاق القمر ونزول القرآن، فإن القرآن هو أعظم معجزة الرسول على الإطلاق وحنين الجذع ونبوع الماء من بين أصابعه، وغير ذلك من المعجزات الكثيرة).
  • (وأما الكرامة فهي ما يجري الله على أيدي أوليائه المؤمنين من خوارق العادات، مثل العلم والقدرة وغير ذلك، كالظلة التي وقعت على أسيد بن الحضير حينما قرأ القرآن.
    • وكإضاءة النور لعباد بن بشر وأسيد بن حضير حين انصرفا من عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما افترقا أضاء لكل واحد منهما طرف سوطه).
  • (وشرط كونها كرامة أن يكون من جرت على يده هذه الكرامة مستقيما على الإيمان ويتابع الشريعة، فإن كان خلاف ذلك فالجاري على يده من الخوارق يكون من الأحوال الشيطانية).
  • (ثم ليعلم أن عدم حصول الكرامة لبعض المسلمين لا يدل على نقص إيمانهم لأن الكرامة إنما يكون وقوعها لعد أسباب، منها: تقوية إيمان العبد وتثبيته، ولهذا لم ير كثير من الصحابة شيئا من الكرامات لقوة إيمانهم وكمال يقينهم).
  • (كما أن منها إقامة الحجة على العدو كما حصل لخالد لما أكل السم، وكان قد قام بحصار حصن فامتنعوا عليه حتى يأكله فقام بأكله وفتح الحصن، ومثل ذلك ما جرى لأبي إدريس الخولاني لما ألقاه الأسود العنسي في النار فأنجاه الله من ذلك لحاجته إلى تلك الكرامة.
    • وكقصة أم أيمن لما خرجت مهاجرة واشتد بها العطش ثم استمعت لصوت من فوقها فقامت برفع رأسها فإذا هي بدلو من ماء فشربت منها ثم رفعت).
  • (وقد تكون الكرامة ابتلاء فيسعد بها قوم ويشقى بها آخرون، وقد يسعد بها صاحبها إن شكر، وقد يهلك إن أعجب ولم يستقم).

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

  • سأله بعض الناس: كيف نفرق بين المعجزة والكرامة والكهانة؟.
  • فأجاب :(المعجزة تكون للأنبياء، وأما الكرامة فلأولياء الرحمن، والكهانة لأولياء الشيطان، فالمعجزة لا يمكن وقوعها في زمننا هذا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء، ولا يمكن أن لها أن تقع إلا منه).
  • (أما الكرامة متواجدة من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده أيضا إلى يوم القيامة، حيث تكون على يد ولي صالح، فإذا عرفنا أن هذا الرجل الذي جاءت هذه الكرامة على يده هو رجل مستقيم قائم بحق الله وحق العباد عرفنا أنها كرامة).
  • (ويجب النظر إلى هذا الرجل، حيث أنه إذا جاءت هذه الكرامة من كاهن، يعني: رجل غير مستقيم، نعرف في هذا الوقت أنها من الشياطين، حيث أن الشياطين تقوم بتعيين بني آدم لأغراضها أحيانا).

كما يمكنكم الاطلاع على: قصص الأنبياء والرُّسل ومعجزاتهم

بذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، وقد عرضنا فيه الفرق ما بين المعجزة والكرامة، وتعرفنا على كل منهما، وذكرنا أقوال العلماء في هذا الموضوع.

مقالات ذات صلة