مرض الشيخوخه المبكره وطرق علاجه

مرض الشيخوخة المبكرة من الأمراض التي تؤثر على شكل الطفل وصحته بشكل عام، وهو مرض يمكن تشخصيه باستخدام الفحص الجيني للتحولات الجينية لمن أ، وفي هذا الموضوع سوف نتعرف على هذا المرض مع توضيح طرق علاجه.

الشيخوخة المبكرة

مرحلة الشيخوخة هي من المراحل الحتمية التي يمر بها أي انسان على وجه الأرض بعد كبر السن وتقدم العمر، حيث تظهر الخطوط الرفيعة والتجاعيد والخطوط حول فم الشخص في هذه المرحلة.

ولكن هناك مرض معروف بالشيخوخة المبكرة يُهاجم الأطفال في المراحل العمرية المبكرة جدًا والمعروف علميًا باسم البروجيريا أو الهجينسون جيلفورد سندروم.

شاهد أيضًا: أفضل 5 فيتامينات لمكافحة الشيخوخة

البروجيريا

البروجيريا هي من الكلمات اليونانية في الأصل والمُقسمة لقسمين، “البرو” والتي تعني سابق لأوانه، و”جيريا” والتي تعني تقدم السن، أي تسبب تقدم السن السابق لأوانه، حيث أن الطفل المُصاب بهذا المرض يعيش بمعدل 15 عام فقط.

وتعد المظاهر الخاصة بمرض الشيخوخة المبكرة مشابهة للمظاهر الخاصة بالشيخوخة العادة التي تُصيب كبار السن، ولكن في هذه الحالة المرضة يمكن التطور الخاص بمراحل الشيخوخة سريع للغاية، حيث يتزايد المعدل الخاص بعمر الطفل المُصاب من خمسة إلى عشرة أضعاف، بالمقارنة بالأوضاع الطبيعية.

سبب مرض البروجيريا

يعد سبب البروجيريا والمعروف باسم الشيخوخة المبكرة للأطفال هو الخلل الوراثي لا المرض الوراثي، أي لا يحدث بسبب وراثة المرض من الأب أو الأم بل يحدث بسبب حدوث الخلل الوراثي.

حيث تحدث الطفرة الجينية في الطفل خلال شهور حمله في رحم الأم، ويظل الجين الذي تسبب في اصابة الطفل بالشيخوخة المبكرة مجهولًا فترة طويلة من الزمن بسبب صعوبات عديدة.

مثل قلة الإصابات بهذا المرض وتوزيعه على الاطفال بين المسافات البعيدة، ليكون بذلك مصدرًا للصعوبة في اجراء دراسات على المصابين.

ولكن استطاع العلماء من التعرف على سبب اصابة الاطفال بمرض الشيخوخة المبكرة عام 2003م، بعد أن قاموا بدراسة منظومة الجينات لعدد عشرين مُصاب وذويهم.

وكان هناك التشابه بين ثمانِ عشر مُصابًا يحملون التغييرات نفسها، الواقعة في الجين المعروف باسم لمين أ، أو LMN A، والواقع على أول كروموسوم.

وكان السبب في الخلل الوراثي هو الاستبدال للقاعدة النيتروجينية الواحدة التي قامت بتغيير الأحماض الامينية غوانين للأحماض الأمينية أدنين، مما أدى إلى ظهور مرض الشيخوخة المبكرة.

فإن تغيير جين الأمنيا نتج عنه عدم القيام بالوظائف الخاصة به، وهي الإنتاج للبروتين المعروف باسم لمين أ الضروري لسند ودعم الهياكل البنائية للنواة بالخلية.

وبشكل عام يندر جدًا إصابة الأطفال بمرض الشيخوخة المبكرة، حيث يُصاب طفل من بين 8 مليون طفل، كما تندر وراثة مرض الشيخوخة المبكرة جدًا، لأنه الطفل المُصاب بهذا المرض يستحيل الاستمرار على قيد الحياة لفترة تمكنه من الزواج والإنجاب.

أعراض الإصابة بالبروجيريا

في بداية الشهور الأولى من حياة المُصاب بمرض البروجيريا يظهر طبيعيًا حتى يصل للشعر الثامن، حتى تبدأ الأعراض في الظهور بالشكل المتسارع، ومن أعراض الإصابة بالشيخوخة المبكرة ما يلي:

  • تظهر بشرة الطفل متجعدة حتى يكون مظهرها قديم للغاية.
  • يُصاب الطفل بمرض هشاشة العظام.
  • يتعرض شعر الطفل للتساقط بشكل كبير حتى يصبح أصلعًا في عمر الأربع أعوام.
  • لا يتعدى طول المريض لأكثر من مترًا واحدًا.
  • تتعرض أعضاء الطفل الداخلية للهرم.
  • لا يتجاوز وزن المريض المُصاب بالشيخوخة المبكرة لأكثر من ستة عشر كيلوجرام حتى في حالة وصوله لعمر المراهقة.
  • قد يُصاب الطفل بالأمراض التي يعاني منها كبار السن كتصلب الشرايين، والأمراض القلبية الوعائية.
  • حجم رأس الطفل تظهر ضخمة بالمقارنة برأسه وفكه السفلي.
  • وتتشابه المظاهر الخاصة بالأطفال المصابين بالرغم من اختلاف عائلاتهم وعروقهم وجنسهم.

تشخيص مرض الشيخوخة المبكرة

يمكن للأطباء التعرف على مرض الشيخوخة المبكرة وتشخصيه بعد التعرف على علاماته وأعراضه التي تميزه، ويتم الاستعانة بالفحوصات الجينية للتحولات الجين LMN A، التي تؤكد إصابة الفرد بمرض الشيخوخة المبكرة من عدمه، ويشمل فحص الطفل بدنيًا بالشكل العام ما يلي:

  • القياس للوزن والطول الخاص بالطفل.
  • رسم قياس النمو الطبيعي للطفل على الجدول المنحني.
  • الفحص الطبي للسمع والنظر.
  • الفحص الطبي للعلامات الحيوية كضغط الدم،
  • بحث الطبيب عن علامات وأعراض المرض التي عادةً تظهر على الشخص المُصاب.

نمط الحياة والعلاج المنزلي

يجب اتباع نمط حياة جيد وعلاجات منزلية فعالة للطفل المريض بالشيخوخة المبكرة، والتي تتمثل في الخطوات التالية:

  • تناول المياه بانتظام

يجب أن يتناول الطفل المُصاب بمرض الشيخوخة المبكرة المياه بكميات وفيرة بشكل منتظم، لأن جفاف الطفل يمثل خطرًا كبيرًا على الطفل المُصاب، ويجب أن يتناول المياه بشكل أكثر عند القيام بالأنشطة المختلفة او خلال الفصل الصيفي والجو الحار.

  • تقديم الوجبات الصغيرة المتكررة

تعد تغذية الطفل ونموه هي المشكلة الأساسية له عند اصابته بمرض الشيخوخة المبكرة، ولذلك فيجب اعطاءه الوجبات الصغيرة بالشكل المتكرر التي تساعد على حصوله على سعرات حرارية كثيرة، ويجب اعطاءه ما يُعرف بالمكملات الغذائية عند الحاجة.

  • النشاط البدني

يجب التوجه للطبيب المتخصص للتعرف على الانشطة البدنية التي تناسب الطفل المُصاب بمرض الشيخوخة المبكرة.

  • استخدام الحذاء المبطن

يجب على الوالدين جلب الحذاء المبطن من الداخل حتى لا يفقد الطفل الدهون بالقدمين ويتسبب ذلك في انزعاجه.

  • استخدام الواقي الشمسي

يجب استخدام الوقي من الأشعة الشمسية الوسع طيفه للحماية منها في حالة إذا كان الطفل المُصاب يتعرض للشمس كثيرًا.

  • الحصول على التطعيمات

يجب أن يتأكد الوالدين من حصول الطفل المُصاب على كافة تطعيماته المنصوص عليها، حتى لا يتعرض للمخاطر في حالة إصابته بأي من الأمراض المعدية الأخرى.

شاهد أيضًا: ما هي فيتامينات مكافحة الشيخوخة المبكرة؟

  • توفير التعليم الاجتماعي

يجب العلم أن مرض الشيخوخة المبكرة لن يؤثر على الذكاء أو التعليم الخاص بالطفل، ولذلك من المفضل أن يلتحق بالمدرسة بشكل طبيعي ويُشارك التعليم من الاطفال المساويين لسنه.

  • اجراء التعديلات المنزلية

يجب على الوالدين اجراء بعض التعديلات المنزلية ليتمتع الطفل المُصاب بهذا المرض بالراحة والاستقلال، مثل توفير طرق الوصول لصنبور المياه أو لمفاتيح إضاءة الغرفة التي ينام فيها والحمام أيضًا، وتوفير الثياب المزود بطرق الإغلاق الخاص او الثياب ذو الحجم الخاص.

علاج مرض الشيخوخة المبكرة

يجب العلم أن العلماء لم يتوصلوا إلى علاج فعال لهذا المرض النادر، ولكن بالرصد المنظم للحالات المرضية المُصابة بالأمراض القلبية والأوعية الدموية يساعد على التعامل مع الحالة الخاصة بالطفل المُصاب.

ويقوم الطبيب المعالج بوزن الطفل وقياس الطول ووضعهم على المخطط الخاص بقيم نمو الأطفال طبيعيًا، وقد يطلب الطبيب إجراء بعض التقييمات المنتظمة الإضافية، بما في ذلك التخطيط لصدى القلب وإجراء الفحوص الطبية المتعلقة بالأسنان وبالنظر وبالسمع، للتعرف على التغيرات الطارئة على الطفل.

وقد يستخدم الطبيب العلاج الذي يساعد على تخفيف علامات وأعراض مرض الشيخوخة المبكرة للأطفال أو يساعد على تأخيرها، ويقوم بتحديد العلاج المناسب بناءً على الأعراض الظاهرة على الطفل وحالته المرضية، ومن أهم الوسائل التي يستعين بها الطبيب المعالج ما يلي:

  • الجرعة المُخفضة من عقار الأسبرين

حيث يعمل الأسبرين على الوقاية من حدوث نوبة القلب أو السكتات الدماغية.

  • تناول عقاقير طبية أخرى

والتي يتم تحديدها بناءً على الحالة المرضية للطفل، فقد يطلب الطبيب تناول عقار طبي مسئول عن خفض كوليسترول الدم، أو عقار طبي مسئول عن خفض الضغط، أو عقار مضاد للتخثر للوقاية من جلطات الدم، أو العقاقير الطبية المعالجة للصداع.

  • العلاج الطبيعي

وهو الذي يساعد على معالجة التيبس للمفاصل، وحل مشكلات الورك، والتي تعمل على بقاء الطفل نشيطًا.

شاهد أيضًا: أعراض الشيخوخة المبكرة عند الأطفال

وفي نهاية الموضوع وبعد أن تعرفنا على مرض الشيخوخة المبكرة، واسبابها، وطرق علاجها، عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة