فعل الخير ونفع الغير

فعل الخير ونفع الغير من أفضل العبادات التي يمكن أن تتقرب بها إلى الله عز وجل، ذلك لأن فعل الخير من الأمور التي لا تموت أبدًا بل تظل حية في نفوس البشر ونُجزى عليها إلى يوم القيامة.

حيث قال ربنا تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

فعل الخير ونفع الغير

حث الله تعالى المسلمين على المسارعة إلى الطاعات وفعل الخيرات والإكثار من الصدقة والبر والإحسان.

وكان رسولنا عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك بكثرة ويبغض المنكرات ويتركها، ويدعو دومًا ربه أن يعينه على مداومة ذلك.

ومن يفعل هذه الأعمال فله خير الجزاء في الدنيا والآخرة فهو يتشبه بالأنبياء والملائكة والصديقين، ويسمو بإنسانيته.

وقد أوصانا الله تعالى على فعل الأعمال الصالحة مع جميع الناس باختلاف ألوانهم وأشكالهم ومعتقداتهم ودينهم، أو حتى أعراقهم.

الخير هو كل ما ينتفع به الناس سواء كان في القريب العاجل أو نفع مؤجلا، وفعل الخير ونفع الغير من الأمور التي ربطها الله دومًا بالفوز بالجنة والفلاح في الحياة الدنيا.

لذلك فطر الإنسان على حب مثل تلك الأعمال، وحب التطوع دون انتظار أي مقابل من الغير.

شاهد أيضا: نموذج طلب مساعدة مالية من أهل الخير

ثمرات العمل الصالح في الحياة الدنيا

من عمل الصالحات في الدنيا فهو عبد موفق ومن بخل واستغنى فهو من العباد الخاسرين في الدنيا والآخرة، وأبرز ثمرات العمل الصالح في الحياة الدنيا تتمثل في النقاط الآتية:

  • فعل الخير للغير يحقق مفهوم الخلافة في الأرض ويمكن الدين الإسلامي وينشره، ويأمن الناس بعد خوفهم.
  • دعوة الناس إلى دين الله بطريقة غير مباشرة عن طريق رؤيتهم للأعمال الصالحة التي يحثنا عليها الدين الإسلامي.
  • التمتع بحياة طيبة خالصة من الغل والشر والحسد فيها روح التطوع والحب والبذل والعطاء.
  • تكفير السيئات في الدنيا والاستقامة والثبات على طريق الحق حتى الممات، والفوز بالدرجات العلى في الجنة.
  • تعجيل البشرى في الحياة الدنيا وذلك بسبب العمل الصالح الذي يفعله العبد للناس.
  • ترك أثر جميل في نفوس الناس مما يدفعهم للدعاء له بعد موته أو في مرضه، ويستجيب الله لهم ويرحمه أو يشفيه.
  • الارتقاء في الدرجات ورفع مكانة العبد عند الله وذلك لأنه كلما زاد العبد في عمل الخيرات كلما زادت وارتفعت مكانته.
    • وكلما حرص المسلم على إنفاق نفقة وإن كانت فرض عليه كالزكاة مما كان له بها أجر ورفعة في الدارين.
  • لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وهذا كرم رباني من الله تعالى يضاعف الأجر ويغفر الذنب ويجازي على جميع الأعمال وإن كانت بمثقال ذرة أو أقل.
  • الفوز بالنظر إلى وجه الله الكريم ونيل رضاه في الدنيا والآخرة، ومن رضا عنه ربه غفر له ذنبه.

اقرأ أيضا: دعاء لشخص يفعل الخير | دعاء قصير لفاعل خير

صور من التنافس في عمل الخير

أمر الله عباده بالمسارعة دومًا إلى فعل الخيرات والتنافس فيها، ومدح أنبيائه والصالحين ووصفهم بهذه الصفة.

وذكرت آيات عديدة في القرآن الكريم تدل على هذا فقال: وسارعوا، وسابقوا، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

ومن صور التنافس الجميلة في عمل الخيرات هو إخراج الصدقات، والصدقة لا تتوقف على المال فقط.

فتبسمك في وجه أخيك صدقة، عمل المعروف صدقة، إغاثة اللهفان صدقة، تفريج كربة عن مكروب صدقة، كف الأذى عن الناس صدقة.

عمل الخيرات مستمر إلى أن تقوم القيامة فإذا كانت في يد أحدكم فسيلة فليغرسها، ويتسابق دوما للفوز برضا الله.

وقد كان يسابق الصحابة بعضهم بعضا حتى يتقربوا إلى الله وذلك عن طريق ركعات يركعونها في آخر الليل، أو صدقة سر ينفقونها، أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يتدارسونه فيما بينهم.

إن من أفضل الأعمال الصالحة التي تنفعك في دنياك وآخرتك هي إنجاب ولد صالح تربيه على كتاب الله وسنة رسوله.

فيكبر الولد على هذا المنشأ العظيم فيتلو القرآن ويصب ذلك في ميزانك، ويحفظ السنة ويحافظ على الصلوات، ويدعو لك عند مماتك، يتزوج فيربي ذرية صالحة مثلما تربى على يديك كل هذا النفع يعود لك وله ويظل صدقة جارية لك لا تنقطع إلى يوم القيامة.

ومن صور عمل الخير كذلك هو زراعة النخيل وحفر الآبار وجميع الأعمال التي تدوم إلى ما بعد موت الإنسان.

أهداف عمل الخير

لقد أوصانا ربنا على فعل الخيرات وشدد علينا في وصيته وأمرنا بها أنبيائه كل ذلك بسبب أهداف عمل الخير المتعددة التي تتمثل في الآتي:

  • المعاملة الحسنة مع الناس وحتى الغير صالح منهم، حتى يرون بتلك المعاملة سمت الدين الإسلامي وأخلاقه المتمثلة في العباد.
  • الاستسلام التام والخضوع لأوامر الله وتنفيذها للفوز برضاه ورحمته.
  • إحياء روح المساعدة في نفوس الناس وذلك من خلال رؤيتهم لك قائم عليها باستمرار.
  • الحياة الهنيئة في الدنيا بسبب أن ما تفعله يرد لك أضعاف مضاعفه فتلقي جزاء فعل الخير ونفع الغير الذي تقدمه.
  • غرس القيم الإسلامية في نفوس البشر التي تتمثل في التسامح والتضامن والتعاون وحث الناس دوما عليها.

شاهد من هنا: عبارات جميلة عن فعل الخير

لا شك بأن فعل الخير ونفع الغير من أكثر الأمور التي حرص على فعلها جميع الصالحين في مختلف الأماكن والأزمنة، كما أنه سوف يستمر إلى قيام الساعة.

فإن المسلمين هم خير أمة أخرجت للناس يقومون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفعل الخيرات إلى يوم القيامة، وفي موقع mqall.org تجد العديد من أهداف فعل الخير.

مقالات ذات صلة