شرح حديث (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه)

قد أتى جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقام بسؤاله عن الإحسان وحينها أجاب (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وإذا نظرنا إلى الحديث كاملا، نجد إنه يحمل العديد من المعاني وأيضا به شرح وافي للعديد من العبادات سواء كانت ظاهرة أو باطنة.

نص حديث (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه)

  • كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: ما الإيمَانُ؟ قالَ: الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، وبِلِقَائِهِ، ورُسُلِهِ وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ. قالَ: ما الإسْلَامُ؟ قالَ: الإسْلَامُ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، ولَا تُشْرِكَ به شيئًا، وتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومَ رَمَضَانَ.
  • قالَ: ما الإحْسَانُ؟ قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ، قالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قالَ: ما المَسْئُولُ عَنْهَا بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وسَأُخْبِرُكَ عن أشْرَاطِهَا: إذَا ولَدَتِ الأمَةُ رَبَّهَا، وإذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإبِلِ البُهْمُ في البُنْيَانِ، في خَمْسٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
    • {إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] الآيَةَ، ثُمَّ أدْبَرَ فَقالَ: رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شيئًا، فَقالَ: هذا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ).
  • ويحمل الحديث الكثير من المعاني حيث جاءت كلمة بارزا بمعنى ظاهرا وكلمة الساعة بمعنى القيامة وأيضا أشراطها بمعنى علاماتها، وكلمة الأمة بمعنى المرأة المملوكة، ويتطاولون في البناء بمعنى الذين يتسابقون في الطول.
  • كما أن هذا الحديث يحتوي على كنوز وقام بشرح وتوضيح العديد من العبادات، وحتى وقتنا هذا علوم الشريعة ترجع إليه وتتشبع منه.

كما أدعوك للتعرف على: من فوائد الإحسان إلى الجار

معاني مفردات الحديث

  • بارزًا: واضحًا.
  • الساعة: القيامة.
  • أشراطها: أعراضها.
  • الأمة: الجارية أو الأنثى المملوكة الغير حرة.
  • يتطاولون في البنيان: يتنافسون في الطول.

المعنى الإجمالي للحديث

يمكننا توضيح الشرح من خلال القول إن جبريل عليه السلام ذهب إلى الرسول وكان على هيئة رجل وقام بسؤاله أمام أصحابه عن بعض الأمور حتى يتعلم الجميع الدين، فقد تم توضيح العديد من المعاني مثل الإحسان والإسلام والإيمان وبذلك فإن الحديث كان كبيان أصول الدين ومن بين الأصول ما يلي:

بيان أصول الدين

أولًا: الإيمان

  • ويأتي بمعنى إيمان العبد بالله عز وجل والتصديق به والإقرار بوجوده، وإن الله يتصف بالكمال المنزه، وأيضا على العبد الإيمان بالرسل والملائكة فهم يحملون رسالة صادقة وأن خاتم الأنبياء هو محمد صلى الله عليه وسلم وواجب على الجميع الإيمان به.
  • كما على العبد أن يؤمن بالكتب السماوية فالله عز وجل هو الذي أنزلها وخاتم تلك الكتب القرآن الكريم، وأنه لا يمكن تبديله وتحريفه لأنه محفوظ.
  • وكذلك الإيمان يشمل الإيمان بلقاء الله يوم الحساب والإيمان ببعث الجميع من القبور وإحياؤهم للحساب لأن الله قادر على كل شيء.

ثانيًا: الإسلام

  • وهو بمعنى أن يعبد الإنسان الله فقط فهو لم يكن له شريكا وهو وحده، وأيضا قيام العبد بالصلاة والمواظبة عليها في أوقات فروضها ويجب الالتزام بالشروط والأركان الخاصة بها.
  • كذلك على العبد أن يعطي الزكاة حقها ويخرجها لكل مستحق ويصوم رمضان للتعبد بداية من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.

ثالثًا: الإحسان

  • ويعني أن يعبد الإنسان الله ويستحضر بصيرته وفكره حيث يتعامل كأنه يرى الله بالقلب، وعندما يصعب على الإنسان ذلك فيمكنه الانتقال لمقام ثاني وهو عبادة الله وكأنه هو الذي يراه.

كما يمكنكم الاطلاع على: أركان الإسلام والايمان والإحسان

بيان ما يخص وقت قيام الساعة

  • فقد أوضح أن يوم القيامة لا يعلمه إلا الله فهو عالم الغيب وحده ولكن يوجد بعض العلامات التي تدل على اقتراب قيام الساعة ومنها كثرة العقوق، حيث أن الابن يقوم بمعاملة أمه كأنها خادمة، وأيضا الرعاة سوف يتسابقون لطول البنيان حتى يكونوا من الأغنياء أو الملوك.

وبعد ذلك انصرف جبريل واختفى تماما وحينها سأل الرسول عنه ممن حوله حتى يظنوا أنه ملك ولم يكن من البشر.

ما يستفاد من حديث (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه)

قد ذكر بالحديث الكثير من الفوائد التي يمكن توضيح منها ما يلي:

  • يوجد بالحديث إشارة أن الإسلام والإيمان عند ذكرهم بموضع واحد فكل منهما سوف يدل على معنى غير الآخر.
  • أيضا الحديث به دليل أن الملائكة يمكن أن تتشكل وتظهر على هيئة بشر.
  • كما أن الحديث أوضح بأن الإنسان عليه مراقبة الله وإخلاصه في عمله.

اقرأ أيضا: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

أسئلة شائعة حول حديث الإحسان

ما معنى حديث (أن تعبد الله كأنك تراه)؟

المعنى العام لهذا الحديث هو الاجتهاد في القرب إلى الله وفي تحقيق الإحسان في العبادة كأن الشخص يرى الله أمامه ويعبد ويتقرب إليه بكل تفانٍ واخلاص.

ما هي الفوائد الروحية لفهم هذا الحديث؟

يساعد هذا الحديث على تعزيز الوعي الديني والروحي للفرد، ويحث على تحقيق التفاني والاجتهاد في العبادة، مما يؤدي إلى تعزيز الاتصال الروحي مع الله.

هل يعني هذا الحديث أن الإنسان يمكنه رؤية الله في هذه الحياة؟

لا، هذا الحديث لا يعني أن الإنسان يمكنه رؤية الله في هذه الحياة، بل يعني أن الإنسان ينبغي عليه أن يعبد الله بإخلاص وتفانٍ كما لو كان يراه أمامه.

كيف يمكن للشخص تطبيق هذا الحديث في حياته اليومية؟

يمكن للشخص تطبيق هذا الحديث في حياته اليومية من خلال التفاني في العبادة والقرب إلى الله، والعمل على تحقيق الإحسان في كافة الأعمال والأفعال.

ما هو الأثر الإيجابي الذي يترتب على فهم هذا الحديث؟

يساعد فهم هذا الحديث على تعزيز الاجتهاد في العبادة وتحقيق التفاني في طاعة الله، مما يؤدي إلى تعزيز الاتصال الروحي والقرب إلى الله.

مقالات ذات صلة