شرح حديث مثل المؤمنين في توادهم

شرح حديث مثل المؤمنين في توادهم  بدايةً هو حديث صحيح ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الإمام البخاري ومسلم، وللحديث دلالة على وجوب التراحم فيما بين المسلمين والربط بينما مثل الجسد الواحد.

شرح حديث مثل المؤمنين في توادهم

مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).

شبه نبينا الكريم المجتمع الإسلامي بالجسد الحي، ومن المعلوم أن جسد الإنسان إذا أصيب أي عضو منه بألم يشتكي الجسد كله ويمرض.

فإذا أحس أحد بألم في الذراع مثلا فإنه يفقد القدرة على الحركة والكلام ويرقد في بيته عاجز عن كل شيء.

وكذلك المسلمين فهم إخوة بعضهم إذا أصيب أي شخص منهم بحادث أو مصيبة يتعب له باقي المسلمين، ويحملون همه، ويفرجون عنه كربته، فهم كالجسد الواحد.

شاهد أيضا: حديث عن التسامح والعفو

شرح معاني كلمات الحديث

إذا كانت تواجهك صعوبة في فهم بعض معاني كلمات الحديث فإليك مفهومها بطريقة مبسطة وهو كالآتي:

  • معنى كلمة تراحمهم: يقصد رحمة المؤمنين ببعضهم البعض، تتمثل الرحمة في التعاون على البر والخير والتقوى.
  • تعاطفهم: معناه أي التعاون.
  • توادهم: يقصد بالتواد التواصل الموصل إلى المحبة.
  • اشتكي: يعني الشكوى أي تألم بسبب إصابته بأي مرض.
  • عضو: أي جزء من أجزاء جسم الإنسان مثل الرجل أو القدم أو الأذن ومن أعضائه الداخلية كذلك مثل القلب والرئة.
  • تداعى: مأخوذة من الدعوة أي قام كل عضو بدعوة الأخرة للشعور بالألم.
  • السهر: هو الشعور بالأرق وعدم النوم.
  • الحمى: هي عبارة عن حرارة مرتفعة وغريبه تبدأ من القلب ثم تنتشر في جميع أنحاء الجسد.

أهمية التوادد والتراحم بين المسلمين

لم يروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عبثًا، بل هو لحكمة كبيرة تتمثل في النقاط الآتية:

  • التراحم والتواد بين المسلمين يعمل على ربط المجتمع الإسلامي وتوثيق العلاقات الاجتماعية.
  • الرحمة والعطف يعمل على إكساب المسلمين حصانة وقوة وتصدي
  • الإنسان بطبعه اجتماعي يحتاج لأخيه المسلم لذلك فإن التراحم يلبي حاجة الإنسان إلى غيره.

ما يرشد إليه الحديث

يستفاد من هذا الحديث النبوي الشريف مجموعة من الأخلاقيات أهمها ما يلي:

  • ضرورة التلاطف بين المسلمين.
  • يجب على كل مسلم تعظيم حق أخيه و تأديته على أكمل وجه.
  • التعاون وقضاء الحاجات فيما بينهم البعض.
  • إعانة بعضهم على المعروف والأعمال الخيرية.
  • عدم تمني المكروه للأخ المسلم.
  • مساندة المسلم وقت حزنه وفرحه.
  • جواز التشبيه وضرب الأمثال حتى يتم تقريب المعنى ووصوله إلى الأذهان.
  • من الإيمان الكامل تأدية حقوق المسلمين وعمل ما تستلزمه الأخوة.
  • يستطيع المسلم بفضل دين الإسلام أن يعيش بين إخوانه مكرما ومعزز في عسره ويسره، وضعفه وقوته، وفي سائر أحواله.
  • يجب على المسلمين العمل على تطهير قلوبهم من الحقد والحسد، فيفرح بالخير لأخيه ويحزن بسبب الشر الذي يصيبه.
  • ضرورة نصر المظلوم وإغاثة المحتاج.
  • عظمة الدين الإسلامي وبلوغه ذروة الكمال وذلك بسبب حثه على التراحم والتآلف بين المسلمين وإخوانهم.

اقرأ أيضا: حديث عن التسامح قصير جدا

كيف يكون المسلمون كالجسد الواحد

تطبيقًا للحديث يتساءل البعض كيف يمكن لنا كمسلمين أن نكون كالجسد الواحد، ولكي يتم تحقيق هذا الأمر يجب أن يتم ما يلي:

  • السؤال المستمر عن أحوال المسلمين وزيارتهم وتفقدهم إذا غابوا.
  • حفظ عورات المسلمين وصيانة أعراضهم، وأن لا يتعرض مسلم لأخيه بأي أذى، بل يبتعد بشكل نهائي عن كل ما يضره.
  • تقديم الدعم ومد يد المعونة وذلك في جميع نواحي حياتهم الدنيوية.
  • السؤال الدائم عن الفقراء منهم ومدهم بالصدقات والزكاة وغيرهم من باب المعونة.
  • دعوتهم إلى الله وتذكيرهم دومًا به سبحانه وتعالى وإفاقة الغافلين منهم وردهم إلى الطريق المستقيم.
  • رد المنكر في حالة رؤية أخيك المسلم يفعله، ويكون الرد بالحكمة والموعظة الحسنة.

تفسير بن أبي حمزة للحديث

يقول بن أبي حمزة في تفسيره لهذا الحديث: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث كلمات متقاربة في المعنى وهم التواد والتراحم والتعاطف.

ولكن لكل منهم معنى لطيف يفرقه عن الآخر، فالتراحم المذكور في الحديث يدل على رحمة المسلمين بعضهم البعض بسبب إيمانهم لا لأي شيئ آخر.

أما قوله التعاطف فالمقصود به إعانة المسلم لأخيه المسلم مثل الثوب الذي يعطف عليك حتى يقويك.

أما التواد فالمراد به التواصل الذي يجلب لك المحبة، وهو مثل التهادي بالهدايا أو المواعظ وكذلك التزاور.

أهمية السنة النبوية

السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، وهي منهج وطريق يتم اتباعه من قبل المسلمين حتى يصلوا إلى رضوان ربهم.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى فلا يخبرنا بشيء من تلقاء نفسه، بل كل كلامه وأحاديثه وحي من عند الله عز وجل.

ولقد تعرض النبي لعدة مواقف وقدم لنا فيها نصائح وأحكام وتشريعات نزلت من عند الله.

لا يمكن الاستغناء عن السنة النبوية بأي حال من الأحوال.

حيث جاء القرآن الكريم ببعض الأحكام والأمور المبهمة التي يجب أن يتم توضيحها وكانت السنة النبوية هي المفسر الأول لها.

لذلك كان للسنة دور مهم في شرح بعض آيات القرآن الكريم وتفصيل المجمل وتفسير العبادات وتوضيحها للناس.

شاهد من هنا: حديث عن التسامح قصير جدا

 شرح حديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كان مفتتح بتشبيه المؤمنين فقط وذلك إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم أن الحديث ليس للعامة بل هو مخصص للمؤمنين فقط.

وهم الذين دخل الإيمان في قلوبهم واستقر فيه، وفي موقع mqall.org تجد شرح مفصل للحديث.

مقالات ذات صلة