تعبير عن الجار

الجار هو رفيقك في السكن، وهو من أقرب الأقربين إليك، فهو الذي يسكن بجوارك فيكون أقرب إليك من أخيك، ومن أهلك، ومن أقاربك، وبسبب ذلك القرب فإن موضوع التعامل معه يعد من الأمور التي لا يمكن الاستهانة بها، فالواجب على كل مسلم أن يقوم بمعاملة جاره بمثل ما يحب أن يُعامل به.

عناصر موضوع تعبير عن الجار

  1. كيف تحسن إلى جارك.
  2. علاقتك بجارك تكشف لك عمق شخصيتك.
  3. وصية رسولنا الكريم بالجار.

شاهد أيضا: موضوع تعبير عن حقوق الجار وواجباته بالعناصر

مقدمة موضوع تعبير عن الجار

كثيراً ما نرى هذه الأيام للأسف بعد الجار عن جاره.

بل حتى نجد كثيراً من الجيران لا يعرفون الشخص الذي يسكنون بجواره، فإن رأوه في أي مكان لا يتعرفون عليه.

إذ إنهم لا يقومون بوده، ولا يقومون بمحاولة التقرب إليه بأي شكلً كان

فالكل أصبح يتبع سياسة أغلق بابك على نفسك، فعائلتك هي كل حياتك.

وذلك ليس ما وصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ديننا الحنيف.

فالجار له حق عظيم علينا، فهو ليس شخص غريب كما يدعي البعض أو لا علاقة لنا به.

فهو الأنس، والألفة، وهو السند وقت الضيق وهو الصديق والأخ، لذلك لا ينبغي علينا الاستهانة بحق الجار.

فالجيرة من الأمور العظيمة في حياتنا، ولكن للأسف في كثير من الأحيان نجد هناك كثير من الجيران قد يؤذون بعضهم البعض.

بل قد يكونون سبباً في تعاسة الآخرين، وفي تلك الحالة يكون الاقتصار هو أفضل حل.

وتلك هي الحالة الوحيدة التي ينبغي على الشخص فيها أن يقتصر عن جاره، فعندما يطوله آذاه يكون الاقتصار هو الحل الأسلم.

كيف تحسن إلى جارك؟

يمكنك أن تحسن إلى جارك بأن تكون له نعم السند عند الحاجة، فلا تزعجه ولا تسوؤه، ولا ترده.

ولا تتحدث عنه بالسوء، ولا تكون لئيماً معه، بل عليك أن تحسن إليه وأن تطمئن عليه.

كذلك ينبغي عليك أن تشاركه في أفراحه، وأتراحه، وأن تسأل عنه إن كان مريضاً وأن تزوره، وتطمئن عليه.

بالإضافة إلى إنه ينبغي عليك أن تقول له الكلمة الطيبة، وتتبسم في وجهه، وتستر سره، وتراعي حرمة بيته.

بل وتعامل نسائه كأنهن نسائك، أي تخاف عليهن، وتستر عوراتهن.

وليس ذلك فحسب، بل عليك أن تتعامل مع أبنائه كأنهم أبناءك.

وأن تكون دمث الخلق معه، تستر عورته وسره، ولا تفضحه.

علاقتك بجارك تكشف لك عمق شخصيتك

إذا أردت أن تعرف هل أنت بار بجارك أم لا؟ فأنظر إلى علاقتك بجارك.

فعندها ستنكشف لك كل خفاياك وأعماقك، وهل أنت بالفعل شخص سوي أم لا.

فالكثير من الناس ينظرون إلى كلمة البر على إنها كلمة تخص الأبوين فقط.

ولكن ذلك ليس بصحيح إذ أن كلمة البر هي كلمة عامة، وشاملة، لكل جوانب علاقاتنا مع الآخرين.

فالأب يبر أبنائه، والأبناء يبرون آبائهم وأمهاتهم، والابنة تبر أمها، والأم تبر ابنتها، والجار يبر جاره.

فالخلق الحسن، والبر، والرحمة كلها معاني حثنا الدين الإسلامي على الالتزام بها في علاقتنا مع الآخرين.

وحتى إن أساء إليك جارك، فلا ينبغي عليك أن تتعامل معه بمثل ما فعل.

بل عليك أن تفعل بقول الله تعالى في ذلك الشأن:

(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).

أي أدفع أذاه بالحسنى، فلربما يتحول معك إلى صديق حميم، عندما يرى تعاملك الحسن معه.

فجارك هو مرآتك، فإذا تعاملت معه بخير أتاك بالخير، وإن تعاملت معه بشر أتاك بالشر فأحسن إلى جارك.

والجدير بالذكر إن كلمة جار أُخذت قديماً عند العرب من كلمة الجير، أو الاستجارة.

حيث كان العرب قديماً يحمون بعضهم البعض، فكان أحدهما يخاف على جاره، بل ويفديه بروحه.

نرشح لك أيضا: موضوع تعبير عن إكرام الجار وواجبنا نحوه بالأفكار

وصية رسولنا الكريم بالجار

نجد أن الدين الإسلامي قد وضع شروط وضوابط للعلاقات بين البشر.

فوضع شروط وضوابط لعلاقة الأخ بأخيه، ولعلاقة الابن بأبيه، ولعلاقة الجار بجاره، وهكذا..

وعلى ذلك فالدين الإسلامي ينبع جوهره من تعاملاته، فنجد جوهره يرتبط ارتباطاً وثيقا بالعلاقات التي تحدث بين العباد.

فقد وضع الله ضوابط لتعامل العباد معه، ووضع ضوابط لتعامل العباد مع بعضهم البعض.

فنجد أن الإسلام قد أثنى على الأخلاق الحسنة، والبر والإحسان إلى العباد.

وجعلها أساس التعامل بين الناس وفي أولها علاقة الجار بجاره.

فيقول الله تعالى:

(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً).

كذلك نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر توصية جبريل له عليه السلام بالجار.

فقد أوصاه جبريل عليه السلام من فوق سبع سماوات بالجار، وقام بتكرار تلك الوصية عليه صلى الله عليه وسلم.

حتى ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الجار سيكون من الوارثين له.

وهذا من شدة ما أوصاه بالجار، فقد جعله الله في مكانة الأخ، ومكانة الابن.

تابع وصية رسولنا الكريم بالجار

كذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع وهو يعلم به).

فنجد هنا رسول الله قد أشار إلى الجار الذي يعلم أن جاره جائع محتاج، وهو ممتلئ البطن قرير عين.

بأنه لم يؤمن به، وبأنه خارج الإيمان، وتلك مسألة في شدة الخطورة.

فيمكن للإنسان أن يخرج عن إيمانه لمجرد أنه يعلم أن جاره جائع، ولم يطعمه.

وهذا يوضح لنا أهمية إحساننا إلى جارنا، وبرنا به.

كذلك ينبغي أن ننظر إلى نقطة مهمة ألا وهي؛

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه لم يحدد ديانة ذلك الجار.

فلم يقل من بات شبعاناً وجاره من المسلمين جائع وهو يعلم به.

أو لم يقل من بات شبعاناً وجاره يهودياً أو مسيحياً.

بل قال: من بات شبعاناً، وجاره جائع بجنبه، وهو يعلم به؛ لم يؤمن بي.

لذلك فالإسلام هنا أقر البر والتراحم بين الجيران بغض النظر عن الدين.

فديننا دين التسامح، والأخلاق، وليس دين العنصرية والتفرقة.

أيضاً ينبغي للمسلم أن ينتبه إلى كل ذلك، وأن يقوم بفعله، احتساباً لوجه الله.

حتى يفوز بالجنة التي ذكرها الله، وأعدها لمن أطاعه، هو ورسوله، وكان دمث الخلق مع الآخرين، ابتغاء وجهه.

اخترنا لك أيضا: كيفية التخلص من الجار المزعج

خاتمة موضوع تعبير عن الجار

وبعد أن تناولنا مقام الجار، فينبغي علينا أن نعلم أن في الإحسان له الجنة وفي الإساءة له ذنب عظيم.

فلا نؤذيه، أو نرهقه، أو نتعدى على ما يملكه، وما إلى ذلك من كل أشكال الإساءة التي نراها حالياً.

كذلك فلا يقتصر حق جارك عليك بعدم إزعاجه.

وإنما عليك أن تبره وتسأل عليه، وتصون عشرته حتى وإن ابتعدت عنه.

بل وتحنو عليه عندما يكون في حاجة إليك، فتطعمه إن كان فقيراً، وتوده إن كان وحيداً.

وأخيراً علينا ترسيخ تلك المعاني في أبنائنا؛ حتى تبقى الصلات الطيبة كما هي، ولا تندثر مع الأيام.

مقالات ذات صلة