كيفية صلاة الجنازة بالتفصيل

خلق الله سبحانه تعالى الموت، وجعل منه شيئًا حتميًا لابد من وقوعه لكل مخلوق، فقد قال عز وجل: “كل نفس ذائقة الموت”، وحدد الشرع الحنيف صلاةً تكون على الميت فيها من الرحمة والعفو للميت.

وهي صلاة الجنازة وجعل لها كيفية وأركان وشروط، كالطهارة والنية واستقبال القبلة، ويجب على المسلم اتباعها لتصح صلاته.

وقد اهتم الإسلام بالفرد أثناء حياته وبعد مماته، فمن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، الإحسان إلى الميت من خلال صلاة الجنازة عليه، ومعاملته بما ينفعه في قبره وما ينفعه يوم القيامة، وتجهيزه، والدعاء له بالتثبيت.

حكم صلاة الجنازة

لقد أكد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حكم صلاة الجنازة بانها فرض من فروض الكفاية، وهناك العديد من الأحاديث التي تدل على ذلك.

فقد ذكر الصحابة لرسول الله أن رجلاً من أصحابه توفي يوم خيبر، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “صلوا على صاحبكم”، فإن هذا الحديث الشريف يؤكد أن الصلاة على الميت فرض كفاية وليست فرض عين، وإن كان الأمر كذلك لصلى عليه النبي دون الاكتفاء بهذا القول للصحابة.

إلا أن هذا الفرض يصبح نفلًا في حق من لم يستطع الوصول إلى الجنازة والصلاة عليها، ما دام هناك جماعة أسقطت هذا الفرض، إلا أنه من المستحب الحضور من قبل كل شخص لديه القدرة على ذلك، بهدف الإكثار من البركة والأدعية للميت.

وقد شرعت الصلاة من أجل طلب الرحمة والمغفرة للميت، حيث أنه قد وصل لحال لا يستطيع من خلاله العمل أو نفع نفسه، ولذا فإنه من الواجب على المسلمين توديع الميت بصلاة الجنازة عليه، والدعاء له بالجنة والعتق من النار، حتى يتقبل الله شفاعتهم فيه، ويكرمه في قبره.

شاهد أيضًا: كيف نصلي صلاة الجنازة وما ثوابها

مكان الصلاة على الجنائز

لابد من صلاة الجنائز فهي حق على المسلم تجاه أخيه الميت، ومن السنة أن تكون هذه الصلاة في مكان معد لها خصيصًا إي خارج المسجد.

ويفضل أن تكون الصلاة في المصلى، اقتداءً بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم عندما صلى على النجاشي، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم، وكبر عليه أربع تكبيرات”.

كما يجوز أن تكون صلاة الجنازة داخل المسجد، إلا أنه كان من القليل قيام النبي وأصحابه بصلاة الجنازة داخل المسجد.

حيث أن ما ورد من عدم جواز صلاة الجنازة في المسجد أحاديث ضعيفة، فالأولى أن تتم الصلاة في المصلى كما فعل النبي، وإذا ما صليت في المسجد فلا إثم ولا حرج في ذلك.

أما عن من فاتته الصلاة في المصلى أو المسجد، فيجوز له أن يصلي على الجنازة في المكان الذي أدركها فيه، سواءً في المقابر أو في خارجها، وتجوز الصلاة على الميت في قبره، حتى إذا دفن ولم يصل عليه.

فضل صلاة الجنازة

يعد فضل صلاة الجنازة من الأجور العظيمة والكبيرة، فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم الآثار العظيمة التي تبين فضل صلاة الجنازة على الميت.

فأجر صلاة الجنازة واتباعها وحضورها إلى مرحلة الدفن أجر عظيم، وله من الخير ما يعود على المصلي وعلى الميت.

مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من شهد جنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن فله قيراطان، قيل وما القيراطان يا رسول الله قال: مثل الجبلين العظيمين”.

فقد حدد الرسول الكريم من الأجر مقدار قيراط لمن يصلي على الجنازة.

ومثابة قيراط أخر لمن حضر دفنها حتى وإن لم يشارك بأعمال الدفن، ولو أنه صلى على الجنازة ولم يتبعها فإنه يحصل على قيراط واحد.

وعن الخير الذي يكون للميت، فإن صلاة الجنازة تكون له رحمة.

وإذا ما زاد عدد المصلين في الجنازة، فإن ذلك يكون أفضل للميت.

وبالإضافة لزيادة الدعاء له في الصلاة وعند الدفن.

صفة صلاة الجنازة

وعن طريقة صلاة الجنازة فتكون على هذا النحو:

يقف الإمام عند رأس الميت إن كان رجلًا، وعند وسط الميت إن كانت امرأة.

ويقف المأمومين خلف الإمام كبقية الصلوات الاخرى، وتكون بالتكبير أربع تكبيرات وهي كالتالي:

  • التكبيرة الأولى، وتسمى تكبيرة الإِحرام، ثم يستعيذ ويسمى، ولا يجوز قول دعاء الاستفتاح، ومن ثم يقرأ الفاتحة.
  • التكبيرة الثانية، ويقال فيها الصلاة على النبي كما في صفة الصلاة عليه في التشهد الأخير.
    • وهي “اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
    • اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”.
  • التكبيرة الثالثة، ويدعو فيها للميت، ومما ذكر من الدعاء في هذا الشأن: ” اللهم اغفر له وارحمه.
    • وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا.
    • كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس”، ” اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله.
    • وزوجًا خيرًا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعيذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار”.

وإذا كان الميت امرأة جاء الدعاء بصيغة التأنيث ولا يذكر أثناء الدعاء: “وأبدلها زوجًا خيرًا من زوجها.

أما إذا كان المتوفى طفلًا فيدعو له كما يلي:” اللهم اجعله لنا فرطًا، اللهم اجعله لنا ذخرًا وأجرًا.

اللهم اجعله لنا شافعًا ومشفع، اللهم ثقل به موازينهما، وأفرغ الصبر على قلوبهما.

ولا تفتهما بعده وأعظم به أجورهما، وألحقه بصالح سلف المؤمنين، واجعله في كفالة إِبراهيم، وقيه برحمتك عذاب الجحيم”

  • التكبيرة الرابعة ويدعو لكل المسلمين الأحياء منهم والأموات كقوله” اللهم لا تحرمنا أجره.
  • ولا تفتنا بعده، وأغفر لنا وله ولسائر المسلمين، اللهم أرحم موتانا وموتى المسلمين أجمعين” ثم يسلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة العشاء بعد منتصف الليل وما حكمها

مسائل متعلقة بصلاة الجنازة

هناك بعض المسائل المتعلقة بصلاة الجنازة، كيفية صلاة الجنازة، والتي يجب على من يصلي الجنازة أن يعرفها.

حتى يأخذ بأحكامها وبالتالي تكتمل صلاته وتكون صحيحة، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الأمور ما يلي:

  • موقف الإمام من الميت: دائمًا ما يكون الميت في القبلة وتكون رأسه على يمين الإمام.
    • ويقف الإمام عند صدر الرجل، وعن وسط المرأة، وهذا ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • الصلاة عند القبر: يجوز صلاة الجنازة عند القبر، إذا لم يدرك الإنسان الصلاة على الميت إلا بعد دفنه.
  • الصلاة على الغائب: يجوز صلاة الجنازة على من مات من المسلمين إذا كان غائبًا.
    • ومات في بلاد لم يصل عليه فيها أحد، وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مع النجاشي، حين مات في بلد غير المسلمين.
  • وقت صلاة الجنازة: يجوز صلاة الجنازة في جميع الأوقات، فيما عدا ثلاث أوقات.
    • حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:” ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن.
    • أو أن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع.
    • وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب”.

شاهد أيضًا: كيفية الوضوء والصلاة الصحيحة للنساء

وفي النهاية نكون قد بينا ووضحنا كل ما يتعلق بصلاة الجنازة، من طريقة أدائها، وحكم أدائها وعن صفتها وفضلها العظيم، رحم الله موتانا وموتى المسلمين أجمعين.

مقالات ذات صلة