موضوع عن الغارمين الذين يستحقون الزكاة

أمرنا الله سبحانه وتعالى وفرض علينا الزكاة ضمن الفروض الخمسة، للعديد من الاسباب الهامة التي سنتعرف عليها الآن في هذا الموضوع، ومن أولى المستحقين للذكاة هم الغارمين الذين ليس لديهم القدرة على سداد ديونهم بأنفسهم، وفي هذا الموضوع سنتعرف الغرمين الذين يستحقون الزكاة، وشروط أنفاقها.

من هم الغارمين الذين يستحقون الزكاة

أوصنا الله تعالى على ضرورة الانفاق على الغارمين من زكاة المال، فقال في القران الكريم بسورة التوبة، بسم الله الرحمن الرحيم” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ” صدق الله العظيم.

والغارمين هم الذين عليهم الديون وهم مجموعتان أو جزئيين:

شاهد أيضًا: اذاعة مدرسية عن الصدقة والزكاة

الغارمين لمصالحهم الشخصية

كالذي يقوم بالاستدانة في احدى النفقات، أو في الكسوة، أو في الزواج، أو في السكن، أو في المرض، وهكذا.

الغارمين لمصالح المجتمع أو لمصلحة الغير

وهم الذين يستدانون بغرض إصلاح ذات البين.

شروط اعطاء الزكاة للغارمين

هناك شروط لمنح أموال الزكاة للغارم لمصلحة نفسه، فيجب قبل اعطاء الغارم أموال الزكاة أن يتم التأكد على انه بحاجة فعلًا إلى هذه الاموال لقضاء الديون التي عليه، فإذا تم التأكد من حاجته يجب اعطاءه من مال الزكاة.

وإذا كان الشخص الغارم لا يملك أي شيء ولكن قادرًا على أداء الاعمال والكسب، ذلك لا يمنعه من أخذ اموال الزكاة.

أما إذا كان الشخص الغارم من الاغنياء، وقادرًا على الوفاء بديونه، فهو لا يستحق أن يأخذ من أموال الزكاة.

وليس من شروط منح زكاة المال للغارمين أن يكون الغارم ليس مالكًا لأي شيء، فقد أوضح فقهاء الدين أن مسكن الغارم وملبسه وفراشه وكل مثل هذه الاشياء الضرورية للحياة لا تمنعه من أخذ مال الزكاة ليقضي به ديونه.

ومن أهم الشروط الواجب التأكد منها قبل منح الغارم زكاة المال، أن يكون دينه في احدى المُباحات أو في الطاعات، فيُمنع الغارم من أخذ مال الزكاة إذا كان استدانته في فعل المعصية.

ركن الزكاة

الزكاة هي من الاركان الخمسة التي أوضحها الاسلام، والذي لا يكتمل دين المسلم إلا كان متيقنًا بوجوبها، فهي واجبة على أي مسلم لديه من الاموال أو المقتنيات التي فرضت عليها الذكاة باكتمالها للنصاب والشروط الخاصة بها.

وهو الانفاق من الاموال الخاصة بالمسلمين من الاغنياء لفقراء المسلمين كما أشار الله إليهم بمصارف زكاة المال.

مصارف زكاة المال

ومعنى مصارف زكاة المال هو وجهات الشرع، والافراد الذي تُمنح لهم مال الزكاة، والتي أوضحها الله في سورة التوبة، وهم:

الفقراء

وهو الذي لا يملك ما يكفيه إلا بالأشياء القليلة والذي يكون أقل من النصف، فإن كان لا يملك ما يتمكن نفقه على نفسه وعلى أسرته بنصف سنة فيكون من الفقراء، ويُمنح من مال الزكاة ما يكفيه وهو وأسرته لسنة كاملة.

المساكين

وهو الشخص الذي يملك ما يكفيه بمقدار النصف أو أكثر، ولكن لا يملك ما يكفيه خلال السنة الكاملة، فيتم منحه منها ما يجعله يُكمل نفقات هذه السنة.

وإذا كان لا يملك نقودًا ولكن لديه احدى الحرف أو يمتهن لأي صنعة تمكنه من أداء نفقاته، فإنه لا يستحق حينها أن يأخذ من أموال الزكاة، لقول رسولنا الكريم في حديثه الشريف ” لا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب”، للألباني.

العاملون عليها

العاملون عليها هم من تقوم الدولة بتوكيلهم بجمع الزكاة ممن يريدوا انفاقها، لصرفها لمستحقيها، وهم مسئولون عن الحفاظ عليها، فهم يأخذونها بسبب وظيفتهم حتى وإن كانوا من الاغنياء.

المؤلفة قلوبهم

وهم شيوخ العشائر الذين ليس لديهم القوة بإيمانهم، فيُعطوا من زكاة المال أملًا في زيادة إيمانهم، حتى يقتدوا بهم من بحولهم.

الرقاب

ويقوم فيه مانح زكاة المال بشراء الرقيق بأموال زكاته، لإعتاقهم، ولإعانة الشخص المكاتب، ولفك الأسرى من المسلمين.

الغارمون

وهم الذين تعرضوا للاستدانة، وفي حالة إذا لم يكن لديهم القدرة المادية على سداد ديونهم يُسمح لهم بأخذ الاموال الخاصة بالزكاة لسداد هذه الديون، حتى وان كان قادرًا على المعيشة، فإذا كان هناك فردًا له من الموارد مما تكفيه له ولأسرته، وكان عليه بعض الديون التي لا يستطيع أن يقوم بسدادها.

فإن الغارمين الذين يستحقون الزكاة يتم منحهم من أموال الزكاة لسدادها، ولا يمكن أن يُعفى من عليه دين من الفقراء من سداد هذا الدين واعتباره هذا من أموال الزكاة.

في سبيل الله

أي بالجهاد في سبيل الله، فيُمنح المجاهد الاموال من زكاة المال لكفاية جهادهم، ويمكن أن يتم شراء المعدات الخاصة بالجهاد في سبيل الله من زكاة المال أيضًا.

ويدخل طلاب العلوم الشرعية ضمن زكاة من سبيل المال أيضًا، فيُعطوا ما يمكنهم من الدراسة لشراء الكتب وغير ذلك من أدوات الدراسة إذا لم يستطيعوا الانفاق على ذلك.

ابن السبيل

المسافر الذي حدثت له احدى المشكلات التي لا تمكنه من الرجوع إلى موطنه، فيُمنح المال من الزكاة ما يمكنه من الرجوع.

فوائد اخراج زكاة المال

تتعدد الفوائد الخاصة بإخراج الزكاة، والتي دائمًا ما تعود على مخرجها وعلى المجتمع أيضًا ومنها:

  • بإخراجها يكتمل الاسلام لدى الفرد، كونها ركنًا أساسيًا من الاركان الخمسة للإسلام.
  • المفازة برضا الله سبحانه وتعالى بطاعة أوامره، والبعد عن سخطه وغضبه.
  • اخراج زكاة المال يقوي من علاقة الاغنياء والفقراء، وتزيد بينهم المحبة، لأن من فطرة النفس أنها تُحب من يحسن إليها.
  • تعمل اخرج زكاة المال على تطهير النفوس وتزكيتها، وتعويدها على الكرم وابعادها عن الشحّ والبخل، وذلك كما قال الله تعالى بسورة التوبة بسم الله الرحمن الرحيم “خد من أموالهم صدقة تُطهرهم وتزكيهم بها” صدق الله العظيم.
  • لزيادة الخيرات والبركات للأموال كما قال الله سبحانه وتعالى بسورة سبأ، بسم الله الرحمن الرحيم “وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين” صدق الله العظيم.
  • تعمل اخراج زكاة المال على تماسك المجتمعات، فيرحم القوي فيه الضعيف ويُحسن إليه، ويشعر به وبحاجته.
  • إذا منح الاغنياء زكاة أموالهم للفقراء لامتنع السارقون عن أفعال السرقات والنهب، لاستغنائهم بالزكاة والصدقات.
  • تعمل زكاة المال على الوقاية من الحر في يوم الحق “القيامة”، فكل انسان تظله صدقته حتى يحكم الله بين الناس أو يفصل بينهم.

شاهد أيضًا: مقدار زكاة الفطر بمصر 2019 بالتفصيل

وبعد أن تعرفنا على الغارمين الذين يستحقون الزكاة، وتعرفنا أيضًا على ماهية الزكاة وشروطها، عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي حتى يتعرف الجميع عليها.

مقالات ذات صلة