نشأة علم النحو

نشأة علم النحو، يطلق على علم النحو علم الإعراب، وهو يبحث في حالة نهاية الكلمات وكيفية تكوين الجمل وقواعدها، كما يهدف إلى تحديد الخصائص النحوية للكلمات، وهو انتحاء الكلام وإعرابه مثل التثنية والتكسير والإضافة والنسب والتركيب والجمع والتحقير، دعونا في هذا المقال عبر موقع مقال mqall.org نلقي نظرة على نشأة علم النحو وأبرز علمائه.

تعريف علم النحو ونشأته

تعريف النحو لغويًا

نحا شخص الشّيء معناه قَصَده، وأشار إلى ذلك ابن دريد في مُعجمه جمهرة الّلغة والخليل بن أحمد الفراهيديّ في مُعجم العين، ووضع الجوهري معانٍ نحوية كثيرة أخرى في مُعجمه تاج الّلغة وصحاح العربيّة، وأشار إلى أن النحو هو الطّريق والعُدول.

تعريف النحو اصطلاحاً

مر تعريف القواعد النحوية في مصطلحات اللغة منذ نشأة النحو بعدد من المراحل في البداية كان مجرد مجموعة من الأفكار، ولم يكن قد تطور ليصبح علم كامل، وكان ذلك في عهد أبي الأسود الدؤلي، ومع مرور الوقت أصبح علم منفصل.

اقرأ أيضا: علم الصرف والنحو

أهمية علم النحو

  • يعد النحو علم ضروري لفهم نصوص القرآن الكريم بعيدًا عن الخطأ واللحن، وكان أفضل طريقة لفهم كلماته هو دراسة قواعد اللغة العربية.
    • بالإضافة إلى ما ذكره أبو حيان من أهمية النحو في التفسير عندما أشار إلى أن من أراد أن يدخل عالم التفسير يجب أن يقرأ كتاب سيبويه.
  • كما أكد الزجاجي أن أهميته تكمن في تقويم القرآن الكريم، ويفيد تعلم القواعد النحوية أيضًا في التحدث باللغة العربية بطلاقة، لذلك.
    • فإن القواعد النحوية هي التي تجعل من الممكن فهم سياق الكلمات وفقًا لإعرابها، كما أنها ضرورية لفهم كتاب الله عز وجل وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعيدًا عن اللحن وقراءته بلغة عربية سليمة.

نشأة النحو

كان العرب يتحدثون اللغة العربية ببلاغة وفصاحة ولكن مع اختلاطهم بغير العرب أدخلوا اللحن على ألفاظها وأصبحت مبتعدة عن أصولها التي ورثوها عن أجدادهم.

حيث كان هؤلاء الأجداد يستخدمون ألسنتهم العربية بطريقة سليمة، ولقد وضعت قواعده في عهد علي بن أبي طالب خوفًا من دخول اللحن على اللغة العربية، ولقد تمكن المسلمون العرب من خلاله قراءة آيات القرآن الكريم بشكل صحيح بعيدًا عن الخطأ.

أبرز علماء علم النحو

نشأ علم النحو على يد بعض علماء العرب الذين كانت غايتهم ترسيخ قواعد ومعاني اللغة العربية ومن أبرزهم:

سيبويه

هو عمرو بن عثمان الحارثي ولقد سمي بإمام النحاة، وهو أول من جعل علم النحو بسيط، ولقد تعلم على يد أبرز العلماء النحويين أمثال الفراهيدي وعيسى بن عمر والأخفش ويونس بن حبيب ، ولقد ألف مجموعة من المؤلفات في علم النحو من أشهرها كتابه الذي يسُمى بالكتاب.

ابن جني

يطلق عليه إمام اللغة العربية ولقد عاش في العصر العباسي، وتتلمذ على يد الأخفش وأبو علي الفارسي، وعرف بالبلاغة وظهر ذلك في أصول الاشتقاق، ومن أبرز كتبه التي ألفها سر صناعة الإعراب والخصائص.

الخليل الفراهيدي

كان أحد اللغويين البصريين الذين عاشوا في العصر العباسي، وتتلمذ على يد أبي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر، بينما أخذ عنه  العديد من علماء النحو مثل: سيبيويه والكسائي والأصمعي، ولقد ألف العديد من المؤلفات مثل كتاب الشواهد وكتاب النقط والشكل.

كما يمكنكم التعرف على: أسماء علماء النحو

أسباب نشأة علم النحو

هناك مجموعة من الدوافع التي أدت إلى نشأة علم النحو، وهي تتمثل في الآتي:

الدافع الديني

كان الدافع الأساسي في وضع القواعد النحوية هو ضبط العبارات والجمل بطريقة صحيحة ونطق كلمات كتاب الله عز وجل نطقًا سليمًا، وبعد كثرة اللحن في قراءتها على يد الكثير من الأعاجم قام بعض العلماء العرب بوضع النحو.

الدافع الاجتماعي

يكمل هذا الدافع ما انتهى عنده الدافع الأول لأن عددًا كبيرًا من غير العرب اعتنقوا الإسلام، ونظرًا لرغبة العرب في الحفاظ على لغتهم قاموا

علموا القواعد النحوية لمن يعتنقون الإسلام.

الدافع اللغوي القومي

تمثلت اللغات المتداولة عند العرب في وقت ظهور اللحن وهي كالآتي:

  • لغة القرآن الكريم هي اللغة المحكية المنطوقة.
  • اللغة البدوية: كانت تلك اللغة مجال لاهتمام اللغويين لأنها تمتاز بالفصاحة والبلاغة.
  • لغة المدينة: يتحدث بها أهل مكة والحيرة والشام وغيره من الأماكن.

المدارس النحوية

تتمثل أنواع تلك المدارس في الآتي:

المدرسة البصرية

تشددت تلك المدرسة في رواية الأمثال والأشعار والخُطب، كما اشترطت على أن تكون قواعد اللغة العربية على ألسنة العرب، حيث كانوا ينظرون إلى أي نصوص لا تتبع قواعدهم على أنها نصوص شاذة ومن أبز علماء تلك المدرسة:

أبو الأسود الدؤلي ونصر بن عاصم الليثي وعبدالرحمن بن هرمز وعيسى بن عمر الثقفي والخليل بن أحمد الفراهيدي وعبدالله بن إسحاق الحضرمي ويحيى بن يعمر العدواني والأخفش الأكبر ويونس بن حبيب البصري وأبو الحسن سعيد بن مسعدة وسيبويه وأبو الفضل الرياشي وأبو حاتم السجستاني وأبو عثمان المازني.

المدرسة الكوفية

اتسعت أقطابها لتشمل الرواية البدو والحضر العرب، واعتمدوا الشعر والأقوال الغريبة التي سمعوها عن العرب المتحضرون الذين عاشوا في المناطق الحضرية في العراق، ومن أبرز علمائها:

معاذ بن مسلم الهَرَّاء وأبو زكريا يحيى الفرَّاء وحمران بن أعين الطائي المقري النحوي وسعد بن شداد الكوفي وأبو العباس أحمد والعلاء بن سيابة شيخ معاذ الهَرَّاء وزهير الفرقبي وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن قادم وأبو عبد الله محمد الطوال وابن سعدان أبو جعفر الضرير وأبو الحسن علي بن الحسن الأحمر.

المدرسة البغدادية

نشأت تلك المدرسة أثناء الخلاف الذي نشأ بين ثعلب والمبرد، وقرر فريق من الدارسين أن المذهب البغدادي جاءت فيه الخصائص المنهجية للمدرستين السابقتين، ومن أبرز علمائها:

كمال الدين بن الأنباري وهبة الله بن علي بن الشَّجِري ومحمود بن جار الله الزمخشري وأبو محمد سعيد بن الدهان وأبو محمد عبدالله بن الخشاب وعلي بن عيسى الربعي.

المدرسة الأندلسية

أشار الأستاذ الدكتور شوقي ضيف في كتابه المدارس النحوية إلى وجود المدرسة الأندلسية في النحو، ويعتبر أن جودي بن عثمان الموروري هو أول النحاة الأندلسيين والذي تتلمذ على يد والفراء والكسائي، وهو أول مَن نقل كتب الكوفيين إلى الأندلس، ومن أبرز علمائها:

أبو علي القالي ومحمد بن يحيى الرياحي وأحمد بن يوسف بن حجاج والأفشنيق محمد بن موسى وجودي بن عثمان وأبو حيان محمد بن يوسف وابن مضاء القرطبي وابن سِيدَه وهارون بن موسى القرطبي ومحمد بن عبدالسلام الخشني.

المدرسة المصرية

تمركزت الدراسات النَّحوية لتلك المدرسة في مصر والشام، وكان بين أبرز نُحاتها: أبو جعفر النحَّاس وعلي بن الحسن بن عسلان وأبو زهرة بن فزارة النَّحوي ومحمد بن الوليد بن ولاد التميمي وسليمان بن بنين الرقيقي وعلي بن جعفر المعروف بابن القطاع ومحمد بن أبي بكر الإسكندري ومحمد عبد الرحمن المعروف بابن الصائغ وابن الحاجب.

كما يمكنكم الاطلاع على: تلخيص كتاب نشأة النحو

وفي نهاية مقالنا عن نشأة علم النحو بما ذكرنا فيه من مجموعة عناصر متعلقة به نتمنى أن يكون قد نال إعجابكم، ونتمنى متابعتنا في كل جديد على موقعنا.

مقالات ذات صلة