دعاء الهداية

دعاء الهداية من أفضل الأدعية التي يمكن أن تدعو الله بها، فالهداية إلى الطريق المستقيم هي الخط الموصل للجنة، وإذا طلب العبد الهداية هداه الله؛ ويصبح ذلك سبب السعادة الدنيوية والأخروية.

ولهذا عليك المواظبة على الدعاء، والتوكل على الله سبحانه وتعالى، وحسن الظن به أنه لن يضلك طالما أنك تدعوه وتتضرع إليه.

دعاء الهداية

هناك العديد من الأدعية التي يمكنك فيها طلب الهداية من الله عز وجل، يمكن حصرها خلال التالي:

  • اللهم اهدني وسددني؛ فعنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: ” قَالَ لِي رَسول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قلِ : اللهمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي) “.
  • وعن ابن مسعود رضي الله عنه : “عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: (اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى)، رواه مسلم.
  • قول الله تعالى:{عن ابن مسعود رضي الله عنه : “عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: (اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى).
  • اللهم اهدنا الصراط المستقيم؛ لما في قول الله تعالى:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}(الفاتحة: 6).
  • عن ابن مسعود رضي الله عنه : “عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: “اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”.
  • عن الحسنِ بنِ عليٍّ رضيَ الله عنْهما، قال :” علَّمني رسولُ صلَّى عليْهِ وسلَّمَ كلماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ.
    • – قالَ ابنُ جوَّاسٍ: في قنوتِ الوترِ اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ”.
  • عن جرير بن عبد الله حيث قال: “ما حَجَبَنِي النبيّ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ منْذ أسْلَمْت، ولَا رَآنِي إلَّا تَبَسَّمَ في وجْهِي.
    • ولقَدْ شَكَوْتُ إلَيْهِ إنِّي لا أثْبُتُ علَى الخَيْلِ، فَضَرَبَ بيَدِهِ في صَدْرِي، وقالَ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ واجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا”.

شاهد أيضا: دعاء للأبناء بالهداية والصلاح

أسباب الهداية

بعد أن تحدثنا عن دعاء الهداية سنتحدث عن أسبابها خلال التالي:

  • الإيمان بالله عز وجل؛ حيث قال تعالى: وَمَنْ يؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَه (التغابن: 16).
  • قراءة القرآن الكريم، وتدبره، والعمل بما فيه؛ حيث قال الله تعالى:
    • {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9].
    • وقوله:{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت:44].
    • وقوله:{وَلَوْ أَنَّهمْ فَعَلوا مَا يوعَظونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً*
    • وَإِذاً لَآتَيْنَاهمْ مِنْ لَدنَّا أَجْراً عَظِيماً وَلَهَدَيْنَاهمْ صِرَاطاً مسْتَقِيماً}(النساء: 66-68).
  • معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعها؛ حيث قال تعالى:
    • وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف:158).
    • كما قال تعالى:{ وَإِنْ تطِيعوه تَهْتدوا}(النور: 54).
  • الحفاظ على الصلاة والصيام، وغير ذلك من العبادات.
    • وذلك لقول الله تعالى:{إِنَّمَا يَعْمر مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أولَئِكَ أَنْ يَكونوا مِنَ الْمهْتَدِينَ} (التوبة:18).
  • اختيار الصالحين ورفقتهم؛ فإن المرء على دين من يخالل.
    • كما أن هناك أحاديث عن ذلك كما يلي:
    • أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
    • وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما ان يحذيك -يعطيك- وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة”.

موانع الهدية

هناك عوامل وموانع تصرف العبد عن طريق الخير والهداية، ومن هذه الموانع ما يلي:

  • اتباع الفرد لهواه؛ حيث قال الله سبحانه وتعالى:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}[الجاثية: 23].
  • عدم إقبال العبد على طلب الهدية، والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بذلك.
    • وعدم الأخذ بالأسباب المؤدية إلى ذلك.
    • حيث قال الله عز وجل:{وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ}[الأنفال: 23].
  • الكبر سبب في فساد الإنسان؛ فهو يبعد صاحبه عن الخير.
    • وقال الله سبحانه وتعالى:{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا}[الأعراف: 146].
  • عدم الالتزام بأوامر الله عز وجل.
    • حيث قال الله تعالى:{ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذًا لآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْرًا عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}[النساء: 66-68].
  • مصاحبة أهل السوء؛ فهم يصرفون الفرد عن فعل الخيرات والطاعات.
  • قسوة القلب ومرضه، فهو لا يتأثر بالعلم، ولا يأخذ بالنصيحة.
    • قال الله تعالى:{ أَفَلَمْ يَسِيروا فِي الْأَرْضِ فَتَكونَ لَهُمْ قلوب يَعْقِلونَ بِهَا أَوْ آذَان يَسْمَعونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَار وَلَكِنْ تَعْمَى الْقلوب الَّتِي فِي الصّدورِ}(الحج: 46).

اقرأ أيضا: دعاء صلاة قضاء الحاجة للزواج

مراتب الهداية

يوجد للهداية أنواع، سنوضحها خلال التالي:

الهدى العام

هو أعم هذه المراتب، وهو هداية النفس إلى ما يقيم حياتها، ويسد مصالحها، ومثال ذلك:

    • الطفل الذي يقبل على ثدي أمه دون أن يرشده أحد؛ فقد أرشده الله لذلك.
    • حيث قال الله سبحانه وتعالى:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى: 1 – 3].

هدى الإرشاد والبيان

بمعنى الدعوة إلى مراد الله، وهذه الهداية غير مشروطة بحصول التوفيق.

فقد يعلم الفرد أوامر سبحانه وتعالى، ولكن لا يعمل به.

فقد قال الله سبحانه وتعالى:{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [فصلت: 17].

وهذه المرتبة تخص الذين كلفهم الله فقط؛ لتكون حجة عليهم.

حيث قال الله تعالى:{وَمَا كنَّا معَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسولًا} [الإسراء: 15].

وقوله تعالى: {رسلًا مبَشِّرِينَ وَمنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حجَّة بَعْدَ الرّسلِ وَكَانَ اللَّه عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 165].

وقال تعالى: {كُلَّمَا ألْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9)} [الملك: 8- 9].

هداية التوفيق

وهذه هداية يخص الله بها من يشاء من عباده.

حيث قال الله تعالى:{إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [النحل: 37].

وقال تعالى : {مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأنعام: 39].

ظل الهداية إلى الجنة والنار

حيث قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد:5 – 6].

شاهد من هنا: دعاء صلاة الحاجة للزواج

وبهذا نكون قد وضحنا دعاء الهداية بأدعية مأثورة من القرآن والسنة، وكذلك بيّنا أسباب الهداية، والسبل التي يتخذها الفرد حتى يحصل على الهدية.

كما وضحنا الموانع التي تبعد الفرد عن الطريق الهدية، وذكرنا مراتب الهداية، والفرق بينهما؛ ولهذا ينبغي عليك التقرب إلى الله بالدعاء والتضرع إليه في أوقات الإجابة.

مقالات ذات صلة