كيفية تدارس السنة وفهمها

كيفية تدارس السنة وفهمها، تعرف السنة النبوية بأنها كل ما ورد عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو صفة سواء خُلقية أو خَلقية أو تقرير، وهي المصدر الثاني للشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم.

كما ينبغي على المسلم فهم سنة النبي والعمل بها في حياته وعلينا معرفة كيفية ندرسها فمن يريد أن يدرس السنة عليه أن يتبع ما نذكره من خطوات في هذا المقال عبر موقع مقال mqall.org.

كيفية تدارس السنة وفهمها

  • يجب على من يتبع السنة النبوية أن يعمل بمقتضاها فعليه أن يعمل بها ويصدقها لكي يدعوا لاتباعها وإلا كيف يدعوا الآخرين للالتزام بالصلوات وهو لا يصلي أو يدعوهم للصوم وهو لا يصوم.
  • ألا يتبع هواه فالسنة النبوية شيء لا يتجزأ فلا يصح أن يقبل أمرًا فيها ولا يقبل الأخر لأنه لا يوافق هواه فلا يصح أن يأخذ بعض الأحاديث وينكر الأخرى فعلى المسلم أن يتبع سنة النبي في كل ما ورد عنه.
  • يجب على من يتبع السنة التبرئة أن يتحرى الدقة في الأخذ بالأحاديث الصحيحة فقط وعن الكتب التي وردت فيها الأحاديث الصحيحة لكي لا يقع في أمر اتباع حديث موضوع أو ضعيف نسبته للنبي.

كما يمكنك التعرف على: ما هي السنة

طرق تدارس السنة النبوية

  • عند البحث عن كيفية تدارس السنة وفهمها وجدنا أن أهم طرق دراسة السنة وأولها معرفة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام.
    • التي تعلمك سيرة خاتم الأنبياء والمرسلين وأعظم رجل في التاريخ بل هو أشرف الخلق أجمعين، فوصفه الله تعالى فقال: (إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
  • تكمن أهمية السنة النبوية في الاقتداء بأخلاق النبي عليه الصلاة والسلام واتباع أوامره والابتعاد عن نواهيه.
  • يجب على من يقرأ في سيرة النبي أن يعرف المنهج الذي يتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم لكي يتمكن من الاقتداء بعد في أقواله وأفعاله وكذلك صفاته، فعليه معرفة العلم أولًا بأمور الدين، ثم يبنى عليه التطبيق العملي.
  • الرسول – صلى الله عليه وسلم-قدوة لكل المسلمين في كل شيء في أمور دينهم ودنياهم من قول وفعل وصفة، فالسيدة عائشة حين سئلت عن خُلق النبي عليه الصلاة والسلام قالت: “كان خلقه القرآن”.
  • الحضور في مجالس سماع الحديث النبوي من الطرق الهامة في حفظ الأحاديث والأخذ بها، فسماع الحديث النبوي ودراسته بتدبر وتكراره يجعل السامع يعمل به ويحفظه ويستفيد من غيره.
  • يجب على المستمع لمجالس الحديث النبوي التحلي بآداب هذه الجلسة ومنها:
  • حفظ اللسان واحترام المتحدث ورأيه وحسن الإنصات والاستماع له وعدم التكلم أثناء حديثه مع الآخرين.
  • أن يحفظ الأحاديث النبوية فحفظ الأحاديث ودراستها يساعده على اتباع وفهم سنة النبي عليه الصلاة والسلام.
  • محاولة حفظ الأحاديث ليستطيع العمل بها ولكي يعلم غيره بطريقة صحيحة لا شك فيها، فتكرار الحديث وسماعه عدة مرات يساعد الدارس على حفظه وأن يكون راسخًا لديه.

كيفية فهم السنة النبوية

هناك طرق عديدة لفهم السنة النبوية ومن الطرق التي تساعد على ذلك منها:

  • يجب الأخذ فقط بالأحاديث التي ثبتت صحتها وذلك بثبوت عدالة الراوي وضبطه للحديث وأن يكون الحديث صحيح السند والمتن.
  • أن يقارن النصوص المتشابهة في الأحاديث النبوية ويفهمها جيدًا ويدقق معانيها ويعرض الأحاديث على ما ورد في القرآن لفهمها بصورة صحيحة وواضحة ودون تعارض.
  • تطبيق السنة النبوية في حياتنا كما أمرنا الله عز وجل في قوله: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا).
  • التطبيق للسنة النبوية في حياتنا يجعلها عقيدة ثابتة لا تقبل التبديل أو التعديل وفقًا للهوى، فالمسلم العالم يفهمها يكون بداخله خوف من الله وحب في مرضاته ويأمر غيره بالمعروف، كما ينهاهم عن المنكر رغبة في الأجر والثواب.
  • يجب على متبع السنة قراءة الكتب التي تشرح الأحاديث النبوية لتتضح المعاني عنده وتصبح مفهومة عند القارئ لأنه فهمها على يد عالم بالحديث الشريف ويعينه على فهم مقاصد السنة النبوية فلا يحمل على الحديث معنى غير مقصود منه.
  • أهم كتب شرح السنة النبوية: كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري، وكتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود، وكتاب شرح النووي على صحيح مسلم، وكتاب تحفة الأحوزي شرح الترمذي.
  • يعد سؤال أهل العلم من أهم الوسائل لفهم الأحاديث النبوية، فقال الله تعالى: (فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ)، فأهل الذكر المقصودون في الآية هم أهل العلم الذين على دراية بالقرآن والسنة ومن يعلمون الأحاديث الصحيحة من غيرها.
  • يجب على الدارس أن يسأل أهل العلم لكيلا يختلط عليه فهمه لمسألة ويصاب بالحيرة في أمره فلا يسأل من يشك في دينه أو متبع للهوى فأهل العلم هم أهل التخصص والدراية وفي كل علم أهله.
  • الفتوى لها علماء مختصون بها وهم مطلعون على علوم الشريعة الصحيحة فلا يجوز لأي مسلم أن يُفتي، وهذا لكي نعلم الحكم الشرعي الصحيح الذي تكفل الله عز وجل بحفظه بالقرآن الكريم والسنة النبوية.

كما يمكنك الاطلاع على: ملخص كتاب حقوق المرأة وواجبتها فى ضوء الكتاب و السنة

فضائل اتباع السنة النبوية ودراستها

السنة النبوية لها فضائلها وآثارها العظيمة التي تعود على الفرد المسلم والمجتمع ومنها:

  • النيل من رضا الله عز وجل ومحبته؛ فالرسول عليه الصلاة والسلام هو حبيب الله فمن تبع المحبوب نال محبة الله تعالى ووفقه الله الخير وأعانه ويسر أموره.
  • الاقتراب إلى الله بالنوافل يجيب الدعاء بإذن الله، فيقول الله عز وجل في حديثه القدسي: (وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه).
  • التمسك بالنوافل اتباعًا لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ينال هذه الفضائل من رضا الله تعالي وإجابة دعوته ويسره الله لما يرضيه.
  • النوافل والسنن تجبر ما ينقص من الفرائض يوم القيامة كما جاء في الحديث الشريف: (إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِه العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه فإن صلحت فقد أفلحَ وأنجحَ وإن فسدت فقد خابَ وخسرَ فإن انتقصَ من فريضة شيئًا قالَ الرَّبُّ تبارك وتعالى انظروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فيُكمَّلَ بِها ما أنتقصَ منَ الفريضةِ ثمَّ يَكونُ سائرُ عملِه علَى ذلِك).
  • انباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام يضمن حياة القلب ويقظته وسعيه إلى ما يفرح به يوم القيامة، فالمسلم حين يكون مواظبًا على سننه كما هو مواظب على فرائضه أجل وأعظم عند الله وإن كانت تفوته السنن ولا يهتم لها فإن فرائصه في خطر.
  • ينجي الله تعالي الملتزم بالسنن ويعممه من إتباع البدع ويميزها ويبتعد عن طريقها بإذن الله.
  • إن أعظم أبواب الدخول في محبة الله ورضوانه هو إتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وصدق محبة النبي، فأمر الله عز وجل النبي عليه الصلاة والسلام أن يقول للذين يدعون محبة الله حقًا أن يتبعوا النبي ويلتزمون بطاعته، في أفعاله وأقواله وأحواله.
    • فقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

خطر إنكار السنة النبوية

  • يُنبئ منكر السنة أو تاركها بالكلية بالانحراف الفكري والخلل العقدي وقد أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام عمن يدعون لهذه الضلالة.
    • وهي تتخذ من التمسك بكتاب الله القرآن الكريم طريقًا لهجر السنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا هل عسى رجل يبلُغُه الحديثُ عنِّي وهو متكئٌ على أريكته، فيقول: بيننا وبينكم كتابُ الله، فما وجدنا فيه حلالًا استحللناه، وما وجدنا فيه حرامًا حرَّمناه، وإن ما حرَّم رسولُ الله كما حرَّم الله).
  • هؤلاء المنكرون الضالون عدهم النبي عليه الصلاة والسلام من الملعونين عند الله عز وجل وعند رسوله بل وعند الأنبياء جميعًا فتروي السيدة عائشة عنه، فقال: (ستة لعنتُهُم ولعنَهُمُ الله وكلُّ نبيٍّ مُجَاب: الزائد في كتاب الله عز وجل، والمكذِّبُ بِقَدَرِ الله عز وجل، والمستحلُّ حرمةَ الله، والمستحلُّ من عترتي ما حرَّم اللهُ، والتاركُ السُّنة).

اقرأ أيضا: من هم أهل القران والسنة

وفي ختام هذا المقال عن كيفية تدارس السنة وفهمها والذي تعطر بسنة النبي عليه الصلاة والسلام وكيفية ندرسها ونفهمها ونتبعها وندعو الله عز وجل أن يحيِنا على سُنته.

ويتوفنا على مِلته وأن يسقنا يوم القيامة من حوضه واحشرنا مسلمين مؤمنين، وصلى الله على مُحمد وعلى أله وصحبه وسلم.

مقالات ذات صلة