كيف تكون إنساناً صبوراً

كيف تكون إنساناً صبوراً هذا سؤال يطرحه الكثيرين فالصبر صفة من صفات المؤمن الحق، وقد تكون واحدة من الصفات الصعبة التي يعجز عنها حتى الأنبياء.

ولكن التمتع بصفة الصبر يعلو بقدر العبد عند الرب، ولذلك تعلم الصبر أمر يرضي الله ويجعل منك شخص جديد، ولمعرفة كيف تكون إنسان صبور تابع معنا قراءة مقالنا عبر موقع mqall.org.

كيف تكون إنساناً صبوراً

الصبر نوع من الإيمان لأنه تدريب للنفس أن تصبر على الجزع، وعلى ما لا تستطيع الصبر عليه، وتعلم الصبر يحتاج من الإنسان فعل الكثير، وفيما يلي وسائل تساعد على جعلك شخص صبور:

أولًا: عليك بتحديد مسببات عدم الصبر

• الصبر نوع من المهارة ولتطويرها تحتاج إلى البدء بتحديد المسببات التي أدت لعدم صبرك.
• قد تكون مسببات عدم الصبر أشخاص أو عبارات أو حتى نوعية مواقف تدفعك لعدم لافتقاد القدرة على الصبر.
• تحديد المسببات يساعد على ضبط نفسك ولو بعض الشيء، وبحث رد فعلك تجاه هذه المسببات وكيفية التعامل معها.
• يمكنك حينئذ وضع استراتيجية للتعامل مع هذه المسببات التي أدت لضعف قدرة الصبر لديك.
• يكون من الأفضل التعامل مع المسببات لا إيقافها، فالصبر لا يعني الهروب، كما قد يكون من الصعب إيقاف هذه المسببات.

شاهد أيضا: آيات قرآنية عن الصبر والتفاؤل

محاورة النفس باب من أبواب الصبر

• الحديث مع النفس يساعد على التوقف عن تضخيم المواقف بداخل النفس، فالإنسان يميل لتضخيم الأمور عامة.
• يساعد كذلك هذا الحديث في التوقف عن التفكير في الخطأ وبأنك وحدك المتسبب به.
• سيساعدك ذلك في تخطي الموقف خلال ثواني معدودة والتمتع بالصبر وعدم الجزع.
• هذه الطريقة تم تطويرها وفق علم النفس وعرفت باسم الحديث الذاتي وتوسيع الإدراك.
• تعتمد هذه الطريقة على قول مجموعة من العبارات التي تهدأ من النفس، مثل: (هذا صحيح، هذا غير مُريح، يمكنني تحمّل ذلك، يمكنني التعامل مع هذا الأمر) وغير ذلك من العبارات.

التحكّم في عواطفك مفتاح صبرك

• التحكم في العواطف يعتمد على التدريب على ذلك ولفترات طويلة.
• عليك التدريب على إجبار عقلك على أن يتوقف عن المبالغة في التفكير عند التعرض لموقف ما يوتره.
• درب نفسك على عدم استعجال المعارك والتحلي بالهدوء من أجل المحافظة على استقرارك النفسي.
• هذا التدريب ينعكس بالراحة على الجسم والنفس معًا.
• سوف تلاحظ استرخاء عضلات المعدة مع الفك والكتفين.
• راقب مشاعرك التي تصاحب عدم الصبر مثل الضيق والتوتر.
• تواصل مع مشاعرك بعقلك، وحاول فك التعقيدات فأنت سيد نفسك.
• لا تحاول أن تضغط على نفسك وتصلح من المشاعر التي تعتريك، ولكن عليك التعامل فقط معها، فهكذا تتعلم الصبر والمعايشة.

معرفة أن الصبر مهارة مكتسبة وليست متوارثة

لو أردت الإجابة عن سؤال كيف تكون إنساناً صبوراً، فعليك أن تدرك بأن الصبر يكتسب من البيئة، وليس صفة محمولة في جيناتك، حيث:

• يمكنك اكتساب الصبر لو أردت ذلك، فهو أمر قابل للتمرين والتطوير.
• كل فرد مسؤول عنه نفسه في أمر الصبر، فلو أمنت أنك تستطيع الصبر فسوف تصبر.
• مهما كان أمر الصبر صعب، ولكنك بالعزيمة يمكنك تعلم الصبر واكتساب صفاته الحميدة.
• ومن وسائل اكتساب وتعلم الصبر وضع نفسك مكان الآخرين، وتدريب نفسك على التسامح والصفح.

اقرأ أيضا: آيات وأحاديث عن الصبر

الاسترخاء يعلمك الصبر

• التوتر يشد عضلات الجسم بشكل عنيف.
• لابد من التركيز على تهدئة جسمك عند تعرضك للتوتر.
• يمكنك التخلص من التوتر عن طريق الجلوس وأخذ نفس عميق.
• من طرق طرد التوتر كذلك العد إلى عشرة بهدوء.
• هذا سوف يساعد على إبطاء معدل ضربات القلب لديك.
• الاسترخاء سيساعدك على إبعاد عواطفك عن الموقف الذي تعرضت له.
• لو شعرت بعدم الراحة يمكنك تكرار أخذ النفس والعد حتى تشعر ببعض التحسن.
• الاسترخاء من أهم وسائل تعلم الصبر التي يتفق عليها الباحثين.

إرشادات لتعلم الصبر

مما هم معلوم أن العلم بالتعلم، وكذلك هو الصبر يكون بالتصبر، أي لا يمكنك تعلم الصبر بدون الصبر نفسه، وفيما يلي بعض الإرشادات التي سوف تساعدك على التمتع بصفة الصبر:

• تذكر بأن الصبر فضيلة، والله عز وجل يجزي الصابرين بغير حساب، فأجر الصابرين لا ينقطع في حياتهم وبعد موتهم.
• عليك بالنظر للأشياء بعين البساطة، فلا تضخم الأمور، فالدنيا كلها مصيرها الزوال.
• علم نفسك أن كل الأمور غير باقية، فلماذا تغضب مما هو زائل؟
• رؤية الحياة على حقيقتها بأنها فانية يقوي عزيمة الصبر بداخلنا.
• التفكير في الطاعات التي فرضها الله يساعد على تعلم الصبر، لأن لا طاعة بدون صبر، مثل الصبر على الشهوات التي تريدها النفس ولكن حرمها الله.

جزاء الصبر على المرض

أن تكون إنسانًا صبورًا، فهذا يعني الفوز في الدنيا والآخرة، ولاسيما الصبر على المرض الذي يعد أعظم ابتلاء، ولذلك جزاء الصابر على مرضه عظيم، حيث:

• إذا ابتلي الإنسان بمرض فعليه أن يصبر الصبر الجميل.
• الصبر الجميل هو الصبر الذي لا يصاحبه شكوى، بل رضا بما قضاه الله، فلعل في الغيب أجر كبير على هذا الصبر.
• الله سبحانه وتعالى وعد الصابرين بوعد لم يعد به غيرهم، فيقول في كتابة الحكيم: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

شاهد من هنا: ما هو الصبر

وهكذا أجبنا عن سؤال كيف تكون إنساناً صبوراً، فالصبر ليس مفتاح الفرج فقط ولكن مفتاح كل خير، وجزاء الصابرين عظيم.

كما أن الصبر يصنع من الإنسان شخص محب للجميع ويحبه الجميع، وكذلك الصبر على الابتلاء يعني الفوز بالجنة الأبدية بصحبة الأنبياء والرسل والصالحين.