كيفية قضاء الصلاة الفائتة لسنوات

كيفية قضاء الصلاة الفائتة لسنوات، يتساءل العديد من المسلمين عن حكم وكيفية قضاء الصلوات التي فاتته لعدة أعوام، وهل تجوز؟ تباينت الآراء لرجال الدين والعلم، وطرح العديد من الأسئلة، هل قام بتركها بقصد أو دون قصد، لذلك سنقوم بعرض كل الآراء وكيفية قضائها.

كيفية قضاء الصلاة الفائتة لسنوات

أتفق العلماء على عدم جوازها، بينما أتفق الفقهاء على ضرورة قضائها، لتوضيح سبب كلا منهما بالتفصيل، مرفق الآتي:

  • رأي فريق العلماء، إن تارك الصلاة كافراً، إذا كان بدون عذر وعن قصد، ولكن يكفي أن يقوم بالتوبة الصادقة ليجدد إسلامه ويغفر الله له جميع ذنوبه.
  • أستند فريق العلماء في رأيهم إلى قول الله تعالي، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا)، والآية الكريمة، (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَاب وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى).
  • قال رسول الله صلي الله عليه وسلم، (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، دلل العلماء بذلك الحديث صواب رأيهم أيضاً، فالتوبة من القلب وبصدق كافية.
  • أضاف الشيخ ابن تيمية، أن تعويض الفائت من الصلاة لن يقبل، فقد وضع الله مواعيد لها، ولا يجوز قضائها بعد وقت محدد، وتقبل توبته تعويضاً عن قضاء الصلاة.
  • قبول التوبة وغفر الذنوب فيها سهولة وتحبيب للمسلم، ليعود لله نقياً تائباً مستغفراً.
  • كان رأي بعض جمهور الفقهاء مخالف لذلك، حيث اتفقوا على ضرورة قضائه لكل الصلوات التي فاتته إذا كان قادراً، وذلك عن كل السنين المتروكة.
  • تارك الصلاة عن عمد ودراية وتهاون، يرتكب ذنباَ شديداً بذلك، فالصلاة هي التي تميز المسلم كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف، (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر).
  • قال رسول الله عليه الصلاة والسلام في رواية أخري، (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة).

شاهد أيضًا: كيفية الوضوء والصلاة الصحيحة بالصور

شرط قضاء الفائت من الصلاة لسنين عديدة

يتردد سؤال عن حكم من بدأ الصلاة في وقت متأخر من عمره، هل يجب قضاء كل ذلك الفائت منها؟ لتناول الإجابات بالتفصيل فالتالي:

  • في تلك الحالة من بدأ الصلاة متأخراً، لا يقوم بقضاء الفائت منها، ولكن عليه والإكثار من صلاة النوافل، تعويضاً عن ذلك وهي السنة بعد كل صلاة.
  • يجب الاهتمام بالتشجيع على الصلاة منذ الصغر، وعدم تركهم دونها عند الوصول لسن العشر.
  • لان الصلاة هي التفرقة بين المسلم والكافر، عند دخول المشركين للإسلام لم يتم قضاء الفائت من الصلاة ولم يأمر الرسول بذلك.
  • الصلاة هي أساس الإسلام، فلا يجب تركها عن تعمد وتهاون ولعدم الاعتراف بتلك الفريضة، حتى لا تكون خارج ملة الإسلام وكافراً، ولا يقبل قضائك إلا بالتوبة وتجديد الإسلام.
  • لكن إذا كان المسلم مؤمن بها ويعلمها جيداً إنها فريضة عليه.
    • ولكنه تركها التهاء بالدنيا يكفي الاستغفار وكثرة النوافل والعودة للالتزام بالصلاة والتوبة، ولكنه ليس بكافر.

ما هو شرط قضاء الصلاة الفائتة؟

الصلاة هي عماد الدين وبإقامتها كما يجب، يستقيم حال المسلم، فما هو شرط قضاء الصلاة الفائتة، سيتم توضيح ذلك فيما يلي:

  • تنوعت أراء الفقهاء الأربعة والمذاهب حول شرط قضاء الصلاة الفائتة.
  • رأي أصحاب المذهب الشافعي، وجوب قضاء الصلاة حالاً في حالة تأخيرها دون سبب.
    • ولكن إذا كان بسبب، فيصلي الفائت من صلاته عقب قيامه بصلاة الجمعة.
  • أختلف المذهب المالكي، وكان رأيه الذنب على تأخير القضاء.
    • مع تحريم صلاة النوافل باستثناء الفجر، والشفع، والوتر، وصلاة العيد، لمن عليه صلاة فائتة.
  • من يقوم بأداء نافلة وعليه صلاة قضاء صلاة فائتة، فيحسب طاعة على النافلة وذنب على ترك القضاء وتأخيره، ذلك في رأي المذهب المالكي.
  • أصحاب المذهب الحنفي، ترك النوافل والقضاء أولاً، باستثناء السنن.
    • كالضحى والتسبيح وما قبل صلوات الظهر، وبعد المغرب، وصلاة تحية المسجد.
  • أختلف المذهب الحنبلي في ذلك ورأي حرمانيه القيام بالنوافل المطلقة أو المقيدة.
    • إذا كان لديه فوائت وجواز إقامتها أولا، فيما عدا، صلاة الفجر.
  • كان للعلماء رأي في ذلك استشهاداً لحادثة رسول الله صلي الله عليه وسلم مع رجل جاء له وسأله، (إن أختي نذرت أن تحج، وإنها ماتت، قال الرسول: لو كان عليها دين أكنت قاضيه، فال الرجل: نعم، فقال له: فاقض الله، فهو أحق بالقضاء).
  • لذلك رأى العلماء لزوم قضاء الصلاة الفائتة مع التوبة، خاصة لقوله أيضًا، (من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك).

شاهد أيضًا: كيفية الخشوع في الصلاة

كيفية قضاء الفائت من الصلاة

حالتين وضعوا لقضاء الصلاة الفائتة، لتوضيح كل حالة بالتفصيل مرفق الآتي:

  • أولاً، مسلم ترك صلاته لعذر لديه، فيجب عليه القضاء مع الإسراع.
    • لذلك يقوم بالصلاة الماضية قبل صلاة الوقت الحالي، ما لم تكن صلاة في جماعة.
  • من الأسباب التي صنفت كأعذار مقبولة، إذا كان المسلم نائم أو نسي، شرط عدم التمادي.
  • من الأعذار التي يرفض قبولها، الاهتمام بالدنيا عن الأخرة، أي الحرص على العمل والدراسة على حساب الصلوات.
    • فقد قال سبحانه في ذلك، (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ).
  • ثانياً، من ترك الصلاة دون سبب كالنوم، يجب قضاء جميع الفائت فوراً.
    • ولكن إذا كان بها، فيجوز الصلاة مع الفروض الفائت قبل الفرض الحاضر.

ترتيب قضاء صلاة الفائت

يجب القيام بالفائت بنفس الطريقة السابقة للقيام بها، ويفضل الترتيب كتحبيب، ولكن وجوبه لها أراء متباينة، سيتم التوضيح فيما يلي:

  • رأي فقهاء مذاهب الحنابلة والمالكية والحنفية، إنه يجب لصحة قضاء الفائت أن تقوم بها بالترتيب.
  • هناك بعض الحالات التي يفضل عدم اعتماد الترتيب بها، كالخوف من فقدان الصلاة الحالية، فقط لقضاء الفائتة.
  • إذا نسي قضاء الصلاة الفائتة، وقام بالحالية قبلها، وتذكر بعد الانتهاء.
    • اتفق الحنفية والحنابلة في تلك الحالة على عدم اعتماد الترتيب في تلك الحالة.
    • لكن المذهب المالكي رأي وجوب الترتيب، حتى إذا نسي، ويفضل أن يعيدها تحبباً بغير وجوب.
  • حالة أخري للنسيان أتفق عليه المذهب الحنفي عكس المذهبين المالكي والحنبلي.
    • وهو تذكره بعد الأحرام للوقت الحالي، رأي إتمام الصلاة ثم قضاء الفائت، مع إعادة الصلاة.
  • الحالة الأخيرة التي لا يعتمد بها الترتيب في المذهب الحنفي والمالكي.
    • هي أن تكون الفائت كثير، عكس المذهب الحنبلي يشترط الترتيب.
  • فقهاء المذهب الشافعي كان رأيهم عكس ذلك، رأوا أن الترتيب شيء حسن وفيه تحبب.
    • ولكن ليس شرط لجواز الصلاة، لانفصال كل عبادة عن الأخرى.

شاهد أيضًا: تفسير: أقم الصلاة لدلوك الشمس

ما هي الحالات المستثناة من قضاء الفائت

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في رواية السيدة عائشة، (رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن المبتلى حتى يبرأ وعن الصبي حين يكبر)، للتفسير مرفق التالي:

  • يقوم الصغير بالصلاة في عمر السابعة، ولكن يضرب حين يصل العاشرة ولا يصلي.
  • يتم محاسبة الصغير على قضاء الفائت فقط في حالة البلوغ وعليه قضائها، عكس عندما كان صغير لا يشترط عليه قضاء ما فاته.
  • لا يجب على المرأة في فترة الحيض التعويض عما فاتها من صلاة أو قضائها.
    • فهو عذر شرعي حلله الله عز وجل، رحمة منه لعدم التسبب بمشقة للمرأة لتكرار فترات الحيض.
  • من فقد عقله أو كان في حالة مرضية كالغيبوبة، لا يشترط قضاء ما فاته، ويحاسب على صلاته بمجرد استيقاظه أو عودة عقلة.
  • من كان في حالة فقدان عقل بإرادته، كحالات المخدرات أو الخمر، شرط عليه قضاء ما فاته، ولا يستثني منها، شرط طهارته عند القيام بها.

كيفية قضاء الصلاة الفائتة لسنوات تناولنا بالتفصيل شرط قضاء الفائت من الصلاة لسنين طويلة وكيفية قضائها، وأن التوبة لوحدها كافية للقضاء مع تجديد الإسلام.

رحمة من الله سبحانه وتعالي لقبول التوبة ورفع الذنب، كم وضحنا حكم صلاة الفائت بشكل عام وكيفية قضائها والحالات التي يقبل عدم القضاء بها، فلا تتهاون بالصلاة فهي عماد الدين.

مقالات ذات صلة