ابن أبي حاتم

يعتبر الإمام ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى من ضمن الأئمة الكبار والمعروفين من قبل عدد كبير من الناس في كل مكان.

وقد استفاد المسلمون من مصنفاته لعمر طويل يبلغ تقريبا أحد عشر قرنا، فهو له العديد من الأعمال العظيمة وقد كانت نشأته بين أهل العلم مما ساعده في التطور.

نبذة عن ابن أبي حاتم

نقدم لكم نبذة مختصرة عن ابن أبي حاتم ونشأته وحياته في ما يلي:

  • اسمه بالكامل الإمام عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر الرازي، وهو من بلدة الري التي تقع في المشرق، كان ميلاده عام أربعين ومئتين للهجرة.
  • هو أحد أئمة أهل السنة، كما أنه على علم واسع بعلوم الدين والشريعة رحمة الله عليه.

شاهد أيضا: الاسم الاول لابن كثير ومن هم تلاميذ ابن كثير

نشأته وحفظه للقرآن

تتمثل نشأة الإمام ابن أبي حاتم في التالي:

  • كانت نشأته نشأة طيبة بجانب أباه الذي ساعده على حفظ كتاب الله تعالى منذ الصغر.
  • كما أنه سمح له بأن يشتغل بالحديث وعلوم الحديث، وكافة العلوم الأخرى أيضا.

رحلاته العلمية

  • ذهب طلبا للعلم إلى مكة المكرمة ومصر وبلاد الشام، ويعتبر أبو زرعة الرازي أحد أئمة شيوخه، بالإضافة إلى مسلم بن الحجاج وبعض الشيوخ الآخرين.
  • تتلمذ على يديه العديد من أهل العلم أشهرهم ابن حبان البستني، وابن إسحاق النيسابوري، وعبد الله بن عدي الجرحاني.
  • توفى عام 327 من الهجرة بمدينة الري عندما كان يبلغ سبع وثمانون عاما.

عبادته

  • كان هذا الإمام الجليل كثير الإقبال على العبادة منذ الصغر، محافظا على الذكر والطهارة، وقد كان كل من ينظر إليه يسعد برؤيته.
  • وقد قال علي بن أحمد الفرضي: «ما رأيتُ أحدًا ممَّن عرف عبد الرَّحمن ذكر عنه جهالةً قطّ.
    • وكنت مُلَازِمًا له مدَّةً طويلةً فما رأيته إلَّا على وتيرةٍ واحدةٍ، لم أَرَ منه ما أنكرته من أمر الدُّنيا ولا من أمر الآخرة، بل رأيته صائنًا لنفسه ودِينه ومروءته».

مصنفاته العلمية

تتعدد مصنفات الإمام العلمية وتتمثل أهمها في ما يلي:

آداب الشافعي ومناقبه

ويبلغ 248 صفحة، ودار نشره دار الكتب العلمية في لبنان، وكانت طبعته الأولى عام 1424ه‍.

الجرح والتعديل

تم نشره من قبل طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية في بيروت، وكانت طبعته الأولى عام 1271ه‍.

العلل لابن أبي حاتم

تم نشره من قبل مطابع الحميضي، وكانت طبعته الأولى عام 1427ه‍، ويتضمن 7 أجزاء.

المراسيل لابن أبي حاتم

نشرته مؤسسة الرسالة في بيروت، وكانت الطبعة الأولى منه سنة 1397، يتضمنوا جزء واحد فقط.

بيان خطأ البخاري في تاريخه

تم نشره بواسطة دائرة المعارف العثمانية، ويبلغ عدد صفحاته 166.

تفسير ابن أبي الحاتم

ويسمى تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم، تم نشره بواسطة مكتبة نزار مصطفى في السعودية.

اقرأ أيضا: مميزات تفسير ابن كثير

مميزات كتاب تفسير ابن أبي الحاتم وخصائصه

يعد هذا الكتاب من أشهر أعمال أبي حاتم وأكثرها تميزا، وهذا لتمتعه بالخصائص الفريدة والتي تتمثل في الآتي:

  • يعد من أشمل كتب التفسير بالمأثور لأنه يعتمد على تفسير القرآن الكريم بالتفصيل فيتحدث عن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وما قاله المفسرين عن كل كلمة.
  • كما أن قيمة هذا الكتاب تزداد بسبب قلة توافر كتب التفسير بالمأثور، لهذا هناك روايات تفسيرية غير موجودة سوى بداخله.
  • علو إسناده، فهذا الإمام العظيم قد وصل إلى الأسانيد العالية، وعند مقارنة تفسيره بالتفاسير الكبيرة الموجودة الآن، نجد أنه في مكانة عالية.
  • وهو في مكانة تفسير الطبري وأيضا تفسير ابن المنذر.
  • العرض الجيد والتقسيم المنظم، فالإمام لم يقم بجمع الزاويات وحشدها فقط، لكنه قام بعرضها بشكل جيد، فيعرض تفسير كل آية بشكل مرتب ومنظم.
  • يشير إلى اتفاق المفسرين لقوله “لا أعلم في هذا الحرف اختلافا بين المفسرين”.
  • ينبه إلى ضعف روايات معينة، فقد قال: “وروي عن علي بن أبي طالب بإسناد لا يعتمد عليه”
  • كما يشير في بعض الأحيان إلى وجود اختلاف بين الرواة يمتون الروايات.

منهج ابن أبي حاتم في تفسيره

قام الإمام بتصنيف التفسير بناءا على منهج علمي دقيق كما يلي:

  • إخراج التفسير المسند وتجريده من الحروف والروايات.
  • كان تفسيره شاملا فلم يدع حرفا دون أن يفسره.
  • فسر القرآن الكريم تفسيرا موجزا وقام بحذف الطرق والشواهد.
  • عمل على إخراج التفسير بأصح الأخبار إسنادا.
  • كان عندما يجد أن التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر معه صحابي ممن جاء بمثل ذلك.
  • في حالة عدم عثوره على تفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم وعثر على تفسير عن الصحابة، ففي حالة اتفاقهم ذكره عن أكثرهم درجة ويقوم بتسمية موافقيهم بحذف الإسناد.
  • أما في حالة اختلافهم يذكر ذلك، كما يذكر لكل شخص منهم إسنادا ويبدأ بتسمية موافقيهم بحذف الإسناد.
  • وعندما لا يعثر على التفسير عن الصحابة بينما يعثر عليه عن التابعين، يفعل كما فعل في تفسير الصحابة.
  • كان الإمام ابن أبي حاتم موفقا في العمل وفقا لهذا المنهج بشكل دقيق، وجميع من اطلعوا على هذا التفسير، وجدوا مدى براعته، فقد كان تصنيفه رائع، وترصيفه حسن.

شاهد من هنا: أبو حاتم الرازي

نستنتج مما سبق في موقع mqall.org أن الإمام ابن أبي حاتم هو إمام له مكانة عالية وقدر كبير، ومصنفات عديدة، ولكنه لم يأخذ حقه الكامل في الدراسات والبحوث التي تم إجراؤها حديثا.

وخصوصا في التفسير، فكتابه المعروف بتفسير القرآن العظيم هو خير دلالة على تفوقه في التفسير عن غيره ومدى براعته في هذا المجال.

مقالات ذات صلة