ابن حمديس الصقلي

ابن حمديس الصقلي هو شاعر عربي أصيل ولد في مدينة صقلية وترعرع فيها، وعندما شب تركها وانتقل للعيش في مدينة الأندلس الساحرة، وكان ذلك في عام 527 هجريًا، وقد تميز هذا الشاعر بإيمانه الشديد وثقافته الدينية التي جعلت منه شاعر عظيم، وفي موقع mqall.org يمكنك معرفة حياته بدقة.

ابن حمديس الصقلي

هو أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن حمديس الصقلّي الأزدي ينتمي إلى قبيلة تدعى الأزد،  وهو شاعر عربي أندلسي، ولكنه لم يفتخر بنسبه بل افتخر بمكان نشأته وهي بني الثغر، ولا يسمى ذلك عيبا لأنه يفتخر بموطنه.

وبالأرض التي ترعرع بها ولم يفتخر بقبيلته، قام ابن حمديس الصقلي بالمشاركة في العديد من الحروب والغزوات التي كانت تقام في مدينة سرقوسة في جزيرة صقلية وكان ذلك أثناء حكم المسلمين لها.

شاهد من هنا: مقومات الكاتب الناجح

نشأة ابن حمديس الصقلي

كانت نشأة هذا الشاعر الكبير تختلف عن غيره من الشعراء؛ حيث كانت نشأته عبارة عن:

  • نشأ ابن حمديس الصقلي في عائلة متدينة جدا ومتحفظة ويغلب عليها السمة الدينية.
  • اشتهر أبو هذا الشاعر وجده لأبيه بالقوة الشديدة في الإيمان وكذلك شدة التقوى.
  • كانت البيئة المحيطة لابن حمديس الصقلي بيئة طبية ودينية وأدبية فقط.
  • عرف منذ صغره بحبه الشديد للعلم وولعه بالمعرفة فكبرت ثقافته وتنامت وتعمقت بشكل كبير جدًا مع مرور الأيام.
  • كان هذا الشاعر الكبير نابغة في مجموعة من العلوم منها علم النحو واللغة والعروض والتاريخ وغير ذلك.

هجرته إلى مدينة الأندلس

بعد نشأة الشاعر في مدينة صقلية تم سقوط هذه المدينة على يد النورمان فاضطر ابن حمديس إلى الهجرة منها والذهاب إلى مدينة الأندلس.

وقد كانت مدينة الأندلس مدينة الغربة الأولى بالنسبة لابن حمديس والذي دائما كانت سبب آلامه وشوقه إلى موطنه، وبالرغم من كونه كان محبوبا في الأندلس.

ولقى حفاوة كبيرة جدا من قبل الحاكم والناس إلا أن شوقه لموطنه كان يشعل الهموم في صدره.

وكان يقضي النهار في التنقل بين حدائق الأندلس ومظاهرها البديعة وعندما جن عليه الليل حتى تحاوطه هواجسه ويلازمه الحنين الأليم إلى موطنه الأم.

اتصال ابن حمديس الصقلي بالمعتمد بن عباد

قام ابن حمديس الصقلي بالهجرة إلى مدينة الأندلس والتي قسمت إلى اثنان وعشرون دولة بعد سقوط الخلافة الأموية.

وكانت كل دولة يحكمها ملوك الطوائف، وكانت أشهر بلاد الأندلس حينها طليطلة وإشبيلية وغرناطة وسرقسطة و مدينة المرية والبلايا.

وكانت مدينة إشبيلية هي أول مدينة غريبة بالنسبة لابن حمديس، وكان يحكمها ملك يسمى المعتمد بن عباد وكان هذا الملك معروف بحبه الكبير للشعر والشعراء.

وحفاوة الأدباء ودائما ما يكتظ قصره الكبير بالعلماء والشعراء والأدباء وعند قدوم ابن حمديس إليه اغدقه بالعديد من الأموال وقربه إليه.

اقرأ أيضا: نبذة عن كتاب أدب الكاتب لابن قتيبة

من غربة إلى غربة

بعد استقرار بن حمديس في مدينة إشبيلية بجوار الحاكم المعتمد بن عباد.

والذي كان يتودد بشدة إلى ابن حمديس سقطت مدينة الأندلس في أيدي المرابطين وقاموا بالاستيلاء عليها وأسر الحاكم وتغريبه أو نفيه إلى مدينة المغرب.

وكان دائما ما يرسل الحاكم المعتمد العديد من الرسائل والأشعار إلى أحبائه في الأندلس وأولهم ابن حمديس.

شعر ابن حمديس بالحزن وقرر مغادرة الأندلس والهجرة إلى مدينة المغرب العربي فأصبح شعور الغربة لديه مضاعف.

وقام بالاتصال بالحاكم المعتمد بن عباد وتهوين النفي عليه بالإضافة إلى كتابة العديد من الأبيات الشعرية التي يقوم فيها بمدح الحاكم المعتمد للتخفيف عليه في محنته.

فنونه الشعرية

اختلفت فنون ابن حمديس الصقلي وتنوعت، وأبرز ما تم الكتابة فيه ما يلي:

  • كتب ابن حمديس في الرثاء أبيات عديدة.
  • له قصائد جميلة جدا في المدح وخاصة مدح الأمراء والحكام.
  • اشتهر بمجموعة قصائد قوية في الغزل.
  • أشعار الحنين إلي الموطن والذي كثر فيها تألمه بسبب غربته من بلد إلى أخرى.
  • له أبيات عديدة في الحكمة، حيث كان يغلب عليه الجانب الديني ورجاحة العقل.
  • كتب في الوصف أبيات متعددة.
  • تم اشتهاره بالشاعر الماهر لاستخدامه ألفاظ ومعاني بديعة وغير متكررة وغوصه في بحور الكلمات العذبة.

هجرة ابن حمديس الصقلي إلى أفريقيا

بعد هجرة ابن حمديس إلى المغرب العربي فقد الكثير من أمواله بسبب هذه الهجرة فقرر بعد ذلك السفر إلى أفريقيا وجني الأموال من شق قلمه وذلك عن طريق مدحه الكثير للحكام والأمراء والوزراء.

ومن أشهر ما تم كتابة الشعر فيهم على يد ابن حمديس الصقلي هم يحيى بن تميم الصنهاجي وبعد ذلك ابنه الحسن ومن بعده ابنه علي.

ثم قام بكتابة أبيات المديح في بني حماد في مدينة بجاية، ومن هنا قام هذا الشاعر الكبير بجني العدد من الأموال وعمل ثروة له بعد ما تم فقده أثناء هجرته.

وفاة ابن حمديس الصقلي

توفي الشاعر ابن حمديس الصقلي في عام 527 هجرية وهو الموافق 1133 ميلادي وذلك عن عمر ثمانين سنة في جزيرة ميورقة.

وقد تم دفنه إلى جوار الشاعر الكبير ابن اللبانة، وفي أواخر عمر ابن حمديس الصقلي تعرض للعديد من الأمراض وضعف بدنه وفقد بصره ووهن عظمه.

شاهد أيضا: الكاتب عمرو عبد الحميد 

لم يكن لابن حمديس الصقلي أي أعداء ولم يتعرض للتعذيب ولا النفي يوما من قبل أي حاكم وذلك بسبب قصائده الجميلة والمتنوعة التي قام فيها بالمدح الشديد للحكام والوزراء وكان يجني العديد من الأموال بسبب هذه الأبيات.

مقالات ذات صلة