تفسير: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

تفسير: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ذكرت تلك الآية في سورة الأنفال في الآية رقم ثلاثون، ويريد العديد من الأشخاص معرفة المغزى والمقصود من تلك الآية العظيمة.

لذلك سوف نوضح لكم في هذا المقال التفسير الخاص بتلك الآية الكريمة بالإضافة إلى عدد من النقاط المتعلقة بها.

تفسير: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

  • يقول الله تعالى في سورة الأنفال: “وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” وتعد سورة الأنفال من السور المدنية.
  • يفسر بن القيم المكر بأنه يكون محمودًا ومقبولًا إذا كان بغرض مكافحة أو مواجهة مكر وشر الكفار والمشركين.
    • ويكون مذمومًا وغير مقبولًا ومكروهًا إذا كان قبيحًا ويتم فعله بغرض سيء.
  • وفي هذه الآية العظيمة ذكر مكر الله لمواجهة مكر القوم المشركين.
    • وقال سبحانه وتعالى عن شخصه: “والله خير الماكرين”.
    • ولم يصف شخصه بقول أمكر الماكرين، لأن الأولى تعتبر صفة أبلغ في الكمال والقوة.
  • وعن تفسير تلك الآية الكريمة يقول فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي رحمة الله عليه أن المكر يعتبر نوع من أنواع الأشجار.
    • التي تكون فروعها ملتفة حول بعضها البعض كأنها تحمي نفسها فلا يقدر أي شخص أن يقطف منها ورقة.
  • وقد تم اقتباس معنى المكر من تلك الخاصية التي يتصف بها شجر المكر.
    • فيقصد به الفرد الذي يدور ويلف في كلامه وحديثه وهو يعد من الحيل التي يطبقها فرد على آخر بغرض الاحتيال عليه.
    • مثل الأسلوب الذي يتبعه القاضي مع الجاني لكي يحصل منه على المعلومات التي يريدها.
    • كما أنه إذا كان الغرض من تطبيق تلك الحيلة إلحاق الضرر والأذى بشخص ما فيعتبر هذا مكر مذموم.
  • ويقول الشيخ الشعراوي أن المكر لا يقتصر على النوع السيئ فقط، بل يوجد منه نوع آخر غير سيئ وغير ضار.
    • واستند في هذا على قول رب العزة “ولا يحيق المكر السيئ”.
  • بالإضافة إلى هذا يدل المكر على شخصية صاحبه أي أنه لا يقوم بعمل المكائد والحيل سوى الشخص الضعيف.
    • لأنه إذا كانت لديه الجرأة والقوة فلا يختبأ ليقوم بعمل تلك الخدع.
    • ولأن الشخص القوي يواجه في العلن وليس في الخفاء والسر.
    • لذلك يشير مكر القوم الكافرين إلى ضعفهم.
  • ومن تفسير فضيلة الإمام الشعراوي نستخلص أن القوم المشركين كانوا لا يمتلكون القوة والجرأة.
    • لهذا كانوا يقومون بعمل الحيل والمكائد للرسول في الخفاء وبدون علمه.
    • وتوضح لنا تلك الآية الكريمة أن المشركين خلال تحضيرهم للمكائد كان لا يعلمون قدرة وعظمة الله سبحانه وتعالى.
    • وكانوا لا يعلمون ما الذي سوف يلحق بهم نتيجة أفعالهم القبيحة.

شاهد أيضا: تفسير وما أتاكم الرسول فخذوه

شرح ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

  • ذكر لنا الله تعالى في تلك الآية الكريمة أن القوم الكفار والمشركين دبروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤامرة.
    • وخططوا على أن يقوموا بسجنه وعدم إخراجه من مكة أو جرحه وضربه أو أن يقومون بقتله.
  • وكانوا يقومون بعمل مكرهم هذا في الخفاء والسر، ولكن الله تعالى لا يخفى عن عظمته شيء في السموات أو في الأرض.
    • وأعد لهم الكثير من المكائد التي أصابتهم والتي تتمثل في العذاب الغليظ.
  • يتصف مكر الله تعالى بأن له أثر أقوى بكثير من مكر الكافرين، فمكر الله نافذ وهو خير الماكرين.
  • وفي تلك الآية الكريمة يوضح لنا رب العزة فضله على رسوله صلى الله عليه وسلم.
    • حينما رد بنفسه على مكر القوم الكافرين بدلًا من الرسول، وفي هذا المكر نصر الله تعالى نبيه وأصحابه من شر المشركين.
  • بالإضافة إلى هذا لا يمكن أن يتم وصف رب العزة بصفة المكر نهائيًا، لأن تلك الصفة تأتي في بعض الأحيان.
    • باعتبارها مدح وفي بعض الأوقات تأتي باعتبارها ذم.
    • لهذا تطلق هذه الصفة على الله تعالى بصورة مقيدة أي أنه يمكر للمشركين.
    • وبذلك صارت تلك الصفة من صفات مدح وكمال عظمة رب العزة ويقصد بها القوة.
  • ولكن مكر القوم المشركين يقصد به الشر والخداع، وكان مكر الله تعالى ردًا على الكافرين ولكنه لا يعتبر من صفاته.
    • وهي تعد من الأفعال التي يطبقها على من يرغب وفي أي وقت يشاء.
  • يتضح لنا من تلك الآية الكريمة الأفعال السيئة التي يعدها المشركين لنبي الله بشكل مستمر ودائم.
    • حيث إنهم حاولوا لعدد من المرات أن يقتلوه وأن يمنعوه من الذهاب إلى المدينة وأن يعذبوه.
    • ولكن في كل مرة كان يحميه رب العزة من مكائدهم ويرد لهم كيدهم ويعتبر ذلك هو المغزى المقصود من مكر الله تعالى.
  • يتبين لنا من قول الله تعالى “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.
    • أن المكر الذي يفعله رب العزة يكون خيرًا ومحمودًا لأنه بغرض الدفاع عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعن عباده المؤمنين.
    • ولكن المكر الذي يقوم بفعله المشركين والكافرين يكون مذمومًا وغير مقبول لأنه يكون من أجل عمل شر وشيء سيء.

قد يهمك: تفسير: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

أسباب نزول “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”

  • بعد أن وضحنا لكم تفسير: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين؛ يجب أن نذكر أيضًا السبب في نزول تلك الآية.
  • حيث يقول علماء ومفسري القرآن الكريم أن السبب في نزول هذه الآية الكريمة يرجع إلى قيام المشركين بعمل اجتماع في دار الندوة.
  • وفي ليلة هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بغرض الاتفاق على سجن النبي أو ضربه أو قتله، وكانت فكرة القتل من قبل أبي جهل.
  • وفي آخر الاجتماع توصل المشركين إلى قرار القيام بقتل النبي والتخلص منه بشكل تام.
  • فجعل الرسول سيدنا على بن أبي طالب يرقد في فراشه بدلًا منه، وختم الله على بصر المشركين وكان جزاءً لفعلتهم ما أعده الله لهم من عذاب عظيم.
  • فأنزل الله تعالى على رسوله حينها “إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين.
    • إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها.
    • وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم”.

اخترنا لك: تفسير: واذكر ربك في نفسك

جزاء الكافرين في هذه الآية

  • ذكر الله تعالى في تلك الآية العظيمة أن المكر السيئ لا يحيق إلا بصاحبه ويعود عليه بالشر.
  • استنادًا على قول رب العزة “ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله”، ويكون هذا عقاب من أراد عمل السوء والشر لأنبياء الله تعالى وعباده.
  • بالإضافة إلى هذا يشير تفسير: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين أن المشركين هم من يقومون بعمل المكر بأنفسهم وبشخصهم.
  • حيث قال الله تعالى “وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون”.
  • وما كان عقاب هؤلاء القوم إلا إنزال عاقبة السوء عليهم وأعد الله لهم في الآخرة عذاب شديد.

وفي نهاية هذا الموضوع وعلى موقع مقال Mqall.org نكون وضحنا لكم تفسير: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

كما شرح تلك الآية وذكرنا سبب نزولها، بالإضافة إلى توضيح جزاء الكافرين الذي أشار له رب العزة في هذه الآية العظيمة.

عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة