هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم؟

هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم؟ أم من يقوم بذلك يرتكب إثماً؟، فنحن نعيش في وطن واحد كأخوة، ونتبادل التهنئة في المناسبات السعيدة.

ولذلك يرغب الكثير من المسلمين في تهنئة أصدقائهم وجيرانهم المسيحيين في الأعياد الخاصة بهم، إلا إن هناك الكثير من الأقاويل التي تشير إلى عدم جواز ذلك.

ومن خلال المقال الآن سنتعرف على حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم في الدين الإسلامي، فتابعوا معنا موقعنا المتميز دوماً مقال mqall.org.

هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم؟

  • تم التأكيد من قبل كلًا من دار الإفتاء المصرية، ومشيخة الأزهر على جواز تهنئة المسلمين لإخوانهم المسيحيين في أعيادهم.
    • وأنه لا يوجد أي مانع شرعي يحول دون ذلك.
  • تم التأكيد كذلك على أن هذا الفعل لا يعد خروج عن الدين، وأن تلك الآراء التي ترى فيه خروج عن الدين.
    • هي آراء غير صحيحة لمجموعة من المتشددين، الجاهلين بالكثير من النصوص الشرعية وتكاملها.
    • ويجهلون ضرورة مراعاة سياق تلك النصوص على أنها جملة واحدة.

اقرأ أيضاً: هل يجوز الاحتفال بعيد الميلاد؟

رأي دار الإفتاء المصرية في تهنئة المسيحيين بأعيادهم

  • أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم بأنها لا ترى أي مانع شرعي يمنع المسلمين من تقديم التهنئة بالأعياد للمسيحيين.
    • أو يمنعهم من مواساتهم في المواقف الغير سارة التي يمرون بها، بل أن القيام بمثل تلك الأفعال يعد التطبيق الصحيح للدين الإسلامي.
  • أكدت دار الإفتاء المصرية على أن تلك الأفعال لا تعد خروج عن الدين، ولا يوجد بها أي شبهة حرام.
    • وأن من يحرمها فقط هما المتشددين
  • فديننا الدين الإسلامي هو دين يسر لا عسر، وذلك كما جاء في صحيح البخاري: “وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ”.
  • أشارت دار الإفتاء أيضاً في ردها إن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يقبل الهدايا من أصحاب الديانات الأخرى.
    • وكان يتعامل معهم، ويزور مرضاهم، كما كان يستعين بهم في أوقات السلم وكذلك في أوقات الحرب.
    • وذلك لعدم رؤيته منهم أي شر أو كيد.
  • كان النبي يقوم بذلك للتأكيد على أسلوب التسامح الذي يتعامل به المسلمين مع غيرهم من الديانات الأخرى.
    • كما أنه لم يرد أي تفرقة من الله سبحانه وتعالى ما بين المسلم وغيره فيما يتعلق بالمجاملات العامة وإلقاء التحية في قوله:.
    • ” وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا”، فتهنئة المسيحيين بالأعياد أو غيرها يعد أحد أنواع التحية.
  • أما فيما يخص الآراء التي لا تجيز تهنئة المسيحيين فقد أشارت دار الإفتاء أنهم استشهدوا في رأيهم هذا بقول الله تعالى:
    • ” وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً “.
  • وأكدت على إن تفسير هذه الآية بهذا الشكل، يدل على نظرتهم القاصرة للنصوص القرآنية.
    • فالآية لم تؤكد بشكل صريح على عدم جواز التهنئة.
    • بل إن الوصول إلى هذا الرأي ما هو إلا اجتهاد في التفسير، واختلفت حوله الآراء.
  • أما فيما يتعلق بالتشبه أو الاحتفال بشعائر غير المسلمين، فقد أشارت دار الإفتاء.
    • إن التشبه والموافقة على الاعتقادات أو الأفعال المرتبطة بديانة أخرى منهي عنه شرعاً في حال مخالفتها لإحدى ثوابت الدين الإسلامي.

رأي الأزهر الشريف في تهنئة المسيحيين بأعيادهم

  • بعد انتشار الجدل حول سؤال هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، فقد قام الأزهر الشريف بإصدار فتوى.
    • تؤكد على أنه لا يوجد في الشرع ما يمنع ذلك.
    • وأن تهنئتهم بأعيادهم يعد من باب المعاملة الحسنى والبر إليهم.
  • أكد الأزهر الشريف على إن الدين الإسلامي منذ بدايته يدعو إلى الاحترام والتسامح، وحثنا على ذلك.
    • وهو ما لا يتعارض بأي شكل مع اعتزاز المسلم بدينه ومدى تمسكه الشديد به.
    • بل إن المسلم إذا فهم دينه بشكل صحيح سيزداد احترامه لأصحاب الديانات الأخرى.
  • نوه الأزهر الشريف على إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم تندرج تحت الأسلوب الحسن في الخطاب والكلام اللين.
    • وهو ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى دون أن يفرق ما بين المسلمين أو غيرهم.
    • وذلك كما ورد في قوله تعالى:
      • “لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ”، وقوله:” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً”.
  • أشار الأزهر الشريف كذلك إلى إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم يتماشى مع أهداف الدين الإسلامي، ويؤكد على سماحته وعدم تشدده.
    • وهو ما يعمل على التعزيز من روح الترابط الأخوي بين أبناء الوطن الواحد.
    • والحفاظ على التلاحم الوطني بينهم، وتقوية روابط الجيرة ما بين الجار وجاره.
    • والمشاركة مع الأصدقاء في المناسبات السعيدة والحزينة.

رأي المذاهب الأربعة في تهنئة المسيحيين بأعيادهم

اتفق الفقهاء في المذاهب الأربعة، مجتمعين على عدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم أو مشاركتهم بها، وفيما يلي توضيح لرأي كل مذهب في حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم:

مذهب الحنفية

اتفق العلماء في مذهب الحنفية على حرمة توجيه المسلمين التهنئة للمسيحيين في أعيادهم

استدلوا على ذلك بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: “من تشبَّهَ بقومٍ فَهو مِنهم”.

مذهب الشافعية

ذهب الفقهاء في مذهب الشافعية، إلى وجود توقيع عقاب على من يقوم بتهنئة المسيحيين أو غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى في الأعياد الخاصة بهم.

مذهب المالكية

  • قال ابن القاسم إن المسلمين لا يحل لهم أن يقوموا ببيع كل ما يتعلق بأعياد المسيحيين
    • سواء كان إدام، أو لحم، أو ثياب،
    • وألا يعيرونهم دوابهم، وأن لا يقدموا لهم العون فيما يتعلق بدينهم.

مذهب الحنابلة

حرم فقهاء مذهب الحنفية على المسلمين تهنئة المسيحيين بأعيادهم، واعتبروا تهنئتهم بمثابة تعظيم لهم.

قد يهمك: ما حكم الاحتفال بعيد الميلاد

الآراء التي لا تجيز تهنئة المسيحيين بأعيادهم

هناك الكثير من الشيوخ الذين ذهبوا بتحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، ومن أهمهم الآتي:-

الشيخ ابن باز

  • يرى الشيخ عدم جواز تهنئة المسيحيين بأي شكل من أشكال التهنئة، سواء كانت التهنئة شفاهية، أو عبر اتصال هاتفي.
    • ويسري ذلك الحكم في البلاد الإسلامية وغيرها من بقية البلاد.
  • كان رأيه بناءً على أن المسلم عليه أن لا يؤمن سوى بعقيدته فقط.
    • فإذا كان كذلك فكيف له أن يهنئ أصحاب الديانات الأخرى على أعياد مخالفة لعقيدته.

الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل وابن عثيمين

  • هم من أهم الشيوخ الآخرين الذين ذهبوا أيضاً بتحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم.
  • كان السبب في رأيهم أن أعياد المسيحيين بها الكثير من الشعائر الدينية التي تخالف الدين الإسلامي وثوابته.
  • كان يرى كلاهما إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم ومشاركتهم بها يعد بمثابة التشبه بهم.
    • مثل قيام المسلمين بالاحتفال بتلك الأعياد ونقلها إلى بلادهم.
  • لم يقتصر التحريم فقط على التهنئة، بل شمل أيضًا تقديم الهدايا في الأعياد، ومساعدتهم على الاحتفال بها بمختلف الأشكال.

الإمام ابن القيم 

  • كان الإمام ابن القيم أيضاً من بين من حرموا تهنئة المسلمين للمسيحيين في أعيادهم.
    • ونقل هذا التحريم في كتابه الشهير (أحكام أهل الذمة).
  • أشار إن هذا التحريم يسري على من يشاركهم احتفالاتهم بالأعياد وإعانتهم على إحيائها، حتى وإن لم يقم بتهنئتهم لفظياً.
    • فإن المشاركة وحدها يسري عليها حكم التحريم، وذلك لقيامه بالتهنئة أو الاحتفال بشعائر مخالفة لمعتقداته الدينية التي يؤمن بها.

شاهد أيضاً: ما حكم الاحتفال بعيد الميلاد الشخصي؟

إلى هنا ينتهي مقالنا، والذي تناولنا فيه الإجابة عن سؤال هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم والذي علمنا من خلاله وجود الكثير من الآراء المختلفة.

والتي يحرم بعضها التهنئة بينما يجيزها البعض الآخر، دمتم بخير.

مقالات ذات صلة