هل يجوز للمغترب إخراج زكاة الفطر في بلده

هل يجوز للمغترب إخراج زكاة الفطر في بلده، يحرص المسلمون في شتى بقاع العالم على معرفة الأحكام الشرعية؛ فذلك من شأنه وصول المسلم إلى الراحة والطمأنينة في الدنيا، ونيل رضا المولى عز وجل.

بالإضافة إلى الوصول إلي الجنة في الآخرة بأمر الله، ومن تلك الأحكام  الشرعية؛ إخراج الزكاة الفطر، وهل يجوز للمغترب أن يخرجها في بلده؟ أم في البلد المُغترب فيه.

لماذا شُرعت زكاة الفطر؟ وعلى من تجب؟

  • تعتبر زكاة الفطر بصفة عامة من أجمل وأثمن الزكوات عند الله.
  • بما إنها ترتبط ارتباطاً وثيقًا بعبادة جليلة عند الله ألا وهي فريضة الصيام.
  • وبما أن زكاة الفطر تأتي بعد صيام شهر رمضان الكريم؛ فهي كالتطهير للصائم من ذنوبه سواء كلام كانت أو أفعال.
  •  فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • “زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين “.
  • وشرعت الزكاة وعلى وجه الخصوص زكاة الفطر؛ لإغناء الفقير يوم العيد، وسد حاجته عن السؤال.
  • فزكاة الفطر سببًا في إدخال  الفرحة على قلب الفقير، ونشر التراحم  بين أفراد المجتمع المسلم.
  • وقد تم فرض زكاة الفطر في ثاني عام من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • ولعظم أجرها وأهميتها؛ فُرضت قبل زكاة الأموال على المسلمين.
  • في الواقع تجب زكاة الفطر على كل مسلم أو مسلمة كبيراً كان أو صغيراً.
  • ولكن يشترط أن يتبقى لدى هذا المسلم فائضًا عن حاجته بعد إكمال حاجاته الأساسية من سكن، ومأكل، ومركب وهكذا.
  • لذلك فزكاة المال وجبت على كل مسلم قادر؛ لأنه بذلك أصبح لديه القدرة والاستطاعة على قضائها.
  • فعن سيدنا عمر رضي الله عنهما قال :

” فرض رسول الله زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعً من شعير، على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين “.

شاهد أيضا: مفهوم الزكاة وأحكامها

جواز إخراج الزكاة للمغترب في بلده

  • هناك الكثير من المغتربين الذين يتساءلون عن الأحق بزكاة الفطر هل هم أهل بلده؟ أم البلد المغترب فيه.
  • لذلك يأمرنا الله بإن نخرج الزكاة للفقراء، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بعث معاذ إلى اليمن :
    • (أخبرهم أن الله أمرهم بصدقة تؤخذ من أموالهم وترد في فقرائهم).
  • وللتوضيح فمعنى (فقرائهم) المقصود بها فقراء البلد الذي يأتي منه المغترب.
  •  وهذا تقسيم عظيم من الله؛ أراد به الدين الإسلامي أن يكفي كل قادر  فقراء بلده فيخرج فيهم زكاته.
  • ومن هنا لو كان كل بلد أو كل مغترب يخرج زكاته إلى بلد آخر، لأصبح ثمة عدم تكافؤ.
  • على سبيل المثال إذا عُرف عن أحد البلدان الفقر فسوف يتم الإسراف في دفع مال الزكاة إليها.
    •  وبذلك تغرق تلك البلد بالمال أزيد من حاجتها بينما البلد الأصلي للمغترب، فيه من هم أحق بهذا المال فتُحرم منه.
  • لذلك وجبت الإشارة إلى كل مسلم؛ بأن ينتبه أهل الغنى القادرون على إخراج الزكاة لفقرائهم.
  • وهذا هو المؤكد في حق المسلم، بمعنى أوضح أن يكون إخراج زكاة الفطر في بلده وليس بلد آخر.
  • ولكن لو تواجد المُغترب في بلد ما، ووجد من هم أحوج لتلك الزكاة من أهل بلده فله أن يخرجها فيها.
  • بعبارة أخرى يجوز إخراج الزكاة في تلك البلد (المقصود هو البلد التي تم الاغتراب فيها)وهو بذلك مأجور عليها.
  • فعلى سبيل المثال إذا ضرب البلد التي يتواجد فيها المغترب وباءً ما أو نكبة أو مجاعة كانت فكيف يتصرف؟

تابع جواز إخراج الزكاة للمغترب في بلده

  • وأيضًا يمكن أن تكون بلد المغترب الأصلية في غنى وكفاية، فبذلك لا يوجد حرج عليه في إخراجها لتلك البلد.
  • ومن ثم فقد قالت دار الإفتاء: أن الأصل في إخراج زكاة الفطر هو إخراجها للفقير لسد حاجته، وغناه عن السؤال.
  • وأيضًا أجازت نقلها إلى بلد غير بلد المغترب، إذا كان بلد المغترب به غنى وكفاية، وذلك أيضا اتفق عليه الفقهاء.
  • لذلك فإن الزكاة يجب أن تذهب لمستحقيها، سواء في بلد المغترب الأصلية أو في البلد التي هو مغترب فيها.
  • فالقرآن الكريم أقر أوجه الزكاة بدون الالتزام بالزمان أو المكان.
  • وعلى ذلك فإن الأدلة من القرآن الكريم كثيره في هذا الشأن، فيقول المولى عز وجل:
    • (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم).
  • وفي نفس الوقت إذا انتقلنا إلى آراء علماء الفقه؛ فالإمام أبي حنيفة أجاز إخراج زكاة الفطر لغير المسلمين.
  •  حيث أن ذلك من أوجه البر الذي ذُكر في سورة الممتحنة، فيقول الله تعالى:
    • (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم).
  • لذلك جاء أمر الله بإخراج الزكاة في الفقراء، فلا فرق بين فقير وفقير.
    • وذلك حتى نصل لتحقيق معنى التكافل.
    • وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ولكي يعم التراحم وتتحقق العدالة، ونتخلص من الفوارق الطبقية، ويزداد الإنتاج.
    • ونتيجة لذلك تقل المشكلات الاقتصادية.

اقرأ أيضا: بحث عن الزكاة وأنواعها ومقدارها

كفارة تأخير زكاة الفطر

  • يعد تأخير زكاة الفطر من الأسئلة التي يسألها الكثيرون؛ لاسيما من أخروها عن وقتها ولم يكن لهم عذر.
  • تعتبر زكاة الفطر دينًا في رقبة كل مسلم، عليه القيام به.
  • ومن قام بتأخيرها عن وقتها بدون عذر فقد أثم إثمًا عظيمًا، بالإضافة إلى أنها لا تسقط عنه إلا بأدائها.
  • إذاً فما كفارتها؟
    • لا يسقط عنك إثم التكاسل عن أداء زكاة الفطر بدون عذر إلا بثلاثة أمور.
    • أولاً :إخراجها لفقرائها
    • ثانياً: الاستغفار عن ذلك الذنب
    • ثالثاً: التوبة إلى الله والعزم على عدم فعلها ثانيةً.
  • فزكاة الفطر لا تسقط عن المسلم بزوال وقتها؛ لأنها حق للفقير في ذمته ألزمه الله به.

اخترنا لك أيضا: بحث عن الزكاة كامل مع المراجع

وفي الختام بعد أن تناولنا حكم إخراج الزكاة  للمغترب في بلده، وكذلك تعرفنا على حكم زكاة الفطر ولماذا شُرعت؟ وأيضاً اختلاف العلماء في قيمة زكاة الفطر.

وما هي  أوقات إخراجها؟ ،بالإضافة إلى كفاره تأخير زكاة الفطر فنتمنى أن نكون قد قدمنا لكم محتوى هادف مفيد، ونرجو منكم نشر المقال على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حتى تعم  الفائدة.

مقالات ذات صلة