هل يجوز جمع غسل الحيض والجماع؟

هل يجوز جمع غسل الحيض والجماع؟ إن المرأة عندما تكون حائض فلا يجوز لزوجها أن يباشرها أو يقيم معها علاقة حميمية.

وذلك بناءً على قول الله تعالى وقول رسوله الكريم في عدة آيات قرآنية وأحاديث نبوية.

ولكن السؤال هنا هل عندما ينتهي دم الحيض عند المرأة هل يجوز للزوج أن يجامع زوجته وتجمع بين غسل الحيض والجماع؟

تابعونا في هذا المقال لنعرض لكم الإجابة على هذا السؤال وعلى بعض الأسئلة التي تخص هذا الأمر.

حكم جماع المرأة الحائض قبل الاغتسال من الحيض

  • اتفق جمهور العلماء أن المرأة الحائض إذا انتهى دم الحيض عندهما ولم تغتسل وتطهر من الحيض.
  • فلا يجوز للزوج أن يجامعها أو يقيم معها علاقة حميمية إلا إذا اغتسلت اغتسالًا شرعيًا مكتملًا كما ينص الإسلام.
  • حيث تقوم بغسل فرجها جيدًا حتى تخلصه من بقايا الدم والأذى ثم تتوضأ وضوءًا كاملًا مثل الوضوء للصلاة.
  • ثم تفيض الماء على رأسها بحيث يصل إلى فروة الرأس وتصل للشعر بأكمله.
  • ثم بعد ذلك تنثر الماء على الجزء الأيمن من جسمها مع التدليك ثلاث مرات.
  • وتنثر الماء على الجزء الأيسر من جسمها مع التدليك ثلاث مرات.
  • بشرط أن تكون النية حاضرة للتطهر من هذا الحدث وهو الحيض.
  • وهناك رأي آخر للفقهاء يقول أنه يمكن أن تكتفي المرأة بغسل فرجها وتنظيفه من الدم والأذى عندما ينقطع الحيض.
  • وبعد ذلك يستطيع زوجها أن يجامعها أو يباشرها ويقيم معها علاقة حميمة.
  • ولكن بعد ذلك يجب على المرأة أن تسرع لتغتسل وتطهر من الحيض والجماع بالطريقة الشرعية التي ذكرناها لكي تتمكن من إقامة الصلاة.

قد يهمك: هل يجوز الصلاة بعد الغسل بدون وضوء؟

رأي الدكتور يوسف القرضاوي بشأن الجمع بين غسل الحيض والجماع

  • إن فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي يميل إلى قول جمهور الفقهاء والعلماء.
  • الرأي الذي يقول إنه لا يجوز للزوج أن يجامع زوجته بعد الحيض مباشرةً بدون أن تغتسل وتطهر بالطريقة المعتادة.
  • حيث تقوم بغسل رأسها وجسمها كله بالماء وتتوضأ وتستحضر نية الطهارة.
    • معتمدين في ذلك على قوله تعالى: (فاعتزلوا النساء في المحيض، ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) صدق الله العظيم.
  • وهناك قراءتين لكلمة يطهرن في القرآن الكريم إحداهم بالتخفيف والسكون على الطاء أي (حتى يطْهرن) وهذا يعني أن ينقطع حيضهن.
    • والقراءة الأخرى تكون بالتشديد على الطاء أي (حتى يطّهرن) وهذا يعني أن يغتسلن الاغتسال الشرعي من الحيض.

رأي علماء الحنفية بشأن الجمع بين غسل الحيض والجماع

  • قد قال علماء الحنفية بشأن هذا الأمر أنه إذا انقطع الدم لفترة تقل عن عشرة أيام وهذه الفترة أكثر فترة للحيض.
  • وفي هذه الفترة لا يجوز للرجل أن يجامع زوجته إلا بعد أن تطهر وتغتسل أو يأتي عليها وقت الصلاة.
  • أما إذا انقطع الحيض لمدة عشرة أيام يجوز أن يجامع الزوج زوجته قبل أن تغتسل.
  • وقد استند العلماء لذلك على قوله تعالى: (حتى يطهرن) أي حتى ينقطع الحيض وقد حملوا المدة على العشرة أيام.
  • أما بقراءة التشديد على الطاء فقد حملوها على الفترة التي تمون دون العشرة ويجوز العمل بكلا القراءتين.
  • وذلك لأن الفترة ما قبل العشرة أيام لا يمكن أن يحكم عليها بانقطاع الحيض لأن هناك احتمالية أن يعود الدم مرة أخرى ويكون ذلك حيضًا.
  • أما في حالة أن المرأة اغتسلت وجاء عليها وقت صلاة وأدت الصلاة تكون بذلك في حكم الطاهرات.
  • أما بعد مرور العشرة أيام نحكم على الأمر حسب انقطاع الحيض.
  • لأنه بعد انتهاء العشر أيام لو رأت المرأة دم لا يعتبر حيض وفي هذه الحالة يجوز الجماع.

اقرأ أيضا: كيفية الاغتسال من الحيض

رأي علماء الظاهرية في الجمع بين غسل الحيض والجماع

  • أما بالنسبة لعلماء الظاهرية فإن لهم رأي آخر قد عبّر عنه أبو محمد ابن حزم في (محلاه).
  • وهذا الرأي هو أن الحائض إذا رأت الطهر وانقطع دم الحيض عنها يجوز في هذه الحالة أن يجامعها زوجها.
  • وذلك يتوقف على فعل واحدة من تلك التصرفات التالية.
  • الأمر الأول أن تقوم بالاغتسال حيث تقوم المرأة بغسل رأسها وجسمها جيدًا بالماء حتى يصل إلى كل جزء منها.
  • ومن الممكن أن تقوم بالتيمم إن لم تجد ماء وأجاز لها التيمم وهذا الأمر أجمع عليه جميع العلماء.
  • والأمر الثاني أن تقوم بالوضوء حيث تتوضأ وضوءها الكامل وكأنها تتوضأ للصلاة وإن لم تجد ماء فتتيمم.
  • والأمر الثالث أن تقوم بغسل فرجها بالماء جيدًا حتى يتم تنظيفه وتطهيره من الأذى.
  • ولكن لابد أن تقوم بأي أمر من هذه الأمور، وعندما تفعل أي واحد منهم وقتها يجوز لزوجها أن يجامعها.
  • قال ابن حزم أن الدليل على ذلك قول الله تعالى: (فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله) البقرة: 222.
  • وقال أن كلمة (حتى يطهرن) تعني عندما يحدث لهن (الطهر) وينتهي الحيض.

تابع رأي علماء الظاهرية في الجمع بين غسل الحيض والجماع

  • ومن جهة أخرى فإن قوله تعالى: (فإذا تطهرن) هو ما يفعلونه من التطهر والاغتسال.
  • إن كل ما تم ذكره (إن الوضوء وغسل الفرج والتيمم) كل منهم يطلق عليه في الشريعة وفي اللغة العربية تطهر وطهور وطهر.
  • فعندما تفعل المرأة أي فعل منهم يعتبر ذلك تطهر.
  • وقد قال الله سبحانه وتعالى (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) التوبة: 108.
  • حيث جاء النص وقد أجمع العلماء أن الطهر المذكور في الآية يعني غسل الفرج والدبر بالماء جيدًا حتى يتخلص من الأذى ويطهر.
  • وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • ولذلك من الجدير بالذكر أن التيمم للتطهر من الجنابة ومن الحيض يعتبر طهور.
  • وقد قال تعالى: (وإن كنتم جنبًا فاطهروا) صدق الله العظيم.
  • كما قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام “لا يقبل الله صلاة بغير طهور” ويقصد بذلك الوضوء.
  • وهناك رأي آخر يقتصر بقوله تعالى: (فإذا تطهرن) على أنه يكون بغسل الرأس والجسم كله ولكن بدون وضوء.
  • ويكون أيضًا بدون تيمم وبدون غسل الفرج بالماء.
  • حيث إنه عندما يغسل الرأس والجسم فيكون بذلك طهر الجسم كله والأماكن التي لا يعرفها ووصلها نجاسة.

رأي ابن حزم في الجمع بين غسل الحيض وغسل الجماع

  • وقد قال ابن حزم بشأن هذا الأمر: ولو أن الله سبحانه وتعالى أراد بقول (تطهرن) بعض الشيء الذي يقع عليه اللفظ دون البعض الآخر.
  • لكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وضح ذلك.
  • كما أضاف حاش لله أن نحرم أي شيء أحله الله سبحانه وتعالى بغير يقين.
  • وعلاوة على ذلك فلم يرد عن الصحابة رضوان الله عليهم شيء في هذه المسألة.
  • كما أنه لم يرد أيضًا عن التابعين أي شيء يخص هذا الأمر.
  • ولكن ذكر عن سالم بن عبد الله وسليمان بن يسار والزهري وربيعة أنه يجب أن يمنع الزوج من جماعها حتى تغتسل.
  • وقد قال ابن حزم: إن الذين قالوا مثل قولنا في هذا الأمر عطاء وطاوس ومجاهد وقول بعض أصحابنا.
  • ويتلخص رأي ابن حزم فيما يلي إن النهي عن جماع المرأة الحائض يكون بسبب وجود الأذى بنص القرآن الكريم.
  • وبسبب ذلك أمر الله باعتزال المرأة الحائض على الأذى بـ (الفاء) (فاعتزلوا النساء في المحيض).
  • ولذلك فإذا انقطع الحيض وتوقف الدم فقد انتهى الأذى الذي هو السبب الرئيسي في المنع.
  • وحكم المنع يكون موجود بوجود السبب وهو الحيض ويزول بزواله وهو انقطاع الحيض.
  • ولذلك فيكفي أن تغسل المرأة فرجها جيدًا من أثر الدم ليصبح الفرج طاهر ونظيف.
  • وبناءً على قول ابن حزم فإن التطهر يمكن أن يكون بالغسل ويمكن أن يكون بالوضوء.

اخترنا لك أيضا: طريقة الغسل من الحيض بناء على السنة النبوية

وفي النهاية قد أوضحنا آراء علماء الإسلام المختلفة حول الجمع بين غسل الحيض وغسل الجماع.

نتمنى أن يكون المقال أفادكم كما نتمنى أن نكون قد أصبنا في عرض هذه الآراء.

نرجو من سيادتكم نشر هذا المقال ليستفاد به جميع الناس.

مقالات ذات صلة