هل يجوز التبول واقفا؟

هل يجوز التبول واقفا؟ فتوى مطلوبة من كثيرٌ من الرجال، خاصةً أن ظروف حياتهم تتطلب غالبًا أن يتبولوا حال الوقوف.

وكما نعلم جميعًا فالمراحيض الرجالية حاليًا كلها مصممة مع توافر مبولات للتبول حال الوقوف، فما رأي الشرع في ذلك؟ هو ما سوف نتعرف عليه اليوم عبر موقع mqall.org.

هل يجوز التبول واقفا؟

كانت هناك أحاديث ثابتة تؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم بال واقفًا، حيث:

  • أدرج مسلم في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة أنه كان الصحابي حذيفة بن اليمان شهد أن النبي بال واقفًا حين كان لدى قوم غير قومه.
  • وكان رأي العلماء أن هذا الفعل كان معللًا حيث يحتمل أسباب عديدة منها:
    • قد يكون قد فعله النبي من أجل بيان أن التبول واقفًا جائز، حتى إن كان ذلك في أحوال محددة، لأنه إن كان محرمًا ما فعله.
    • وقيلت آراء أخرى مفادها أن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما فعل ذلك حال مرضه، وأنه كان يتألم من صلبه أو ركبتيه فما استطاع إلا فعل ذلك.
    • كذلك كانت هناك آراء تُرجع قيام النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لعلة بمكان وقوفه.
    • حيث أنه درء عن ذاته أذى من ارتداد البول عليه، لأنه كان يستتر بمرتفع وليس منخفض.
    • كما أنه كانت هناك تعليلات بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتوفر له مكان يستطيع فيه التبول جالسًا لذلك لجأ لوضع القيام.
    • ومن الأساس أن العرب كانوا إذا عانى أحدهم من الألم في صلبه بال واقفًا بهدف تخفيف الألم عن نفسه.
    • أو يفعل ذلك كي لا يتكبد ما لا يطيق من آلام، وهذا يوضح أهمية معرفة هل يجوز التبول واقفًا أم لا.

كما أدعوك للتعرف على: هل يجوز للحائض والنفساء دخول المسجد؟

أدلة نهي النبي عن التبول واقفًا

كانت زوجته السيدة عائشة أم المؤمنين تكذب من قال أنه رآه يبول واقفًا، حيث أنه رغم رواية حذيفة بن اليمان المذكورة إلا إن:

  • كان على النقيض ما ذُكر في حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى صاحبه عمر بن الخطاب عن التبول حال الوقوف.
    • حتى أن عمر لم يفعلها ثانية بعد أن نهاه النبي.
  • كان حديث النهي عن التبول قائمًا يتم تفسيره على أنه لتلافي الأذى الممكن، عن طريق كشف العورة المغلظة أمام الناس.
  • كذلك كان لتحاشي الرجل أن يصيب رشاش البول بدنه أو ثوبه فيقذره وينجسه.
  • وعلى ذلك فقد اجتمع العلماء على أن قيام الرجل بالتبول حال وقوفه مكروه إن كان بدون عذر.
  • فإن كان بإمكانه الجلوس للتبول فهذا الأولى لفعله، لأن النبي كان أغلب هديه على ذلك، ولم يبل النبي قائمًا إلا لعذر أصابه.
  • أما من جهة التحريم فهو ليس بمحرم، لأن حكمه هو كراهة تنزيه.
    • وعليه فإن البائل إن كان صاحب عذر وتتوفر لديه بعض الشروط حال تبوله لم يكره له التبول واقفًا.

شروط التبول واقفًا

هناك بعض الشروط الواجب التزامها وتقصي توفرها في المكان الذي يمكن للرجل التبول فيه واقفًا، ويجب تحري معرفة هل يجوز التبول واقفا، حيث يجب توافر التالي:

  • أن يكون تبول الرجل حال وقوفه لعذر، فالأولى للمسلم اتباع هدي نبيه، وأن يأتمر بما أمره به نبيه صلى الله عليه وسلم.
  • أن يكون الموضع الذي سيبول فيه ليس شقًا في الأرض، حيث أنه من الممكن أن يكون بداخل هذا الشق ثعبان مثلًا أو عقرب أو أيٍ ما يؤذي الرجل حال تبوله.
  • ألا يصيب بدنه من بوله شيء، لذلك كان الأرجى أن يتبول في مكان أعمق من المكان الذي يقف فيه حال تبوله مثل الحفرة كمثال، وذلك كي لا يرتد من بوله عليه شيء.
  • ألا تنكشف عورته حال تبوله قائمًا وأن يستتر من الناس ما استطاع ذلك.

التبول واقفًا بلا عذر

وعند البحث في إجابات التساؤل هل يجوز التبول واقفا، نجد أن هذا الأمر قد ينطوي على بعض الضرر على المسلم، فمثلًا:

  • كان هناك حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رجل لم يكن يستتر من بوله كان يعذب في قبره.
    • لذلك كان الأجدر بالمؤمن أن يتقي الله ويتبع هدي نبيه، ليتقي عذاب القبر.
  • من الممكن أن تصيب البائل بعض الرذاذات من بوله.
    • فإن علم بها فيشق عليه غسل ملابسه وبدنه من أجل تطهير نفسه وملابسه.
    • وإن لم يعلم بها فهو يعرض ذاته للصلاة بدون طهارة.
  • ومعلوم أنه لا يمكن الاعتذار هنا بالجهل، حيث أن المرء حين تركه التعلم يتحمل الذنب.
    • وعليه كذلك ذنب عدم اتباعه هدي نبيه صلى الله عليه وسلم إن علم ولم ينفذ.
  • من نتائج التبول واقفًا أنه كان الصحابي إبراهيم بن سعد لا يقبل ممن بال حال القيام شهادة.
    • لأنه لم يتبع ما أمر به النبي، وهذا من حرص الصحابة على دينهم.

اقرأ من هنا عن: هل يجوز الاغتسال في المنزل للإحرام؟

التبول واقفًا مع الاستنجاء هل يبرئ الكراهة

التبول واقفًا كما ذكرنا ليس محرمًا، بل هو مكروه، والفرق أن التحريم يشمل الإثم، بينما الكراهة فهي أن يفضل على الفعل فعل أفضل منه، ولكن:

  • المسلم مأمور باتباع النبي، والنبي نهى عن التبول حال الوقوف، وحين فعله كان يفعله بعذر.
  • الصحابة رضي الله عنهم الذين ذكر في الأثر أنهم بالوا قيامًا مثل عمر بن الخطاب.
    • وسهل بن سعد وزيد بن ثابت حين نهاهم النبي عن ذلك انتهوا.
  • هؤلاء الصحابة حين انتهوا لم يتساءلوا لماذا، ولا انتظروا تعليلًا، ويجب أن يكون هذا حالنا.
    • فحين نهاهم رسولهم لم يعودوا لذلك مرة أخرى.
  • لذلك كان التبول حال الوقوف أثناء التبول ليس بمستحسن حتى مع الاستنجاء، فالاستنجاء من الأصل واجب سواء بال الرجل واقفًا أو قاعدًا.

أقوال في التبول واقفًا

كان الصحابة والعلماء يتباينون في حكم التبول واقفًا، حيث:

  • ذكر في الأثر أن بعض الصحابة قاموا بالتبول واقفين، مثل ابن عمر، وسهل بن سعد، وعروة بن الزبير وغيرهم.
  • وهناك من الصحابة من كره التبول واقفًا مثل ابن مسعود، وإبراهيم بن سعد.
  • ومالك رأى أنه إن كان المرء يبول واقفًا فيتناثر البول عليه ويرتد إليه فيلوث ثيابه وبدنه فهو مكروه.
    • بينما إن استطاع تحاشي ذلك فلا شيء في الأمر.
  • وابن المنذر قال أن كل الأوضاع عند التبول قد فعلها النبي، ولكن الأحب أن نتبع ما فعله النبي عادةً.
    • لأن التغيير سيكون بسبب ظرف ما، وعليه فهو محدود وليس مطلق.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: هل يجوز رش الملح في الحمام أم لا؟

هل يجوز التبول واقفا من الأسئلة التي تبين للمسلم وللناس كافةً أن الإسلام أسلوب حياة، وأنه دين الكمال، فقد اهتم بدفع الضرر عن الإنسان حتى من أبسط الأمور، ودلل في أحكام كثيرة على كرامة الإنسان ورفعة قدره عند الله إن أطاع واتقى.

مقالات ذات صلة