الإسلام دين التسامح

الإسلام دين التسامح، من بين أكثر الجمل التي يسمعها المسلمون ويلمسها الكثير منهم بمواقف النبي مع قريش والقبائل الأخرى، فما الذي يدل على ذلك من تلك المواقف التي يتداولها الشيوخ ورجال الدين على المنابر.

وسط الحاقدين الذين يصدرون صورة سيئة عن الإسلام بأنه انتشر عنوة وبحد السيف، في هذا المقال نرد عليهم عبر موقع مقال mqall.org بالحجة والمنطق.

الإسلام دين التسامح

حث الإسلام على التسامح وعضد من التمسك به باعتباره خلقا عظيما، فجاء ذكره في معرض الذكر الحكيم وحملت أحاديث نبوية كثيرة مضمونة وفحواه.

فدشن الإسلام مبادئ وقواعد أرست للتسامح كركن من أركان إنسانية الإسلام، ومنها تلك العناصر والمظاهر الآتية:

ربانية الأديان السماوية الثلاث

  • فرسالة السماء جاءت من مشكاة واحدة، فرسخت لمعاني التسامح والعفو بين البشر على مختلف العصور، من خلال اعتناق تلك الخصلة التي تجعل الإنسان يفكر بنتائجها في مقابل تحمل مشاقها النفسية.
  • فلو لم يكن التسامح مقرأ به دينيا فلن تنجح القوانين الوضعية في إقراره، فهي صفة نفسية في المقام الأول، والإنسان يحاكم على ما اقترفت يديه وليس ما يضمره قلبه ونواياه.
  • فقد تستطيع القوانين الوضعية أن تقف في وجه مجتمع الغاب، بأن تحجم الانحراف السلوكي للبشر جراء الأضرار التي قد تصيبه، ولكنه لن تستطيع أن تخلق أفئدة سليمة تعبد ربها فقط ولا تحمل مثقال ذرة كراهية لأحد.
  • ولهذا جاءت فضيلة التسامح والعفو ليكافئ بها الله عباده، وذلك لأن القوانين التي يصنعها البشر لا يمكنها فعل ذلك، ومن ثم جاء الدين ليهذب الأخلاق ظاهرها وباطنها، بينما القوانين تجرم السلوكيات الشاذة فقط.
  • ومن مظاهر ذلك أن الأديان الثلاث جاءت لتخليص الإنسان من عبادة الأصنام باتجاه عبادة الخالق فقط، فكان ذلك تقويما لإنسانيته في الأساس.

اقرأ أيضا: أساليب المعاملة الإسلامية

القناعة باعتناق الإسلام أساس التسامح

  • اقتضى مبدأ التسامح الدعوة إلى حرية اعتقاد الأديان، فكانت الغلبة لمبدأ الاقتناع المؤسس على المنطق والعقل، ومن ثم يعد ذلك بمثابة ضربة قوية للمحرضين ضد ترويج نظرية أن الإسلام قد انتشر عنوة وبحد السيف.
  • ينظر الإسلام إلى التسامح بأنه سفير الضمير الإنساني الكامن خلف الطبيعة البشرية، فكان مخاطبا له بالتفكر والتدبر في آيات الله مثنى وفرادى.
  • كذلك التسامح وصية ربانية لرسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، والتي جاءت بسورة الأحزاب بترك أذى الكفار، فحمل ذلك إشارة خفية باتجاه كون الإسلام دينا للتسامح، فتجلى ذلك في عبارته العصماء يوم فتح مكة عندما قال “فأذهبوا فأنتم الطلقاء”.

العدل والمعروف ركني التسامح في الإسلام

  • قنن مفهوم التسامح صفتي العدل والمعروف كقانون بشري يجب على الإنسان الالتزام به، من أجل تعزيز العنصر الحضاري والأخلاقي بتاريخ البشرية كمثال يحتذى به.
  • تدعيم مفاهيم العدالة عن طريق نشر التسامح، أدى إلى إفساح المجال للتعريف بالحضارات الأخرى التي كانت تعتمد على الوحشية كأسلوب حياة، فأبرز الفروقات بين مصطلح الحضارة والبربرية.
  • حيث كان يختصم علي بن أبي طالب ويهودي عند عمرو بن الخطاب بشأن درع، فحكم الفاروق اليهودي الذي كان ألين في حجته كذبا حتى عاد ومنح أبا الحسن درعه.

كما يمكنكم التعرف على: آثار التسامح على الفرد والمجتمع

المساواة أحد الركائز الأساسية لثمرة التسامح

  • وجود التسامح كما نص عليه الإسلام يفرز بدوره نوع من المساواة بين طبقات المجتمع الواحد، دون التفرقة على أساس اللون أو الجنس أو الدين، فيخلق مجتمع ذو نسيج واحد يمتاز بالتماسك والقوة.
  • إحراز التسامح ضمن معادلة الحياة يحقق المساواة في الحقوق والواجبات تجاه كافة المواطنين، من خلال الاعتداد بنظرية المواطنة كمعيار يتم الاحتكام إليه كقاعدة وحيدة ومشتركة.
  • المساواة التي حض عليها الإسلام خير وسيلة لبناء مجتمع تقل فيه الجريمة وينتشر فيه الإخاء، تلك المساواة التي على إثرها زالت الفجوات ما بين المهاجرين والأنصار بعهد النبوة.
  • ومن مظاهر تلك المساواة، أن الرجل المسلم من الأنصار كان يعرض إحدى زوجتيه على الرجل المسلم المهاجر من مكة للمدينة، للزواج منها بعد أن يطلقها إن ارتضاها.
  • ذلك المشهد الجليل عندما كان يسوي النبي صفوف المحاربين قبيل إحدى المعارك، وإذ بأحدهم يتألم لوخز عصا النبي ببطنه فيطلب القصاص، فيكشف النبي بطنه ليقتص منه بوخزة، فينزل الصحابي المحارب جاثيا على ركبتيه ليقبل بطن النبي صلى الله عليه وسلم.

كما يمكنكم الاطلاع على: أية قرانيه عن التسامح

وبهذا نكون قد تحدثنا في مقالنا عن الإسلام دين التسامح، ومظاهر ذلك التسامح من خلال بعض النقاط التي حوت مفاهيم حضارية وأخلاقية بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، والتي لم يسعنا سوى أن نورد جزء منها فقط.

مقالات ذات صلة