الإسلام دين الوسطية والاعتدال

الإسلام دين الوسطية والاعتدال، يعتبر الدين الإسلامي رمزاً للوسطية والاعتدال، فلقد حث على الاعتدال في جميع أمور الحياة.

ونستدل على ذلك من خلال النظر في العقائد الإسلامية والشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي والقرآن الكريم والسنة النبوية وفي هذا المقال سوف نناقش هذا الأمر عبر موقع مقال mqall.org.

الإسلام دين الوسطية والاعتدال

  • أن الدين الإسلامي دين وسطي معتدل يقوم على الأحكام والعقائد الشرعية المعروفة في الدين الإسلامي ولقد تم وصف الدين الإسلامي بالصراط المستقيم في العديد من الآيات القرآنية.
  • قال الله -تعالى-: (وَأَنَّ هـذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ).
  • كما طلب العباد من الله -تعالى- الهداية إلى الصراط المستقيم، قال الله -تعالى- (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)

اقرأ أيضا: الوسطية في الإسلام مفهومها وضوابطها وتطبيقاتها

ما هي وسطية الإسلام في الاعتقاد؟

  • العقيدة الإسلامية تقوم على مبدأ الوسطية والاعتدال فالعقيدة الإسلامية هي الإيمان بوجود إله واحد يحكم ويدير هذا الكون وهو الله -سبحانه وتعالى-لا شريك له.
  • ولكن هناك بعض الناس تتخذ أكثر من إله إلى هذا الكون وتسمى “تعدد الآلهة”، حيث يتكون في اعتقادهم أنه يوجد أكثر من إله يحكم هذا الكون ويعتبرون أن كل هذا يندرج من محض الصدفة وهناك من يعبدون الأصنام والأوثان والقمر والنجوم والكواكب وكل هذا شرك بالله -سبحانه وتعالى-.
  • ونرى أن المسلمين وأهل السنة يتحدثون عن هذه الأمور ويوجهون الناس إلى الدين الإسلامي وأهميته وأن هناك خالقاً واحداً لهذا الكون هو الذي يتحكم فيه ويدبره.

وسطية الإسلام في العبادات والأحكام

إن المجتمع يحتوي على العديد من الأطياف المختلفة مثل المريض والمثقف والمتعلم وغيرهم لذلك جاء الإسلام بوسطية في العبادات والأحكام حتى يقوم جميع المسلمين بفعل هذه العبادات والأحكام دون حُجج.

لذلك جاءت الشريعة الإسلامية على الوسطية والاعتدال ومن أمثلة ذلك:

  • تقديم الفطور في الصوم.
  • تأخير السحور.
  • الاعتدال في قيام الليل.
  • تخفيف الصلاة.
  • تحريم صيام العام كامل.
  • الاعتدال في الصدقة.
  • ومن الجدير بالذكر أن جميع العبادات المفروضة مثل الصوم، الصلاة، الزكاة، الحج وغيرها جميعها تتصف بالوسطية والاعتدال في أداها وتتصف بالقيم والأخلاق الحميدة وأن هذه العبادات والأحكام الشرعية تعود على المسلم بالنفع في الدنيا والآخرة.
    • حيث في الدنيا تتصف بالأخلاق الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي وأن القيام بهذه العبادات والأحكام الشرعية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحرمات التي نهى عنها الله سوف ترفع مكانتك في الجنة.

وسطية الإسلام في الأخلاق

  • يتميز الدين الإسلامي بالوسطية والاعتدال في الأخلاق أيضا.
  • الدين الإسلامي لا يتعامل مع الإنسان على أنه كامل ومثالي ولكن ذكر الدين الإسلامي أن الإنسان لم يخلق مثالياً ولكن خلق وهو لديه القدرة والإرادة القوية وخلق ضعيف أيضا.
  • ولقد ذكر الله -تعالى- ذلك في القرآن الكريم قال الله -تعالى-: (وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا)، ونستنتج من كل هذا أن الإنسان لم يخلق به القوة والإرادة القوية فحسب ولكن خلق بداخله الضعف لذلك يمتاز الإنسان بين الإثنين.
  • ومن أمثلة وسطية الإسلام في الأخلاق وهو “العدل” الذي يدعو الناس إلى أخذ حقهم وإعطاء الحقوق إلى أصحابها بلا زيادة ولا نقصان.
  • التسامح بين الناس وعدم الاعتداء على الغير بدون حق ويعتبر التسامح رمزاً إلى وسطية الإسلام في الأخلاق ولم يعتبر التسامح ضعفاً لقد حث الدين الإسلامي على التسامح وأهميته قال الله -تعالى-: (فَمَنِ اعتدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعتدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).

كما يمكنكم التعرف على: خطبة عن الاستقامة مكتوبة

وسطية الإسلام في التشريعات والنظم

  • لقد جاء الإسلام بوسطية في التشريعات والنظم حتى لا يُظلم أحد وحتى يقوم المجتمع على التوازن وعدم التشدد والقوة ومن أمثلة ذلك القصاص.
    • ولقد أعطى الإسلام أكثر من اختيار عقوبة في القتل والقصاص وجعل ذلك إلى أهل القتيل بين العفو، الدية، القصاص.
  • ولقد جاء الدين الإسلامي على الاعتدال في النظام الاقتصادي لتيسير شؤون الناس بين بعضهم والمعاملات بين بعضهم البعض والبيع والشراء وجعل ذلك بالأموال حتى يضمن جميع الناس حقهم ولا يظلم أحد.
  • ولقد جعل هذه المعاملات منضبطة قال الله -تعالى-: (وَآتُوا اليتامى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إلى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا).

وسطية الإسلام في القرآن الكريم

  • قال -تعالى-: (وكذلك جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) ويجب أن يكون الوسط بين جميع العبادات والأحكام الشرعية والمعاملات.
    • وتعتبر عقيدة الإسلام شهادة التوحيد وهي أن الكون له إله واحد لا شريك له وتعددت معاني الوسطية مثل الاعتدال والاستقامة.
  • ولقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم كلمة الاستقامة قال -تعالى-:
    • (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّين) ومعنى كلمة الصراط الإسلام والعقائد والشرائع الخاصة بالدين الإسلامي واتباع هذه الأحكام والشرائع الإسلامية.
  • القوام هو الوسط بين أمرين ومن ذلك الإسراف والإمساك في الإنفاق والاعتدال بينهم قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).

الوسطية في السنة النبوية

يوجد العديد من الأحاديث التي تدل على أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال ومن أمثلة ذلك حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال:

    • (جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إلى بُيُوتِ أزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَسْأَلُونَ عن عِبَادَةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقالوا: وأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قدْ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ، قالَ أحَدُهُمْ: أمَّا أنَا فإنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أبَدًا، وقالَ آخَرُ:
    • أنَا أصُومُ الدَّهْرَ ولَا أُفْطِرُ، وقالَ آخَرُ: أنَا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فلا أتَزَوَّجُ أبَدًا، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليهِم، فَقالَ: أنْتُمُ الَّذِينَ قُلتُمْ كَذَا وكَذَا، أما واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي).
    • ونفهم من هذا الحديث أن الاعتدال جاء في العبادات حيث يتمكن المسلم من تأدية العبادات والواجبات والمهام تجاه نفسه والآخرين ومن خلال ذلك يتم تحقيق الوسطية والاعتدال والتوازن في العبادات والدين الإسلامي.
  • ولقد تحدث أيضا الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم – عن الغلو، والمقصود بالغلو هو التشدد وعدم تحقيق الوسطية والاعتدال في الإسلام قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إياكم والغُلُوَّ في الدينِ، فإِنَّما هلَكَ مَنْ كانَ قبلَكُم بالغُلُوِّ في الدين).

خصائص الدين الإسلامي

  • الدين الإسلامي لا يحتمل الأخطاء، حيث أن الدين الإسلامي من المصادر الإلهية فإنه يخلو من العيوب والأخطاء.
  • يوجد في كل زمان ومكان، حيث أن العقيدة الإسلامية لجميع البشر.
  • الدين الإسلامي لا يتغير ولا يتم تبديله.
  • القرآن الكريم مصدر إلهي، حيث أن القرآن الكريم لا يوجد به أخطاء وذكر الله -تعالى-ذلك في القرآن الكريم قال -تعالى-: (ذلك الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمتَّقِينَ).

كما يمكنكم الاطلاع على: موضوع تعبير عن الاعتدال في الإنفاق

لقد تحدثنا في هذا المقال عن الوسطية والاعتدال في الإسلام، وتحدثنا أيضا عن وسطية الإسلام في الاعتقاد والأخلاق والتشريعات والنظم والأحكام الشرعية وتحدثنا عن وسطية الإسلام في القرآن الكريم والسنة النبوية وخصائص الدين الإسلامي.

مقالات ذات صلة