صلاة الاستخارة وكيفية صلاتها

صلاة الاستخارة وكيفية صلاتها، موقع مقال mqall.org يقدم لكم صلاة الاستخارة وكيفية صلاتها، حيث إنَّ صلاة الاستخارة هي صلاة تفيد مناجاة العبد لربه واستخارته.

عندما يقْدِم على أمرٍ ما أو يهم على أمرٍ ما، وهذه الصلاة من أجل تأديتها لها قول خاص ولها كيفية خاصة تؤدى بها، ولها دعاء خاص لمناجاة الله وطلب الأمر منه ومعرفة الخير والشر.

صلاة الاستخارة وكيفية صلاتها

صلاة الاستخارة وكيفية صلاتها هو موضوع يتجاهله البعض ولا يعرف كيفيته؛ حيث تُقدر عدد ركعات هذه الصلاة بركعتان من غير صلاة الفريضة، يقوم فيها العبد بالدعاء ومنجاة الله- عز وجل.

بالدعاء الذي ورد  في حديث جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أنّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال:

(اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي.

أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ)، [صحيح البخاري: 6382].

  • هذا واختلف العلماء في موقع هذا الدعاء داخل الصلاة، في هل يُقال قبل السلام أم بعده؛ قال الجمهور بأفضليته عقب التسليم، ويُجزِئه إنْ قام به قبل السلام، أمَّا الإمام ابن تيمية- رحمه الله- فقد فضَّلَ أنْ يكون قبل السلام من أنْ يكون بعده.
  • يُستَحبُّ أن يختِم العبد الدعاء بحمد الله- عز وجل- والصلاة على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المُستخير دعاءه، ويختمه بحمد الله، والصلاة على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فيقوم العبد باستقبال القبلة، ويقوم برفع يديه، مع مراعاة آداب الدعاء.

كما يمكنك أن تشاهد المزيد من خلال: كيفية صلاة الاستخارة بالتفصيل

القراءة في صلاة الاستخارة

أمَّا بالنسبة إلى القراءة في هذه الصلاة، فهي على ثلاثة أوجه:

  1. يُستَحبُّ في الركعة الأولى أن يُقرأ بسورة الكافرون عقب قراءة الفاتحة.
  2. و يُستَحبُّ في الركعة الثانية أنْ يُقرأ بسورة الإخلاص.
  3. ذهب بعض السلف إلى:
    • استحباب تلاوة الآيات: ((وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ*وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ*
    • وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، [القصص: 68-70]، بعد قراءة الفاتحة في الركعة الأولى.
    • واستحباب تلاوة الآيات: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا))، [الأحزاب: 36]، بعد الفاتحة في الركعة الثانية.
  4. عدم تعيين قراءة مُعيَّنة، وهذا قول الحنابلة وبعضٍ من العلماء.

صلاة الاستخارة مُستقِلَّة أو مع غيرها

هناك اختلاف في تأدية صلاة الاستخارة بشكل مستقل أو أداؤها مع غيرها من الصلوات، وهذا كالتالي:

  1. ذهب العلماء إلى عدم صحة أداؤها مع الصلاة المفروضة، وذلك لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ)، ]صحيح البخاري: 7390[.
  2. اتفق العلماء على أفضليَّة تأديتها مُستقِلّةً عن تأديتها مع غيرها.
  3. هذه الصلاة داخل في السُّنَن الراتبة، أو الصلوات ذات الأسباب، وقد اختلف الفقهاء فيها، وهي على قولين:
    • صحَّة تأديتها مع جميع الصلوات إلَّا المفروضة.
    • صحَّة تأديتها في النوافل المُطلَقة، كأن يركع ركعتَين طاعة لله- عز وجل-، لكن لا يصحّ ذلك في النوافل المُعيَّنة، كالسُّنَن الرواتب، والصلوات ذات الأسباب (الضحى، تحيَّة المسجد).

وقت صلاة الاستخارة

هناك أقوال في وقت تأديتها، حيث تُعرف هذه الصلاة بذوات الأسباب، وقال العلماء فيها ما يلي:

  • تأدية الصلوات ذات الأسباب في الأوقات المنهي عنها جائزة في حال وجدت الأسباب، مثل صلاة الاستخارة؛ وهذا ما ورد عن بعض الأئمة مثل الإمام الشافعيّ، ورواية عن الإمام أحمد، وبعض الحنابلة.
  • تأدية الصلوات النوافل التي تُقرن بسبب مطلق لا يجوز؛ وهو قول الحنفيَّة، والمالكيَّة، وهو القول المشهور عن الإمام أحمد، وعليه فإنَّ تأدية صلاة الاستخارة في الأوقات المنهي عنها غير جائز.

أمَّا بالنسبة لتأديتها بالدعاء، فإنَّ هذا جائزًا في جميع الأوقات، وذلك لأنَّ الدعاء يصح في جميع الأوقات، لكن تأديتها بالصلاة والدعاء فيصح في الأوقات جميعها ما عدا الأوقات المنهي عنها، وهذا ما اتفق عليه المذاهب الأربعة.

أفضل وقت لتأدية الاستخارة هو وقت ورود الخاطر والغرض على القلب، وألَّا يكون العبد مائلًا لأحد الأمرين؛ وبالصلاة والدعاء يظهر الخير، كما أنَّه من الأفضل تأديتها في أفضل الأوقات، وهو الثلث الأخير من الليل.

وذلك لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له)، ]صحيح البخاري: 1145[.

كما يمكنكم التعرف على: متى وقت صلاة الاستخارة؟

شروط صحَّة صلاة الاستخارة

لهذه الصلاة عدد من الشروط، منها:

  • أنْ يتم تأديتها في الأشياء التي لا يعرف العبد في أيٍّ منها الخير؛ حيث لا تؤدى في العبادات والواجبات، وكذلك في الأشياء المنهي عنها؛ لكن هذا باستثناء بيان خصوص الوقت في ذلك، كأنْ يؤديها لمعرفة أخيرٌ له أنْ يحج هذا العام أم لا.
  • أن تكون في الأشياء المُحلَّلة، أو الأشياء المندوبة عند حدوث تعارض أكثر من مندوب.
  • يشترط لتأدية هذه الصلاة أيضًا ما يُشترط إلى غيرها من الصلوات: الوضوء، استقبال القبلة، ستر العورة، إلخ؛ وبالنسبة للمرأة الحائض والنفساء فلا يجوز لهما تأديتها، وإنما تكتفي بالتوجُّه إلى الله- عز وجل- بدعاء الاستخارة فقط.

مشروعيَّة صلاة الاستخارة

يلجأ المسلمون إلى هذه الصلاة اقتداءً بالنبي- صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك لما ورد في حديث جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما- أنّه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ)، [صحيح البخاري: 1162].

تكرار صلاة الاستخارة

يجب تكرار هذه الصلاة والدعاء سبع مرَّات، وهذا ما ذهب إليه الحنفيَّة، والمالكيَّة، والشافعيَّة، فعلى العبد أن يقوم بتكرارها في حالة عدم ظهور الصواب من المرَّة الأولى، أمَّا في حالة ظهور الأمر له فلا داعي للتكرار.

تأدية الاستخارة بالدعاء فقط

يجوز للعبد تأدية الاستخارة بدون صلاة من الممكن أدائها بالدعاء فقط؛ فيمكن للعبد أنْ يتوجَّه إلى الله- عز وجل- بالدعاء فقط في أي حالٍ من الأحوال، وفي أي وقتٍ من الأوقات.

فالحاجة لصلاة الاستخارة تكون دائمة، على وجه الخصوص في حالة إذا كان الأمر المراد الصلاة من أجله مستعجلا، أو في حالة ما إذا كانت المرأة حائضًا أو نفساء.

  • وعلى الرغم من أنَّ الكمال يكون بالجمع بين الدعاء والصلاة، إلَّا أنَّ الاقتصار على الدعاء فقط لا بأس به، حيث أنَّ الصلاة نفسها من السُّنن التي لا حرج في تركها، وقد يؤدي الدعاء نفس الغرض.

اقرأ أيضًا من هنا: صلاة الاستخارة حكمها وكيفية صلاتها ودعاء الاستخارة

في نهاية مقال صلاة الاستخارة وكيفية صلاتها، نكون بذلك قد قدَّمنا التفاصيل والأدلة حول هذا الموضوع الخاص بصلاة الاستخارة وكيفية أدائها وكيفية الدعاء فيها بالأمر الذي نرغب في اختياره أو البعد عنه.

فنرجو أنْ يكون المقال قد أفادكم ونال استحسانكم – ومن أجل المزيد من المواضيع، تابعونا!.

مقالات ذات صلة