رحلة إلى قاع البحر

أجرى الكثير من العلماء المتخصصين في علوم الأرض والبحار والمحيطات العديد من الأبحاث والدراسات لاكتشاف الخبايا التي تحملها قيعان البحار والمحيطات، وفي هذا الموضوع سنذهب في رحلة إلى قاع البحر للتعرف على أهم المعلومات التي توصل إليها هؤلاء العلماء.

رحلة إلى قاع البحر

  • يتميز قاع البحر بأنه يحوي بداخله الكثير من الخبايا التي اكتشفها العلماء من خلال دراساتهم وأبحاثهم العلمية على البحار، ويشير قاع البحر إلى الطبقة الأرضية المتصلبة والواقعة أسفل سطح الماء سواء في البحر أو المحيط.
  • قاع البحر هو مكان شبه يابس من حيث التضاريس لكن لا تتغير طبيعته بفعل الحالة الجوية أو بعوامل التعرية، وبالتالي يستطيع الاحتفاظ بالترسيبات التي تتواجد فيه والتي يتم الاستدلال بها في المستقبل عن الحالات المناخية في أزمنة سابقة.
  • وعندما رغب العلماء في التعرف على قيعان البحار ودراستها وجودوا الأمر صعبًا للغاية بسبب عمقها الشديد فضلًا عن عتمتها، مما اضطروا إلى الاستعانة بالتقنيات الصوتية من أجل دراسة قيعان البحر ورسمها.
    • وذلك كي يتمكنوا من العثور على أجساد في مسافات عميقة من البحر، كما استعانوا بالمتفجرات والمجال المغناطيسي، وبالأقمار الاصطناعية أيضا.
  • واستطاع بعض العلماء تحديد سن إحدى قيعان البحار القديمة، وهو الذي يقع بالبحر الأبيض المتوسط، ومناطق من المحيط الهادئ الذي يفصل بين القارة الأوربية والإفريقية، حيث يبلغ سن هذا القاع ما يقرب من مائتي وثمانين مليون عام.
  • لكن على حواف المنطقة الشمالية من المحيط الأطلنطي، والمنطقة الشمالية الغربية من المحيط الهادئ، فإن سن القاع في كلتا المنطقتين يبلغ مائتي مليون عام تقريبًا، وهو الثاني من حيث الأقدمية في العمر حول قيعان البحار والمحيطات الأخرى.

شاهد أيضا: عمق البحر الأحمر بالمتر

جيولوجية قاع البحر

للتعرف على جيولوجية قاع البحر يجب دراسة الصخر الصلب والأحواض الضامة للمحيطات، وبشكل عام يتشكل قاع البحار من التضاريس التالية:

الجرف القاري

  • وهو المعروف بالرف الجاري، وهو أي مكان ضحل مغمورًا بالقارات، ويمثل ما نسبته 7% من القاع الخاص بالمخيط، مع العلم أن أغلب هذه الجروف تتميز بالاتساع الشديد مثل السواحل التي تقع في شامل سيبريا.
  • والتي تتواجد أيضا في القارة الأمريكية الشمالية، وأحيانا تكون ضيقة جدًا، مثل التي تقع قبالة السواحل الموجودة في غرب الأمريكيتين.

المنحدر والمرتفع القاري

  • المنحدر القاري هو حدوث انتقالات شديدة من الجرف القاري إلى قيعان المحيطات العميقة، كما إنه مليء بالأخاديد العملاقة والتي تعمل على تحريك الانهيار الأرضي إلى أسفل المياه.
  • لكن المرتفع القاري هو تجمع بعض الترسيبات في أسفل المنحدرات القارية وقواعدها.

سلسلة وسط المحيط

  • وهو عبارة عن تجمعات مرتفعة عن سطح الأرض كالتلال، والتي تتكون بفعل البراكين، وتتواجد بالمنطقة الوسطى من المحيطات، كما إنها ممتدة عبر أحواضها.
  • فعند انفجار البركان فإنه يطلق الحمم المنصهرة التي تخرج عبر قاع المحيطات، وعندما تهدئ وتتعرض للبرودة الشديدة فإنها تُكّونّ قيعان جديدة للمحيطات.

خنادق المحيط

  • وهي مناطق كالقوس في هيئتها وتمتد على جوانب حوض المحيط، وتحدث فيها ما يعرف بعملية الاستخفاض عند دوران قيعان المحيطات إلى داخل الكرة الأرضية.
  • يعبر خندق المحيط وادي عميق قد يحيط به البركان من الخارج.

السهول السحيقة

السهل في المحيطات هو منطقة مسطحة وذات عمق كبير في قيعانها، وفي بعض الأحيان تفصلها بعض المرتفعات السحيقة التي تكون ذروتها شديدة الحدية، والتي تكون عبارة عن كتل صخرية مائلة تغطيها الرواسب في قيعان المحيطات.

قد يهمك: لماذا سمي البحر الاحمر بهذا الأسم؟

الحياة البحرية في قاع البحر

  • تتشكل الحياة البيولوجية في البحر في قاعه، وتعرف بالمنطقة القاعية، حيث تتخذ الكثير من الكائنات الحية البحرية سواء الحيوانية أو نباتية من هذه المنطقة موئلًا لها، كما إنها تعتبر من أكثر الأماكن التي تتمتع بالتنوع البيولوجي على الكرة الأرضية.
  • الحيوانات والنباتات التي تعيش بالقيعان مختلفة في نوعيتها تمامًا عن أولئك اللاتي تعيش في أماكن أخرى بالبحار، والسبب في ذلك هو الضغط المائي العالي، وقلة وصول الأشعة الشمسية إلى القيعان.
    • وبذلك يكون نمو الكائنات الحية فيها معتمدًا على بقايا النباتات والمواد العضوية المختلفة، ومن أنواع الكائنات الحية التي تتخذ من قاع البحر موطنًا لها ما يلي:

الإنفونا

  • وهو اسم يطلق على الكائنات الحية الحيوانية التي تعيش في قاع البحر بداخل الطبقة الرملية الموجودة فيها، أو في الأماكن التي تحتوي على طين وترسيبات بحرية، أو في داخل الأصداف والقواقع الخاصة بها.
  • هذه الحيوانات لديها ما يجعلها تحفر وتختبئ من المفترسات المختلفة، كما أن لديها من الخارج خياشيم لتتنفس بها، ومن أمثلتها الروبيان الشبح، والمحار، وسلطعون البازيلاء.

قاعيات فوقية

  • وهو اسم يطلق على الكائنات الحية التي تتخذ من الطبقات الصخرية في قاع البحر مسكنًا لها، أو تسير فوق قيعان البحار، ولكنها لا تستطيع الحفر في القيعان كي تحمي نفسها من المفترسات.
    • ولذلك فإنها تحمي نفسها بطرق أخرى مثل تغيير لونها أو أن العمود الفقري الموجود في أجسامها شديد السمية، كما أن لديها أجسادًا بهياكل مضغوطة، ومن أمثلتها أسماك الهلبوت.
  • وهناك حيوانات أخرى من هذا النوع تستطيع أن تحمي نفسها بطرق أخرى كالحبار والأخطبوط اللذين يوفران الحماية اللازمة لهم بصنع غيمة من الحبر تغطيهما أو تغير لون أجسادهم.
  • وتوجد حيوانات أخرى تحمي نفسها من الافتراس بواسطة الكهرباء، حيث تمتلك طاقة كهرباء تستطيع صعق من يفترسها.

ظاهرة توسّع قاع البحر

  • تحدث ظاهرة توسع قيعان البحار بشكل طبيعي ومتكرر كونها ظاهرة طبيعية تحدث باستمرار لقاع البحر، والتي تحدث على طول قمة المحيط عند انفصال للصفائح التكتونية عن بعضها بواسطة ظاهرة الحملان بالأعماق.
  • فعند انتقال الحرارة الموجودة بالوشاح في الأرض واللّب إلى القشرة الأرضية، فإن المواد المنصهرة المرتفعة الحرارة تعمل إحداث شق بالقشرة.
    • ومن ثم يحدث تسريب لهذه المواد المنصهرة من خلال الشقوق، ثم تتعرض للبرودة فتبرد مع مرور الوقت وتُكونّ صخور نارية تكون جزء لا يتجزأ من القشرة فيتحدث لها توسّع.
  • وبسبب انتقال الحرارة فإن الغلاف الصخري للأرض يصبح قليل الكثافة فترتفع مواده قليلة الكثافة لتكون جبل أو مرتفعات في قاع البحر.
  • ومن جهة أخرى تحدث عملية الاستخفاض للطبقة كثيرة الكثافة أو الشريحة التي تتواجد أسفل المكان الأقل في الكثافة، وتتعرض للانصهار بالوشاح، وبذلك تحتفظ الكرة الأرضية بهيئتها الطبيعية.

اخترنا لك:  نص وصفي عن البحر

في نهاية الموضوع وعلى موقع مقال Mqall.org وبعد أن تحدثنا عن قاع البحر وطبيعته الجيولوجية، والحياة البحرية فيه، وتحدثنا عن ظاهرة توسّع قاع البحر، عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع على جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة