رثاء الأب في الشعر الجاهلي

رثاء الأب في الشعر الجاهلي، نقدمه لكم موقع mqall.org، رثاء الأب في الشعر الجاهلي، مهما كتب الشعراء والكتاب من قصائد في رثاء الأب لن توفيه حقه ولن تبين مدى الحزن في القلب على فراق الأب.
الأب نعمة كبيرة أنعم الله علينا بها فهو السند وهو الأخ والحبيب أيضا، ولا توجد كلمات توصف مدى محبة الأب، في هذا المقال جمعنا لكم باقة جميلة من أروع القصائد التي كتبت من القلب لرثاء الأب المتوفي.

رثاء الأب في الشعر الجاهلي

الأب له أفضال كثيرة على الأبناء، هو المعلم الذي نرى من خلاله الدنيا ونتعلم كيفية التعامل مع الصعاب منه، الأب أيضا يعتبر القدوة الذي نريد أن نصبح مثلها وعند رحيله يرحل معه الاطمئنان والحنان، ونضطر إلى الاستضام بمشاكل الدنيا ومشاكل التعامل مع البشر، إليكم من هنا رثاء الأب في الشعر الجاهلي:

  • أمر هذا الموتِ في الناس عَظم.

لاَ يَخصّ الغَمرَ منهم بلْ يَعمْ.

بل وَرَاءَ المَوتِ كَربٌ فَادِحٌ.

لَيسَ يَنْجو منهُ إلاَّ مَنْ رحِمْ.

رَبّ رحْمَاكَ لِمَنْ أحْيَيْتَه.

خَيِّراً عَفاً وَقَدْ زَارَ الحَرَمْ.

ابنِ خوجَا حَمْزَةَ محَمدٍ.

ذَاكَ كلّ الناس مِنهُ قدْ سَلِمْ.

وَالقَه يَومَ التلاَقِي بِالرّضَا.

في مَقام الأنس وَالعَفوِ الأتَمْ.

بِالرَّسولِ المصطَفَى مَعْ آلهِ.

صَحْبِهِ الأنجابِ أنوَارِ الظّلمْ.

صَدّقِ اللهُمَّ مَنْ أرَّخَه.

سَارَ مَرحومٌ إلَى مَولى كَرم.

  • حكْم المنيّةِ نافذ الأحكامِ.

والدّار ما جعِلَتْ بدار مقَامِ.

كذلك كَمْ فتّتَتْ كَبِداً وكم أبكت دماً.

ورفيع عرش ثلَّ بعد نظام.

وَلَربّما هان المصاب وأنتَ يا.

حمّودة جلل على الأيّام.

يفنى الزّمان ورزء فقدِك حادث.

يتْلَى على الأفواه والأقلام.

كذلك إنْ تَسْخ جامدة العيون بِدرِّها.

فلطالما رَوِيَتْ بكأس منام.

أَوْ تَلْبَسِ الدّنيا عليك حِدَادها.

فَغروب شمسِك مؤْذِنٌ بظلام.

لكم مَآثركَ التي خَلَّدْتَهَا.

أَبْقَتْ سَنَاك وأنت تحت رجَامِ.

السّور ما سَوَّاه إلاّ عَزْمه.

ومشَيِّد الأبراج تحت ضِرَامِ.

كذلك أمّا الثّغور فإنّها غصّص آلْعِدَا.

وشِفَا الصّدورِ لأمّة الإسلام.

ولكم سَقَيْتَ الرعبَ من شقَّ العصا.

ومَزَجْتَ كأسَ سرورِه بحمام.

مِنْ بَعْدِ ما بَالَغْتَ في إرشاده.

كذلك  وغَضَضَتَ جفنَ الحلم غَضَّ كِرَام.

حتى أطاعَكَ فيهم النّصر الذي.

كذلك  خضعوا به قَسْراً خضوعَ لِئَام.

اقرأ أيضا: شعر رثاء عن موت شخص عزيز

رثاء الأب في الشعر الجاهلي جميل

الأب هو المرآه التي نرى العالم من خلالها هو أيضا الحضن الدافئ وهو الاطمأنان والاتقرار، عندما يرحل الأب تتقلب المشاعر وويتقلب الوجدان، إليكم من هنا رثاء الأب في الشعر الجاهلي جميل:

  • يا عَين مَهما كنتِ ذاتَ جمودٍ.

فَلَأبكِينكِ دَماً عَلى مَحمودِ.

وَلأمطِرَنكَ مِنَ الدموعِ سَحائِباً.

تَروينَها عَن كَفِّهِ في الجودِ.

وَلَأَنتَ يا كَبِدي فَمِن نارِ الأَسى.

كذلك ذوبي وَيانار الضلوعِ فَزيدي.

ما كنت يا قَلب الحَديدَ فَإِن تَكن.

فَالنار قَد تلوى بِكلِّ حَديدِ.

أيضا أَتعِزّ في مَحمودِ دَمعَةَ ناظِرِ.

لَو كانَ فيهِ قَسوَةَ الجَلمودِ.

مِن بَعدِ ما مَلَأَ النَواظِرَ قرَّةً.

وَغَدًا مَسَرَّةَ قَلبِ كطلَّ وَدودِ.

ما كنت أَحسَب أَنَّ مِثلَ جَبينِهِ.

شَرخَ الشَبابِ يَعود طَعم الدودِ.

ما كنت آمل أَنَّ شعلَةَ ذِهنِهِ.

تَعدو عَلَيها اليَومَ كَفَّ خَمودِ.

ما كنت آمل أَن نَكباءَ الرَدى.

كذلك تودي بِغصنِ شَبابِهِ الأَملودِ.

وَبِكلِّ نَفسٍ مِن أَمائِرِنَبلِهِ.

  • يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا.

إِذ رابَ دَهر وَكانَ الدَهر رَيّابا.

فَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ.

وَاِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِ أَجنابا.

وَاِبكي أَخاكِ لِخَيلٍ كَالقَطا عصَباً.

فَقَدنَ لَمّا ثَوى سَيباً وَأَنهابا.

يَعدو بِهِ سابِح نَهد مَراكِله.

مجَلبَب بِسَوادِ اللَيلِ جِلبابا.

حَتّى يصَبِّحَ أَقواماً يحارِبهم.

أَو يسلَبوا دونَ صَفِّ القَومِ أَسلابا.

كذلك هوَ الفَتى الكامِل الحامي حَقيقَتَه.

مَأوى الضَريكِ إِذا ما جاءَ منتابا.

كذلك يَهدي الرَعيلَ إِذا ضاقَ السَبيل بِهِم.

نَهدَ التَليلِ لِصَعبِ الأَمرِ رَكّابا.

كذلك المَجد حلَّته وَالجود عِلَّته.

كما أدعوك للتعرف على: أبيات من شعر الرثاء في العصر الجاهلي

رثاء الأب في الشعر الجاهلي حزين

سنقدم لكم في هذه الفقرة بعض من القصائد الحزينة المختارة من أفضل القصائد التي كتبها العديد من الشعراء والتي تعبر عن مدى الحزن عند وفاة الأب، وتضم أيضا معاني جميلة وكلمات راقية، إليكم من هنا رثاء الأب في الشعر الجاهلي حزين:

  • كيف أنسى من كان حبّي.                          وقلبي وحياتي وجنّتي وارتِيَاحي.

كان في ليلنا سراجاً منيراً.                         فتوارى بنوره في الصباح.

قد سما للسماء والروح.                            صارت في جوارِ العليمِ بالأرواح.

في جوارٍ أنعم به من جوارٍ.                       هو أهل الثناء والأمداح.

رَبِّ ألهمْه ثابت القول.                              واجعل حوله القبرَ من جنانٍ.

فِساحِ وتقبّله صابراً وشهيداً.                        ورفيقاً أهلَ التقى والصلاحِ.

فزْتَ يا والديْ بقولٍ سديدٍ.                          وبوجهٍ يُنيرُ كالمصباحِ.

لكَ فرضٌ وواجبٌ في صلاتي.                     بدعاءٍ بوافِ الإلحاحِ.

لكَ خيرُ الدعاءِ ما دمْتُ حياً ورجائيْ.             في فالقِ الإصباحِ.

أنت حيٌ أراك في كل دربٍ من دروبي.           وحَيثما كنتُ ناحي.

  • أماتَ أَبوك؟!     ضَلالٌ! أنا لا يموت أبي….

ففي البيت منه روائح ربٍّ وذكرى نَبي.

هنَا ركْنه… تلكَ أشياؤه… تَفَتَّق عن ألف غصْنٍ صبي.

جريدته، تَبْغه، متَّكَاه… كأنَّ أبي بَعْد لم يّذْهَبِ.

أجول الزوايا عليه؛ فحيث أمرّ، أمرّ على معْشِبِ.

أشُدّ يديه.. أميل عليهِ، أُصلِّي على صدرهِ المتْعَبِ.

أبي لم يَزلْ بيننا، والحديث حديث الكؤوسِ على المَشرَبِ.

يسامرنا فالدوالي الحبالى تَوَالَد من ثغرهِ الطَيِّبِ.

هل يعود أبي في تموز؟!

حَمَلْتُكَ في صَحْو عَيْنَيَّ.. حتى تَهيَّأ للناس أنِّي أبي..

أشيلكَ حتى بنَبْرة صوتي، فكيف ذَهَبْتَ ولا زلتَ بي؟

إذا فلَّة الدار أعطَتْ لدينا ففي البيت ألف فمٍ مذْهَبِ.

فَتَحْنَا لتمّوزَ أبوابَنا ففي الصيف لا بدَّ يأتي أبي..

  • سأَلوني لِمَ لَمْ أَرْثِ أَبي؟ ورِثاءُ الأَبِ دَيْنٌ أَيُّ دَيْنْ.

أَيّها اللّوّام ما أَظلمَكم! أينَ لي العقل الذي يسعد أينْ؟

يا أبي، ما أنتَ في ذا أولٌ، كلّ نفسٍ للمنايا فرض عَيْنْ.

هلكَتْ قبلك ناسٌ وقرَى ونَعى الناعون خيرَ الثقلين.

يا أبي والموت كأسٌ مرةٌ لا تذوق النفس منها مرتينْ.

كيف كانت ساعة قضيتها كلّ شيءٍ قبلَها أَو بعد هَيْن؟

أَشرِبْتَ الموت فيها جرعةً أَم شرِبْتَ الموتَ فيها جرعتين؟

لا تَخَفْ بعدَكَ حزناً أَو بكا، جمدتْ منِّي ومنكَ اليومَ عينْ.

أنت قد علمتني تركَ الأسى كلّ زَيْنٍ منتهاه الموت شَيْن.

ليت شعري هل لنا أن نلتقي مَرّةً، أَم ذا افتراق المَلَوَين؟

وإذا متّ وأودعتُ الثرى أَنلقَى حفرةً أَم حفْرتين؟

رثاء الأب في الشعر الجاهلي مكتوب

إليكم في تلك الفقرة مجموعة من أفضل القصائد التي تعبر عن الحزن على الأب المتوفي، والتي كتبها نخبة من أفضل وأبرع الشعراء ف العصر الجاهلي، رثاء الأب في الشعر الجاهلي مكتوب:

قالت ابنة الحكيم بن عمرو العبدية:

أيرجو ربيع أن يؤوب وقد ثوى.

حكيم وأمسى شلوه بمطبق.

فإن كنتم قوما كرامًا فعجلوا.

له جرأة من بأسكم ذات مصدق.

فإن لم تنالوا نيلكم بسيوفكم.

فكونوا نساء في الملاء المخلق.

وقولوا ربيع ربكم فاسجدوا له.

فما أنتم إلا كمعزى الحبلق.

كما قالت دختنوس ابنة لقيط بن زرارة: 

بكر النعي بخير خندف كهلها وشبابها.

وأضرها لعدوها وأفكها لرقابها.

وقريعها ونجيبها عند الوغى وشهابها.

ورئيسها عند الملوك وزين يوم خطابها.

وأتمها نسباً إذا رجعت إلى أنسابها.

فرع عمود للعشيرة رافع لنصابها.

ويعولها ويحوطها ويذب عن أحسابها.

كالكوكب الدري في ظلماء لا يخفى بها.

عن خيرها نسباً إذا نصت إلى أنسابها.

وهوازن أصحابهم كالفأر في أذنابها.

كما قال امرئ القيس في رثاء أبيه حجر:

ألم أنض المطي بكل خرق.

أمق الطول لماع السراب.

وأركب في اللهام المجر حتى.

أنال مآكل القحم الرغاب.

وكل مكارم الأخلاق صارت.

إليه همتي وبه اكتسابي.

وقد طوفت في الآفاق حتى.

رضيت من الغنيمة بالإياب.

أبعد الحارث الملك ابن عمرو.

وبعد الخير حجر ذي القباب.

أرجي من صروف الدهر لينا.

ولم تغفل عن الصم الهضاب.

وأعلم أنني عما قريب.

سأنشب في شبا ظفر وناب.

كما لاقى أبي حجر وجدي.

ولا أنسى قتيلا بالكلاب.

قالت أيضا أروى بن عبد المطلب:

بكت عيني وحق لها البكاء.

على سمحٍ سجيته الحياء.

على سهل الخليفة أبطحي.

كريم الخيم شيمته العلاء.

على الفياض شيبه ذي المعالي.

أبيك الخير ليس له كفاء.

طويل الباع أبيض شيظمي.

أعز كان غرته ضياء.

أقب الكشح أروع ذو فضولٍ.

له المجد المقدم والسناء.

أبي الضيم أبلح هبرزي.

قديم المجد ليس به خفاء.

ومعقل مالكٍ وربيع فهدٍ.

وفيصلها إذا التمس القضاء.

وكان هو الفتى كرمًا وجودًا.

وبأسًا حين تنسكب الدماء.

إذا هاب الكماة الموت حتى.

كأن قلوب أكثرهم هواء.

مضى قدماً بذي رأي مصيبٍ.

عليه حين تبصره البهاء.

كما يمكنكم الاطلاع على: رثاء عن الاب المتوفي

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا بعنوان رثاء الأب في الشعر الجاهلي، ونتمنى أن نكون قد أمتعناكم وقدمنا لكم باقة جميلة من أفضل القضائد المختارة لأفضل الشعراء في العصر الجاهلى.

والتي عبرو فيها تعبيرا من القلب عن مدى الامتنان بفضل الأب في الحياة، فضل وجود الأب بجانب الأبناء، وعبرو أيضا عن مدى الحزن الذي خيم في قلوبهم عند رحيل الأب وفراقه.

مقالات ذات صلة