الأدب في العصر الجاهلي

الأدب في العصر الجاهلي، ينقسم الأدب العربي إلى عدة أقسام وذلك على حسب العصور التي مر بها.

وهي الأدب الجاهلي والأدب الإسلامي  والأدب الأموي والأدب العباسي والأدب في عصر الانحطاط، حيث سنقوم في هذا المقال بالحديث عن الأدب في العصر الجاهلي بشكل تفصيلي فكن معنا عزيزي القارئ.

أهمية الأدب في العصر الجاهلي

إن ظهور الأدب في العصر الجاهلي كان له دور كبير في التطور العلمي عند العرب، حيث تكمن أهمية الأدب الجاهلي بما يلي:

  • الكم الكبير من النتاج الأدبي: تعتبر الوفرة الكبيرة من النتاج الأدبي في هذا العصر أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في حفظ التراث العربي واستمراره عبر العصور التاريخية.
    • حيث أصبح شاهدًا يتم الاستدلال به في الدراسات العلمية في يومنا هذا.
  • مساهمة الأدب الجاهلي في التطور الأدبي: لقد أظهر الأدب الجاهلي مدى التطور الذي وصل إليه العرب في ذلك العصر من خلال البناء الأدبي والصور والتراكيب القوية.
    • والذي كان له الدور الكبير في تطوير الأسلوب الأدبي في مختلف العصور.
    • ورفده بالصور الفنية والحليات ذات التعبير الادبي المتين والمتزن.
  • نقل الأحاسيس والمشاعر الصادقة: يعتبر الأدباء في العصر الجاهلي أفضل من استطاع نقل المشاعر الصادقة التي تجول في خاطر النفس البشرية.
    • وتحويلها إلى حروفٍ وكلمات، ولذلك كانوا أساتذةً للأدباء الذين جاؤوا من بعدهم.
    • وهذا ينبع من قدرتهم الكبيرة على تحليل المشاعر والأحاسيس.
    • والعواطف التي تترقرق في النفس والتعبير عندها بشكلٍ صادق.
  • دليل على بلاغة العرب قبل الإسلام: يعتبر الأدب هو أحد الدلائل على نبوغ الفكر ورجاحة العقل.
    • وعلية فإن الفصاحة والحكمة التي ظهرت داخل الأدب في العصر الجاهلي لهي مؤشر كبير على نبوغ الأمم السابقة.
  • دليل على تفوق العرب في مجال الأدب: إن الأدب الجاهلي يعتبر دليل قاطع على مقدار التطور.
    • والنضوج الذي وصل إليه الأدباء العرب في العصر الجاهلي مقارنةً مع الأدب في باقي الأمم واللغات.

اهد أيضًا: فن الخطابة في العصر الجاهلي

 تعريف الأدب الجاهلي

الأدب في العصر الجاهلي هو ذلك النتاج الأدبي الذي عبر عنه شعراء وأدباء عصر ما قبل الإسلام.

والذي يتألف من أشعار وخطب وروايات تستميل عاطفة القارئ وإحساسه بصورةٍ كبيرة.

وقد تفاوتت القبائل العربية في العصر الجاهلي في كميّة نتاجها الأدبي.

علمًا أن قبائل الشمال والجنوب هي من امتلكت الكم الأكبر من الإنتاج الأدبي العظيم هذا.

خصائص الشعر في العصر الجاهلي

هناك مجموعة من الخصائص والميزات التي يتصف بها الشعر الجاهلي ومن بين هذه السمات:

  • الاعتماد على نموذج معين من العمود الشعري: حيث تميزت القصائد في العصر الجاهلي بعمود شعري موزون يحمل خصائص معينة.
    • حيث كانت القصائد تبدأ دائمًا بالبكاء على أطلال المحبوبة أو الحنين إلى الديار، ومن ثم يتم الدخول في المواضيع الأخرى.
  • تنوع الزخرفات في القصيدة: حيث تميزت قصائد العصر الجاهلي بكثرة الزحافات والتي تعرف بتغيير الروي عدة مرات في سياق القصيدة.
    • والذي لا يخضع للقواعد التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي في علم العروض.
  • الصدق في التعبير: حيث يتميز الشعر الجاهلي بالمشاعر والأحاسيس الصادقة التي تنبع من خلال أبياته.
    • وتتجلى هذه الأحاسيس الصادقة من خلال أنواع هذا الشعر الذي يقسم إلى شعر قصصي وشعر تعليمي يحتوي على الحكم والمواعظ وشعر غنائي تمثيلي.
  • الموضوعات المختلفة: حيث نرى أن القصيدة الواحدة في سياق الأدب في العصر الجاهلي تحمل العديد من المواضيع كالرثاء والهجاء والفخر والغزل.
  • استخدام التشابيه: لقد استخدم شعراء العصر الجاهلي التشبيه اللغوي الذي يحمل الصدق في المشاعر.
    • حيث لم يحاولوا أن يتكلفوا في صياغة التشابيه، بل كانت تنبع في صدر قصائدهم بشكلٍ عفوي.
  • التنوع في الألفاظ البلاغية: حيث أن شعراء العصر الجاهلي تميزوا بالفصاحة والبلاغة الفخمة.
    • فكانوا يستخدمون مختلف أنواع المحسنات البديعية في قصائدهم وكانوا يضعون كل لفظٍ في مكانه المناسب.
    • بحيث يعبرون عن المعنى المطلوب دون الحاجة إلى التفسير أو الشرح.

أغراض الشعر في الأدب الجاهلي

لقد تعددت موضوعات ومضامين القصائد

الشعرية ضمن الأدب في العصر الجاهلي ومن أشهر هذه الأغراض:

الغزل

ويعتبر الغزل من أشهر الموضوعات التي تطرق إليها الشعراء الجاهليين.

فقد كان الشاعر يذكر أوصاف محبوبته ومحاسنها.

كما ترق مشاعره عندما يتحدث عن شدة شوقه لها وتحرُّقِ قلبه من فراقها حتى تسيل دموعه ألمًا من هجرها.

كما اعتاد الشراع الجاهليون أن يذكروا أسماء محبوباتهم في قصائدهم تخليدًا لهنّ، ومن أشهر شعراء الغزل في ذلك العصر أمرؤ القيس.

اقرأ أيضًا: النثر في العصر الجاهلي وأنواعه

المديح

وهو من الأغراض الشعرية التي شاعت بين الشعراء في العصر الجاهلي.

حيث كانوا يقومون بذكر محاسن شخصٍ ما وفضائله وخصاله الحميدة.

وقد استخدم المديح لعدة أسباب منها التقرب من الولاة والأمراء وكسب ودهم.

أو من أجل الإصلاح بين القبائل المتنازعة.

حيث يقوم الشاعر بذكر مكارم كل قبيلة من القبائل المتناحرة حتى يحرك فيهم روح الوفاق والتآخي، ومن أشهر شعراء المدح زهير بن أبي سلمى.

الحكمة

وهي من الأغراض الشعرية التي تميز بها بعض فحول الشعر في العصر الجاهلي.

حيث يقوم الشاعر بسرد ملخص تجاربه في الحياة كي يستخلص منها المستمع العبر والنصائح التي تفيده في حياته.

كما يقوم الشاعر أحيانًا بسرد الأحداث القديمة التي عاشها السابقون ويقارنها مع الحاضر بغية أخذ الدروس وعدم الوقوع في الخطأ.

ومن أشهر من كتب في هذا المضمون زهير بن أبي سلمى.

الفخر

وقد شاع الفخر بين الشعراء الجاهليين، حيث كانوا يفخرون بشجاعتهم وبطولاتهم وفروسيّتهم، كما كان يفعل عنترة بن شداد في أشعاره.

ما هو النثر في العصر الجاهلي وماهي أشكاله؟

النثر هو أحد أنواع الأدب في العصر الجاهلي ويقصد به الكلام ذو الصياغة المحكمة، للتأثير على قلب المستمع، وللنثر في العصر الجاهلي عدة أشكال منها:

  • الخطابة: وهي من أشهر أنواع النثر انتشارًا.
    • حيث كانت تُستخدم من أجل الوعظ والإرشاد والدعوة للسلام.
    • كما يعتبر النثر من أكثر الأساليب تأثيرًا في المحافل الاجتماعية والسياسية.
    • ،لذلك كان شائعًا في الأسواق المشهورة عند العرب.
    • كما كانت الخطب من الأعراف المشهورة عند الدخول على الملوك.
  • الحكم والأمثال: وقد اشتهر بها العرب قبل الإسلام.
    • وهي عبارةٌ عن جمل قصيرةٍ موجزة تحمل بين طياتها معانٍ عظيمة.
    • فالأمثال عند العرب تُعتبر خلاصة لكثير من التجارب والقصص التي يجب على الإنسان أن يتعظ بها.
  • الوصايا: وهي نوع من أنواع النثر التي يستخدم فيه صاحب الوصية الكثير من فصاحة اللغة العربية.
    • وجمالها كي يستطيع أن يؤثر في نفس المتلقي.
    • والوصايا هي عبارةٌ عن ملخص تجربة الشخص.
    • لذلك نراها شائعةً عند كبار السن من أصحاب الخِضَم الطويل في الحياة.
  • سجع الكُهّان: وهو نوع خاص من النثر كان يستخدمه الكهنة خُدام الأوثان في ذلك الزمان.
    • وكان يحتوي هذا السجع على كلامٍ غامضٍ كثير التكلف والتكرار.
    • وقد اندثر هذا النوع من النثر بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع أن المشركين في بداية البعثة كان يشبهون القرآن بسجع الكهان.

شاهد من هنا: العصر الجاهلي وخصائصه

وعليه فإن الادب في العصر الجاهلي كان له الكثير من الأشكال والأغراض.

وهو من الأشياء التي بينت فصاحة العرب وبلاغتهم، كما أوضحت سعة اللغة العربية وقوتها وقدرتها على التعبير مقارنةً مع باقي اللغات.

مقالات ذات صلة