أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما

أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، سوف نذكر لكم من خلال هذا المقال شرح لجملة أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما حيث تأتي هذه الجملة في أحدى الأحاديث الشريفة عن الرسول صل الله عليه وسلم.

وفي السطور القادمة سوف نتعرف أكثر عن مضامين هذا الحديث وما المقصود من هذه الجملة، وهل لابد من الاعتدال في الحب أم لا.

أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما

الاعتدال والتوسط من المبادئ الأولى في الشريعة الإسلامية في جميع أمور الدنيا، وذلك يعني أن الاعتدال في الحب والمشاعر والبغض من الأمور الواجبة في الدين الإسلامي.

وللدلالة على ذلك الحديث الشريف الذي ورد عن الرسول صل الله عليه وسلم.

أنه قال: “أحبب حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما”

ويقصد الرسول صل الله عليه وسلم من هذا الحديث، إرشاد الناس إلى عدم المبالغة والاعتدال والتوسط في الحب والبغض.

بمعنى أن لا يفرط الإنسان في الحب والمبالغة في المشاعر تجاه أحد الأفراد، أو عكس ذلك عدم الإفراط أيضًا في الكره، وذلك لأن من الممكن أن تنقلب القلوب يومًا ما.

وقد يأتي يوح نحب من نكره ونكره من نحب، وفي تلك اللحظة من الممكن أن يندم الشخص على مبالغته في مشاعره تجاه الأفراد.

ومبالغته في مشاعر الحب والبغض، فمن الممكن أن ينقلب الحال في لحظة.

ويصبح الحبيب صديق، ويصبح الصديق عدو، ولذلك التوسط والاعتدال هو أنسب حل للمشاعر.

شاهد أيضًا: كيف تحول الحب من طرف واحد إلى طرفين

معاني مفردات أحبب حبيبك هونًا ما

قول الرسول صل الله عليه وسلم في الكثير من المعاني والمضامين في تلك الحديث، وفيما يلي أبرز معاني المفردات لتلك الجملة وهي كالتالي:

  • أحبب: فعل أمر من الأفعال التي لا تفيد الوجوب، ولا تفيد الندب.
    • أنما يعتبر أمر إرشادي متعلق بالأمور الدنيوية، ولا يتعلق بالأمر الذي يتعلق بأمور الآجر والثواب والآخرة.
    • وقول رسول الله صل الله عليه وسلم أحبب في هذا الحديث الشريف.
    • تشير إلى النصح والإرشاد للمسلم في الدنيا، ويعود ذلك الأمر لمصلحة الإنسان.
  • هونًا: وتأتي هذه الجملة في الحديث الشريف بمعنى أن يحب الفرد حب هين ويسير بدون تكليف ومبالغة في الحب.
    • وأن الاعتدال في الحب خير من المبالغة حتى لا يندم العبد على حبه في وقت أخر.
  • ما: حرف يفيد التأكيد، ويوجد معنى أخر لاستخدام هذا الحرف في الحديث.
    • فقد يقول البعض أن الغرض من هذا الحرف الإبهام، بمعنى أن يكون الحب مبهم غير ظاهر.
    • ويأتي بمعنى أخر أيضًا وهو التقليل في الحب أو التقليل في البغض.
  • عسى: كلمة عسى في الحديث الشريف تأتي للإشفاق، وهو يعتبر حرف من حروف الترجي.
    • ويشير هذا الحرف إلا أن من الممكن أن ينقلب الأمر ويصبح الحبيب عدو، والعدو صديق.

شرح أهل الفقه للحديث الشريف أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما

أجاب الكثير من الشيوخ وعلماء الدين والفقه عن الكثير من الأسئلة حول هذا الحديث الشريف، ومعناه، وفيما يلي إليكم شرح أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما كالآتي:

  • قال أحد الشيوخ أن الحديث الشريف يشير إلى أن يجب على الإنسان أن يكون معتدل في كل شيء.
    • وذلك في قول الله تعالى: “وكذلك جعلناكم أمة وسطًا”.
    • وتشير هذه الآية الكريمة لمقولة خير الأمور الوسط.
    • وأن يكون الحب باعتدال والكره والبغض أيضًا باعتدال.
  • على المسلم أن يكون حبه غير مبالغ فيه، وذلك خشية من انقلاب الأحوال يومًا.
    • فتوجد احتمالية أن العدو يصبح صديق وحبيب، وأن الصديق يصبح غريب أو عدو.
    • وغاية هذا الحديث الشريف غاية واضحة وصريحة.
    • وهي أن يكون الإنسان معتدل في كل شيء سواء كان في الخير أو الشر.

قصة الرسول(قصة الرهط)

جاءت أيضًا قصة شهيرة عن الرسول صل الله عليه وسلم وهي قصة الرهط.

وهم الأشخاص الذين جاؤوا لأزواج الرسول صل الله عليه وسلم، وسألوهن عن عبادة الرسول وصيامه وقيامه وإتيانه لهم.

فأخبرنهم نساء الرسول بما يفعله الرسول باعتدال، حيث قالوا: أن الرسول صل الله عليه وسلم يقوم الليل ثم ينام، ويصوم ويفطر، ويتزوج النساء، أما أهل الرهط كانوا في صراع بينهم وفي حقد وغل.

وكان أحدهم يقول أنه يقوم الدهر ويصور ولا يفطر، وشخص آخر يقول أنه يقول الليل ولا ينام.

والآخر يقول أنه يعيش راهبًا والدين الإسلامي لا رهبانية فيه.

فرد عليهم الرسول صل الله عليه وسلم وقال: “أما إني أخشاكم لله، وأتقاكم لله، أما إني أقوم الليل وأنام،.

وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني” وقول الرسول يدل على الاعتدال في العبادة، والاعتدال في الحب والبغض.

ولا يجوز المبالغة في أي شيء، وذلك لآن من تجاوز حد الشيء فقد يصل إلى نقيضه.

اقرأ أيضًا:آيات قرآنية عن الحب بين الزوجين

المحبة في الدين الإسلامي

الدين الإسلامي دين المحبة والتسامح، وتعني المحبة في الدين الإسلامي أن يحب الشخص شيئًا ما ويتمناه من كل قلبه ويميل له.

وهي تلك المشاعر الطبيعية في حياة البشر، وبالفعل تعامل الدين الإسلامي مع تلك المشاعر بطريقة مهذبة وجميلة.

ولكن وجب على المسلمين أن يحبوا الدين الإسلامي في البداية والله تعالى والرسول الكريم.

والعبد لا يكتمل دينه إلا إذا أحب الدين والله والرسول وفضلهم على نفسه.

ثم بعد ذلك تبدأ المحبة الخاصة بالصالحين وأصحاب الرسول صل الله عليه وسلم.

والمسلم أيضًا بإمكانه أن يشعر بالحب تجاه الكثير من الأفراد من حوله، كحب الوالدين والأخوة والأسرة، والأصدقاء، والحب في الله من أعظم أنواع الحب.

وذلك في قول الله تعالى: “وأعد للمتحابين فيه أجرً عظيمًا” ووعد الله هؤلاء الناس أن يظلهم بظله يوم القيامة.

وذلك لأن المحبة في ذلك الوقت سوف تكون مبنية عن نية خالصة لوجه الله تعالى.

وليست محبة من أجل غرض دنيوي.

حب الرجل للمرأة أيضًا في النور وتحت ستار الدين من الأمور الطبيعية في الدين الإسلامي.

فيؤلف الله بين القلوب ويجمع بين الأزواج ليجعل بينهم المودة والرحمة والسكينة.

وللدلالة على ذلك حب الرسول صل الله عليه وسلم لأزواجه وخاصة حبه للسيدة عائشة أم المؤمنين.

حيث كان الرسول يصرح بحبه له أمام العلن دون أن يخجل من هذا الحب.

بل بالعكس ذكر الكثير من الأحاديث الشريفة التي تدل على مدى حب وتعلق النبي بالسيدة عائشة رضي الله عنها.

البغض والكره في الدين الإسلامي

كلمة البغض هنا تأتي بمعنى الكره، وهو شعور الفرد بعد الميل إلى أمر ما أو النفور منه.

وقد يشير هذا المعنى أيضًا إلى كره الأشخاص لبعضهم البعض.

ولكن الكره في الإسلام من الأمور الغير محببة ومن الأفضل أيضًا الاعتدال في البغض.

فمن الممكن أن تنقلب الأحوال يومًا ما ويصبح هذا الشخص أقرب الأشخاص إلينا وتنقلب أعماله لأعمال صالحة.

كما يقال أن البغض نوعان، فيوجد كره محمود: وهو كره المنكرات والمعاصي والكفر والشرك بالله.

أم النوع الأخر فهو البغض المذموم: وهو يعني كره المسلمين أو الأشخاص لبعضهم البعض والحقد عليهم بدون أسباب.

وفي هذه الحالة سوف يكون هذا البغض مكروه في الدين الإسلامي.

وذلك لأنه يشير إلى سوء الأخلاق، ويتسبب في تدمير الكثير من العلاقات وتفكك وتفرق الكثير من الجماعات.

شاهد من هنا: ما هو الحب الحقيقي في الإسلام؟

وفي الختام نكون قد ذكرنا لكم مضمون ومفهوم مقولة أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وهي الجملة التي جاءت في أحدى الأحاديث النبوية الشريفة.

التي تشير إلى واجب الاعتدال والتوسط في الحب والكره في جميع أمور الدنيا.

مقالات ذات صلة