مظاهر الثقافة وتجلياتها لدى الإنسان

مظاهر الثقافة وتجلياتها لدى الإنسان حيث تمثل تلك المظاهر تاريخ ما قدمته البشرية من حضارة، وتعتبر الثقافة مجموعة القيم والعادات والأفكار التي يتبناها أفراد المجتمع مما يساهم في انتشارها وتوارثها.

وتختلف الثقافة البشرية من مجتمع لآخر وذلك لاختلاف العوامل التي تكون تلك الثقافة، وكلما كان المجتمع يعيش في حالة استقرار كلما أثر ذلك على مستوى ثقافة أفراده، ومن خلال موقعنا mqall.org نتعرف على أهم المظاهر الثقافية المختلفة.

مفهوم الثقافة

قبل التعرف على مظاهر الثقافة يجب إيضاح المقصود بكلمة ثقافة، حيث أن هناك تعريفان لتلك الكلمة كل تعريف وفقا لرؤية واضعيه.

حيث يرى الواقعيون أن الثقافة ما هي إلا سلوك البشر في مجتمع معين، بينما يرجع التجريديين مفهوم الثقافة إلى الأفكار التي تنتشر في المجتمع، ولكن في العموم يتضح معنى كلمة الثقافة في الآتي:

  • تعتبر الثقافة تلاحم بين إنتاج البشر الفكري المحسوس والمادي الملموس، وذلك يتم رصده في كافة الجوانب سواء اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو فنية وأيضا في خلال الفترات التاريخية المتعاقبة.
  • ثقافة أي مجتمع قابلة للتطوير والإضافة بتطور المجتمع وقدرة أفراده على التكيف مع المتغيرات، ويطلق على ذلك التغيير الثقافة المعاصرة.
  • تساعد الثقافة الأفراد في تحليل الأحداث التي تظهر في المجتمع وتؤثر على حياة أفراده، مما يساعد في نضج الأفكار الخاصة بتلك الأحداث.
  • انتعاش الثقافة في المجتمع قائم على التطور في مختلف مظاهر الحياة الأخرى، والتي تتمثل في الأحوال الاجتماعية والسياسية وأيضا الأوضاع الاقتصادية.

شاهد أيضا: عوامل انتشار الثقافة

أنواع الثقافة في المجتمع

تتعدد الأشكال الثقافية في أي مجتمع ويتميز كل شكل بخصائص معينة، وخلال حياة الفرد يكتسب  عدة أشكال ثقافية تتمثل في الآتي:

  • تعتبر الثقافة الدينية من أكثر الثقافات الاجتماعية انتشارا في المجتمع، حيث يمثل الدين مظهر من المظاهر البالغة الأهمية لدى أفراد المجتمع.
  • كما تمثل الثقافة التربوية جزء أساسي من ثقافة أي مجتمع، حيث تبدأ التربية والتنشئة لأفراد المجتمع منذ الصغر وتساعد تلك الثقافة في ارتقاء المجتمع وانتشار القيم الحميدة داخله.
  • فيما تعتبر الثقافة القانونية من أهم الوسائل التي تحفظ حقوق الأفراد داخل المجتمع وتساعد على استقراره.
  • أيضا يعد الاهتمام بالثقافة الاقتصادية من أهم سبل تنشيط المجتمع اقتصاديا.
    • وذلك من خلال تثقيف أفراده بأهم جوانب التنمية الاقتصادية ووضع الاقتصاد في المجتمع، سواء كان المجتمع متطور اقتصاديا أو مجتمع نامي.
  • ومن أنماط الثقافة التي تزدهر بشكل خاص في المجتمعات المتطورة الثقافة السياسية والتي ترتبط بتقبل السلطة لذلك النوع من التثقيف.
  • كما تمثل الثقافة البيئية أهمية بالغة حيث ترتبط بمدى وعي الأشخاص بضرورة الحفاظ على البيئة من حولنا، والإلمام بالمشكلات البيئية والحلول المطروحة للسيطرة على تفاقم تلك المشاكل وما تسببه من آثار خطيرة على حياة البشر.
  • ومن أكثر أنواع الثقافات تخصصا الثقافة العلمية التي تعتمد على الاهتمام بالعلم بكافة جوانبه المختلفة.
    • أو التخصص في مجال معين من العلوم التي تخدم الإنسانية وتساعد في إيجاد حلول للكثير من المشكلات المنتشرة.

اقرأ أيضا: أهمية الثقافة الشعبية

اختلاف الثقافة من مجتمع لآخر  

ترتبط عوامل اختلاف مظاهر الثقافة وتجلياتها لدى الإنسان باختلاف المجتمعات وتقبلها لبعض الثقافات دون غيرها، ذلك بالإضافة إلى كل ما يميز مجتمع عن غيره من المجتمعات، ومن أهم أسباب  اختلاف الثقافات ما يلي:

  • يساهم حجم المجتمع في تنوع الثقافات داخله، حيث يؤثر عدد الأفراد داخل المجتمع على التنوع الفكري وتنوع العادات والتقاليد، وأيضا اختلاف الأديان وما يسببه ذلك من إثراء للثقافات المختلفة.
  • كما يؤثر انتشار التعليم في المجتمع على ازدهار الثقافات المتنوعة عكس المجتمعات التي تعاني من الأمية وانخفاض مستوى التعليم.
  • أيضا يعد الموقع الجغرافي للمجتمع ومظاهر الطبيعة عنصر مؤثر على أنواع الثقافة في المجتمع وكيفية انتشارها.
  • كما أن الانتعاش الاقتصادي من الأسباب التي تؤثر على اهتمام أفراده بالثقافة بمختلف أنواعها.

أهمية الثقافة في المجتمعات

تساعد الثقافة على تهذيب السلوك البشري، كما أنها تحافظ على القيم المتوارثة خاصة المرتبطة بالعادات والتقاليد، وتظهر أهمية الثقافة في تجلياتها لدى الفرد داخل المجتمع وذلك من خلال الآتي:

  • تعتمد الثقافة على جمع المعلومات والتي أصبحت حديثا وبفضل تكنولوجيا المعلومات تتم بشكل سهل وسريع.
    • ولكن على الجانب الآخر لا تعتبر كل المعلومات المتاحة عبر وسائل التكنولوجيا دقيقة إذ يجب التدقيق في جودة المصادر.
  • أصبح الآن الاضطلاع على ثقافات المجتمعات الأخرى أمر ميسر، مما يساهم في إثراء ثقافة أفراد المجتمع وذلك بالنقل والإضافة.
    • ولكن قد يحمل ذلك بعض الجوانب السلبية المتمثلة في نقل بعض الثقافات التي لا تتماشى مع قيم ومبادئ المجتمع.
  • اتجاه المجتمعات المتشابهة كالمجتمعات العربية أو المجتمعات الأفريقية إلى التعاون الثقافي والاهتمام بإقامة المسابقات والندوات الثقافية الإقليمية لإحداث تقارب فكري وثقافي بين أفراد تلك المجتمعات.
  • الاهتمام بإنشاء جهات مسؤولة عن ثقافة المجتمع، تعمل على إنعاش الأحوال الثقافية ومتابعة الأحداث الثقافية وكل ما يرتبط بتثقيف أفراد المجتمع.
  • الاهتمام بتواصل الأجيال وترميم المظاهر الثقافية القديمة والعمل على إحياء التراث الفكري والثقافي، وأيضا الاهتمام بالموروثات من الحضارات القديمة.

شاهد من هنا: الفرق بين العلم والثقافة

أبعاد مفهوم الثقافة

مفهوم الثقافة له عدة أبعاد تشمل العديد من الجوانب المترابطة. هناك عدة أبعاد رئيسية لمفهوم الثقافة:

  • الأبعاد الاجتماعية والعرقية: تتعلق هذه الأبعاد بالقيم والمعتقدات والتقاليد التي تشترك فيها مجموعات معينة من الناس بناءً على خصوصياتهم الاجتماعية والعرقية مثل اللغة والديانة والعادات والتقاليد والطقوس.
  • الأبعاد السلوكية والتصرفية: تتعلق هذه الأبعاد بالسلوكيات والتصرفات التي يتبعها أفراد المجتمع بناءً على قيم وعادات وتقاليد ثقافتهم، وتشمل الآداب والسلوكيات الاجتماعية والتقاليد اليومية.
  • الأبعاد الفكرية والفلسفية: تتعلق هذه الأبعاد بالمعرفة والفلسفة التي يتمتع بها أفراد المجتمع، وتشمل المفاهيم والأفكار الدينية والفلسفية والمعرفية التي تشكل جزءاً من تفكيرهم وتأثيرهم على العالم.
  • الأبعاد الفنية والإبداعية: تشمل هذه الأبعاد التعبيرات الفنية والإبداعية التي تعكس ثقافة المجتمع، مثل الأدب والفنون التشكيلية والموسيقى والعمارة والطهي وغيرها.
  • الأبعاد الاقتصادية والتكنولوجية: تتعلق هذه الأبعاد بالتكنولوجيا والاقتصاد وكيفية تأثيرها على الحياة الثقافية للمجتمع، وتشمل العادات والممارسات الاقتصادية والتكنولوجية المتبعة في المجتمع.
  • الأبعاد الجغرافية والبيئية: تشمل هذه الأبعاد العوامل الجغرافية والبيئية التي تؤثر على تطور الثقافة، مثل الموقع الجغرافي والمناخ والتضاريس والموارد الطبيعية.

خصائص الثقافة

الثقافة هي مجموعة القيم والمعتقدات والتقاليد والعادات والسلوكيات المشتركة التي تميز مجتمعًا معينًا. وتتميز الثقافة بعدة خصائص، منها:

  • تنوعها: تختلف الثقافات من مجتمع إلى آخر بناءً على العوامل الجغرافية والتاريخية والدينية والاقتصادية وغيرها، وتتضمن تلك التنوعات تفاوتًا في القيم والمعتقدات والتقاليد.
  • تماسكها واستمراريتها: تتميز الثقافة بالتماسك والاستمرارية عبر الأجيال، حيث تُعبّر القيم والعادات والتقاليد عن هوية المجتمع وتربط أفراده ببعضهم البعض.
  • التطور والتغير: على الرغم من استمرارية الثقافة، فإنها تتأثر بالتطورات والتغيرات في العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية، مما يؤدي إلى تطوير بعض العادات والممارسات والتقاليد.
  • التعلم والتأثير: تنتقل الثقافة من جيل إلى جيل من خلال التعلم والتأثير، حيث يتلقى الأفراد تعليمهم الثقافي من خلال التفاعل مع أفراد مجتمعهم ومحيطهم.
  • الانتماء والهوية: توفر الثقافة إطارًا للانتماء الاجتماعي وتشكيل الهوية الفردية والجماعية، حيث يشعر الأفراد بالانتماء إلى ثقافتهم وبأنها جزء لا يتجزأ من شخصيتهم وهويتهم.
  • التعددية والتفاعل: تتميز الثقافات بالتعددية والتفاعل، حيث يمكن للأفراد والمجتمعات التفاعل مع ثقافات أخرى واستيعاب عناصر جديدة تثري ثقافتهم.

مظاهر ثقافة الإنسان المعاصر

ثقافة الإنسان المعاصر تتجلى في عدة مظاهر تعكس تطور العصر وتغيرات المجتمعات، منها:

  • التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي: يشهد العصر المعاصر تطورًا هائلًا في مجال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤثر بشكل كبير في طرق التفاعل والتواصل بين الأفراد وبين الثقافات المختلفة.
  • العولمة والتنوع الثقافي: تزايدت العلاقات الثقافية والاقتصادية بين الدول والشعوب، مما أدى إلى زيادة التفاعل والتبادل الثقافي وظهور مزيج متنوع من الثقافات.
  • التغيرات الاجتماعية والسلوكية: تشهد المجتمعات المعاصرة تحولات في القيم والمعتقدات والتصورات الاجتماعية، مما ينعكس على سلوكيات الأفراد وتفاعلاتهم.
  • التنوع الفني والثقافي: يظهر التنوع الفني والثقافي بشكل واضح في الموسيقى والسينما والأدب والفنون التشكيلية وغيرها، مما يعكس تنوع وتطور الأذواق والاهتمامات الثقافية للأفراد.
  • التحولات في التعليم والتعلم: تشهد مجالات التعليم والتعلم تحولات هامة في ضوء التطور التكنولوجي والتغيرات الاجتماعية، مما يؤثر على أساليب التعليم وممارساته.
  • الوعي بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية: يشهد العصر المعاصر اهتمامًا متزايدًا بالقضايا الاجتماعية والبيئية، وتزايد الوعي بأهمية المساهمة في حل المشكلات العالمية والحفاظ على البيئة.
  • التطورات في العمل والاقتصاد: تشهد العمليات الاقتصادية والمؤسسات العملية تحولات هامة في ضوء التطور التكنولوجي والتغيرات في السوق العالمية، مما يؤثر على توزيع الثروة والفرص الاقتصادية.

وظيفة الثقافة

وظيفة الثقافة تتعدد وتتنوع بحسب السياق الاجتماعي والتاريخي والثقافي، ومن أهم وظائفها:

  • نقل القيم والمعتقدات: تعمل الثقافة على نقل القيم والمعتقدات من جيل إلى جيل، مما يسهم في تشكيل الهوية الثقافية للأفراد والمجتمعات.
  • تكوين الهوية الشخصية والجماعية: تساهم الثقافة في تشكيل هوية الفرد وانتمائه الاجتماعي والثقافي، وتعزز الانتماء الجماعي للمجتمعات.
  • تعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي: تلعب الثقافة دورًا مهمًا في تعزيز التواصل والتفاعل بين الأفراد وبين الثقافات المختلفة، وتسهم في بناء جسور الفهم والتعاون بين الشعوب.
  • تطوير المهارات والمعرفة: تساهم الثقافة في تطوير المهارات والمعرفة لدى الأفراد، سواء كانت ذلك في المجالات الفنية والأدبية أو العلمية والتكنولوجية.
  • التأثير على التفكير والسلوك: تؤثر الثقافة على التفكير والسلوك الإنساني، حيث تشكل القيم والمعتقدات والممارسات التي يتبناها الأفراد ويتماشون معها في حياتهم اليومية.
  • حفظ التراث والتاريخ: تسهم الثقافة في حفظ التراث والتاريخ الثقافي للمجتمعات، وتعزز الوعي بالتراث الثقافي والتاريخي وتحافظ عليه للأجيال القادمة.
  • تعزيز التعاون والتسامح: تعمل الثقافة على تعزيز قيم التعاون والتسامح بين الأفراد والمجتمعات، وتسهم في بناء جو من الاحترام والتفهم المتبادل.

أسئلة شائعة حول الثقافة

ما هي أهمية الثقافة في حياة الإنسان؟

الثقافة تلعب دورًا حيويًا في تشكيل هوية الفرد وتوجيه سلوكه وتفكيره، كما تسهم في التواصل بين الأفراد والمجتمعات وتعزز الفهم والتسامح.

كيف يؤثر التعرض لثقافات متعددة على شخصية الإنسان؟

التعرض لثقافات متعددة يمكن أن يوسع آفاق الإنسان ويثري تجربته الحياتية، ويزيد من فهمه للعالم ويعزز قدرته على التعايش مع الآخرين بفهم وتسامح.

ما هي أهم المظاهر التي تعكس الثقافة في المجتمعات؟

المظاهر التي تعكس الثقافة في المجتمعات تشمل الفنون والعمارة والموسيقى والأدب والتقاليد والعادات والتصوير الذهني للعالم والقيم والمعتقدات.

ما هو دور الثقافة في تحقيق التنمية المستدامة؟

الثقافة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التعاون والتسامح وتعزيز الابتكار والإبداع في مختلف المجالات.

كيف يمكن للثقافة أن تؤثر في تحديد سلوك الفرد؟

الثقافة تؤثر في تحديد سلوك الفرد من خلال نقل القيم والمعتقدات والتوجيهات الاجتماعية، وتشكيل الهوية والانتماء الثقافي وتأثير البيئة الثقافية المحيطة به.

مقالات ذات صلة