معنى ناقصات عقل ودين في الإسلام

معنى ناقصات عقل ودين في الإسلام، تستمر النساء المسلمات في المجتمع العربي بسماع كلمات انهن ناقصات عقل ودين كلما أراد البعض التقليل من شأنهن دون معرفة المقصد الحقيقي وراء هذا الحديث.

وهناك الكثير يتساءل عن سبب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النساء ناقصات عقل ودين في حين أنه كان لا ينطق عن الهوى، ولذا سنتابع تفسير السبب في المقال التالي.

الحديث الشريف 

الحديث الشريف الذي يصف النساء بنقص العقل والدين ويستخدمه العديد من الناس دون معرفة إنه حديث لرّسول الله عليه الصّلاة والسّلام وقد رواه أبو سعيد الخدري الوارد لدى البخاري في صحيحه.

كالتالي: (خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أضحى أو فِطْرٍ إلى المُصلَّى، فصلَّى ثمَّ انصرَف، فقام فوعَظ النَّاسَ وأمَرهم بالصَّدقةِ.

بقوله: (أيُّها النَّاسُ تصدَّقوا)، ثمَّ انصرَف فمرَّ على النِّساءِ، فقال: (يا معشرَ النِّساءِ تصدَّقْنَ فإنِّي أراكنَّ أكثَرَ أهلِ النَّارِ).

فقُلْنَ: ولمَ ذلك يا رسولَ اللهِ؟ قال: (تُكثِرْنَ اللَّعنَ وتكفُرْنَ العشيرَ، ما رأَيْتُ مِن ناقصاتِ عقلٍ ودِينٍ أذهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازمِ مِن إحداكنَّ يا معشرَ النِّساءِ)

فقُلْنُ له: ما نقصانُ دِينِنا وعقلِنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: (أليس شَهادةُ المرأةِ مِثْلَ نصفِ شَهادةِ الرَّجُلِ)، قُلْنَ: بلى.

قال: (فذاك نُقصانُ عقلِها أوَ ليسَتْ إذا حاضتِ المرأةُ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ)؟ قُلْنَ: بلى، قال (فذاك نُقصانُ دِينِها).

ثمَّ انصرَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا صار إلى منزلِه جاءتْ زينبُ امرأةُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ تستأذِنُ عليه.

فقيل: يا رسولَ اللهِ هذه زينبُ تستأذِنُ عليك. فقال: (أيُّ الزَّيانبِ)؟ قيل: امرأةُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال: (نَعم ائذَنوا لها).

فأذِن لها، فقالت: يا نبيَّ اللهِ إنَّك أمَرْتَنا اليومَ بالصَّدقةِ، وكان عندي حلي فأرَدْتُ أنْ أتصدَّقَ، فزعَم ابنُ مسعودٍ أنه وولَدَه أحق من تصدقت به عليهم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (صدَق زوجُك وولَدُك أحق من تصدقت به عليهم)).

شاهد أيضًا: أهمية العقل ومكانته في الإسلام

تفسير مُصطلحات الحديث

  • المعشر: ان معنى المعشر في اللغة هو الجماعة الذين يتشاركون في أمر واحد، وهو اسم أطلق على الإنس فيقال معشر.
    • ويمكن إطلاقه على الجن فيقال معشر الجن، وكذا الأنبياء معشر، وبالتالي يسمى النساء بمعشر لكونهم يتشاركون في نفس الصفات.
  •  وكلمة العشير بفتح العين وكسر الشين، معناها في الأصل المعاشر مطلقاً، والمقصود هنا الزوج.
  •  اللب: يقصد به العقل، والمراد به خصوصًا كمال العقل والرأي الحكيم، وقول الرسول عليه الصّلاة والسلام فهذا نقصان العقل: أي يقصد علامة نقصانه.
  •  وقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمكث الليالي ما تصلي: لا يقصد به امتناعها عن الصلاة عن عمد ولكن تمكث الليالي والأيام لا تصلي صلاتها بسبب عذر شرعي ألا وهو الحيض.
    • وكذلك لا تصوم رمضان كاملاً لأنها تضطر أن تفطر أيام في شهر رمضان بسبب الحيض.
  • تكثِرن اللعن: حتى وإن كانت صغيرة فهي في حكم الشرع عندما تصبح عادة ويكثر منها تصبح كبيرةً.
    • فقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام لعن المؤمن كقتله، وأجمع العلماء المسلمين على حرمة اللعن.
  • اللعن في اللغة: الإبعاد والطرد. واللعن في الشرع: الإبعاد والطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى.
    • فلا يصح أن يبعد العبد غيره من رحمة الله تعالى من يجهل حاله وخاتمة أمره، بعلم ومعرفة قطعية.

شاهد أيضًا: بحث عن مكانة المرأة في الإسلام مع المراجع

 شرح حديث ناقصات عقل ودين

بين نبي الله عليه الصلاة والسلام معنى قوله ناقصات عقل ودين على النساء بعد أن تزايد السؤال عن نقصان العقل والدين، وبدى الأمر وكأن لم يلاحظ أحد هذا على النساء حتى سأِل رسول الله عنه.

 إن معنى نقصان العقل والدين الذي جاء في حديث رسول الله كالآتي:

  •  نقصان العقل: أي أنّ المرأة يصيبها النسيان بصورة متكررة، ويصبح من الصعب عليها تذكر تفاصيل بعض الأمورِ التي تمر عليها في حياتِها.
    • ولهذا تريد المرأة شخص يقوم بتذكيرها بما مرّ بها في السابق، ولأن ما يعلق بذاكرتها هو ما تذكره من أحداث تخصها.
    • أو تتعلق اهتماماتها الشخصية، ولذلك فإن شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد.
    • وهذا لأن المرأة الأولى تذكر الثانية لتكتمل الأحداث، فالمرأة معروف عنها بنقص ضبطها.
    • وهذا هو المقصود من قول رسول الله صلوات الله عليه بصفة نقصان العقل.
  • نقصان الدين: قصد رسول الله صلوات الله عليه بنقصان الدين أن المرأة تمكث الأيام والليالي دون صلاة أو صوم في شهر رمضان.
    • بسبب الحيض أو النفاس الذي يصيب المرأة، في الوقت الذي يكثر فيه الرجل من العبادة في هذه الأيام.

 الأحكام الواردة في الحديث

يستخلص مما سبق أن الحديث ورد فيه العديد من الأحكام، منها ما يأتي:

  •  الحث على الصدقة، وأعمال البر، وإكثار العبد من الاستغفار، وغيرها من الطاعات التي تقرِب العبد من اللهِ عز وجل لينال رضاه ويفوز بجناته.
    • بيان أن الحسنات يذهبن السيئات، كما بين الله عز وجل، في أكثر من موضع في كتابه الكريم.
    • توضيحٌ وبيانٌ أن كفران العشير وإنكار الإحسان يعتبر من الكبائر.
    • ذلك أن التوعد بالنار هو علامة من علامات كون المَعصية كبيرة من الكبائر.
  • وفيه دليل على أن العبد يعذبه الله على جحدِ الإحسان، وجحدِ الفضلِ وشكر النعم، فشكر المنعم واجب.
  •  عدم جواز لعن شخص بعينه مسلماً كان أم كافراً، أو لعن دابةً من دوابِ الأرض.
    • إلا من علم بنصٍ شرعي أنه لحظة موتهِ كان على الكفر، كأبي جهلٍ وإبليس.
  •  بيان زيادة الإيمانِ ونقصانهِ فالإيمان قابل للزيادة والنقصان بحسب عمل الشخص وعبادته وتقربه من الله سبحانه وتعالى.
    • وفي الحديث جواز صحّة وعظ الإمام للرعيّة وأصحاب الولايات.
    • ومن هم كبراء الناس لرعاياهم، وتحذيرهم على المُخالفات، وتشجيعهم على الطاعات.

شاهد أيضًا: موضوع عن حقوق المرأة في الاسلام

تكريم الإسلام للمرأة

  • حرية العمل وكسب المال وإنفاقه على أن يكون العمل مباحًا، وكسب المال من مصدر مباح، ووجه صرف المال مباحًا كذلك.
  •  حق اختيار الزوج المناسب لها سواء كانت بكرًا أم ثيبًا، فلا يتم إجبار المرأة في الإسلام على الزواج من رجل لا تريده كما كان يحدث في الجاهلية.
    • فالمرأة البالغة العاقلة الراشدة قادرة على تقرير مصيريها وتحديد خيارها المناسب للزواج.
    • ولها أن تفسخ عقد النكاح إن تم إجبارها على اختيار رجل لا تريده.
  • مفارقة الزوج إن لم تكن راضية عما يصدر عنه من تصرفات من خلال الخلع، فترد له ما يتفقان عليه من مال وتخالعه.
  • حق تأمين النفقة والسكن بالحسنى على أهلها إن لم تكن متزوجة، وعلى زوجها بعد الزواج.
    • كما كفل الإسلام حق النفقة للمرأة إن لم تجد معيلاً لها حيث تعطي من بيت مال المسلمين.
  • حقها في أن ترث من خلال وجود أحكام خاصة للميراث تحصل بها المرأة عن جزء من تركة من ترثه جنبًا إلى جنب مع الرجل.
مقالات ذات صلة