الاقتصاد الجزئي

تتعدد فروع علم الاقتصاد التي تهتم بدراسة الموارد المختلفة، ومن اهم هذه الفروع الاقتصاد الجزئي، وهو ما سنتعرف عليه في هذا الموضوع، كما سنوضح تاريخه، وأهميته، وعناصره، وفرضياته.

الاقتصاد الجزئي

والاقتصاد الجزئي هو – المعروف إنجليزيًا باسم Microeconomics – وهو أحد فروع علم الاقتصاد.

يدرس علم الاقتصاد الجزئي سلوك الاقتصاد التابع للوحدات الاقتصادية كسلوك الفرد أو الشركة أو القطاع الصناعي.

ويقوم بمتابعة العوامل التي تؤثر في اختيارات الأشخاص، وتأثير تغييرات الاقتصاد في الوصول لقرار مناسب يخص الأسواق.

كما أن هذا العلم تابعًا للعلوم الاجتماعية، ويقوم بدراسة النتائج التي تترتب على ما يفعله الأشخاص، وخاصة التي ترتبط بقرارات استغلال وتوزيع الموارد.

وهناك تعريفات أخرى لعلم الاقتصاد الجزئي، ومن ضمنها أنه هو الجزء التابع لعلم الاقتصاد المتابع للعوامل الفردية، وللتأثيرات الخاصة بقرارات الأشخاص.

كما انه يقوم بدراسة بعض عناصر الاقتصاد المحددة كالعلاقة بين الأسعار والتكاليف على احدى الشركات المنتجة.

شاهد أيضًا: تعريف تبسيط علم الاقتصاد

علم الاقتصاد

علم الاقتصاد – هو المعروف إنجليزيًا باسم Economics – هو العلم التابع للعلوم الاجتماعية.

والذي يسعى لوصف العملية الإنتاجية، وقديم التحليلات المناسبة لها، كما تقوم بمتابعة الاستهلاك وتوزيع الموارد.

يساعد علم الاقتصاد على اتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق باستخدام الموارد النادرة في سد احتياجات الأفراد.

تاريخ الاقتصاد الجزئي

ازداد اهتمام علماء الاقتصاد بالتعرف على العمليات الخاصة بصناعة القرارات المتعلقة بالاستهلاك ودراستها في القرن الـ18 الميلادي.

حيث تعد صناعة القرارات من أهم العناصر الأساسية لعلم الاقتصاد الجزئي.

وقد شارك عالم الرياضيات ” برنولي ” في دراسة الخيارات المتعلقة بالشراء للمستهلكين من خلال وضع نظرية تهتم بذلك.

وتبعًا لهذه النظرية يقوم المستهلك باتخاذ قرار الشراء بالاعتماد على النتيجة المتوقعة من مشترياته.

مع الافتراض بأنه قد اختار القرار العقلاني، والمتزامن مع التنبؤ بالنتيجة المطلوبة من السلع المتاحة.

وسواء كانت خدمة أم منتج قد توفر له أكبر قدر من الرفاهية أو الرضاء.

أهمية الاقتصاد الجزئي

تتعدد فوائد الاقتصاد الجزئي لبيئة العمل، وتتمثل أهمية علم الاقتصاد الجزئي في النقاط التالية:

  • يساهم الاقتصاد الجزئي في إعداد سياسات الاقتصاد المختلف، مما يساعد على تعزيز الكفاءة الإنتاجية وتزايد الرفاهية بالمجتمع.
  • يساعد هذا العلم على تفسير طبيعية الاقتصاديات الرأسمالية، حيث تتخذ المنشآت الفردية قراراتها فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي بالشكل الفردي.
  • يصف الاقتصاد الجزئي الطبيعة العامة للاقتصاد بالمؤسسات، بالإضافة لدور المنشآت الاقتصادية الفردية في تحقيق التوازن.
  • يهتم هذا العلم بتوظيف أفضل الموارد بالاعتماد على المستثمرين.
  • يقوم الاقتصاد الجزئي بتقديم المساعدات لجميع الاقتصاديين بقطاع الأعمال، وخصوصًا بمجال التنبؤ التجاري.
  • يتم استخدام هذا الفرع من الاقتصاد في تفصيل المكاسب العائدة من المجال التجاري وشرحها، مع إسهامه في تفسير اختلال ميزان المدفوعات وعدم توازنه.
  • يساعد علم الاقتصاد الجزئي على تحديد سعر الصرف للعملات الأجنبية على المستوى الدولي.

قد يهمك: الاقتصاد هو إنتاج وتوزيع وتبادل واستهلاك السلع والخدمات

مبادئ الاقتصاد الجزئي

توجد مجموعة من العناصر الرئيسية التي تُكون الاقتصاد الجزئي، وهي كما يلي:

العرض والطلب

العرض

العرض هو –المعروف إنجليزيًا باسم Supply – المعروض من الخدمات أو السلع بكمية محددة يقوم التجار ببيعها بعد تحديد أسعارها.

الطلب

الطلب هو – المعروف إنجليزيًا باسم Demand – رغبة الفرد أو المنشأة في تقديم مقابل مالي محدد بغرض الحصول على خدمة أو سلعة محددة في وقت زمني محدد.

المرونة

المرونة هي – المعروفة إنجليزيًا باسم Elasticity – الطريقة التي تساهم في القيام بتحديد طبيعية التغير الذي يطرأ على الطلب المتعلق بسلعة استهلاكية محددة.

والذي يحدث بسبب حدوث تغيير في سعرها، فعندما تكون هناك سلعة مرنة دل ذلك على أن الطلب عليها سيتأثر بتغيير سعرها.

ولكن إذا كانت السلعة غير مرنة فإنها لا يمكن التأثير عليها بتغيير سعرها.

تكلفة الفرصة البديلة

تكلفة الفرصة البديلة هي – المعروفة إنجليزيًا باسم Opportunity Cost – التكاليف المالية التي تمثل أفضل قيمة كبديل للخدمات أو السلع المعروضة أمام الأشخاص أو المنشآت.

فرضيات الاقتصاد الجزئي

يعد تحليل هذا الاقتصاد المتعلق بسوق المنتجات والخدمات من أهم أنواع دراسة الاقتصاد بمجال علم الاقتصاد الجزئي.

ويعتمد نجاحه على القيام بدراسة الفرضيات المتعلقة بالطلب والعرض على المنتجات والسلع، وفي السطور التالية أهم المعلومات عنها:

فرضية الطلب

وهي من النظريات التي تختم بفهم ودراسة ما يحدث بداخل الأسواق، وتتمثل بجميع المستهلكين الراغبين في الحصول على خدمة أو سلعة أو كلاهما معًا.

وذلك بالتزامن مع تواجد قوى الشراء لديهم، مع الحرص على دراسة العوامل المؤثرة في الكمية الخاصة بالطلب بوجه خاص أو عام.

تهتم هذه الفرضية بفهم ودراسة مجموعة من العوامل التي تؤثر في الطلب على السلع المتنوعة، وتتمثل هذه العوامل في النقطتين التاليتين:

عامل الكمية

وهو العامل الذي من المتاح قياسه بسهولة عن طريق تطبيق القياس العددي أو النقدي، ومنها ما يلي:

سعر الخدمة أو المنتج الأساسي

وهو السعر الذي يمتلك التأثير في الكمية الخاصة بالطلب، فعندما يتغير سعر خدمة أو منتج معين يصاحبه تغيير في الكمية.

وذلك تبعًا للعلاقة العكسية التالية: كلما زاد سعر منتج انخفض الطلب عليه، والعكس صحيح مع ثبوت العوامل الأخرى الخاصة بالطلب، وهو ما يُعرف بقانون الطلب.

الدخل المتعلق بالاستهلاك

وهو الدخل الذي يدل على طبيعة التصرفات الخاصة بالمستهلكين، فكلما زادت دخول الأفراد دفعهم ذلك لزيادة استهلاك احدى المنتجات المحددة، والعكس صحيح.

وينتج عن ذلك ظهور العلاقة الطردية بين دخول الأشخاص والكميات المطلوبة من المنتجات.

أسعار الخدمات أو المنتجات الأخرى

وهو عمل تقييم للسلع بواسطة الاعتماد على تأثيراتها في الطلب، وهي منقسمة إلى عدد من الأنواع، والتي تتمثل في النقاط التالية:

المنتجات البديلة

وهي المنتجات التي من الممكن الاعتماد عليها كبديلة عن المنتجات الأساسية في حالة وجود صعوبة في الحصول عليها.

المنتجات المكملة

هي المنتجات التي يتشارك كلًا منها سويًا في تحقيق الحاجات أو ما يُعرف بالرغبات البشرية مثل القهوة مع السكر.

المنتجات المستقلة

هي المنتجات التي تساعد على إشباع حاجات الإنسان بوضعها المستقل، ولا تتأثر بطبيعة تغيرها بالطلب على المنتجات الأخرى.

عوامل الكيفية

ويتم قياس هذه العوامل بالطريقة النقدية أو العددية، ولها التأثير الواضح في الطلب، وذلك كأذواق المستهلكين، والتقاليد والعادات، والتوقعات المتعلقة بالمنتجات.

وتتناسب العلاقة بين الطلب على سلعة معينة والأذواق الخاصة بالمستهلكين أحيانًا بشكل طردي.

كما تؤثر التوقعات حول منتج معين في الكميات المطلوبة منها.

فإذا توقع بعض الأشخاص أن السعر الخاص بالسكر سوف يزداد في الأسبوع المقبل فإن الطلب عليه سوف يزداد أيضا.

اخترنا لك: بحث عن الموارد الاقتصادية في مصر

فرضية العرض

فرضية العرض هي من ضمن الفرضيات المتعلقة بالاقتصاد الجزئي، ويتم استخدام المفهوم الخاص بالعرض من أجل وصف تنبؤ طبيعة سلوكيات التجار في إحدى الأسواق.

وتسعى هذه الفرضية لدراسة مجموعة من العوامل التي تكون مؤثرة بشكل كبير في المنتجات والخدمات المعروضة خلال وقت زمني محدد.

ومن أهم هذه العوامل الأسعار الخاصة بالمنتجات، والأسعار الخاصة بعوامل الإنتاج، ومستوى المنتجات فنيًا.

على ماذا يركز الاقتصاد الجزئي؟

الاقتصاد الجزئي يركز على دراسة سلوك الوحدات الاقتصادية الفردية، مثل الأفراد والشركات، وكيفية اتخاذها للقرارات الاقتصادية في إطار زمني ومكاني محدد. النطاق الضيق للدراسة في الاقتصاد الجزئي يسمح بتحليل تفاصيل دقيقة لعمليات السوق والتفاعلات الفردية. إليك بعض المجالات التي يركز عليها الاقتصاد الجزئي:

  • العرض والطلب:
    • دراسة كيف يتفاعل العرض والطلب في الأسواق لتحديد الأسعار وكميات السلع والخدمات.
  • السلوك الاستهلاكي:
    • فهم كيف يقوم الأفراد باتخاذ قرارات استهلاكية، بما في ذلك اختيار المنتجات وكميات الاستهلاك.
  • الإنتاج والتكلفة:
    • تحليل كيفية إنتاج السلع والخدمات بكفاءة وكفاءة التكلفة.
  • السلوك الإنتاجي للشركات:
    • فهم كيف تتخذ الشركات القرارات بشأن إنتاج السلع والخدمات وكيفية تحقيق أقصى ربح.
  • التكنولوجيا والابتكار:
    • دراسة كيف يؤثر التقدم التكنولوجي والابتكار على الإنتاج والاستهلاك.
  • المنحنى الطلب والعرض:
    • تحليل كيف تتغير كميات السلع والخدمات المعروضة والمطلوبة في تفاعل مع تغير الأسعار.
  • الربحية واتخاذ القرارات الاستثمارية:
    • فهم كيف يتم اتخاذ القرارات الاستثمارية من قبل الأفراد والشركات بناءً على التوقعات بشأن الربحية.
  • سلوك السوق:
    • دراسة تفاعل الأفراد والشركات في السوق وكيف يؤثر ذلك على الأسعار وكميات السلع.
  • المنافسة والتسعير:
    • فهم كيف تتسابق الشركات وتتنافس لتحقيق التفوق في السوق وكيفية تحديد أسعار المنتجات.
  • التوزيع وسلسلة القيمة:
    • دراسة كيفية توزيع السلع والخدمات من المنتجين إلى المستهلكين وكيف يتم إضافة القيمة خلال هذه العملية.

تاريخ الاقتصاد الجزئي

تاريخ الاقتصاد الجزئي يمتد على مر العصور، حيث كانت هناك اهتمامات تجارية واقتصادية تاريخية طويلة. إليك نظرة عامة على تطور الاقتصاد الجزئي عبر العصور:

  • العصور القديمة:
    • في العصور القديمة، كانت هناك تجارة وتبادل للسلع والخدمات بين الحضارات المختلفة، مما أسهم في تطور الاقتصاد الجزئي.
  • العصور الوسطى:
    • في هذه الفترة، ظهرت الأسواق والحياة الاقتصادية في المدن الوسطى الأوروبية والشرق الأوسط، مع تطور التجارة والصناعة.
  • العصور الحديثة المبكرة:
    • شهدت العصور الحديثة المبكرة نشوء الرأسمالية وظهور نظم اقتصادية جديدة. بدأت الشركات الصناعية والمؤسسات التجارية بلعب دور أكبر في تشكيل الاقتصاد.
  • الثورة الصناعية:
    • في القرن الثامن عشر، شهدت الثورة الصناعية تغييرات هائلة في وسائل الإنتاج وأساليب الإنتاج، مما أسهم في تطور الاقتصاد الجزئي بشكل كبير.
  • القرن التاسع عشر:
    • شهد القرن التاسع عشر استمرار تطور الاقتصاد الجزئي مع تنوع الصناعات وزيادة التجارة العالمية.
  • القرن العشرين:
    • شهد القرن العشرين تطورًا هائلًا في مجالات مثل التكنولوجيا والابتكار، مما أسهم في تحولات كبيرة في الهيكل الاقتصادي.
  • العصر الحديث والعولمة:
    • في العصر الحديث، تأثر الاقتصاد الجزئي بشكل كبير بالعولمة، حيث أصبحت الاقتصادات مترابطة بشكل أكبر عبر الحدود الوطنية.
  • الاقتصاد الرقمي:
    • في العقد الأخير من القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، تسارعت التكنولوجيا وأدت إلى ظهور الاقتصاد الرقمي، حيث أصبحت التجارة الإلكترونية والابتكار التكنولوجي جزءًا أساسيًا من النظام الاقتصادي.

الفرق بين الاقتصاد الكلي والجزئي

الفرق بين الاقتصاد الجزئي والكلي يتعلق بالمستويات التي يدرسونها والنطاق الذي يغطيه كل منهما. إليك شرح للفرق بينهما والعلاقة بينهما:

  1. الاقتصاد الجزئي (Microeconomics):
    • يركز الاقتصاد الجزئي على دراسة سلوك الوحدات الاقتصادية الفردية، مثل الأفراد والشركات والصناعات الصغيرة. يتناول قضايا مثل سلوك المستهلكين، وعرض وطلب السلع، والإنتاج والتكلفة على مستوى صغير. يهتم بالتفاصيل والتفاعلات في أسواق محددة.
  2. الاقتصاد الكلي (Macroeconomics):
    • يركز الاقتصاد الكلي على النظرة الشاملة للاقتصاد ككل. يدرس الظواهر الاقتصادية على مستوى وطني أو إقليمي، مثل الناتج المحلي الإجمالي (نصف)، ومعدلات البطالة، ومعدلات التضخم. يتناول قضايا تأثير السياسات الاقتصادية على الاقتصاد بشكل عام.

العلاقة بين الاقتصاد الكلي والجزئي

  • الاقتصاد الجزئي والكلي يرتبطان بشكل وثيق ويكملان بعضهما البعض. على سبيل المثال، سلوك المستهلكين والشركات في الاقتصاد الجزئي يؤثر في الطلب الكلي على المستوى الوطني في الاقتصاد الكلي. بمعنى آخر، القرارات والتفاعلات على مستوى الفرد تشكل جزءًا من الديناميات الاقتصادية الكلية.
  • النظرة الشاملة التي يقدمها الاقتصاد الكلي تعتمد على السلوكيات الفردية التي يدرسها الاقتصاد الجزئي. يتناول الاقتصاد الجزئي العلاقات بين الأفراد والشركات في السوق، وهي العلاقات التي تترجم في النهاية إلى آثار على مستوى الاقتصاد الكلي.
  • على سبيل المثال، إذا كان هناك زيادة في الإنفاق الاستهلاكي على مستوى الأفراد في الاقتصاد الجزئي، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة في الطلب الكلي، مما يؤثر على الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات البطالة على مستوى الاقتصاد الكلي.

أسئلة شائعة حول الاقتصاد الجزئي

ما هو الاقتصاد الجزئي؟

الاقتصاد الجزئي هو فرع من علم الاقتصاد يركز على دراسة سلوك الأفراد والشركات على مستوى صغير أو في قطاع اقتصادي محدد.

ما الفرق بين الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي؟

الاقتصاد الكلي يركز على النظرة الشاملة للاقتصاد على مستوى وطني أو عالمي، بينما يركز الاقتصاد الجزئي على تفاصيل وسلوكيات محددة في إطار صغير.

ما هي مفهومات العرض والطلب في الاقتصاد الجزئي؟

تشير مفاهيم العرض والطلب إلى كيفية تأثير كميات المنتجات والخدمات المعروضة والمطلوبة على الأسعار في سوق محدد.

ما هو مفهوم تكلفة الفرصة في الاقتصاد الجزئي؟

تعبر تكلفة الفرصة عن الفرص التي يتعين على الشخص التخلي عنها عند اتخاذ قرار اقتصادي.

ما هو دور السلوك الاستهلاكي في الاقتصاد الجزئي؟

السلوك الاستهلاكي يتعلق بكيفية يقوم الأفراد باتخاذ قرارات استهلاكية، مثل اختيار المنتجات وتحديد مستويات الاستهلاك.

ما هو الفرق بين الربحية والتكلفة في الاقتصاد الجزئي؟

الربحية تركز على كيفية تحقيق الأرباح، بينما تتناول التكلفة كيفية تحقيق الإنتاج بأقل تكلفة ممكنة.

مقالات ذات صلة