اللهم انك تعلم سري وعلانيتي

اللهم أنك تعلم سري وعلانيتي، هذا الدعاء العظيم الذي كان يردده سيدنا آدم عليه السلام بعدما تم طرده من الجنة ويهبط للأرض، ليترك لنا كنزًا ما أن يدعو به عبد مؤمن إلا وقد جبره الله.

بداية الخليقة

  • في أحد الأزمنة قبل ملايين الأعوام بعد خلق السماوات والأرض، نفخ الله في الطين.
    • فخلق منه بشرًا ليكون خليفة في الأرض وجمع سبحانه وتعالى الملائكة وأخبرهم بهذا النبأ العظيم.
  • فكان ردة فعل الملائكة على هذا الخبر، الاندهاش العظيم وليس اعتراضًا على أمره تعالى.
  • فقد كانت الأرض نقية خالية من الفساد، وفقد خشيت الملائكة على الأرض من الجنس البشري.
    • وذلك منذ بدء الخليقة وأخبروا الله بأنهم يخشون على الأرض من فساد بني آدم.
  • ولكن الله سبحانه وتعالى أخبرهم بأنه يعلم ما لا يعلمه بقية خلقه، وقد نفخ فيه من روحه وعلمه جميع الأسماء من الدواب والبحار والأشجار وكافة المخلوقات على الأرض.
  • وقد عرض الله هذه المخلوقات على الملائكة وعندما سألهم عنها فلم تستطع الملائكة الإجابة بسبب محدودية علمهم.
    • وقالوا لله سبحانه وتعالى أنهم لا يعلمون أكثر مما قد علمهم إياه.

اقرأ أيضا: دعاء التوبة من الذنوب والمعاصي

طاعة الملائكة لأمر الله

  • بعدما عرض تبارك وتعالى الأشياء على سيدنا آدم نطق بأسمائهم جميعًا بطلاقة، حينها أدركت الملائكة بأن الله يعلم ما لا يمكن للملائكة علمه.
  • أمرهم سبحانه بالسجود لسيدنا آدم فما كان من الملائكة إلا الرضوخ لأمره تبارك وتعالى وسجدوا طائعين معظمين صنع يد الله.
  • وعندما حل الدور على إبليس لعنة الله عليه لم يقبل بأمر الله بل تكبر وعصى أمره وامتلكه الغرور وبدأ يتعالى على الخالق ويرى أن أدم أقل منه.
  • وذلك لأن آدم هذا المخلوق من الطين وإبليس لديه اقتناعه التام بأن النار أفضل من الطين، ورفض أن يكون مع الساجدين.
  • لتبدأ منذ هذه اللحظة كراهية إبليس لآدم وذريته، بل أخذ على نفسه العهد بأن يوسوس لذرية آدم إلى قيام الساعة وهنا طلب من الله أن يجعله مخلدًا في هذه الحياة.

عمارة الأرض

  • إبليس طرد من رحمة الله بسبب عصيانه لربه وكان يرى بأن السبب في ذلك هو آدم.
    • ولم يعترف بأن غروره هو ما آدى به إلى خروجه من رحمة الله.
    • وفكر في الانتقام من سيدنا آدم حتى يطرده الله من رحمته.
  • وبدأ في غوايته، وقد كان سيدنا آدم يعيش في الجنة مع زوجته السيدة حواء التي خلقت من ضلعه لتكون له سكنًا، وكانا يتنعمان في الجنة وأمرهما الله بأن لا يقتربا من شجرة واحدة فيها.
  • ومن هنا بدأ إبليس يجد الفرصة المناسبة ليفعل ما يريد وينتقم من أدم.
    • وذهب لأدم يوسوس له بأن الله قد منعه عن هذه الشجرة تحديدًا لأن في ذلك نعيمه الأبدي.
    • وقد وصل لمبتغاه وعصى سيدنا أدم أمر ربه.
  • وأكل من الشجرة هو وزوجته وبدأت عورة أدم وزوجته تظهر وقاما بتغطيتها بأوراق الأشجار ليعم الندم نفس سيدنا أدم وطلب من الله المغفرة، وكان سبب غفران الله لأدم اعترافه بخطئه وتوبته عنه.
  • ولكن كان جزاء العصيان الطرد من الجنة والنزول إلى الأرض، لتعميرها بالذرية.
    • ويتسبب بذلك إبليس اللعين في عمارة الأرض والتي خلق الله أدم لذلك مصداقًا لقوله تعالى “إني جاعل في الأرض خليفة”.

اللهم أنك تعلم سري وعلانيتي

وعندما هبط سيدنا آدم إلى الأرض جاء إلى الكعبة المشرفة فقام وصلى وقد ألهمه الله أن يردد هذا الدعاء اللهم أنك تعلم سري وعلانيتي:

  • “اللَّهمَّ إنَّكَ تعلم سرِّي وعلانيَتي فاقبل معذِرَتي وتعلَم حاجتي فأعطِني سؤلي وتعلَم ما في نفسي فاغفِر لي ذَنبي.
  • اللَّهمَّ إنِّي أسألكَ إيمانًا يباشِر قلبي ويقينًا صادقًا حتَّى أعلم أنَّه لا يصيبني إلَّا ما كتبتَ لي وأرضِني بما قسمتَ لي”.
  • فأوحى اللَّه إليْهِ:” يا آدم قد قبلت توبتَكَ وغفرت ذنبِكَ ولن يدعوَني أحدٌ بِهذا الدّعاءِ إلَّا غفرت لَه ذنبَه.
  • وَكفيته المهمَّ من أمرِهِ وزجرت عنْه الشَّيطانَ وأتجرت لَه من وراءِ كلِّ تاجرٍ وأقبلَت إليْهِ الدّنيا راغمه وإن لم يرِدْها”.
  • وفي رواية أخرى أنَّ آدمَ لَمَّا هَبَط طاف بالبَيتِ سَبعًا وصَلَّى خَلْفَ المقامِ ركعتينِ، ثمَّ قال.
  • “اللَّهمَّ إنَّك تَعلَم سِرِّي وعلانيتي فاقبَلْ مَعذِرتي، وتَعلَم حاجتي فأعطِني سؤْلي، وتعلَم ما عندي فاغفِرْ لي ذنوبي.
  • اللَّهمَّ إنِّي أسألك إيمانًا يباشِر قَلبي، ويقينًا صاِدقًا حتى أعلَمَ أنَّه لا يصيبني إلَّا ما كَتَبْتَ لي، والرِّضا بما قَضَيتَ عليَّ”.
  • فأوحى الله إليه: قد دعوتَني دعاءً استَجَبْت لك به، ولن يدعوَني به أحَدٌ مِن ذرِّيَّتِك مِن بَعْدِك إلَّا استجَبْت له.
  • وغفَرْت ذنوبَه، وفَرَّجْت همومَه، وتجَرْت له مِن وراءِ كلِّ تاجرٍ، وأتَتْه الدّنيا وهي راغمه وإن كان لا يريدها.
  • ” ألهى أنك أنت العزيز الجبار الذي لا إله إلا أنت إلهانا واله كل شيء إلاها واحدا، أسألك بحرمة الكلمات التامات كلها الأمن والعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة.
  • والأهل والجسد والمال والولد والمسلمين أجمعين يا رب العالمين أنك على كل شيء قدير، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين.
  • واكشف عني ما نزل بي من ضر وشر كل ما أردت من الأمور، وخلصني خلاصا جميلا يا رب العالمين”.

كما يمكنكم الاطلاع على: دعاء التوبة مكتوب بخط كبير

دعاء الرسول ﷺ

عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في غشية يوم عرفة دعا بهذا الدعاء اللهم أنك تعلم سري وعلانيتي ولهذا الدعاء فضل عظيم في تيسير الأمور بأكملها، ومحو الله به ذنوب عباده:

  • “اللهمَّ إِنَّكَ تَرَى مَكَانِي وتَسْمَع كَلامِي وتعلم سِرِّي وعَلانِيَتِي لا يَخْفَى عليكَ شيءٌ من أَمْرِي أنا البائِس الفَقِير، يا خيرَ المسؤولينَ ويا خيرَ المعطينَ”.
  • ” اللهم إني أنتظر فرجك، وأرقب لطفك، صل على محمد وآل محمد والطف بي ولا تكلني إلى نفسي.
    • ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين ولا أقل من ذلك، يا جبار السماوات والأرض لا إله إلا أنت لا إله إلا الله الحليم الكريم”.
  • “لا إله إلا الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم
  • اللهم أنى أنزلت بك حاجاتي كلها الظاهرة والباطنة، الدنيوية والأخروية”.
  • ” رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين”.
  • “الحمد لله الذي خلقني، اللهم أعنى على هول الدنيا ومصائب الليالي والأيام”.
  • ” اللهم يا سامع كل شكوى، ويا شاهد كل نجوى، ويا عالم كل خفية، ويا كاشف كل كرب وبلية.
    • ويا منجي نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام”.
  • “أدعوك يا ألهى دعاء من اشتدت به فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته، دعاء الغريق الملهوف المكروب المشغوف الذي لا يجد كشف ما نزل به إلا منك.
  • لا إله إلا أنت فارحمنا يا أرحم الراحمين، واكشف عنا ما نزل بنا من عدونا وعدوك الشيطان الرجيم
    • يا رب العالمين يا بارئ لا بارئ لك.
  • ” يا دائم لا نفاذ لك، ويا حي يا محيي الموتى، ويا قائم على كل نفس بما كسبت”.
  • “اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم”.
  • ” اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سالت به أعطيت”.

دعاء التوبة من المعصية

اللهم أنك تعلم سري وعلانيتي هذا الدعاء تاب الله به على سيدنا أدم وغفر له خطيئته، ومن فضل الله علينا أننا تعلمناه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

  • “اللهم أنك تعلم سري وعلانيتي، اللهم اجعل لي من كل هم يهمني فرجا ومخرجا، وارزقني من حيث لا أحتسب.
    • يا سابق الفوت، ويا سامع الصوت، ويا كاسي العظام بعد الموت.
  • صل على محمد وآل محمد، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا أنك تعلم ولا أعلم وتقدر.
    • ولا أقدر وأنت علام الغيوب، يا الله يا لله يا رحمن يا رحيم، يا تواب يا ذا الجلال والإكرام”.
  • ” يا غياث المستغيثين، يا مجيب دعاء المضطرين وجهت وجهي اليك، وتوكلت منيبا خالصا عليك.
    • لا أرفع حاجتي إلا إليك، خاشعا بين يديك”.
  • “اللهم أنى عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك.
  • أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرين ربيع قلبي.
    • ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي”.
  • ” لا إله ألا الله قبل كل شيء، ولا إله ألا الله بعد كل شيء، ولا إله ألا الله يبقى ربنا ويفنى كل شيء”.
  • “الله ربي لا أشرك به شيئا، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.
  • ” لا إله إلا الله الحكيم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك.
  • والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين”.

كما أدعوك للتعرف على: دعاء التوبة من الكبائر إلى الله مكتوب

وبذلك نكون عبر موقع مقال mqall.org قد وصلنا بحمد الله إلى ختام مقالنا وتعلمنا أن نقول دومًا اللهم أنك تعلم سري وعلانيتي، فهو المطلع الكريم وهو المجيب العظيم.

مقالات ذات صلة