شعر عن موت حبيبي

شعر عن موت حبيبي، نقدمه لكم عبر موقع مقال mqall.org ، حيث أن لفراق الحبيب طعنة قوية تدمي القلوب، فيشعر المحب عند موت حبيبه أن العالم اهتز، والكون تزلزل تحت أقدامه.

كما يشعر بأنه قد تلقى صفعة قوية عملت على اختلال توازنه فسقط من فوق سفح جبل عالي على ارض صلبة فتكسرت أضلعه وغابت عنه روحه وفارقته الحياة، فالفراق شعور مؤلم مهما عبر عنه الإنسان في كلمات لم تكشف عن قسوته على القلب.

شعر عن موت حبيبي

يعد الموت حقيقية كبرى صادمة، يسعى الكثيرين إلى تناسيها وربما لا يصدقها البعض، حتى تنالهم بغته أو تسكن أحد محبيهم وذويهم فتعلمهم معنى الانشطار الروحي، حيث قيل فيه:

يا راحلين وقد سكنتم جوارحنا.

ليت الفراق ماكان ولا كانت مأسينا.

تبكي العيون وقد أضحت ما قلنا.

فجر الصباح بلا نور يلاقينا.

غدو الرياح بلا طيب نعانقه.

ويأتي النواح بلا إذن يواسينا.

صارت بطاح الأرض مقفرة.

وانكبت لظى الأشواق تكوينا.

عفت الحياة بلا صديق أصادقه.

وقد كنت لي الرقراق تسقينا.

يا من كنت بكل سر أبوح له.

وألقى لديه الحل يرضينا.

مت رفيقي بعد فقدك ميتة.

افقأ العينين مبتورة أيدينا.

حسبي بأن نسلك باقيا.

وإن الشهادة عند الله تنجينا.

فيا غائباً ما غاب إلا بوجهه.

ولي أبداً شوق له.

وولوع سأشكر حباً زانَ فيكَ عبادتي.

وإنْ كانَ فيهِ ذلة.

وخضوع أصلي وعندي للصبابةِ رقة.

فكلّ صَلاتي في هوَاكَ خشوع رويدك.

قد أفنيت يا بين أدمعي وحسبك.

قد أضنيت يا شوق أضلعي.

إِلى كَم أقاسي فرقَةً بَعدَ فرقَةٍ.

وَحَتّى مَتى يا بَين أَنتَ مَعي مَعي .

َقَد ظَلَمَتني واستطالت يَد النَوى.

وقد طَمِعَت في جانِبي كلَّ مَطمَعِ.

فَلا كانَ مَن قَد عَرَّفَ البَينَ مَوضِعي.

لَقَد كنت مِنه في جَنابٍ ممَنَّعِ.

غبتم فما لي من مؤنس في غيبتكم.

سوى التعلل بالتذكار والأمل.

ودٌّ بِلا مَلَقٍ مِنّا يزَخرِفه.

يغني المَليحَةَ عَن حَليٍ وَعَن حلَلَلِ.

غبتمْ فَما ليَ من أنْسٍ لغَيبَتِكمْ.

سوَى التّعلّلِ بالتّذكارِ وَالأمَلِ جاءَت توَدِّعني.

َالدَمع يَغلبها عِندَ الرَحيلِ.

وَحادي البَينِ منصَلِت.

وَأَقبَلَت وَهيَ في خَوفٍ وَفي دَهشٍ.

كما أدعوك للتعرف على: شعر عن عذاب الحب والفراق

شعر عن فقد الأحبة

تعد لحظة الفراق أحد اللحظات المؤلمة على الإنسان، حيث يرى فيها غياب جزء من روحه ودفنها تحت التراب، وخاصة إذا كان هذا المتوفى من دمه أو شخص قريب منه، وقد قال فيه الرصافي البلنسي:

رَمِــيَّ المَـوتِ إِنَّ السَهـمَ صـابـا.

وَمَــن يـدمِـن عَـلى رَمـيٍ أَصـابـا.

وَكــنــتَ العَــيـشَ مـتَّصـِلاً وَلكِـن.

تَــصَــرَّمَ حـيـنَ لَذَّ وَحـيـنَ طـابـا.

وَشَــيَّبــَنـي اِنـتِـظـاري كـلَّ يَـومٍ.

لِعَهــدِكَ كَــرَّةً وَالدَهــر يــابــى.

إِلامَ أَشــبّ مِــن نـيـرانِ قَـلبـي.

عَــلَيــكَ لِكــلِّ قــافِـيَـةٍ شِهـابـا.

وَقَــد وَدَّعــت قَــبــلَكَ كــلَّ سَـفـرٍ.

وَلكِــن غــابَ حــيــنــاً ثـمَّ آبـا.

وَأَهــيَـج مـا أَكـون لَكَ اِدِّكـاراً.

إِذا مـا النَـجـم صَـوَّبَ ثمَّ غابا.

أَرى فَـقـدَ الحَبيبِ مِنَ المَنايا.

إِلى يَـأسٍ كَـمَـن فَـقَـدَ الشَـبابا.

وَمـا مَـعـنـى الحَياةِ بِلا شَبابٍ.

سَـواء مـاتَ فـي المَـعنى وَشابا.

وَلَيـلِ أَسـىً كَـصـبحِ الشَيبِ قبحاً.

أكــابِــده سهــاداً وَاِنـتِـحـابـا.

تَــزيــد بِهِ جَــوانِــحِـيَ اِتِّقـاداً.

إِذا زادَت مَـدامِـعِـيَ اِنـسِـكـابا.

وَشَــرّ مــكــابَــداتِ القَـلبِ حـال.

يـريـكَ الضِـدَّ بَـينَهما اِنتِسابا.

لَعَـــلَّكَ وَالعـــلوم مـــغَـــنِّيــات.

نَـسـيـتَ هـناكَ بَالغنمِ الإِيابا.

أَيــا عَــبــدَ الإِلهِ نِـداءَ يَـأسٍ.

وَهَــل أَرجــو لَدى رَمــسٍ جَـوابـا.

أَصِـخ لي كَـيـفَ شِـئتَ فَـإِنَّ أنـساً.

لِنَـفـسِـيَ أَن تـبَـلِّغَـكَ الخِـطـابا.

يَــسـوء العَـيـنَ أَن يَـعـتَـنَّ رَدم.

مِـنَ الغَـبـراءِ بَـيـنَـكما حِجابا.

وَأَن تَــحـتَـلَّهـا غَـبـراءَ ضَـنـكـاً.

كَـمـا يـسـتَودَع السَيف القِرابا.

مــجــاوِرَ جِــلَّةٍ ضَــرَبَــت شَــعــوب.

بِـعـالِيَـةِ البَـقـيـعِ لَهم قِبابا.

وَكَـم فَـوقَ الثَـرى مِـن رَوضِ حسنٍ.

جَـرى نَـفَـس الأَسـى فـيـهِ فَذابا.

فَقَد نَشَرَ الخدودَ عَلى التَراقي.

وَشـابَ بِـقَـلبِـيَ الدَمعَ الرضابا.

سَــقــاكَ وَلا أَخــصّ رَبــابَ مــزنٍ.

لَعَـلَّ ثَـراكَ قَـد سَـئِمَ الرَبـابـا.

وَلكِـن مـا يَـسـوغ عَلى التَكافي.

لِقَــبــرِكَ أَن يَـكـونَ لَه شَـرابـا.

فَـإِنّـي ربَّمـا اِسـتَـسـقَـيـت يَوماً.

لَكَ الجَـونَـيـنِ جَـفنِيَ وَالسَحابا.

فَـتَـخـجَـل مِـن مـلوحَـتِهـا دموعي.

إِذا ذَكَــرَت شَـمـائِلَكَ العِـذابـا.

تَـكـاد عَـلى التَـتابعِ وَهيَ حمر.

تَـحَـيَّر فـي مَـحـاجِـرِيَ اِرتِـيـابا.

فَــلَيـتَ أَحَـمَّ مِـسـكٍ عـادَ غَـيـمـاً.

فَـحـامَ عَـلى ضَـريـحِـكَ ثـمَّ صـابا.

وَزاحَـمَ فـي ثَـراكَ الدَمـعَ حَـتّـى.

يَــشـقَّ إِلى مَـفـارِقِـكَ التـرابـا.

كما يمكنكم الاطلاع على: أبيات شعر عن الموت

شعر عن الموت مؤثر جدا قصير

قد ذكر شاعر النساء والجيل نزار قباني بعض الكلام عن فراق، حيث قال عن الفراق ألم لا يحتمل، وقد عبر عن هذا الألم ببعض الكلمات في هيئة قصائد مميزة، ومنها:

حزن يغتالني وهم يقتلني.

وظلم حبيب يعذّبني.

آه! ما هذه الحياة.

التي كلّها آلام لا تنتهي.

وجروح لا تنبري.

ودموع من العيون تجري.

جرحت خدّي أرّقت مضجعي.

وسلبت نومي آه يا قلبي.

يا لك من صبور على الحبيب.

لا تجور رغم ظلمه الكثير.

وجرحه الكبير الذي لا يندمل.

ولا يزول ما زلت تحبه رغم كل الشّرور.

ما زلت تعشقه ما زلت تحنّ إليه.

رغم ما فيه من غرور.

قلبي، ويحك قلبي إلى متى، إلى متى؟

أخبرني بالله عليك إلى متى؟

هذا الصّبر وهذا الجَلَد والتّحمل.

إلى متى هذا السّهر والتّأمل؟

إلى متى هذه المعاناة والتّذلل؟

كفَّ عن هذا، كفّ فاكره كما كرهت.

واهجر ما هجرت وعذّب كما عذّبت.

واظلم كما ظلمت واجرح كما جرحت.

فلقد عانيت كثيراً وصبرت كثيراً وكثيراً.

على حبيب لا يعرف للحبّ معنى.

أما آن لك يا قلبي أن توقف كل هذا؟

فبالله عليك يا قلبي كفّ!

اقرأ أيضا: شعر عذاب الحب

شعر عن فقدان الحبيب

قد لا يعلم البعض مرارة هذا الشعور وماذا يشعر به البعض، حيث أن هذا الشعور قاسي على الإنسان، وقد يستمر معه لسنوات أخرى، وربما لأخر العمر يعيش يتألم منه بدون دواء، حيث قيل فيه:

في رحمةِ الله من قد راحَ مبتعدًا.

في رحمةِ الله من قد راحَ مبتعدًا.

إنّا إلى الله قول أبردَ الكبدا.

في ذمةِ الله أخ مسرع ذهبَ.

إلى الرحيمِ إلى جناتِهِ رَغِدا.

إذا ذكرناه فاضَ الدمع.

وانحدرَ فوقَ الخدودِ عجولًا.

فتَّتَ العَضدا كنا رفيقي طريقٍ.

في الدنا مهدا لِمَا الرحيل.

وعزم البدءِ قد عقدا يا صاحبي.

قد تركِتَ الدنيا مغتربًا.

والصحب والأهل والجيران والبلدا.

الحزن يقطع قلبًا قبل قد قطعَ.

والشوق يفجر دمعًا غارَ.

وافتقِدا قد كنتَ منَّا كنجم ساطع.

طلع فوق البحارِ ببعضِ الليلِ.

قد رصِدا صاحَ لكَ الله في دارِ البقا.

فعِش عيش الخلودِ سعيدًا هانئًا غَرِدا.

قصيدة لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شكول للمتنبي

قد ذكر المتنبي بعض القصائد في الفراق، منها قصيدة لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شكول، حيث شكى فيها الحال بعد فقدان الأحبة، ووصفة الألم الذي يسعر به المحبوب في هذا الوقت، حيث ورد في أبياته:

لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شكول.

طِوالٌ وَلَيْل العاشِقينَ طَويل.

يبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أريده.

وَيخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبيل.

وَمَا عِشْت مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً.

وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمول.

وَإنّ رَحِيلاً وَاحِداً حَالَ بَيْنَنَا.

وَفي المَوْتِ مِنْ بَعدِ الرّحيلِ رَحيل.

إذا كانَ شَمّ الرَّوحِ أدْنَى إلَيْكم.

فَلا بَرِحَتْني رَوْضَةٌ وَقَبول.

وَمَا شَرَقي بالمَاءِ إلاّ تَذكّراً.

لمَاءٍ بهِ أهْل الحَبيبِ نزول.

يحَرّمه لَمْع الأسِنّةِ فَوْقَه.

فَلَيْسَ لِظَمْآنٍ إلَيْهِ وصول.

أما في النّجوم السّائراتِ وغَيرِهَا.

لِعَيْني عَلى ضَوْءِ الصّباحِ دَليل.

ألمْ يَرَ هذا اللّيْل عَيْنَيْكِ رؤيَتي.

فَتَظْهَرَ فيهِ رِقّةٌ وَنحول.

لَقيت بدَرْبِ القلّةِ الفَجْرَ لَقْيَةً.

شَفَتْ كَبِدي وَاللّيْل فِيهِ قَتيل.

وَيَوْماً كأنّ الحسْنَ فيهِ عَلامَةٌ.

بعَثْتِ بهَا والشّمس منكِ رَسول.

وَما قَبلَ سَيفِ الدّوْلَةِ اثّارَ عاشِقٌ.

ولا طلِبَتْ عندَ الظّلامِ ذحول.

وَلَكِنّه يَأتي بكلّ غَريبَةٍ.

تَروق عَلى استِغْرابِها وَتَهول.

رَمَى الدّرْبَ بالجرْدِ الجيادِ إلى العِدى.

وَما عَلِموا أنّ السّهامَ خيول.

شَوَائِلَ تَشْوَالَ العَقَارِبِ بالقَنَا.

لهَا مَرَحٌ مِنْ تَحْتِهِ وَصَهيل.

وَما هيَ إلاّ خَطْرَةٌ عَرَضَتْ لَه.

بحَرّانَ لَبّتْهَا قَناً وَنصول.

همَامٌ إذا ما هَمّ أمضَى همومَه.

بأرْعَنَ وَطْء المَوْتِ فيهِ ثَقيل.

وَخَيْلٍ بَرَاهَا الرّكض في كلّ بلدةٍ.

إذا عَرّسَتْ فيها فلَيسَ تَقِيل.

فَلَمّا تَجَلّى مِنْ دَلوكٍ وَصَنْجةٍ.

عَلَتْ كلَّ طَوْدٍ رَايَةٌ وَرَعيل.

على طرقٍ فيها على الطّرْقِ رِفْعَةٌ.

وَفي ذِكرِها عِندَ الأنيسِ خمول.

فَمَا شَعَروا حَتى رَأوْهَا مغِيرَةً.

قِبَاحاً وَأمّا خَلْقها فَجَميل.

سَحَائِب يَمْطرْنَ الحَديدَ علَيهِمِ.

فكلّ مَكانٍ بالسّيوفِ غَسيل.

وَأمْسَى السّبَايَا يَنْتَحِبنَ بعِرْقَةٍ.

كأنّ جيوبَ الثّاكِلاتِ ذيول.

وَعادَتْ فَظَنّوهَا بمَوْزَارَ قفّلاً.

وَلَيسَ لهَا إلاّ الدّخولَ قفول.

فَخاضَتْ نَجيعَ القَوْمِ خَوْضاً كأنّه.

بكلِّ نَجيعٍ لمْ تَخضْه كَفيل.

تسايِرها النّيران في كلّ مَنزِلٍ.

بهِ القوْم صَرْعَى والدّيار طلول.

وَكَرّتْ فمَرّتْ في دِماءِ مَلَطْيَةٍ.

مَلَطْيَة أمٌّ للبَنِينَ ثَكول.

وَأضْعَفْنَ ما كلّفْنَه مِنْ قباقِبٍ.

فأضْحَى كأنّ الماءَ فيهِ عَليل.

وَرعْنَ بِنَا قَلْبَ الفراتِ كأنّمَا.

تَخِرّ عَلَيْهِ بالرّجالِ سيول..

في نهاية رحلتنا عن شعر عن موت حبيبي لا أتمنى لكم الشعور بهذا الألم القاسي، حيث يقف المحب صامتا مصدوما أمام هذا الألم الموجع والفاجعة التي تحل على القلب قبل الكون، فيشعر في هذه اللحظة أن الكون بأجمعه لا يساوي عنه شيء، وأن غيابه قد أفقده قوته، ولم يبقى له سوى الهذيان بهذا الرحيل والبكاء على الماضي وما به من ذكريات جميلة وموجعة في نفس الوقت.

مقالات ذات صلة