شعر عن فراق الحبيب نزار قباني

شعر عن فراق الحبيب نزار قباني، يعرض لكم موقع مقال mqall.org شعر عن فراق الحبيب نزار قباني بالتفصيل، إذ يعد شعور الفراق من أقسى المشاعر والتجارب المؤلمة على الإطلاق، حيث يصعب على الجميع تحمل آلامه والنتائج المترتبة على حدوثه.

مهما كان الشخص قوي، نظرًا لصعوبة الموقف الذي يكون الإنسان بها بعد افتراقه عن شخص يكن له بداخله مشاعر الحب والغرام، ولقد أستطاع الشاعر الكبير نزار قباني وصف آلام الفراق عن الحبيب في القصائد الشعرية خاصته.

شعر عن فراق الحبيب نزار قباني

امتاز شعر الشاعر الكبير نزال قباني بالمرادفات الجميلة، والأساليب البلاغية البسيطة البعيدة كل البعد عن التعقيد، بحيث يسهل للأشخاص من جميع الفئات فهم قصائده، بالإضافة إلى أن أشعاره دائمًا ما تلامس القلب والوجدان، وفيما يلي شعر عن فراق الحبيب نزار قباني:

وما بين حبٍّ وحبٍّ أحبكِ أنتِ *** وما بين واحدةٍ ودَّعَتْني.

وواحدةٍ سوف تأتي *** أفتِّش عنكِ هنا وهناكْ.

كأنَّ الزّمانَ الوحيدَ زمانكِ أنتِ *** كأنَّ جميعَ الوعود تصب بعينيكِ أنتِ.

فكيف أفسِّر هذا الشّعورَ الذي يعتريني صباحَ مساءْ *** وكيف تمرّينَ بالبالِ مثل الحمامةِ.

حينَ أكون بحَضْرة أحلى النساءْ؟ *** وما بينَ وعديْنِ، وامرأتينِ.

وبينَ قطارٍ يجيء وآخرَ يمضي *** هنالكَ خمس دقائقَ أدعوكِ فيها.

لفنجان شايٍ قبيلَ السَفَرْ *** هنالكَ خمس دقائقْ بها أطمئن عليكِ قليلاً.

وأشكو إليكِ همومي قليلاً *** وأشتم فيها الزّمانَ قليلاً.

هنالكَ خمس دقائق ْ*** بها تقلبينَ حياتي قليلاً.

فماذا تسمّينَ هذا التشتتَ هذا التمزقَ *** هذا العذابَ الطويلا الطويلا.

وكيف تكون الخيانة حلاًّ؟ *** وكيف يكون النّفاق جميلاً؟

وبين كلام الهوى في جميع اللّغاتْ *** هناكَ كلام يقال لأجلكِ أنتِ.

وشِعْر سيربطه الدّارسونَ بعصركِ أنتِ *** وما بين وقتِ النّبيذ ووقتِ الكتابة يوجد وقت.

يكون به البحر ممتلئاً بالسّنابلْ *** وما بين نقْطَة حِبْرٍ ونقْطَة حِبْرٍ.

هنالكَ وقت ننام معاً فيه بين الفواصلْ *** وما بين فصل الخريف وفصل الشّتاءْ.

هنالكَ فَصْل أسَمِّيهِ فصلَ البكاءْ *** تكون به النّفس أقربَ من أيِّ وقتٍ مضى للسّماءْ.

وفي اللّحظات التي تتشابه فيها جميع النّساءْ *** كما تتشابه كل الحروف على الآلة الكاتبة.

ضرباً سريعاً على الآلة الكاتبَة *** وفي اللّحظاتِ التي لا مواقفَ فيها ولا عشقَ.

لا كرهَ، لا برقَ، لا رعدَ، لا شِعرَ، لا نثرَ *** لا شيءَ فيها أسافرْ خلفكِ.

أدخل كلَّ المطاراتِ *** أسأل كلَّ الفنادق عنكِ فقد يتصادف أنَّكِ فيها.

وفي لحظاتِ القنوطِ، الهبوطِ، السّقوطِ *** الفراغ، الخِواءْ.

وفي لحظات انتحار الأماني *** وموتِ الرّجاءْ.

وفي لحظات التّناقضِ حين تصير الحبيبات *** والحب ضدّي.

وتصبح فيها القصائد ضدّي وتصبح *** حتى النهود التي بايعتْني على العرش ضدّي.

وفي اللّحظات التي أتسكَّع فيها *** على طرق الحزن وحدي.

أفكِّر فيكِ لبضع ثوانٍ *** فتغدو حياتي حديقةَ وردِ.

وفي اللّحظاتِ القليلةِ حين يفاجئني الشِّعر دونَ انتظارْ *** وتصبح فيها الدّقائق حبْلى بألفِ انفجارْ.

وتصبح فيها الكتابة فِعْلَ انتحارْ *** تطيرينَ مثل الفراشة بين الدّفاتر والإصْبَعَيْنْ.

فكيف أقاتل خمسينَ عاماً على جبهتينْ؟ *** وكيفَ أبعثر لحمي على قارَّتين؟

وكيفَ أجَامل غيركِ؟ *** كيفَ أجالس غيركِ؟

وأنتِ مسافرة في عروق اليدينْ *** وبين الجميلات من كل جنْسٍ ولونِ.

وبين مئات الوجوه التي أقنعتْني، وما أقنعتْني *** وما بين جرحٍ أفتّش عنه، وجرحٍ يفتّش عنِّي.

أفكّر في عصرك الذهبيِّ وعصرِ المانوليا *** وعصرِ الشّموع، وعصرِ البَخورْ.

وأحلم في عصرِكِ الكانَ *** أعظمَ كلّ العصورْ.

فماذا تسمّينَ هذا الشّعور؟ *** وكيفَ أفسِّر هذا الحضورَ الغيابَ؟

وهذا الغيابَ الحضورْ *** وكيفَ أكون هنا، وأكونً هناكْ؟

وكيف يريدونني أن أراهمْ وليس على الأرض أنثى سواكْ؟ *** أحبكِ حين أكون حبيبَ سواكِ.

وأشرب نَخْبَكِ *** حين تصاحبني امرأة للعشاءْ.

ويعثر دوماً لساني فأهتف باسمكِ ***حين أنادي عليها.

وأشغِل نفسي خلال الطّعامْ بدرس التّشابه *** بين خطوط يديْكِ وبينَ خطوط يديها.

وأشعر أنّي أقوم بِدَوْر المهرِّجِ *** حين أركّز شالَ الحرير على كتِفَيْها.

وأشعر أنّي أخون الحقيقةَ *** حين أقارن بين حنيني إليكِ، وبين حنيني إليها.

فماذا تسمّينَ هذا؟ *** وكيف أكون لديكِ؟ وأزعم أنّي لديها.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: شعر عن الوداع والفراق قصير

شعر عن الفراق قصير

تمكن الشاعر السوري الشهير نزار قباني من وصف، مشاعر الحزن والألم والغضب الناتج عن الفراق بين الأحباب، فلقد كتب العديد من القصائد الشعرية الجميلة التي تصور مدى حزن الحبيب بعد الفراق، والآتي شعر عن الفراق قصير لنزار قباني:

قال نزار القباني:

لنفترقْ قليلا لخيرِ هذا *** الحبِّ يا حبيبي وخيرنا.

لنفترقْ قليلا لأنني *** أريد أن تزيدَ في محبتي.

أريد أن تكرهني قليلا *** بحقِّ ما لدينا.

من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا *** بحقِّ حبٍّ رائعٍ.

ما زالَ منقوشًا على فمينا *** ما زالَ محفورًا على يدينا.

بحقِّ ما كتبتَه إليَّ من رسائلِ *** ووجهكَ المزروع مثلَ وردةٍ في داخلي.

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي *** بحقِّ ذكرياتنا وحزننا الجميلِ.

وابتسامنا وحبنا *** الذي غدا أكبرَ من كلامنا أكبرَ من شفاهنا.

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا *** أسألكَ الرحيل.

كما قال الشاعر نزار القباني:

أدمنت أحزاني فصرت أخاف ألا أحزنا *** وطعنت ألافا من المرات حتى صار يوجعني بأن لا أطعنا.

ولعنت في كل اللغات وصار يقلقني بأن لا ألعنا *** ولقد شنقت على جدار قصائدي ووصيتي.

كانت بألا أدفنا وتشابهت كل البلاد *** فلا أرى نفسي هناك ولا أرى نفسي هنا.

وتشابهت كل النساء فجسم مريم في الظّلام *** كما منى ما كان شعري لعبة عبثية أو نزهة قمرية.

إني أقول الشعر – سيدتي – لأعرف من أنا *** يا سادتي إني أسافر في قطار مدامعي.

هل يركب الشعراء إلا في قطارات الضنى؟ *** إني أفكر باختراع الماء.

إن الشعر يجعل كل حلم ممكنا *** وأنا أفكر باختراع النهد حتى تطلع الصحراء بعدي سوسنا.

وأنا أفكر باختراع النّاي *** حتى يأكل الفقراء بعدي الميجنا.

إن صادروا وطن الطفولة من يدي *** فلقد جعلت من القصيدة موطنا.

يا سادتي إن السماء رحيبة جدا *** ولكن الصيارفة الذين تقاسموا ميراثنا.

وتقاسموا أوطاننا *** وتقاسموا أجسادنا لم يتركوا شبرا لنا.

يا سادتي قاتلت عصرا لا مثيل *** لقبحه وفتحت جرح قبيلتي المتعفنا.

أنا لست مكترثا بكل الباعة المتجولين *** وكل كتاب البلاط.

وكل من جعلوا الكتابة حرفة مثل الزنى *** يا سادتي عفوا إذا أقلقتكم.

أنا لست مضطرا لأعلن توبتي *** هذا أنا هذا أنا هذا أنا.

اقرأ أيضا: خواطر حزينة عن الفراق

شعر عن الفراق والوداع

لطالما ارتبطت أشعار الشاعر السوري الكبير نزار قباني بالحب والفراق والمرأة، فقد تمكن من التعبير عن كافة المشاعر التي يشعر بها الإنسان عندما يحب بصدق، أبرزهم مشاعر الوداع والانفصال، وفيما يلي شعر عن الفراق والوداع لنزار قباني:

أولا

علمني حبك أن أحزن *** وأنا محتاج منذ عصور.

لامرأة تجعلني أحزن *** لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور.

لامرأة تجمع أجزائي *** كشظايا البّلور المكسور.

علّمني حبّك سيّدتي *** أسوأ عادات.

علّمني أفتح فنجاني في اللّيلة *** آلاف المرّات.

وأجرّب طِبّ العطّارين *** وأطرق باب العرّافات.

علّمني أخرج من بيتي *** لأمشط أرصفة الطرقات.

وأطارد وجهك في الأمطار *** وفي أضواء السّيارات.

ثانيا

أطارد ثوبك في أثواب المجهولات *** أطارد طيفك حتّى في أوراق الإعلانات.

علّمني حبّك كيف أهيم على وجهي *** ساعات بحثاً عن شعرٍ غجريٍ.

تحسده كلّ الغجريّات بحثاً عن وجهٍ *** عن صوت، هو كلّ الأوجه والأصوات.

أدخلني حبّك سيّدتي مدنَ الأحزان *** وأنا من قبلك لم أدخل مدنَ الأحزان.

لم أعرف أبداً أنّ الدّمع هو الإنسان *** وأنّ الإنسان بلا حزنٍ ذكرى إنسان.

علّمني حبّك علّمني *** أن أتصرّف كالصبيان.

أن أرسم وجهك بالطّبشور *** على الحيطان.

وعلى أشرعة الصّيادين *** على الأجراس وعلى الصلبان.

علّمني حبّك *** كيف الحبّ يغير خارطة الأزمان.

علّمني أنّي حين أحب *** تكفّ الأرض عن الدّوران.

علمني حبّك أشياءً *** ما كانت أبداً في الحسبان.

فقرأت أقاصيص الأطفال *** دخلت قصور ملوك الجان.

وحلمت أن تتزوّجني بنت السّلطان *** تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان.

وحلمت أني أخطفها مثل الفرسان *** وحلمت بأنّي أهديها أطواق اللّؤلؤ والمرجان.

ثالثا

علّمني حبّك، يا سيّدتي *** ما الهذيان.

علّمني كيف يمرّ العمر *** ولا تأتي بنت السّلطان.

علّمني حبّك كيف أحبّك *** في كلّ الأشياء في الشجر العاري.

في الأوراق اليابسة الصّفراء *** في الجوّ الماطر في الأنواء.

في أصغر مقهى نشرب فيه*** مساءً قهوتنا السّوداءْ.

علّمني حبّك أن آوي لفنادق ليس لها أسماء *** ومقاهٍ ليس لها أسماء.

علّمني حبّك كيف اللّيل *** يضخّم أحزان الغرباء.

علّمني كيف أرى بيروت *** امرأة تلبس كل مساء.

علّمني كيف ينام الحزن كغلامٍ مقطوع القدمين *** في طرق الرّوشة والحمراء.

علّمني حبّك أنْ أحزن *** وأنا محتاج منذ عصور لامرأة تجعلني أحزن.

لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور *** لامرأة تجمع أجزائي كشظايا البلّور المكسور.

ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: أقوال شكسبير عن الحب والفراق

في الختام نكون بذلك قد انتهينا من عرض شعر عن فراق الحبيب نزار قباني بالتفصيل لكم، حيث يصعب على الإنسان الابتعاد عمن يحب إلى الأبد، بعدما جمعتهم الذكريات الجميلة والمشاعر السامية المليئة بالحب والعشق، لبعضهما البعض، وقد تمكن الشاعر العظيم نزال قباني من كتابة روائع وقصائد شعرية مثالية عن آلام الفراق والانفصال عن الحبيب، وبرع في وصف الألم وتصويره بشكل مماثل لما يشعر به المرء عند الانفصال والفراق للأبد.

مقالات ذات صلة