شروط تعدد الزوجات في الإسلام

شروط تعدد الزوجات في الإسلام، تعتبر مسألة تعدد الزوجات من أكثر المسائل التي يثار حولها كثير من الجدل والنقاش حيث واجهت هذه المسألة كثير من الانتقادات وخاصة من الأشخاص الذين يدعون إلى المساواة بين الرجل والمرأة.

ما معنى تعدد الزوجات؟

  • يشير لفظ التعدد في اللغة إلى تنوع الشيء وهو مأخوذ من اسم المصدر تعدد ومعنى تعدد الزوجات هو الزواج بأكثر من امرأة.
  • حيث يعتبر الزواج من أهم السنن التي أنشأها الله سبحانه وتعالى عند بداية الخلق وهو وسيلة للتكاثر والحفاظ على النسل البشري وذلك حتى يضمن بقاء الحياة البشرية واستمرارها على وجه الأرض.
  • كما أن مسألة تعدد الزوجات لا توجد في الدين الإسلامي فقط وليس مقتصرًا على المسلمين وحدهم ولكن وجد أن تعدد الزوجات كان موجود في الديانات السماوية التي جاء بها الأنبياء والرسل الأخرى حتى في الأنظمة الدينية الأخرى مثل الوثنية والجنسية.
  • لكن عندما جاء الإسلام جعل نظام التعدد مراحل ولكنها وضع له مجموعة من الأسس والقواعد التي تنظمه وتعمل على الحد من أضراره وسلبياته التي كانت منتشرة في المجتمعات قبل نزول الإسلام.

شاهد أيضًا: كم عدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

حكم تعدد الزوجات في الإسلام

  • اختلف الكثير من العلماء والفقهاء حول مسألة تعدد الزوجات واجتهدا الكثير من أهل الدين في الوصول إلى حكم مناسب في هذه المسألة ولكن المرجع الأول والأخير في هذه المسألة هو القرآن الكريم.
  • حيث أجمع العلماء المسلمين على أن الأصل في مسألة تعدد الزوجات هو الإباحة ولكن يدخل تحت هذا الحكم جميع الأحكام التكلفة الأخرى كالوجوب والحرمة والاستحباب والكراهة والإباحة وذلك على حسب اختلاف الأشخاص وأحوالهم.
  • فيكون تعدد الزوجات واجبًا على الشخص في حالة إذا لم يستطيع هذا الشخص أن يمنع نفسه من الوقوع في المحرمات إلا إذا تزوج امرأة أخرى.
  • وإذا كان الشخص ليس لديه رغبة في التعدد وليس لديه المقدرة المالية والجسدية على التعدد فإن في هذه الحالة تصبح مسألة التعدد مكروه.
  • تصبح مسألة تعدد الزوجات حرامًا في حالة إذا كان الشخص ليس لديه المقدرة على الزواج وعند زواجه بأخرى يؤدي ذلك إلى التقصير في حق الزوجة الأولى والإضرار بها.
  • في حالة إذا كان الشخص لديه القدرة المالية والجسدية على الزواج بأخرى فإن هذا الأمر يصبح مستحبًا له.
  • يباح للرجل الزواج بامرأة أخرى في حالة إذا لم يكن لديه ذرية ولكن لا يرغب هذا الرجل في الزواج.
  • وضح القرآن الكريم مسألة إباحة تعدد الزوجات وذلك في تعالى (فانكحوا ما طاب لكم النساء مثنى وثلاث ورباع) وتشير هذه الآية إلى أن الله سبحانه وتعالى أباح تعدد الزوجات للمسلمين.
  • فيجوز للرجل أن يتزوج بواحدة أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة فلا يجوز له أن يزيد عن أربع زوجات وعلى الرغم من أن هذه الأمر مباحًا ولكن وضعت له الشريعة الإسلامية شروط معينة.

شروط تعدد الزوجات في الإسلام

وضعت الشريعة الإسلامية مجموعة من الشروط لمسألة تعدد الزوجات ومن هذه الشروط:

  • أباح الله سبحانه للرجل تعدد الزوجات ولكن بشرط العدل والمساواة بين الزوجات في المبيت والمساواة بينهم في المبيت والكسوة والإنفاق والأمور المادية على حسب استطاعت الزوج وقدرته أما العدل بينهم في المحبة فهذا الأمر خارج عن إرادة واستطاعت الشخص.
  • من هذه الشروط أيضًا يجب على الرجل الذي يريد الزواج من زوجة ثانية وثالثة ورابعة أن تكون لديه القدرة المالية على الإنفاق عليهم وتغطية مصروفاتها والمتطلبات الأساسية والضرورية لهن.
  • فإذا وجد الرجل نفسه ليس لديه القدرة على الإنفاق عليهم وتوفير جميع متطلباتهم ومستلزماتهم الأساسية فيجب عليه أن يستعف ويحفظ نفسه لعدم قدرته على توفير تكاليف الزواج.
  • من أهم هذه الشروط يجب على الرجل أن تكون لدية القدرة البدنية على ممارسة العلاقة الزوجية لأن هذا الأمر هو الأساس الذي يقوم عليها الزواج وهو من أهم متطلبات الحياة الزوجية لذلك يجب على الرجل أن يكون واثقًا من قدرته البدنية حتى يستطيع أن يعدل بين زوجاته.
  • حدد الله سبحانه وتعالى للرجل العدد المحدد له من النساء وذلك بدليل قوله تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة).
  • فهذه الآية تدل على أنه لا يجوز للرجل أن يتزوج بأكثر من أربع من النساء حتى يستطيع أن يعدل بينهم في جميع متطلبات الحياة.

شاهد أيضًا: موضوع عن طاعة الزوج

ما هي أسباب تعدد الزوجات؟

  • هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تعدد الزوجات منها أسباب عامة وأسباب خاصة ومن هذه الأسباب العامة.
  • ارتفاع عدد النساء العوانس والمطلقات في المجتمع وفي المقابل انخفاض عدد الرجال نتيجة الحروب في هذه الحالة يجوز تعدد الزوجات حفاظًا للنساء من الوقوع في المحرمات.
  • من أهم الأسباب التي تدفع الشخص إلى تعدد الزوجات العقم حيث أن الهدف الأساسي من الزواج هو الإنجاب والتكاثر للحفاظ على النسل البشري فإذا ثبت أن المرأة ليس لديها القدرة على الإنجاب فيجوز للرجل الزواج بأخرى.
  • من حق الزوجة أن تطلب من زوجها الطلاق إذا كان الرجل ليس لديه القدرة على الإنجاب.
  • عدم استطاعت المرأة على القيام وأداء جميع الحقوق والواجبات التي تطلبها الحياة الزوجية وذلك بسبب المرض أو غيرها من الأسباب.
  • من أسباب تعدد الزوجات في الإسلام عدم قبول الزوج للزوجة وعدم وجود رغبته في العيش معها نتيجة لكثرة الخلافات والنزاعات بينهم.
  • رغبة الرجل في الزواج من امرأة أخرى أحبها فيجوز له تعدد الزوجات.
  • زيادة الرغبة الجنسية لدى الرجل فهناك بعض من الرجال لا تكفيهم امرأة واحدة فقط في هذه الحالة أجازه له الشريعة الإسلامية على أن يتزوج بأكثر من امرأة على حسب قدرته البدنية.
  • من هذه الأسباب أيضًا محاولة إصلاح ومعالجة بعض المشاكل الإنسانية في المجتمع كأن تكون المرأة مطلقة أو متوفي عنها زوجها ولديها أطفال وتحتاج إلى من يعولها ففي هذه الحالة أفادت الشريعة الإسلامية تعدد الزوجات.

ما هي الحكمة من تعدد الزوجات؟

  • شرع الله سبحانه وتعالى تعدد الزوجات للرجل وذلك لحكمة منها زيادة نسل الأمة الإسلامية والحفاظ عليه من الانقراض وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالزواج والتكاثر وذلك للحفاظ على استمرارية الحياة البشرية.
  • بالإضافة إلى ذلك فإن عدد النساء في المجتمع أضعاف عدد الرجال لذلك شرع الله سبحانه وتعالى للرجل الزواج بأكثر من امرأة حفاظًا على النساء من الانحراف والوقوع في الحرام.
  • كما أن الحكمة من تعدد الزوجات هي منع ظهور وانتشار الفاحشة والمعاصي والزنا والرزيلة لأنه إذا شرع الله سبحانه وتعالى للرجل الزواج بامرأة واحدة فقط فإن ذلك سوف يؤثر بشكل سلبي على المجتمع وعلى النساء.
  • ذلك لأن المرأة التي تبقى بدون زواج لا تستطيع أن يجد من يعولها ويصونها من الوقوع في الشهوات والمحرمات وبالتالي تسلك المرأة طريق الانحراف والرزيلة والزنا فيتسبب ذلك في تفشي الأمراض والأوبئة في المجتمع.
  • لذلك شرع الله سبحانه وتعالى تعدد الزوجات وجعل هذا الأمر مباحًا للرجل وذلك بشروط معينة تم ذكرها سابقًا لذلك يجب على الزوجة المؤمنة بالله أن تسمح للرجل بالزواج بأخرى.

تعدد الزوجات قبل الإسلام

  • إن مسألة تعدد الزوجات كانت موجودة قبل الإسلام وهي من أقدم الظواهر التي عرفتها البشرية على مر العصور.
  • حيث كانت مسألة تعدد الزوجات منتشرة في عهد القدماء المصريين حيث كان لرمسيس الثاني أكثر من ثماني زوجات بالإضافة إلى عشرات من الجواري وأنجب رمسيس أكثر من مائة وخمسين طفلا من الذكور والإناث.
  • في عهد سيدنا إبراهيم جمع نبي الله يعقوب أختين ابنة خالة لأبان بالإضافة إلى وجواريهم وبذلك كان لديه أربعة من النساء في وقت واحد وأنجب منهم إحدى عشر ولدًا المعروفين باسم الأسباط.
  • في عهد سيدنا داود كان لديه الكثير من الزوجات والجواري بالإضافة إلى ذلك فإنه كان لسيدنا سليمان الكثير من الزوجات والجواري.
  • كان تعدد الزوجات شائعًا قبل ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية والدليل على ذلك ما جاء في الحديث النبوي الشريف فيما معنى الحديث أنه كان لرجل يدعى غيلان الثقفي أكثر من عشر زوجات وكان حديث العهد بالإسلام فلم أسلم أمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يمسك منهن أربع ويطلق سراح الباقية منهن.
  • من الجدير بالذكر أن مسألة تعدد الزوجات كان ومازال منتشرًا بين الكثير من المجتمعات والقبائل التي لا تعتنق الإسلام مثل الوثنية التي تنتشر في إفريقيا والصين والهند وجنوب شرق آسيا.
  • كما أنه لا يوجد نص صريح في الديانات السماوية الأربعة يمنع ويحرم مسألة تعدد الزوجات حيث تعتبر هذه المسألة من العادات والتقاليد القديمة التي عرفتها البشرية وليس مقتصرًا على عصر محدد أو ديانة سماوية معينة.

شاهد أيضًا: فوائد تعدد الزوجات وأهميته للمجتمع

في نهاية رحلتنا مع شروط تعدد الزوجات في الإسلام؟، أن مسألة تعدد الزوجات من الأمور المباحة في الشريعة الإسلامية ولكن بشروط وفروض معينة.

مقالات ذات صلة