تزكية معاذ بن جبل والثناء عليه

تزكية معاذ بن جبل والثناء عليه، حيث كان معاذ بن جبل رضي الله عنه ذو خلق كريم، وعلم وافر، وسيرة ذكية، وخصال حميدة.

وشهد له بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن خلال الأسطر التالية عبر موقع مقال mqall.org سوف نتناول تزكية معاذ بن جبل والثناء عليه، فلنتابع سويا.

تزكية معاذ بن جبل والثناء عليه

  • معاذ بن جبل هو الإمام أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل الخزرجي الأنصاري، أسلم وهو شاب، وكان يتسم بجمال عينيه، وحسن الثغر.
  • قام معاذ بن جبل رضى الله عنه بجمع القرآن الكريم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • شهد معاذ بن جبل بيعة العقبة الثانية في شبابه وهو يبلغ 18 عام، وشهد غزوة بدر وكان يبلغ من العمر عشرين عام.
  • قام معاذ بن جبل برواية العديد من الأحاديث عن رسول الله صل الله عليه وسلم.
  • أثنى رسول الله صل الله عليه وسلم في أكثر من حدث، فعن عبد الله بن عمرو: قال رسول الله صل الله عليه وسلم “خذوا القرآن من أربعة، من أبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة”.
  • وقد وصف الرسول صلّ الله عليه وسلم معاذ بن جبل بأنه أعلم الناس بالحلال والحرام، حيث قال في حديث شريف:
    • “أرحمُ أمَّتي بأمَّتي أبو بَكرٍ، وأشدُّهم في دينِ اللَّهُ عمرُ، وأصدقُهم حياءً عثمانُ، وأقضاهم عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وأقرؤُهم لِكتابِ اللَّهِ أبيُّ بنُ كعبٍ، وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ، وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ، ألا وإنَّ لِكلِّ أمَّةٍ أمينًا وأمينُ هذِه الأمَّةِ أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ”.
  • ومن أهم مواقف تزكية معاذ بن جبل والثناء عليه، تزكية الرسول صل الله عليه وسلم وإبقائه في مكة المكرمة بعد فتحها، لكي يعلم الناس القرآن الكريم والفقه.
  • كما أن رسول الله صل الله عليه وسلم قام بإرساله لليمن لكي يقضي بين الناس.

اقرأ أيضا: وفاة معاذ بن جبل

ثناء الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين على معاذ بن جبل

  • أثنى العديد من الصحابة على معاذ بن جبل، ومنهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث صرح سيدنا عمر وهو يثني على معاذ عندما كان يخطب بهم في الجابية: “من أراد الفقه فليأتِ معاذ بن جبل”.
  • وأثنى عليه في موقف آخر، حيث قال: “خرج معاذ إلى الشام، لقد أخل خروجه بالمدينة وأهلها في الفقه، وما كان يفتيهم”.
  • وقد أثنى عليه أيضا عبد الله بن مسعود حيث قال: “إن معاذ بن جبل كان أمة قانتا لله حنيفا، ولم يكن من المشركين، وكان يعلم الناس الخير، وكان مطيعا لله ورسوله”.
  • وقال جابر بن عبد الله عن معاذ: “كان معاذ أحسن الناس وجها، وأسمحهم كفا، وأحسنهم خلقا”.
  • وقد أثنى عليه أبو نعيم الأصفهاني قائلا في حق معاذ: “أبو عبد الرحمن بن معاذ محكم العمل، تركا للجدل، إمام للحكماء، ومقدام للعلماء، القارئ، المحب الثابت، السهل السري، السمح السخي، المولى المأمون، الوفي المصون”.

قصة معاذ بن جبل وتكسير الأصنام

  • كان معاذ بن جبل رضي الله عنه يكره الأصنام وبشدة، وكان شديد الاحتقار لها ودائما ينقص من شأنها أمام أهله، وذلك لكي يدركوا إنها لا تستحق العبادة.
  • وقد ذكر ذات مرة أنه كان يوجد صنم من الخشب في بيت عمرو بن الجموح، وكان اسمه مناة، وعندما أسلم فتيان بني سلمة وكان من بينهم معاذ بن جبل الذي تعاهد مع صديقه معاذ بن عمرو على السخرية من الأصنام.
  • كانوا يأخذوا صنم عمرو بن الجموح ويطرحونه في حفر بني سلمة، والتي كانت بها أوساخ الناس وقذارتهم، وكان يضعونه منكسا على رأسه.
  • وكان عمرو بن الجموح عندما لا يجده، ينزعج ويصرخ قائلا: “ويلكم من فعل هذا بآلهتنا”، ثم يبدأ بالبحث عنه في المدينة، ثم يجده وهو ملئ بالأذى والقاذورات، فيبدأ في تنظيفه، ثم يقوم بتطييبه وتعطيره، ثم يعود الصديقين ليفعلوا به كما فعلوا في المرة الأولى.
  • وذات مرة سأم بن الجموح من فعلتهم تلك، فعلق سيفه على صنمه وقال: “إنّي والله لا أعلم من يصنع بك ما ترى، فإن كان بك خير فامتنع، فهذا السيف معك”.
  • وفي الليل ذهب معاذ بن جبل ومعاذ بن عمرو -رضى الله عنهما- إلى الصنم، وأخذوا السيف من عليه وعلقوا بدلا منه جيفة كلب، ثم ألقوه في الحفرة.
  • وفي الصباح بحث عمرو عن صنمه فوجده كما تركوه ليلا، فغضب وجاءه بعض من الأشخاص الذين أسلموا وتحدثوا معه عن عبادته للصنم الذي لا ينفع ولا يضر، فأسلم عمرو وحسن إسلامه.
  • ثم ذهب معاذ بن جبل وعبد الله بن أنيس وتعلبة بن عنمة، وتشاركوا في تكسير جميع أصنام بني سلمة.

كما أدعوك للتعرف على: قصة أبو عبيدة بن الجراح

حب الرسول صلّ الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل

  • كان رسول الله صل الله عليه وسلم يحب أصحابه رضي اللهم عنهم حبا جما، وكان شديد الحب لمعاذ بن جبل رضي الله عنه، وقد أعلم ذلك لجميع أصحابه.
  • روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: “يا معاذ، والله إنِّي لأحبُّك، والله إنِّي لأحبُّك، فقال: أوصيك يا معاذ، لا تدعنَّ في دبر كلِّ صلاة تقول: اللهمَّ أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.

زهد معاذ بن جبل

  • بعد أن قمنا بذكر تزكية معاذ بن جبل والثناء عليه، سنتقوم بالحديث عن زهد معاذ، حيث ذكر في الإسلام الكثير من المواقف عن زهد معاذ بن جبل رضي الله عنه.
  • فهو كان زاهد في الدنيا، وغير مهتم بجمع الأموال.
  • كان حسن التصرف في الأموال التي تأتيه فيتصدق بها، وينفقها على أحوج الناس إليها.
  • كان يكثر من الصلاة في وقت السحر.
  • كان كثير الدعاء لربه.

مرض معاذ بن جبل ووفاته

  • انتشر مرض الطاعون بشدة في بلاد الشام، حتى قال الناس عليه أن فيضان لكن ليس فيضان ماء.
  • علم معاذ بن جبل رضي الله عنه بذلك، فخطب في الناس قائلا: “إنه بلغني ما تقولون، وأنها رحمة من ربكم، واستجابة لدعوة نبيكم، وكموت الصالحين الذين سبقوكم، ولكن يجب أن تخافوا ما هو أشد من ذلك، وهو أن يذهب المرء إلى بيته لا يدري أمؤمن هو أم منافق، وخافوا إمارة الصبيان”.
  • وقد تمنى معاذ بن جبل أن يصاب بالطاعون ويموت حيث يرى إنه فيه الشهادة، فقد قال: “اللهم ادخل على معاذ رضي الله عنه وأهل بيته الرجمة التي أنزلتها”، فاستجاب ربه له وتوفي زوجتاه، وولداه.
    • أما معاذ فقد أصيب بالطاعون في أصبع رجله، فدعا ربه قائلا اللهم إنها صغيرة فزدها، فاستجاب له حتى اشتد عليه المرض ومات في السنّة الثامنة عشرة من الهجرة، وكان يبلغ وقتها 38 عاماً.

كما يمكنكم الاطلاع على: قصة سعد بن أبي وقاص

فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بتزكية معاذ بن جبل والثناء عليه، وذلك من خلال ذكر إسلامه، وثناء الرسول والصحابة عليه، وزهده، وأخيرا مرضه ووفاته، ونرجو أن يكون المقال أعجبكم وأفادكم.

مقالات ذات صلة