حُكم زيارة القبور للنساء في المذاهب

أهلًا بكم زوَّار موقعنا الكِرام، إنَّ زيارة القبور والموتى مِنْ أكثر الأشياء التي نعتبر منها، وتذكرنا بمصيرنا المحتوم (نسأل الله السلامة).

هذا ويُستحب زيارة القبور من قبل الرجال، أمَّا بالنسبة للنساء فهناك أقوال في حُكم زيارتهن للقبور، والتي سوف نتعرف عليها من خلال هذا المقال، تابعوا موقع مقال.

زيارة القبور للنساء في المذاهب وحكمها

لقد اختلف الفقهاء في زيارة القبور بالنسبة للنساء، وهذا الاختلاف كان على ثلاثة أقوال، وهي:

كره زيارة النساء للقبور

ما يدلُّ على المنع

  • عن أبي هريرة-رَضِيَ اللهُ عنه-: ((أنَّ رسولَ الله-صلَّى الله عليه وسلَّم- لعَنَ زيارات القُبورِ))، [صحيح الترمذي: 1056]

ما يصرف النَّهي إلى الكراهة

  • عن أنس بن مالك-رَضِيَ اللَّهُ عنه-، قال: ((مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بامْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ وهي تَبْكِي، فَقالَ: «اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي»))، [صحيح البخاري: 1252].
    • والشاهد في هذا الحديث، أنَّ النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يقم بمنعها عن زيارة القبر.
  • وعن أمِّ عطيَّةَ-رَضِيَ اللهُ عنها-، قالت: ((نُهِينا عنِ اتِّباعِ الجَنائزِ ولم يُعْزَمْ علينا))، [أخرجه البخاري (1278)، ومسلم (938)].
    • والشاهد في هذا الحديث، أنَّ زيارة القبور مِنْ جنس الاتِّباع، فيكونا مكروهان.
  • هذا ولأنَّ النساء أيضًا قليلون الصبر، سريعون الجَزَع، وفي زيارتهن للقبور تهييجٌ لأحزانِهن.
    • وربَّما أفضى بهم ذلك إلى ارتكاب وفعل ما لا يصح ولا ينبغي.

اقرأ أيضًافضل صيام عشر ذي الحجه في الإسلام

تحرم زيارة النساء للقبور

  • زيارة النساء للقبور تجعلهن يندبن ويفلون ما لا يليق بحرمة المكان، وذلك لما فيهن من ضعفٍ وقلة صبرٍ، وكل هذه الأمور هي سببٌ في أذيَّة الميَّت.
    • هذا أيضًا بالإضافة إلى افتتان الرجال بصوتهن وصورتهن.
  • وإذا كانت زيارةُ القبور من قبل النساء مَظِنَّةً وسببًا للأمور المُحرَّمة في حقهن وحق الرجال، فإنَّ ذلك يحرَّم سدًا للذريعة.

شاهد أيضًاترتيب الخلفاء الراشدين بعد الرسول

زيارة النساء للقبور

وهذا هو مذهب الأحناف، وقولٌ واحدٌ عند المالكيَّة، وقولٌ واحدٌ عند الشافعيَّة، وروايةٌ واحدةٌ عند أحمد، واختاره القرطبيُّ، والشوكانيُّ.

والدليل على هذا القول، ما يلي:

  • كذلك عن بُريدَةَ-رَضِيَ اللهُ عنه-، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم – : ((نهَيْتُكم عن زيارَةِ القُبورِ فزُورُوها))، [أخرجه مسلم (977)].
    • والشاهد في هذا الحديث، أنَّ سياقه فيه دلالة على سبق النَّهي ونسخه، مما يؤدي إلى دخول كلًّ من الرجال والنساء في عمومه.
  • أيضًا عن عائشة-رَضِيَ اللَّهُ عنها-، قالت: ((… كيف أقولُ لهم يا رسولَ الله؟ قال: «قولي: السَّلامُ على أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمنينَ والمُسلمينَ، ويَرْحَمُ اللهُ المُستَقْدمينَ مِنَّا والمُستَأخرينَ، وإنَّا إن شاء اللهُ بكم لَلاحِقونَ»))، [أخرجه مسلم (974)].
    • والشاهد في هذا الحديث، أنَّ قيام النبي-صلى الله عليه وسلم- بتعليمها- رضي الله عنها- هذا الدُّعاء، فيه دلالة على جواز زيارة القبور للنساء.

قد يهمك: ترتيب الخلفاء الراشدين بعد الرسول

وبهذا نكون قد أوضحنا التفاصيل والأدلة حول أقوال الفقهاء الثلاثة التي تتعلق بهذه القضية، مؤكدين على أنَّ اختلاف العُلماء فيه رحمةً لنا، هذا ونرجو أن يكون المقال قد أفادكم ونال استحسانكم التابع لموقعنا، موقع مقال.

مقالات ذات صلة