ما لا تعرفه عن سلمان الفارسي

ما لا تعرفه عن سلمان الفارسي، عندما تتحدث عن صحابي تشعر وكأن قلبك هو الذي يتحدث ولاسيما عندما نتحدث عن صحابي جليل مثل سليمان الفارسي الذي جاب الأرض طولا وعرضا سعيا وراء الحق معرفة اليقين.

عندما نتحدث عن حضرة هذا الصحابي سنشعر وكأننا نروي من قصص الأساطير من جمال وروعة حياته وطريقة إسلامه.

سمى فارسي لأنه من أصل فارس، وهو أول فارسي أسلم واعتنق الإسلام، بحث كثيرًا عن الحقيقة وعن الحق وجاب الأرض حتى دخل الإسلام عن اقتناع فكان في بادئ الأمر مجوسي ولكنه لم يقتنع بها وتركها، وأيضًا ترك بلاده حتى يجد الحقيقة.

ويجد الدين الذي يشعر أنه هو الذي أنزل به الله سبحانه وتعالى، إلى أن وصل إلى المسيحية، ولكن دينهم لم يقنعه أيضًا ولم يشعر أن هذا هو الدين الحق، فأخذ يبحث ويبحث إلى أن بشر بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما ظهر أسلم وبادر بإسلامه.

وقد لقب سليمان الفارسي بعدة القاب منها: لقمان الحكيم، وأبو محمدي، والفارسي، وأبو القطبان، ولقد ولد في كازرون في بلاد فارس ومات بالمدائن ودفن بها بالعراق، وكان له ولد اسمه عبد الله.

 أعماله

لقد قام بعمل عظيم جدًا لأهل فارس وساعد الكثير منهم على اعتناق الإسلام وهو ترجمة القرآن من العربية إلى الفارسية

ابي الاسلام لا اب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم

عندما كان يسأل سليمان عن نسبه فكانت هذه اجابته، فمنهم من كان يقول أنا تميمي وافتخر بذلك وأنا قرشي وافتخر بذلك، ومنهم من يقول أنا قيسي إلا أن نسبه كان فارسي ولكنه كان يعتذر بالإسلام اعتزازًا كبيرًا.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي عكرمة بن أبي جهل

سليمان والشعر

كما ذكرنا سابقًا انه كان يلقي الشعر ويكتبه وكان دائمًا يعتز بإسلامه في شعره فله بيته المشهور: (أبي الإسلام لا أب لي سواه إن افتخروا بقيس أو تميم).

يدل دلالة كبيرة على قوة إيمانه واعتزازه بالإسلام، وعندما سألوه عن نسبه قال إن نسبه هو الإسلام.

ولا يمكننا أن ننسى موقفه العظيم في غزوة الخندق عندما شاور الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له إن يحفرون خندق حول المدينة .

حتى يحتمي به من قريش وهذا وان دل فإنما يدل على خبرته ومعرفته بفنون الحرب والقتال عندما كان في الفرس.

 قصة إسلام سليمان الفارسي

  •  كان سليمان دائمًا يبحث عن الحق ويتبعه وكان أبوه شديد الخوف عليه فكان دائمًا يخشى عليه من يترك المجوسية، ويذهب إلى ديانة أخرى.
    • وقد كان في أحد من الأيام بعثه أبوه يريد ضيعته، ثم مر بكنيسة مسيحية.
    • فسمع بها أصوات لهم وهم يصلون، فأراد أن يتعرف على ما يفعلون، وتأخر عن أبيه.
  • ثم رجع إلى أبيه فأخذ يقص عليه ما سمع فخاف عليه ابيه خوفًا شديدًا أن يعتنق النصرانية.
    • ويترك المجوسية، فقيده قيدًا شديدًا من قدمه وحبسه في بيته.
  • ثم بعث سليمان إلى القسيس بالكنيسة وأخبره أنه جاء من بلاد الشام وقال إنه يريد أن يراه قبل أن يذهبون.
    • وثم نزع الحديد من قدمه وخرج معهم حتى الشام وذهب إلى الكنيسة فقال إلى القسيس.
    • أنه يرغب في هذا الدين وحب هذا الدين وأراد أن يخدم في الكنيسة، وأن يتعلم منهم الصلاة.
  • ثم دخل في ديانتهم ولكن رأى من هذا القسيس أمورًا جعلته يرحل عن هذا الدين فكان يأمرهم بالصدقة ويرغب فيها ثم يأخذها لنفسه.
    • ولا يعطي منها المساكين والمحتاجين حتى جمع سبع قلال من الفضة والذهب، فكرهه كرهًا شديدًا وبغضه.
  • وباعه أحد الشاميين إلى أحد اليهود فحمله معهم حتى وصلوا الى وادي القرى وعندما دنا منه الموت فسألوه عن وصيته بعد موته.
    • فبشرهم بنبي مبعوث بديانة إبراهيم وسوف يخرج من أرض العرب وقال إنه لا يأكل الصدقة.
    • ويأكل الهدية وأمر من حوله إن استطاعوا ان يلتحقوا ببلاد العرب فليفعلوا ذلك.

 تابع قصة إسلام سليمان الفارسي

  • بعد ذلك مربي سيدنا سليمان قافلة من تجار العرب طلب منهم أن يأخذه إلى أرض العرب وأن يعطيهم غنيمة وبقرته.
    • وتم هذا الأمر وأعطاهم غنيمته وأخذوه معهم إلى أن وصل إلى وادي القرى.
    • ولكنهم باعوه إلى رجل يهودي فعال معه في جني النخل وتمنى أن تكون هذه البلد التي وصفها له القسيس قبل موته.
  • وباعه اليهودي إلى رجل من بني قريظة فأخذه إلى المدينة فعندما رآها أقسم أنها هي كما وصفها له صاحبه.
    • فقام بها إلى أن بعث الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أقام بمكة ولكنه لم يكن يسمع عنه شيء إلى أن وصل إلى المدينة.
  • وفي أحد الأيام كان يعمل فوق النخلة فسمع صاحبه يتحدث عن بعثة رجل أنه يدعي النبوة فرحه فرحًا شديدًا وحمد الله وسأل صاحبه فكلمه صاحبه لكمة شديدة وقال له مالك.
    • ولهذا وكان قد جمع من قوته ما يكفيه إلى عدة أيام فأخذه وذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له سمعت أنك رجل صالح.
    • وأن معك أناس طيبون وهذه الصدقة مني لهم فأخذها النبي وأعطاها لهم فأكلوا منها.
    • ولم يأكل منها فقال في نفسه هذه الأولى ثم جمع بعد ذلك من قوته ما يكفيه.
  • وذهب إلى الرسول وقال له إني رأيتك لا تأكل من الصدقة فهذه هدية مني لك، فأكل الرسول منها.
    • وقال لأصحابه أن يأكل منها معه، فقال سليمان في نفسه هذه الثانية
  •  ثم في أحد الأيام كانت هناك جنازة لصحابي كان فيها الرسول فذهب سليمان وأخذ يتفقد الرسول ويبحث عن الخاتم.
    • فعندما شعر الرسول أنه يتفقده رفع الرسول ردائه فرأى سليمان الخادم بين منكبيه صلى الله عليه وسلم.
    • وفرح فرحًا شديدًا ثم ذهب بين يدي الرسول فقص عليه ما حدث له من بشارته بالرسول من المسيحي وأسلم سليمان وأعتقه صاحبه.

وشهد مع الرسول غزوة أحد وبدر والكثير من الغزوات.

شاهد أيضًا: معلومات عن الصحابي حذيفة بن اليمان

غزوة الخندق

  •  كان لسيدنا سليمان في هذه الغزوة دورًا عظيمًا مشهودًا كتبه التاريخ ودونته الكتب، إلى وقتنا هذا نفتخر به.
    • فعندما جاء جيش الكفار الى مدينتنا حتى تقاتل وكان يقودهم أبو سفيان وكان موقف المسلمين في هذه الآونة ضعيف جدًا.
    • فجمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه وأخذ يشاورهم في هذا الأمر.
  • فأتى إليهم سليمان وادلى بدلوه واقترح أن نحصن المدينة جيدًا من فوق هضبة عالية.
    • واقترح أن يقوم المسلمون بحفر خندق كبير حتى تغطي المناطق المكشوفة من حول المدينة فأعجب الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الفكرة.
    • ووافق المسلمون عليها وبدأ في تنفيذها، وبنو هذا الفندق الذي صعقت قريش عندما رأته ولم تستطع أن تقتحم المدينة.
  • وحينها أرسل الله عز وجل ريحًا صرصرًا لم يستطع المشتركين معها الا أن يرحلوا دون القتال ولم يستطيعوا أن يغلبوا المسلمين.
    • وكان النصر حليف المسلمين في هذه الغزوة، وإذ بصخرة عالية تهوى على المسلمين.
    • ولكن قد تجنبها المسلمون بسبب الفكرة التي اقترحها سليمان على الرسول.
  • وهو نقل الخندق حتى لا تصيب هذه الصخرة، ثم ذهب سليمان وسمى الله على هذه الصخرة وضربها.
    • ثم انفلقت بأمر الله واصدرت شرر فهلل الرسول مكبرًا وبشرنا بشارة أننا سنأخذ مفاتيح.
    • فارس وسنغلب الفرس والروم، ثم ضرب الصخرة مرة أخرى ظهر هذا الشرر مرة أخرى.
  • فتكبر الرسول وقال سنأخذ مفاتيح فارس وبشرنا بهذه البشارة وسنأخذ القصور الحمراء.
    • وضرب الثالثة هنا استسلمت الصخرة واشتد ضوء البريق وهلل المسلمون بقيادة الرسول وبشرهم بقصور سوريا وصنعاء وغيرها من مدن الأرض

شاهد أيضًا: معلومات عن الصحابي صهيب الرومي

سليمان صحابي عظيم لا يمكن لنا ان ننكر مهاراته ولا رجاحة عقله في الحروب، عاش كريمًا ومات كريمًا لا ننسى له حبه للحق وتطلعه لمعرفته.

فيجب علينا أن نتعلم منهم هذا الدرس ويجب علينا أن نحبه حبًا شديدًا ونسأل الله أن يجمعنا به في الفردوس.

مقالات ذات صلة